دراسة: طلبة الجامعات أكثر عرضة للاكتئاب من أقرانهم
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
الدراسة ليست دائماً رحلة ممتعة للمعرفة والتعلم، فهي كذلك محطة صعبة تتطلب الكثير من التضحيات، وأحيانا تتحول إلى محطة للمعاناة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتخصصات صعبة للغاية، أو عندما يكون الطالب في الجامعة ملزماً بالصبر على مدخول مادي محدود أو حتى شبه منعدم.
دراسة جديدة تقول إن طلبة الجامعات هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من أقرانهم الذين يتجهون للعمل، والسبب الرئيسي هي المصاعب المادية التي تواجه الطلبة، وهي الدراسة التي تناقض أبحاثاً سابقة كانت تتحدث عن عدم وجود فوارق سيكولوجية بين الطلبة وبين أقرانهم.
وحسب ما نقلته صحيفة الغارديان عن صاحبة الدراسة، الدكتورة تايلا مكلود، وهي باحثة في قسم الطب النفسي في كلية لندن الجامعية، فإن تزايد الضغوط المالية إلى جانب القلق بسبب ضرورة الحصول على نتائج قوية، يمكن أن يشكل رابطاً بين تراجع الصحة النفسية وبين الدراسة.
واضطر الطلاب في الكثير من أنحاء العالم إلى أداء مبالغ إضافية لتأجير غرف وشقق، بسبب التضخم وارتفاع نفقات الطاقة، فضلاً عن ارتفاع نفقات المعيشة، ومن ذلك أسعار المواد الغذائية وأسعار خدمات المطاعم والمقاهي والنقل وغيرها.
ونُشرت الورقة البحثية في دورية "ذ لانسيت" thelancet المختصة بالصحة العمومية، وذكر أصحابها كذلك أن الفوارق الصحة النفسية بين الخريجين وغير الخريجين في سن الـ25، أي عند نهاية سنوات الدراسة الجامعية، لم تعد موجودة.
وذكرت الورقة أنه إذا ما تمت معالجة أسباب الاكتئاب لدى الطلاب، فإنه من الممكن أن تتراجع معدلات الاكتئاب والقلق لدى الشباب ما بين 18 و19 عاما.
وتشير الدكتورة غيما ليويس، وهي أستاذة مساعدة في الكلية ذاتها، إن تراجع الصحة النفسية للطلاب يمكن أن تخلق تداعيات على المدى الطويل في حياتهم. وتقول: "السنوات الأولى من التعليم العالي هي أساسية في التطوّر الذاتي. لذلك إذا تم تحسين الصحة النفسية للطلاب، فيمكننا توقع نتائج إيجابية على المدى الطويل في صحتهم ورفاهيتهم وعطائهم الدراسي ونجاحهم".
وتطابقت نتائج الدراسة مع بحث آخر أجرته كلية كينجز لندن، أكدت أن مشاكل الصحة النفسية المبلغ عنها بين الطلاب تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت من 6% إلى 16%، وكانت منتشرة بشكل خاص بين الإناث وغير ثنائيي الجنس، ومن أسباب ذلك غلاء المعيشة.
ومن آثار هذه المشاكل، ارتفاع نسب الطلاب الذين يفكرون في ترك الجامعة لأسباب مادية صرفة، بينما اتجه آخرون لمزيد من العمل أثناء أوقات الدراسة، ما كان له أثر سلبي كذلك على الصحة النفسية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
جامعة القاهرة تعلن عن النشر الدولي لأول دراسة بحثية مصرية بالطب الدقيق
أعلنت جامعة القاهرة عن نشر أول دراسة بحثية مصرية كاملة في مجال الدراسات الجينومية على أحد الأمراض النادرة التي تصيب الكلى وقد تؤدي إلى الفشل الكلوي، وذلك في دورية "الجينات البشرية" الدولية الصادرة عن دار نشر "سبرينجر" العالمية، يُعد إنجاز علمي الأول من نوعه في مصر،
وتعد هذه الدراسة باكورة التعاون البحثي بين جامعة القاهرة ومركز البحوث الطبية والطب التجديدي، وقد تمت جميع مراحلها داخل مصر على أيدي علماء مصريين، باستخدام أحدث تقنيات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، ما يمثل دخولًا قويًا لمصر في مجال الدراسات الجينومية واسعة النطاق.
وصرح د.محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، بأن هذا الإنجاز يؤكد ريادة جامعة القاهرة في دعم البحث العلمي التطبيقي، ويعكس الإمكانات الفائقة للعلماء المصريين في الجامعات والمراكز البحثية، مشيرًا إلى أن دخول مصر عصر الدراسات الجينومية المتقدمة يمثل خطوة استراتيجية مبهجة نحو تطوير أساليب الرعاية الصحية والتعامل مع الأمراض النادرة.
وقد توجه رئيس الجامعة، ممثلا عن منتسبيها، بالشكر والتقدير لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومركز البحوث الطبية والطب التجديدي، على دعمهما المتواصل لهذا النوع من الدراسات، كما اثنى على جهود الفريق البحثي المصري الذي أتم هذه الدراسة للمرة الأولى داخل مصر.
ومن جانبه أشار د. محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، إلى أن نشر هذه الدراسة في دورية علمية مرموقة يؤكد أن البيئة البحثية في جامعة القاهرة قادرة على إنتاج معرفة جديدة تتماشى مع أحدث ما توصل إليه العلم عالميًا، لافتًا إلى أن هذا النوع من الدراسات المتقدمة هو ما تراهن عليه الجامعة في المرحلة المقبلة، في إطار استراتيجيتها لتحفيز الابتكار، وتحقيق الريادة في العلوم الطبية والبيولوجية الدقيقة.
ومن جهتها، أوضحت د.نيفين سليمان – الباحث الرئيسي للدراسة وأستاذ طب الأطفال والأمراض النادرة بكلية الطب بجامعة القاهرة – أن الدراسة تمثل أول تطبيق عملي في مصر للطب الدقيق (الشخصي) لعلاج المرضى بناءً على خرائطهم الجينية، إلى جانب تقديم المشورة الوراثية للعائلات، بما يسهم في تطوير أساليب الرعاية الصحية والتعامل مع الأمراض النادرة.
وأضافت د. نيفين سليمان بأنها تشعر بفخر شديد لإتمام هذه الدراسة باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لفك شفرة جينومات المرضي المصابين، ومن ثم تطبيق الطب الدقيق لكل مريض طبقا لتركيبته الجينية مع تقديم المشورة الجينية للعائلات، مشيرة إلى أن جامعة القاهرة لها السبق حيث إن هذه الدراسة، والتي تشرفت بكونها الباحث الرئيسي لها، هي باكورة التعاون البحثي بين جامعة القاهرة ومركز البحوث الطبية والطب التجديدي.
جدير بالذكر أن هذا الإنجاز العلمي يُعد علامة فارقة في مسار البحث الطبي في مصر، ويؤسس لانطلاقة قوية نحو تطوير منظومة الطب الدقيق، وبناء قاعدة بيانات جينومية وطنية تخدم المرضى وتعزز من قدرات الدولة في مجال الرعاية الصحية المبنية على الابتكار.
https://link.springer.com/journal/44162/updates/20285218