ليبيا الأحرار:
2025-06-26@21:24:27 GMT

“إنذار” يهدد مكتبة طرابلس العالمية

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

“إنذار” يهدد مكتبة طرابلس العالمية

أعلنت مديرة مكتبة طرابلس العلمية العالمية فاطمة حقيق تلقيها إنذارا من الصندوق الليبي للاستثمار المحلي والداخلي بضرورة إخلاء مقر المكتبة في مدة أقصاها الأسبوع القادم.

وفي تصريح للأحرار، عبّرت حقيق عن استيائها من “هذا الإجراء العجول”، مؤكدة أنها لا ترفض الإخلاء ولكنها تطالب بمنحها براحا زمنيا يمكنها من ترتيب عملية انتقال مناسبة.

وأوضحت حقيق أن المكتبة، بصفتها دار نشر أيضا، ملزمة بعقود أٌبرمت في أوقات سابقة مع كتاب ليبيين، مشددة على أن “الإخلاء السريع” قد يهدد سلامة أرشيف المكتبة، على حد تعبيرها.

وتطوي مكتبة طرابلس العالمية الممتدة تاريخيًّا في بحر 3 عقود، نحو 3 ملايين كتاب في نحو 50 ألف عنوان، ما جعلها وجهة لكثير من البُحاث والأدباء والمهتمين بالكتب عموما.

المصدر: ليبيا الأحرار

مكتبة طرابلس العالمية Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: يوهان يونيسيف يونيسف يونسيف

إقرأ أيضاً:

كتاب اسمه حيفا

ما إن تفتح كتاب «الكلمة التي صارت مدينة» حتى تصعد إلى وجهك، مثل ينبوع مرح، حيفا الفلسطينية كاملةً بوضوحها الأنيق، وجمالها الطازج غير المنهوب. حرّر جوني منصور كامل حيفا من ميناء وجبل، مستعيدا كامل ذاكرتها، وأزمانها قبل أن تدهمها رؤى الغزاة المسيانية. لا شيء يبقى خارج التحرير في كتاب جوني معلم التاريخ المخلص والناشط الآن في جمع ذاكرات القرى الفلسطينية المهجّرة. استعاد المعلم هدوء حيفا وسلامها، مستدرجا ضحكات الحيفاويين والحيفاويات على شواطئ المتوسط، واسترخاءهم الصباحي بملابس النوم على أرائك وأسرّة، واستدعى بالصور والحكايات شرفات بيوت المدينة، ومشافيها وعائلاتها وعمال مينائها وبحارتها وفناراتها وصحفها وأدباءها وأعيادها وسفنها، ومسارحها وسكة حديدها وعرباتها ومدارسها وبرجها.

لا يقاوم قارئ الكتاب الرغبة في الصراخ (هذا إذا كان من النوع الذي يقاوم البكاء)، وهو يشاهد ما كان من حيفا، وما بقي منها، كل ما نراه في كتاب حيفا المحرّرة، يقتل ويغيظ، لكنه أيضا يحيي ويُنهض. كيف سيتحمل الفلسطيني رؤية الفارق، وهو يشاهد مرقصا مُقاما على أنقاض مدرسة، أو مشفى للأمراض النفسية، منتصبا على بقايا مبنى لجريدة شهيرة؟ كيف سيتحمل قلب الفلسطيني رؤية ساحة الحناطير، وقد صارت ساحة باريس؟ كيف سيفهم ما الذي حدث؟ ولماذا حدث؟ أليس موتا صغيرا ذلك الفارق؟

من جهة أخرى، تبدو جليةً حقيقة ضرورة كتابة حيفا، وباقي مدن فلسطين صورا وقصصا، خصوصا للأجيال التي تأتي الآن، والتي ستأتي مستقبلا، في مناخٍ منقوعٍ في طين الهزيمة حتى العنق.

هذا الكتاب صاروخ هادئ وسيل من التظاهرات الصامتة، مدافع من ذاكرة نار تتأبى على الانطفاء. ليس للفلسطيني المقتول قليلا والمحاصر إلا من أن يستعيد ويتذكّر ويحلم، فالموت الكامل هو غياب الحلم، لا تموتوا بشكل كامل أيها الفلسطينيون، تزوّجوا من الحلم، وأنجبوا كثيرين من أطفال الأمل. هزيمة الجغرافيا حادثة قتل، لكن هزيمة الذاكرة مجزرة، كل هذا يقوله كتاب: (حيفا الكلمة التي صارت مدينة).

الكتاب الضخم صادر في حيفا عام 2015 على نفقة الباحث، بذل فيه جهدا خارقا للوصول إلى قاع ذاكرة حيفا، بمساندة توثيقيةٍ من أصدقائه ومعارفه وأبناء مدينته، مثل حنا أبو حنا ورياض فاخوري وعباس شبلاق وغيرهم... قصة حيفا هي قصة مدن فلسطين كلها، فهذه المدينة التي يصفها جوني منصور بالجنة هي شقيقة يافا وعكا اللتين يصفهما أبناؤها بأراضي الله الشهيّة.

كم أحلم بكتابٍ لكل مدينةٍ في فلسطين مثل هذا، كتب تنهض فلسطين من رمادها، تنهضها بالصور والقصص، تنتشل وجهها القديم من البئر الذي ألقي فيه، ليس هذا مستحيلا، هذا متاح وسهل، يحتاج فقط إلى روح من العزيمة، وجهد كثير، ويحتاج إلى فلسطين داخلنا.

لا أفوّت فرصةً لحضور محاضرات جوني منصور في رام الله عن تاريخ المكان الفلسطيني، المشطور بالصورة والحكاية.

من يستمع إلى جوني، وهو يحاضر عن حيفا التي خطفوها، وكسروا معالمها، لا يشعر بالخوف عليها، ثمّة كائن اسمه الأمل يجلس قربه وهو يتحدّث، ثمّة عزيمة على حماية روح المكان، ثمّة مظلوم مصمم على إزالة الظلم، ثمّة شعب حي يقدم نموذجا أعلى في البقاء والصمود، على الرغم من كل محاولات التهويد والطمس.

جوني منصور أحد مثقفي فلسطينيي الداخل لم يثبتوا فلسطينيتهم، فهذه الهوية لا تثبت بل تعاش، قرّروا أن يكونوا شعلاتٍ دائمة الاشتعال لإنارة الطريق وحفظ الصوت.

قرّر الحيفاويون أن «ساحة باريس» ليست سوى فكرة لا معنى لها في يومياتهم، وتغيير اسم شارع أو ساحة لا يغيّر ما في قلوب الناس، ما زالت الحناطير تسرح وتمرح في ذاكرة المكان، لا قدرةَ لأحدٍ على لجمها.

جوني منصور

جوني منصور (1960-) مؤرخ فلسطيني من فلسطيني 48، ولد في حيفا، يعمل محاضرا في قسم دراسات التاريخ في كلية الأكاديمية في بيت بيرل، خبير في الشرق الأوسط الحديث، وله اهتمام بتاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، والقضية الفلسطينية، ومدن فلسطينية وخصوصًا حيفا.

مقالات مشابهة

  • أزمة الحريديم تشتعل مجددا.. إنذار نتنياهو لإقرار قانون التجنيد
  • كتاب اسمه حيفا
  • مدير مكتبة الإسكندرية: لدينا انفتاح للتعاون مع كبريات المكتبات العالمية
  • بعيو: أصبح واجباً طرد “البعثة الأممية” إلى غير رجعة
  • المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تطالب بالإفراج الفوري عن محتجزين بشكل غير قانوني في سجن “معيتيقة”
  • عميد جامع الجزائر يتسلم مكتبة الشّيخ يخلف بوعناني وقفًا على “دار القرآن”
  • مدير مكتبة الإسكندرية يستقبل أطفال مستشفى 57357 لزيارة المكتبة
  • الأوجلي محذرًا: طرابلس تعيش سيناريو “فجر ليبيا” من جديد
  • إنذار أحمر.. أمطار غزيرة على عسير
  • مفوضية حقوق الإنسان تطالب مصر وليبيا بمحاسبة المسؤولين عن قمع نشطاء “المسيرة العالمية إلى غزة”