صراحة نيوز:
2025-06-17@07:18:00 GMT

‏نأخذ المطعوم أم لا؟ سؤال مُخجل وخطير

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

‏نأخذ المطعوم أم لا؟ سؤال مُخجل وخطير

صراحة نيوز – ‏حسين الرواشدة‏تصوّر أن في بلدنا “حملة وطنية ضد مطعوم الحصبة” ، انضم اليها آلاف المواطنين ، تصور ،أيضا ، أن رئيس لجنة الصحة النيابية أكد أنه لن يعطي أطفاله المطعوم ، فحظي بالتصفيق ، تصور ثالثا، أن شريطا مسجلا باسم رئيس جمعية المهندسين الوراثيين ، يُحذر من خطر استخدام المطعوم، بذريعة أنه يحول الأطفال إلى “مثليين “، انتشر كالنيران بالهشيم ، السؤال :لماذا يُصدّق اغلبية الأردنيين هذه الدعوات، ولماذا يتصورون أن دولتهم ،وليس حكومتهم فقط ، تُضمر لهم الأذى والشرور؟‏لكي أفرد الموضوع بهدوء، سأتجاوز مسألتين مهمتين، الأولى :المناكفات السياسية التي طفت على السطح بين النخب السياسية ، هذه التي وظّفت المطعوم ،كما سبق ووظفت غيره ، لتصفية حساباتها ، و إضافة ما يمكن من رصيد لها لدى الشارع ، هذا الصراع كان واضحا في الجلسة التي عقدتها لجنة الصحة النيابية مؤخرا، ثم ما تلاها من تصريحات على وسائل الإعلام، أما المسألة الثانية فتتعلق بالصراعات التجارية بين أقطاب ” بزنس الدواء ” ، هذه التي تخوض حروبها لاقتناص عطاء ، أو حرمان شركة أخرى منه ، كل ذلك دون أي اعتبار لصحة الأردنيين ، وسلامة مجتمعهم .

‏لكي نفهم ما حدث ، بدأ برنامج التطعيم الوطني في بلدنا العام 1979 ، لم يعترض عليه أحد آنذاك، وقد سجلت نسبة المناعة الوطنية ضد مرض الحصبة تحديدا ، نحو 98% ، (تراجعت بعد كورونا إلى 80% ) ، وخلال الأعوام المنصرفة تم تسجيل 163 حالة ، مما استدعى إطلاق حملة التطعيم ، وبالتزامن معها انطلقت حملة التشكيك بالمطاعيم التي تقدمها الحكومة ، علما انها ( حملة التشكيك) برزت لأول مرة حين تم توزيع حبة “فيتامين “على طلبة المدارس لتحسين صحتهم الغذائي (2003 )، ثم تكررت بزخم أكبر مع جائحة كورونا (2020 )، حيث تبين أن نحو 40% ممن سجلوا على منصة التطعيم عزفوا عن أخذه.‏حالة التمنّع والتشكيك بالمطعوم ، تكشف عن حالة المجتمع أولا ، وعن علاقته مع إدارات الدولة ثانيا، كما تكشف عن الهوة بين التعليم والوعي ، وبين العلم والثقافة ، حين ندقق بحالة المجتمع نجد أن الرأي العام يتعرض لموجات من الزخم الإعلامي ، أورثته مزيدا من الاضطراب في المزاج ، و ولدت لديه ثقافة الخوف من المجهول ، حين ندقق بعلاقة المجتمع مع الادارات العامة ، نجد أن عنوان هذه العلاقة هو “افتقاد الثقة”، الأردنيون لا يثقون بما تقوله أو تفعله حكوماتهم، حتى لو كان ذلك يصب في مصلحتهم، أما حين ندقق بثقافة المجتمع، فسنجد أنها مرهونة لمنظومة من الأساطير والتخيلات التي رسخت فيه عقلية المؤامرة.‏كما غابت النخبة السياسية التي تمثل المجتمع عند الأزمات التي مر بها، غابت النخب الطبية التي تمثل أصوات الحكمة والعقلانيه عندما أثير الجدل حول المطعوم ، هذه مفارقة مفهومة ، لكن يكفي أن نتذكر أن انتصار حملة التشكيك سيحرم نحو 1.2 مليون مواطن من المناعة ضد الحصبة، وأن انتشار هذا الوباء -لا سمح الله- سيغرق المجتمع بمرض سريع الانتشار ، يكفي أن نتذكر ، ايضا، أن معظم ما قيل عن مصدر المطعوم ، وعدم مأمونيته واعتماده ، استند إلى معلومات غير صحيحة وناقصة، وأن ثمة معلومات أخرى صحيحة ،أكدتها جهات طبية محترمة ، ضاعت في الطريق ، يكفي أن نتذكر، ثالثا، أن مقولة “مؤامرة على أبنائنا” ، لا تستقيم مع المنطق ، أي منطق ، إذ لو أرادت الحكومة ،أي حكومة ، أن تفعل ذلك ، لوجدت ألف وسيلة ، واستهدفت ، مثلا ، مراجعي المراكز الحكومية( عددهم نحو 3,5 مليون مراجع)، وليس أطفال المدارس فقط .‏ نأخذ المطعوم أم لا ؟ هذا سؤال مخجل لا يجوز أن يتردد في نقاشاتنا العامة ، لأنه لا يخطر على بال عاقل أن يختلف الناس حول مواجهة وباء يمكن أن يهدد صحتهم وأعمارهم ، وهو مخجل ،أيضا ، لأن المسافة بين إدارات الدولة والمجتمع اتسعت كثيرا، لدرجة أن أغلبية الناس أصبحوا لا يتورعون عن اتهام المسؤولين عن إدارة شؤونهم بمحاولة إلحاق الضرر بهم، وربما الإجهاز عليهم ، وهو سؤال خطير ،أيضا ، لأنه لا يتعلق -فقط -بمطعوم ، وإنما قد يمتد إلى قضايا أكبر، ينقسم عليها المجتمع إلى فسطاطين: مشككين ومصدقين، انقسام المجتمع هو اسوأ وصفة لمواجهة الخطر ، اي خطر .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

غرفة الصناعات الكيماوية: الـ 6 مصانع الخاصة بالأسمدة توقفت تقريباً

كشف المهندس شريف الجبلي رئيس غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات عن موقف مصانع الأسمدة قائلاً:"الـ 6 مصانع الخاصة بالأسمدة توقفت تقريباً، ومتوسط إنتاج المصنع الواحد كان يتراوح ما بين 50 ألف طن إلى 150 ألف طن شهرياً بحسب حجم المصنع".


وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "جميعهم سوف يتوقفون في المرحلة الحالية، ولا توجد مشكلة في الغاز فمصر تعاقدت على الشحنات التي تحتاجها البلاد في الفترة الراهنة، والمراكب وصلت بالفعل لتحويل الغاز السائل للطبيعي في الشبكة، والدولة قامت بواجبها".

الاضطرابات الجيوسياسيةالزراعة توقع عقد اتفاق لإنتاج السماد العضوي من المخلفات النباتية والحيوانيةضبط 10 أطنان سماد مدعمة قبل بيعها في السوق السوداء بالبحيرةضبط 24 شيكارة أسمدة زراعية محظور تداولها بكفر الشيخوزير الزراعة: نسعي لتوفير المخصبات والأسمدة للمزارعين بأسعار مناسبة

وأوضح أن الإجراء الذي اتخذته الحكومة تحوطياً في ضوء الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة، خاصة مع تزايد أخطار مثل إغلاق مضيق هرمز على سبيل المثال وما قد يؤدي إلى اضطراب سلاسل الإمداد، ومن ثم أتى الإجراء الاحترازي وفق فقه الأولويات، ما تحتاجه الكهرباء أولاً ثم الصناعة.


ورداً على سؤال الحديدي: المعلومات بتقول إن فيه ثلاث مراكب موجودة في الميناء، أحدها تم ربطه بالشبكة والباقيان جاري ربطهما، في حال إتمام عملية الربط للمراكب الثلاث يعود ضخ الغاز في شرايين الصناعة؟ ليرد: "مش شرط، لأن المراكب الثلاث موجودة في الميناء ودورها هو تحويل الشحنات المسالة لغاز طبيعي، وتكلفتها اليومية عالية حيث لها إيجار يومي، ولكن الأهم هو وصول المراكب المحملة بالشحنات من مصدرها."


وعن حجم خسائر القطاع جراء التوقف علق:"ما نقدرش نحسبها لأن فيه أنواع كثيرة، مثلاً أسمدة النيتروجين وهو المعتمد على الغاز، وهناك الفوسفات والبوتاسيوم، والمعتمد على الغاز هو النيتروجين والمعروف باسم 'اليوريا'، وهي الأكثر تأثراً، وتختلف الخسائر بحجم الإنتاج لكل مصنع."


وعن حجم الصادرات السنوية من الأسمدة قال: "نُصدر بحوالي 3 - 3.5 مليار دولار – سنويا  على الأقل بحسب سعر الصرف، وبناء على ما سبق سيتوقف التصدير، الذي سيصدر هو اللي عنده مخزون فقط."


ورداً على سؤال الحديدي: هل يمكن أن يكون فيه سوق سوداء مع تزايد الطلب؟ ليرد: "السماد اليوريا مقسوم لنوعين: المدعم لمن حيازته 25 فدان وأقل مدعوم مثبت السعر من قبل الحكومة ، وما فوق هذه الحيازة يحصل عليه بالسعر الحر، والأخير ممكن يتحرك."

طباعة شارك إيران اخبار التوك شو صدى البلد

مقالات مشابهة

  • رضا بهلوي: إضعاف النظام الإيراني الآن أمر إيجابي .. فيديو
  • هكذا أجاب نتنياهو على سؤال حول إمكانية اغتيال خامنئي في إيران
  • مختصون يجيبون عن سؤال الساعة: متى يحق الزواج للمعاق ذهنيا؟ وما هي الشروط؟
  • بخلاف شات جي بي تي .. 4 أدوات ذكاء اصطناعي ستغّير طريقة بحثك
  • كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل وإيران؟
  • غرفة الصناعات الكيماوية: الـ 6 مصانع الخاصة بالأسمدة توقفت تقريباً
  • كيف أجيب على سؤال أين الله؟.. الإفتاء توضح الرد الشرعي
  • فى اليوم العالمي للتبرع بالدم..محافظ المنيا يؤكد استمرار الحملة التي انطلقت منذ أبريل
  • عمان الأهلية تنظم حملة للتبرع بالدم
  • تصعيد مفاجئ وخطير… إيران تعلن عن خطوة ستصدم الغرب وبعض العرب ..تفاصيل