الغرب يدين هجوم حماس الوحشي ويدعم حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
سارعت العديد من العواصم الغربية الى ادانة "عملية طوفان الاقصى" المباغتة التي شنتها حركة حماس ضد اسرائيل السبت، مؤكدة في الوقت ذاته دعمها ما اعتبرته حق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها في مواجهة هذا الهجوم "الوحشي".
اقرأ ايضاًوشنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس السبت، هجوما وصف بانه الأكبر على إسرائيل منذ سنوات، وتضمن اطلاق الاف الصواريخ والقذائف من غزة وتسللا الى مستوطنات وقواعد عسكرية اسرائيلية في محيط القطاع.
وتمكن مقاتلو حماس خلال العملية من قتل واسر العديد من الاسرائيليين، بينهم جنود، كما استولوا على اليات عسكرية اسرائيلية وسحبوها الى غزة، فضلا عن سيطرتهم على ثلاث مستوطنات على الاقل، حيث لا تزال تدور اشتباكات بينهم وقوات الاحتلال.
واستنكرت فرنسا في بيان لوزارة خارجيتها ما وصفتها بالهجمات "الارهابية" ضد اسرائيل، مؤكدة تضامنها الكامل مع الدولة العبرية.
كما ادانت السفارة الفرنسية في اسرائيل عملية حماس "غير المقبولة" داعية كافة الدول والاطراف الى التنديد بها.
وجددت السفارة التاكيد على وقوف فرنسا الى جانب الاسرائيليين ودولتهم.
"هجمات مروعة"وقالت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها جيمس كليفرلي انها تدين "بدون لبس" ما اعتبرتها "هجمات مروعة" على المدنيين في اسرائيل من قبل حركة حماس.
واكد كليفرلي ان بريطانيا ستدعم دوما "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وبدورها ايضا، اعلنت اوكرانيا دعمها "حق" الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها في مواجهة العملية الواسعة التي شنتها حماس ضدها، واصفة اياها بانها "هجمات ارهابية"
وعبرت ايطاليا عن موقف مماثل عبر بيان وصفت فيه عمليات حماس بانها "هجوم وحشي".
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان انها تدين بشدة ما يجري بحق الاسرائيليين "الابرياء" من "ترهيب وعنف" من قبل حماس، مضيفة ان هذا الترهيب لن ينتصر.
كما ادان الاتحاد الاوروبي على لسان مسؤول سياسته الخارجية جوزيب بوريل عملية حماس مؤكدا تضامنه مع الدول العبرية.
وكتب بوريل عبر منصة "اكس" قائلا ان الاتحاد يتابع "بقلق" مجريات الاحداث في اسرائيل، ويدين من دون لبس الهجمات التي تشنها حركة حماس الاسلامية.
وشدد على ان "الارهاب والعنف" لا يمكن ان يحلا اي مشكلة، داعيا الى وقف فوري لهذا "العنف المروع".
دعوات لضبط النفسواعربت المانيا عن "تضامنها الكامل" مع اسرائيل في مواجهة "الهجمات الإرهابية" من غزة.
وشددت أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية على دعم بلادها "حق" الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها، معتبرة ان القانون الدولي يضمن هذا "الحق".
ومن جانبها، دعت روسيا إلى "ضبط النفس" بعد العملية التي اطلقتها حماس ضد إسرائيل، فيما حث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الطرفين على "التصرف بعقلانية".
اقرأ ايضاًواطلقت مصر نفس الدعوة محذرة في بيان لوزارة خارجيتها من "عواقب وخيمة" للتصعيد الجاري..
ودعا البيان المصري الاطراف الى اعتماد اقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المدنيين للمخاطر، داعيا المجتمع الدولي الى التدخل لوقف التصعيد الجاري واجبار اسرائيل باعتبارها دولة قائمة بالاحتلال على الالتزام بالقانون الدولي الانساني ووقف اعتداءاتها واستفزازاتها ضد الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، قال حزب الله اللبناني انه على تواصل مستمر مع "المقاومة الفلسطينية" في الداخل والخارج عقب العملية التي شنتها حماس ضد اسرائيل، والتي وصفها الحزب بانها "رد حاسم على جرائم" اسرائيل.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ طوفان الاقصى اسرائيل حماس فی الدفاع عن نفسها حماس ضد
إقرأ أيضاً:
حياة الغرب.. وجه «مظلم» للفقر الاجتماعي والعاطفي
في مقطع مرئي، تحدّث ذلك الرجل الذي يعيش منذ سنين طويلة في المهجر عن حالة الانعزال التي يعيشها بعض الناس في أماكن مختلفة من العالم، خاصة في القارة العجوز.
كان يعقد في حديثه المليء بالشجن مجموعة من المقارنات بين العالم الغربي المتطور، والشرقي «المحافظ» على عاداته وتقاليده الأصيلة، وعلى كل ما فُطر عليه.
ذكر الرجل معلومات قيّمة، وأسرد تفاصيل مثيرة للاهتمام، ومن بين ما قاله: إن ثمة أحياءً بأكملها لا تجد بها أصواتًا أو حركة غير طبيعية توحي بأن مئات من البشر يعيشون في ذلك المكان. كل شيء جامد وصامت، أحياء كاملة لا روح تحلّق بين شوارعها، السكان يعيشون في «زجاجة منغلقة»، وزاوية منعزلة عن العالم.
هناك انغلاق تام على ما يدور في الخارج، وانفصال متعمّد عما يدور حولهم من أشياء يظنون بأنها لا تعنيهم. في الحي الذي يقف فيه ذلك الرجل وهو يتحدّث عن وجه الحياة، كل شيء من حوله فعليًّا لا حياة فيه. ثم يقول: «هذه بعض الحدائق التي شُيدت لتكون متنفسًا للكبار وواحة للهو عند الصغار، لكن انظروا جيدًا»، ثم يلتفت تارة شمالًا ويمينًا، ثم يقول: «ها هي الحديقة فارغة، وقبلها أيضًا الشوارع خالية من المارة».
إنها حياة الغرب، كلٌّ في حال سبيله. يشير بيديه قائلًا: «في هذه المساكن الجميلة، المغلقة على أصحابها، يعيش الكثير من الناس بصمت الأموات. يعيشون يومهم دون أن يحدثوا ضجيجًا يمكن أن يُعرّفوا به عن أنفسهم أنهم لا يزالون أحياء».
الأغرب من ذلك، أن البعض من السكان يموت وحيدًا، وبعد مضي نحو قرابة شهر كامل، تفوح رائحته النتنة في الحي الذي يسكنه، مما يدفع «الصامتين» إلى الحديث عبر الهاتف، حيث يطلبون حضور رجال الشرطة من أجل معاينة الشقة المغلقة التي تنبعث منها رائحة كريهة. وما أن يأتي رجال الشرطة والقسم المختص ويفتحوا الباب على صاحبها، حتى يكتشفوا بأنه قد فارق الحياة منذ فترة تجاوزت الشهر! مات دون أن يعلم أحد بوفاته!
أي فقر عاطفي واجتماعي هذا الذي يعيشه الناس؟! حياة يسودها انعدام تام لمعنى البُعد الاجتماعي والأسري. في بلداننا الشرقية، وإن كنا نراها أحيانًا مليئة بالفوضى، إلا أنها نابضة بالحياة. فعندنا نفتقد بعضنا بعضًا حتى وإن كنا غير أصدقاء. إذن، نحن نعيش نمط الحياة بوجهة نظر مغايرة لحياة الغرب الصامتة.
قد نكون فضوليين أكثر من غيرنا من البشر، وربما كثير منا لديه شغف المعرفة والتطفل في معرفة الخصوصيات: أين ذهبت؟ لماذا اختفت؟ وهكذا. لكن، مع كل هذه العيوب، نحن لا نعيش حياة الانزواء والتفرد والانطواء على أنفسنا.
لذا، عندما يموت شخص ما، يلتف الناس من كل حدب وصوب، يشاركون في وداعه، سواء في حضور الجنازة أو تقديم واجب العزاء. تجد الناس، رغم كل العيوب التي فيهم، يتضامنون مع بعضهم بعضًا.
نحن لسنا فقراء عاطفة اجتماعية وأسرية، بل نحن أفضل من غيرنا بكثير ممن يعتقدون أن سؤالنا عن أحوالهم هو تدخل في حياتهم الخاصة!
علّمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن نؤدي الواجب الذي علينا، سواء لجيراننا أو من يعيش إلى جوارنا، كالمقيمين على أرضنا الطيبة.
ولذا، نحن نحاول أن نؤدي ما فُرض علينا كبشر، وألا نتجاهل ما أُمرنا به. أما الغرب، فالحياة فيه مختلفة تمامًا عن الشرق.
في دفتر الذكريات، أتذكر شيئًا خاصًّا، عندما ذهبت ذات مرة إلى إحدى المدن الغربية، منذ الوهلة الأولى شعرت بغربة الروح قبل أي شيء آخر. كل شيء صامت، يدعو إلى الرهبة والخوف والضياع. الحياة «تموت» مبكرًا على غير العادة، والناس مختلفون عنا كثيرًا في طريقة عيشهم وفهمهم للحياة التي يسيرون في طرقاتها. حتى في تصرفاتهم وأفكارهم، نحن مختلفون عنهم. فكيف هي عواطفهم تجاه بعضهم بعضًا؟!
الكثير من كبار السن في الغرب يعيشون حياة الانعزال التام عن العالم المحيط بهم، حتى إن حركاتهم واهتماماتهم أشبه بغربة أخرى يدخلون أنفسهم فيها.
أما نحن في الشرق، فالكبار يهتمون كثيرًا بالسؤال عن الآخرين من حولهم، حتى وإن لم يكونوا من أهلهم وذويهم. يعيشون أجواء الأُلفة مع الجيران والحي الذي يسكنون فيه، ينسجمون مع الواقع والحياة معًا.
عدة مرات حاولت أن أفهم الواقع الغربي، وما فيه من اضطراب في المشاعر، وبعدٍ عن العواطف والمشاعر التي وُجدت بداخلنا كبشر، لكني فشلت في تحديد سرّ إصرار الكثير منهم على الانعزال عن الآخرين من حولهم.
ولذا، فإن أغلب كبار السن «العجزة» يُفضّلون قضاء ما تبقى من أعمارهم محاصرين بين وجع المرض، وغربة الروح، وانعزال عن الناس. يُفضّلون أن تكون خاتمتهم إما في دار العجزة، أو على سرير المستشفيات، أو منعزلين في مسكنهم، لا يعرفون شيئًا عمّا يدور في الخارج!