موقع 24:
2025-12-14@05:52:27 GMT

إسرائيل وحماس واستنساخ التجارب

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

إسرائيل وحماس واستنساخ التجارب

لا يبدو صانعو القرار في إسرائيل متحمسين لفكرة إنهاء حكم حماس عسكرياً

يتجه التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس إلى إكماله أسبوعه الأول في ظل فشل الأطراف الدولية الفاعلة في التوصل إلى وقف الأعمال القتالية بين الجانبين، والواضح أن حكومة بنيامين نتانياهو مستمرة في التصعيد وفي غاراتها العسكرية على قطاع غزة بعد تلقيها الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية للمضي قدماً في معاقبة حماس التي لا تحصل دون معاقبة سكان غزة طبعاً.


وفيما تشير التقارير الإخبارية إلى وجود حشد عسكري إسرائيلي بالقرب من حدود غزة استعداداً لتنفيذ عملية برية داخل قطاع غزة، يستبعد المحللون والخبراء الأمنيون في إسرائيل مضي الجيش في اجتياح بري يطيح بحركة حماس ويعيد القطاع للسيطرة الإسرائيلية لما له من تكلفة ستزيد من خسائر إسرائيل المادية والبشرية في هذه الحرب، ولكن من المرجح أن تكتفي إسرائيل باحتياج جزئي الغرض منه تأمين منطقة عازلة أوسع تنهي أي محاولة لتسلل جديد في المستقبل وتعيد الثقة لسكان مستوطنات غلاف غزة.

لا يبدو صانعو القرار في إسرائيل متحمسين لفكرة إنهاء حكم حماس عسكرياً ليس من منظور تكلفتها المادية واللوجستية وإنما لما لها من تبعات ستزيد الضغط على المنظومة الأمنية الإسرائيلية، خاصة وأن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي وستعمل على توسيع ساحة المعركة في الشمال مع جنوب لبنان وجنوب سوريا، فضلاً عن أن العودة إلى القطاع ستؤكد وجود نوايا إجهاض حل الدولتين، الأمر الذي يعني قلب التضامن الغربي مع إسرائيل في صالح الفلسطينيين، فضلا عن إجهاض خطوات التقارب مع السعوديين الذين شددوا على أن أي خطوة تقارب مع إسرائيل لا ينبغي لها أن تكون على حساب الفلسطينيين، ولأن الاجتياح وسقوط حماس سيترتب عليهما ضرورة تسليم القطاع إلى سلطة رام الله فهذا يعني إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي خدم الإسرائيليين طويلا.
إسرائيل فشلت في كبح جماح حماس في مهاجمتها رغم الحصار الطويل الذي فرضته ضدها ومع أنها توصلت إلى شراء هدنة مؤقتة باستخدام مقاربة الاقتصاد مقابل الأمن، إلا أن ذلك لا يعني سوى تأجيل المواجهة والحرب لبعض من الوقت. في الجهة المقابلة فشلت حماس أيضاً بمعية حلفائها في تغيير معادلة الصراع وفك الحصار وردع الاحتلال، ومع ذلك يستمر الطرفان في استنساخ نفس التجارب ويتوقعان حصول نتائج مغايرة، هو فشل سيستمر بالوقوع وفي حصد الأرواح من الطرفين في ظل غياب سلام حقيقي في المنطقة.
لا يضع الغزيون لتضحياتهم ثمنا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضهم ومقدساتهم وهم على استعداد دائم لتقديم المزيد، لكن هذا لا يعني الزج بهم في حرب غير متكافئة وبهجوم تتخذ منه إسرائيل لنفسها ذريعة تسمح لها بتحويل غزة إلى ساحة قتال ومن دون أن تأبه للقوانين والأعراف الدولية. ومع أن حماس تدرك ذلك إلا أنها اختارت الهجوم دون أن تأبه لعواقبه وجعلت سكان القطاع يواجهون مصيرهم المحتوم.
قد يكون تضامن أهل غزة مع حماس شعوراًيفرضه إحساس التعرض لعدوان وموقفا أخلاقيا يستدعي الوقوف مع المقاومة ضد الاحتلال، لكن وبعد أن تضع الحرب أوزارها سيجد الجميع أنفسهم مقبلين على تحمل فاتورة مواجهة زادت الطين بلة وأغرقت القطاع في متاعب اقتصادية جمة، وكما خرج العشرات من الغزيين أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في الشهر الماضي مطالبين الوكالة بالوفاء بالتزاماتها إزاء المتضررين من حرب 2014 سيضاف إلى القائمة متضررون جدد فقدوا كل شيء، وسيختفي الداعمون لحرب حماس من منصات التواصل الاجتماعي وينصرفون إلى التغريد والتعليق على حرب أوكرانيا وانقلابات أفريقيا وفضائح الفنانين ومباريات كرة القدم في أوروبا.

وكما طبل الإسرائيليون لجيشهم وحثه البعض على الثأر من حماس، سيعود الآلاف منهم إلى الشوارع لاستكمال ثورتهم ضد خطة إضعاف القضاء، وستعود المعارضة إلى الهجوم على نتانياهو وسيحصل المتضررون على تعويضات وعائلات الجنود القتلى على أوسمة وستنتظر عائلات الأسرى المدنيين صفقة تبادل تعيد لهم أبناءهم من غزة.
قد تنجح الأطراف الدولية بعد أيام في التوصل إلى هدنة إنسانية يليها وقف إطلاق نار لكن ذلك لا يعني إنهاء معاناة الغزيين ولا مخاوف الإسرائيليين الأمنية، سيكون ذلك بمثابة حقنة مخدرة يزول مفعولها مع بدء جولة جديدة من جولات الصراع والذي لن ينتهي بوجود نفس الأسباب والمسببات، ويبقى الخاسر الأكبر في كل ما يحدث هو الإنسان بغض النظر عن الانتماء، وكأن قدر الأبرياء هو تحمل مسؤولية الفشل الأممي والاكتواء بنيران صراع لا يجد حلا يرضي الطرفين.
تحديات ثقيلة في انتظار سكان غزة بدءاً من أعباء إعادة الإعمار الذي لم يكتمل، لتأتي هذه الحرب وتضيف إليه المزيد من الأعباء، وآمال كبيرة معلقة على دعم عربي قد ينسيهم مرارة مخلفات الحرب وقسوة العيش في وضع اقتصادي يزيده الإغلاق الإسرائيلي والحصار بؤسا على بؤس، يضاف إليه تضرر المزيد من البنية التحتية الهشة بالأساس، وانهيار المنظومة الصحية وعجزها عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية. ولكن التحدي الأكبر يكمن في إخراج غزة من أتون الحروب المتواصلة التي لن تسمح لها أبدا بأن تكون بيئة قابلة للعيش في أمان وكرامة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) مساء السبت، اغتيال القيادي في كتائب القسام، رائد سعد، في غارة استهدفت مركبة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة ، وذلك في تصعيد جديد لخروقات تل أبيب لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

وذكرت مصادر إسرائيلية، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس صادقا على العملية، من دون أن يتم إبلاغ واشنطن مسبقا بها. وقال نتنياهو وكاتس في بيان مشترك بعد العملية، إنهما أوعزا بتنفيذها "ردا على تفجير حماس عبوة ناسفة بقواتنا اليوم في مناطق الخط الأصفر بقطاع غزة"، واعتبرا أن "كل ما يرفع يده على إسرائيل ويؤذي الجنود، ستقطع يده في غزة وفي أي مكان".

 

الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو اغتيال رائد سعد pic.twitter.com/XHeutP2PqH

— وكالة سوا الإخبارية (@palsawa) December 13, 2025

ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي والشاباك في بيان مشترك، إن "رائد سعد كان من قادة حماس الكبار القلائل الذين بقوا في قطاع غزة، وشغل سلسلة مناصب رفيعة في الجناح العسكري للحركة. وكان من العناصر القيادية على مدى الأشهر الأخيرة ومسؤولا مباشرا عن خروقات وقف إطلاق النار من قبل حماس، كما وفي إطار منصبه في ركن التصنيع أشرف على مواصلة إنتاج الأسلحة في قطاع غزة خلال فترة وقف النار".

وسبق أن حاولت إسرائيل اغتيال سعد عدة مرات خلال حربها على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينها محاولتان في الأسبوعين الأخيرين واللتين ألغيتا في الدقائق الأخيرة.

وتصنف إسرائيل سعد بأنه الرجل الثاني في كتائب القسام خلف قائدها عز الدين الحداد، وأنه هو من قام بالتخطيط لخطة "جدار أريحا" لهزيمة فرقة غزة من خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كما تدعي أنه كان قائد قسم العمليات ومسؤولا حتى اليوم عن إنتاج الأسلحة وإعادة تأهيل قدرات كتائب القسام العسكرية.

وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن سعد قبع لفترة قصيرة في السجون الإسرائيلية في العام 1990، وكان مقربا من مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين ، وكذلك من قادة ذراعها العسكري محمد الضيف ومروان عيسى.

وأشارت إلى أنه كان قائدا للواء غزة في كتائب القسام في مطلع سنوات الألفين، وفي مطلع العقد الثاني من الألفية أسس وترأس سعد القوة البحرية لحماس في غزة.

وانضم سعد إلى هيئة الأركان التابعة لحماس بعد العدوان على غزة عام 2014، وأصبح جزءا من المجلس العسكري المصغر للحركة، ولاحقا أصبح رئيس قسم العمليات في حماس وكان مسؤولا عن الخطط العملياتية، وتولى الإشراف على خطوتين مركزيتين شكلتا أساس الجاهزية العملياتية لحماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر؛ وهما: إنشاء كتائب النخبة، وتدبير خطة "جدار أريحا" الهادفة إلى حسم المواجهة مع فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي؛ بحسب إذاعة الجيش.

وفي المقابل، لم يصدر أي إعلان رسمي من جانب حماس أو كتائب القسام بشأن صحة اغتيال رائد سعد، بينما جاء في بيان للحركة "إن مواصلة جيش الاحتلال جرائمه في قطاع غزة، والتي كان آخرها مساء اليوم استهداف طيرانه سيارة مدنية غرب مدينة غزة؛ يمثل إمعانا في الخرق الإجرامي لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى توقيعه وفق خطة الرئيس الأميركي ترامب".

وأضافت "إن هذه الجريمة تؤكد مجددا أن الاحتلال يسعى عمدا إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشاله عبر تصعيد خروقاته المتواصلة"، وحملت الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وخروقاتها الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل استهداف أبناء شعبنا وناشطيه وقيادته، ومواصلة فرض الحصار، ومنع جهود الإغاثة الإنسانية".

وطالبت حماس، الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق بـ"تحمل مسؤولياتهم إزاء هذه الخروقات الفاضحة، والتحرك العاجل للجم حكومة الاحتلال المتنكرة لالتزاماتها بموجب الاتفاق، والساعية إلى تقويضه وتدميره".؛ بحسب ما جاء في بيان لها.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جنديين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي غزة شاهد: انتقادات تلاحق نتنياهو بعد فيديو يظهر أسرى أحياء قبل مقتلهم في غزة غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو الأكثر قراءة 151 دولة في الامم المتحدة تصوّت لفلسطين: انتصار للحق في وجه الغطرسة والاحتلال الشرع: إسرائيل تعمل على تصدير الأزمات والهروب من مجازرها في غزة الاتحاد الأوروبي يضغط لزيادة المساعدات إلى غزة وفتح معبر رفح بيت لحم: مستوطنون يقتحمون "كيسان" ويطلقون الرصاص تجاه المنازل عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • من هو رائد سعد القيادي في "حماس" الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟
  • «بن جفير» يُهدّد بهدم قبر «القسّام».. وحماس خططت لاغتيال الوزير المُتطرف قبل 7 أكتوبر
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • مبعوث ترامب يزور إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب في غزة
  • إسرائيل أبلغت واشنطن باغتيال رائد سعد بعد 20 دقيقة
  • إسرائيل تعلن اغتيال قيادي بالقسام في غزة وحماس تتهمها بتقويض الاتفاق
  • بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد
  • أمل الحناوي: سلوك إسرائيل يكشف عدم نيتها إنهاء حرب غزة
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين