دعت نقابة المالكين الدولة إلى "تعزيز الحوافز لدى المالكين لتأجير لبنانيين حصرًا، وذلك عبر تحرير الإيجارات القديمة السكنية وغير السكنية، كي يتمكّن المؤجر من تأمين مداخيل معيشية لعائلته، إذ لا يجوز بأي عقل ومنطق وضمير أن يكون إيجار منزل أو محل ٣٠ ألف ليرة في الشهر فيما سعر صرف الدولار الواحد قد بلغ ٩٠ ألف ليرة!".

    وقالت في بيان اليوم: "منذ سنوات ونحن نطالب الدولة بتطبيق القوانين، وتحت سقف الدستور. منذ سنوات ونحن نؤمن خدمة الإيجار بالقانون، فيما تتنصل الدولة من تطبيق المبادئ الأساسية التي ينص عليها الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وفي مقدّمها العدالة والمساواة. منذ سنوات والفريق الآخر، ونعني به المستأجرين ولجانهم المزعومة، لا يقيمون أي وزن للقوانين، إنما يمارسون التحريض ضد المالكين، وبخاصة المالكين القدامى منهم، ويستفيدون من ثغرات في القانون الجديد للتمادي في هذا التحريض ضدهم، من دون حد أدنى من "الإنسانية"، وإلا كيف يرضى مستأجر أن يدفع للمؤجر ٣٠٠ و ٤٠٠ ألف ليرة بدل إيجار في السنة، أي ما يعادل أقل من ٥ دولارات سنويا، بعد أربعين سنة ارتكبت فيها الدولة والمستأجرون مجزرة اجتماعية في حق المالكين القدامى. نعم لقم حرمتمونا من أبسط مقومات العيش الكريم، حتى أصبح المالك في حالة من الفقر والعوز، فيما كثير من المستأجرين يقفلون الشقق ولا يقيمون فيها ويرفضون إعادتها إلى المالكين إلا مقابل فدية مالية أو بعد تكبيدهم كلفة الإجراءات القضائية. كلّ هذا بتحريض من لجان تدعي تمثيل المستأجرين، لا تقيم أي اعتبار لقيم العدالة والرحمة والإنسانية، تدعوهم للتمرد على أحكام القانون وعرقلة تطبيقه. هذا القانون الجديد الذي أعطاهم مهلة تمديد في المأجور تتراوح بين ٩ و١٢ سنة من تاريخ تطبيقه في ٢٠١٤/١٢/٢٨. فأعمى الطمع أبصارهم وبصيرتهم وقلوبهم لنراهم يصدرون مواقف وبيانات فيها تحريض صريح ومباشر بالالتفاف على القانون، وحض المستأجرين على انتهاج وسائل التعسف واستخدام "الصندوق" الذي يفترض أنه أنشئ لحماية ذوي الدخل المحدود، فأصبح معهم وسيلة لاستمرار مصادرة الأملاك واحتلالها. ومع ذلك فنحن لا نزال نؤمن بالقانون والقضاء رغم الألم الذي يجرح قلوبنا يوميا لأننا نتعرض للطعن والغدر والظلم من إخواننا في الوطن". أضافت النقابة: "لسنا في حاجة لدروس من أحد في الوطنية، وبخاصة ممن انتظرنا منهم منذ سنوات موقفا واحدا يعودون فيه إلى ضميرهم وإنسانيتهم بإعطاء المالكين حقوقهم، فما وجدنا إلا العكس. ونحن من موقعنا، كمجلس لنقابة مالكي العقارات والأبنية المؤجرة، نؤكد أننا تحت سقف القانون، ولم نطالب بتعزيز خدمة الإيجار إلا من أجل تأمينها لأبنائنا وإخوتنا في الوطن. وندعو جميع المالكين، رغم الظلم اللاحق بهم في الإيجارات القديمة وفي بطء الإجراءات القضائية وكلفتها الباهظة، ورغم حاجتهم الماسة إلى مداخيل لتأمين معيشتهم والتعويض عن خسائرهم المادية المتراكمة بفعل احتيال بعض المستأجرين على القانون، وطالما أننا قد أصبحنا في الأشهر الأخيرة من تطبيق القانون البرنامج الصادر عن ٢٠١٤، ندعوهم إلى عدم تأجير غير اللبنانيين إلا من أصحاب الإقامات، وبعقود للإيجار، وبما تنص عليه إجراءات وزارة الداخلية والبلديات، وأن يتم إبلاغ البلديات بأسماء المستأجرين، وأن نكون على دراية تامة بواقع السكن في المباني، وذلك في هذه الظروف العصيبة والاستثنائية التي يمرّ بها لبنان".



وختمت: "ساعدونا في تعزيز خدمة الإيجار للبنانيين بدلا من ضربها. هناك ١٢٠ طلبًا فقط للمستأجرين في زحلة للاستفادة من الصندوق، فلماذا لا يبت بها القضاء منذ ٤ سنوات؟ أفليس البت بها وبغيرها من الطلبات تعزيزا لخدمة الإيجار واستعادة لثقة المالك بدولته وقضائه؟ كونوا على قدر المسؤولية، ولا تطلقوا المواقف الشعبوية من دون أي حوافز. وللجان المستأجرين نقول: كونوا تحت سقف الدستور والقانون لمرة واحدة وأوقفوا التحريض ضدنا. ساعدوا في تعزيز خدمة الإيجار، ولا تحتالوا على القانون الجديد للإيجارات، كي تعود الثقة بيننا في تأجيركم وتأجير أولادكم، وإلا فستبقى صورة الظلم ماثلة في أذهاننا وأذهان أبنائنا، وسنفضّل إقفال المنازل على تأجيرها وتكرار الظلم من جديد. حكّموا ضمائركم وعودوا عن الخطأ الذي ارتكبتموه وإلا فسندفع جميعًا ثمن تعنّتكم وستخسرون ثقتنا من جديد ولن تجدوا بيوتًا ومحلات للإيجار. إنها لحظة تاريخية لنكون يدًا واحدة تحت سقف القانون ولتكون بيوتنا لإخوتنا اللبنايين وعائلاتهم وفق مبادئ العدالة والمساواة بعيدا من الظلم والإجحاف".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: منذ سنوات

إقرأ أيضاً:

الكونغرس يقر قانون “تحرير العراق من إيران”

مايو 22, 2025آخر تحديث: مايو 22, 2025

المستقلة /- في خطوة مفاجئة تحمل دلالات سياسية كبيرة، صوّت الكونغرس الأمريكي اليوم على قانون جديد بعنوان “تحرير العراق من النفوذ الإيراني”، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية والعراقية على حد سواء.

القانون، الذي أقرّ بأغلبية واضحة في مجلس النواب الأمريكي، ينصّ على ضرورة اتخاذ الإدارة الأمريكية خطوات عملية للحد من ما وصفه بـ”التمدد الإيراني داخل مؤسسات الدولة العراقية”، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة على كيانات وأفراد مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني أو متعاونين معه داخل العراق.

خلفيات القرار

يأتي هذا التصعيد في ظل توتر متزايد بين واشنطن وطهران، خاصة بعد تزايد الضربات المتبادلة بالوكالة في المنطقة، واتهامات أمريكية متكررة للفصائل المسلحة المدعومة من إيران بتنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

ويرى مراقبون أن القانون الجديد يمثل تحولاً واضحاً في سياسة واشنطن تجاه بغداد، من سياسة “الاحتواء الناعم” إلى سياسة المواجهة المباشرة مع النفوذ الإيراني على الأرض العراقية.

ردود الفعل العراقية

حتى اللحظة، لم يصدر موقف رسمي من الحكومة العراقية بشأن القانون، إلا أن بعض القوى السياسية المحسوبة على محور المقاومة وصفت الخطوة بأنها “تدخل سافر في السيادة العراقية”، مهددة باتخاذ مواقف تصعيدية ضد الوجود الأمريكي في العراق.

في المقابل، رحّبت قوى سياسية عراقية أخرى بالقرار، معتبرة إياه دعماً للسيادة الوطنية وفرصة لتحجيم الدور الإيراني الذي تقول إنه “خنق الدولة العراقية وأضعف مؤسساتها”.

ماذا بعد؟

يبقى السؤال الأهم: هل سيتم تطبيق هذا القانون بشكل عملي على الأرض؟ أم أنه مجرد ورقة ضغط سياسية في لعبة التوازنات الإقليمية والدولية؟

في جميع الأحوال، فإن إقرار هذا القانون يعكس تصاعد التوتر الأمريكي الإيراني، وقد يجعل من العراق مرة أخرى ساحة مفتوحة لصراعات الكبار، في وقت يطمح فيه الشعب العراقي إلى الاستقرار والسيادة الكاملة بعيداً عن صراعات المحاور

مقالات مشابهة

  • زيادة الإيجار 20 مرة شهريًا.. تطورات مناقشات الإيجار القديم وموقف المستأجرين غير القادرين
  • الريادة: قانون الإيجارات القديمة خطوة نحو العدالة الاجتماعية والمساواة
  • معركة الإيجارات تصل القومي لحقوق الإنسان.. شكوك حول المادة 5 من القانون
  • الملكية حق دستوري ومراعاة المستأجرين.. قومي حقوق الإنسان يناقش الإيجار القديم
  • مفيش طرد من الشقة والحماية 10 سنوات.. مفاجأة للمستأجرين بمناقشات قانون الإيجار القديم
  • الكونغرس يقر قانون “تحرير العراق من إيران”
  • الزيادة قادمة لا محالة.. هل تنتهي عقود الإيجار القديم بعد 5 سنوات؟
  • رئيس الوفد يعلن رؤية الحزب في الإيجارات القديمة.. اليوم
  • 1000 جنيه شهريًا ومحدش هيخرج من شقته.. مفاجآت بمناقشات قانون الإيجار القديم
  • محمود فوزي: مشروع قانون الإيجار القديم جاهز.. وتأخر صدوره يهدد المستأجرين