يحظى المعلمون بتقدير عالٍ على المستويين الرسمي والشعبي في دولة الإمارات التي تولي اهتماماً كبيراً بتوفير أشكال الدعم والرعاية كافة للمعلمين وأدوارهم المرتبطة بشكل وثيق بكل خطط التنمية واستراتيجيات التطور المستقبلية. وتحرص الإمارات على الاحتفال بـ«يوم المعلم العالمي» الذي يصادف في 5 أكتوبر من كل عام، تعبيراً عن فخرها واعتزازها بمكانة المعلم في المجتمع ودوره في بناء أجيال المستقبل والارتقاء بجودة مخرجات التعليم والمنظومة التعليمية ككل.

وتسعى الإمارات إلى بناء تجربة نموذجية في دعم مكانة مهنة التعليم بمؤهلاتها وخبراتها ونظمها التشغيلية، وبما ينعكس إيجاباً على تعزيز المنظومة التعليمية وتحقيق المستهدفات وتطوير السياسات والتشريعات لبناء أجيال رائدة في كل المجالات.  

وناقشت الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في عام 2019، عدداً من المبادرات في مجال تقدير وتمكين المعلم، موزعة على 3 محاور هي: تمكين المعلم، وتقدير المعلم، وتحفيز المعلم. وركزت المبادرات التي تم بحثها على دعم وتمكين المعلم في منظومة المدرسة الإماراتية، وتعزيز قدراته التخصصية والمهنية، وتقدير جهوده الوطنية في إعداد جيل يواكب التحديات ومتطلبات مهارات المستقبل، بما يضمن حياة كريمة للأجيال القادمة.  

وفي أكتوبر الماضي، أطلقت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي مبادرة مجالس تعليم للقيادات المدرسية والمعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية، وذلك بهدف إشراك الميدان التربوي في عملية تطوير المنظومة التعليمية واتخاذ القرارات، والاستفادة من خبرات الميدان في هذا المجال، بما يرتقي بطموحات الدولة ويحقق غاياتها ومستهدفاتها في قطاع التعليم. وتشتمل مجالس «تعليم» على ثلاثة مجالس هي مجلس القيادات المدرسية (مديرو المدارس)، مجلس المعلمين، مجلس المعلمين الشباب. وتهدف المجالس إلى تمثيل الكوادر الإدارية والتعليمية في عمليات صنع القرار، وتطوير بيئة العمل في الميدان التربوي ودعم عملية تطوير المهن التربوية في دولة الإمارات، إلى جانب إيجاد حلول لتحديات الميدان التربوي والعمل عليها بالوسائل المتاحة والمبتكرة.  

وبحسب المبادرة، ستقوم مجالس تعليم بتقديم المبادرات الريادية والبرامج والأنشطة المجدولة على مدار العام الدراسي، وتنظم ندوات وملتقيات مختصة بالشؤون التعليمية والتي تعقد على مدار العام الدراسي، إلى جانب فتح المجال أمام القيادات المدرسية لاتخاذ القرارات ضمن مؤشرات أداء ناجحة.  

وخلال الخمسين الأولى من عمر اتحاد الدولة، قفز عدد المدرسين في التعليم العام في الإمارات من 5530 مدرساً في العام 1975 ليصل في العام 2020 إلى 108020 مدرساً، بنسبة زيادة بين العامين وصلت إلى 1853%. وتسعى الإمارات بشكل دائم إلى إطلاق المبادرات التحفيزية التي تسلّط الضوء على دور المعلم، وتساهم بشكل فاعل في الارتقاء في وسائل وأساليب التعليم بمراحله كافة على الصعيدين المحلي والدولي.  

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد يشيد بدور المعلمين في يوم المعلم العالمي منتخب اليد يعود إلى المباريات بعد 615 يوماً

وتشكل «جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم»، إشراقة معرفية ومبادرة فارقة بأسلوبها في الكشف عن المعلمين المبدعين والمتميزين في مدارسهم ومناطقهم وبلادهم مهما تباعدت المسافات، وذلك تقديراً وتكريماً لجهودهم التربوية النبيلة ولعطائهم الذي لا ينضب. وتحرص الجائزة على تكامل جوانبها وعلى دقة معاييرها وأهدافها، لإبراز أفضل صورة والخروج بتصورات منهجية قادرة على توفير الفعالية في الأداء وفي النتائج المتوخاة. 

وأعلنت الجائزة في 25 سبتمبر الماضي، عن بدء مرحلة التصويت النهائي للمعلمين المتأهلين للدورة الرابعة، وبلغ عدد المعلمين المتأهلين 25 معلماً، قدموا 25 مبادرة ريادية تتعلق بتطوير التعليم ومجتمع التعليم في مختلف المجالات، مثل الطاقة النظيفة والاستدامة والميتافيرس والتطبيقات الذكية التعليمية ودعم أصحاب الهمم والتعلم عن بعد.  

ومن جهتها تهدف «جائزة خليفة التربوية» إلى دعم المؤسسات التعليمية والتربوية، وزيادة الإبداع فيها، بالإضافة إلى نشر ثقافة الإبداع والتميز بين أبناء الإمارات، ولا يقتصر منح الجائزة للمؤسسات التعليمية في الإمارات فحسب، بل تشمل الوطن العربي، حيث تسعى إلى تعزيز القطاع التعليمي داخل الإمارات خاصة وفي جميع أنحاء العالم عامة. وتختلف معايير جائزة خليفة التربوية وفقاً للمجالات التي تغطيها والتي تشمل التعليم العام، وتعليم أصحاب الهمم، والتعليم العالي، والبحوث التربوية، والتأليف التربوي للطفل، والمشاريع والبرامج التعليمية المبتكرة، والشخصية التربوية الاعتبارية، إلى جانب التعليم وخدمة المجتمع. 

بدورها توجه «مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية» جانباً كبيراً من اهتمامها للمعلمين، من خلال حزمة من المشروعات التي تسهم في تشجيع المعلم على الابتكار وتطوير أدائه. وبهدف تأسيس نماذج وقدوات من المعلمين تم تخصيص جوائز مثل «جائزة المعلم المتميز» على المستوى المحلي والخليجي، ويحصل كل معلم فائز على جائزة قيمتها 60,000 درهم. 

وفي إطار تحفيز الميدان التعليمي على التطور المستمر جاءت جائزة «حمدان بن راشد آل مكتوم - يونسكو» لتنمية أداء المعلمين وتصل قيمتها إلى 300,000 دولار. وتقدم المؤسسة للمعلمين المهتمين، برنامج ماجستير التربية الابتكارية الذي تم تصميمه ليخدم العاملين في الميدان التربوي من معلمين وإداريين في مجال التدريس والقيادة المدرسية، ليكون رافداً مهماً في إعداد جيل من التربويين المتميزين، ومواكباً لتطلعات التعليم المستقبلي في دولة الإمارات، وهو الأول من نوعه على مستوى الجامعات في المنطقة. وفي السياق ذاته، أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء برنامج «سفراء التعليم» الذي يسهم في تشجيع المعلمين المتميزين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومساعدتهم على تمثيل مدارسهم في مبادرات «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» التعليمية، حيث ترمي أهداف البرنامج إلى تزويد المعلمين بالمعرفة والأدوات العلمية لتطوير معارف الأجيال المقبلة من العلماء والمهندسين، بالإضافة إلى بناء جيل يلبي احتياجات الدولة المستقبلية من الكوادر المتخصصة في علوم الفضاء والتكنولوجيا.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: يوم المعلم العالمي الإمارات دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الشرقاوي: التعليم الأزهري قادر على تخريج علماء وحكماء يسهمون في صون الإنسانية

قال الدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، إن رسالة التعليم تهدف إلى بناء الإنسان وتنمية العمران، وإسعاد الإنسانية عبر صلاح الفرد والمجتمع، وحماية العقول من الانحراف، موضحا أن التعليم القويم يُعد ركيزةً لبناء النشء وإرساء قواعد الأمن المجتمعي، حيث أن يحقق بناء الإنسان في نفسه وعقله وذهنه، في فكره وعقيدته، في سفره وحضره، في تعليمه وتعلمه، في معارفه وثقافته، وفي أدبه وأخلاقه.

وأضاف الشرقاوي، خلال كلمته في الحفل الختامي للدورة التدريبية لتنمية مهارات معلمي المعاهد الأزهرية، أن الأزهر الشريف ورث رسالة الأنبياء في الوسطية والاعتدال، ما يجعله منارةً عالميةً للعلم والإصلاح، مشددا على دور المؤسسات التعليمية في تحقيق تكامل معرفي وأخلاقي للإنسان، مشيرا إلى أن التنمية الذهنية تعني "حصانة الذهن، واستقامة الفكر، وإيجاد بدائل لتحديات الحياة"، معتبرًا أن الشرع الإسلامي حث على طلب العلم كوسيلة لارتقاء النفس البشرية.  

شيخ الأزهر بقمة الإعلام العربي: استهداف الصحفيين في غزة محاولة لإسكات الحقيقةشيخ الأزهر: يجب أن تدور ماكينة الإعلام العربي صباح مساء على «غزة»شيخ الأزهر من دبي: الإعلام العربي مسؤول عن كشف جرائم الاحتلال ومواجهة الإسلاموفوبياحفظ ابنك القرآن مجانا .. كيفية التقديم في المشروع الصيفي للأزهر الشريف

ودعا الشرقاوي معلمي الأزهر إلى التمسك بمسؤوليتهم في بناء أنفسهم وطلابهم، مؤكدًا أن التعليم الأزهري قادر على تخريج علماء وحكماء يسهمون في صون الإنسانية وازدهار الأوطان، قائلا: "إن التعليم الأزهري بما فيه من أسس علمية، وتربية متوازنة كفيل بأن يصنع المصلحين ويؤهل العلماء والحكماء على الوجه الصحيح، تحصيلًا للارتقاء بالنفس البشرية وبقائها على نزاهتها الإنسانية وفطرتها السَّوِية، نماءً وأداءً، أخذًا وعطاءً، معرفة وثقافة، تعليمًا وتعلمًا.

وينظم قطاع المعاهد الأزهرية بالتعاون مع الاتحاد المصري للتنمية الذهنية للنشء، حفل ختام الدورة التدريبية وورش العمل الخاصة بتنمية مهارات معلمي الأزهر الشريف، والتي تضمنت محتوى تدريبيًّا متميزًا اشتمل على أنشطة تفاعلية وتمارين عملية لتنمية المهارات الذهنية والإبداعية، قدمها خبراء متخصصون في التنمية الذهنية، حيث تأتي هذه الدورات في إطار جهود الأزهر لتطوير أداء كوادره التعليمية، بما يتماشى مع رؤية الدولة لتعزيز جودة المنظومة التعليمية.

طباعة شارك أحمد الشرقاوي قطاع المعاهد الأزهرية رسالة التعليم الحفل الختامي للدورة التدريبية لتنمية مهارات معلمي المعاهد الأزهرية

مقالات مشابهة

  • العامرات تكرم 100 مجيد في الميدان التربوي
  • وزير التعليم: الوزارة سعت بخطوات على الأرض لتحسين أحوال المعلمين
  • «التعليم» تُطلق «منصة قبول» الوطنية لتوحيد إجراءات القبول في الجامعات والجهات التعليمية
  • “التعليم” تُطلق “منصة قبول” الوطنية لتوحيد إجراءات القبول في الجامعات والجهات التعليمية
  • حوافز مالية وزيادة أجر الحصة.. وزير التعليم يعلن إجراءات تحسين أحوال المعلمين
  • التعليم العالي والأونروا تبحثان التعاون على مستوى المشافي التعليمية وتقديم الخدمات الطبية
  • مكتب التربية بمحافظة مأرب يكرم111 من المعلمين  والقيادات التربوية المبرزين
  • اتفاق إماراتي-إسرائيلي لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الشرقاوي: التعليم الأزهري قادر على تخريج علماء وحكماء يسهمون في صون الإنسانية
  • استقالة مفاجئة لمدير «مؤسسة غزة الإنسانية».. وبرنامج الأغذية العالمي: 500 ألف فلسطيني على شفا المجاعة