يستغرق الاستثمار فى صناعة الصورة الذهنية المثالية للدول أو حتى العلامات التجارية عقوداً من العمل الإبداعى المنظم الذى يهتم بكافة التفاصيل الدقيقة لترسيخ رسائل دعائية محددة غالبًا ما يكون مبالغاً فى صحتها.
لقد نجحت ماكينة الدعاية الصهيونية فى خداع الوعى الجمعى للعالم، سواء الرسمى أو الشعبى من خلال وسائل إعلامية واسعة الانتشار لا تكل ولا تمل من تكرار الأباطيل ونشر الأكاذيب عن واحة الديمقراطية فى صحراء الاستبداد والتطرف، ولكن حقيقة الأمر هى محط كيان عنصرى غاصب يبطش بشعب أعزل تحت مرأى ومسمع ما يسمى بالمجتمع الدولى الذى يداهن وينافق الدولة العبرية المارقة التى تعتقد أنها أسقطت القضية الفلسطينية العادلة فى غياهب النسيان ولكن زلزال 7 أكتوبر أعادها الى واجهة الاهتمام بعد عملية استثنائية بكل المقاييس العسكرية حيث بدأ الطوفان الجارف بإطلاق ما يقارب 5000 صاروخ وقذيفة داخل العمق الإسرائيلى مع توغل تكتيكى واسع وجرىء فى وضح النهار جوًا وبراً وبحرًا فى توقيت متزامن أسفر عن خسائر فادحة، فعدد القتلى والجرحى الهائل وصل خلال يومين فقط إلى أكثر من 1200 قتيل و2600 جريح، وهذه الحصيلة مرشحة للزيادة بعد أن تهدأ العاصفة لكن تظل هى الأكبر منذ عقود.
بالإضافة إلى عدد الأسرى غير المسبوق؛ 130 أسيراً، ما بين عسكرى ومدنى لا يعلم أحد أين يقبعون الآن وسوف يكونون عرضة للمساومة والتفاوض فى صفقة كبرى مؤلمة لتل أبيب والمدهش عودة الغزاويين ببعض الغنائم من الآليات العسكرية وسيطرتهم على مستوطنات ومواقع عسكرية حيوية طيلة يومين فى غيبوبة الجيش الذى لا يقهر!! ما تسبب فى صدمة نفسية للمجتمع والقيادة العسكرية التى قررت لأول مرة إعلان الحرب الشاملة على القطاع وقام الطيران الغاشم بشن غارات انتقامية حصدت المئات من الأبرياء المدنيين فى القطاع البائس ودخلت إدارة بايدن برعونة على خط النار وتخلت عن حيادها المصطنع وقررت إرسال قطع بحرية أمام سواحل غزة لدعم حليفتها المنهارة من هول الصدمة القاسية ووضعت واشنطن كافة إمكانياتها المادية والعسكرية والاستخباراتية تحت رهن إشارة حكومة نتنياهو الفاشية التى يسيطر عليها ثلة من الحمقى يدفعهم غباء الانتقام الأعمى والذى يسول لهم الوقوع فى مستنقع الاجتياح البرى الشامل لإعادة احتلال غزة وهى خطوة غير مدروسة سوف تكون عواقبها كارثية على الجانبين وبالتأكيد لن تحل الأزمة وستجر المنطقة المضطربة أصلًا الى أتون حرب إقليمية ستأكل الأخضر واليابس.
هذه العملية المباغتة التى أذهلت كل الخبراء أظهرت هشاشة قدرات جيش الاحتلال، فهو نمر من ورق وكشفت أكذوبة الموساد فهذا الفشل الاستراتيجى سيغير من قوانين اللعبة وسيعيد تعريف قواعد الاشتباك وسيضع المهرولين للتطبيع المجانى فى مأزق شديد وبالتالى ستتجمد كل المشاريع الاقتصادية التى كانت على وشك التنفيذ.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
أوين: صلاح قدّم الكثير مع ليفربول ولكن تصريحاته الأخيرة غير مقبولة
وجه النجم الإنجليزي السابق مايكل أوين رسالة مباشرة إلى محمد صلاح، بعد التصريحات التي أدلى بها اللاعب المصري مهاجم ليفربول والتي هاجم فيها المدرب آرني سلوت وإدارة النادي، إثر جلوسه على مقاعد البدلاء خلال التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد.
اقرأ ايضاًوكان صلاح قد أبدى استياءه الشديد من عدم مشاركته في المباراة، مشيرًا إلى أنه شعر بأنه تم التضحية به خلال الفترة الماضية، ورفض كذلك استبعاد احتمال رحيله عن النادي، ما أثار جدلًا واسعًا داخل الوسط الرياضي الإنجليزي.
أوين: أتفهم مشاعرك..لكن ليس بهذه الطريقةوفي رده على تصريحات صلاح، نشر مايكل أوين رسالة عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي، قال فيها: "يا محمد صلاح يمكنني أن أتفهم شعورك، لقد حملت هذا الفريق لسنوات، وحققت كل شيء ممكن".
وأضاف: "لكن كرة القدم لعبة جماعية، ولا يمكنك قول ما قلته بشكل علني. هذا لا يمكن أن يحدث".
نصيحة أوين قبل كأس الأمم الأفريقيةوتابع أوين موجّهًا نصيحة للنجم المصري قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية: "ستغادر إلى كأس أمم إفريقيا خلال أيام، كان عليك أن تلتزم الصمت الآن، تستمتع بتمثيل منتخب بلادك، ثم ترى ما سيحدث عند عودتك".
تصريحات صلاح المفاجئة، وردود الفعل المتتالية من لاعبين سابقين ومحللين، تزيد من حالة الضبابية حول مستقبل هدّاف الفريق، ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تزداد التساؤلات حول إمكانية رحيله، خاصة في ظل اهتمام متجدّد من أندية الدوري السعودي.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن