كشف عضو المجلس المركزي لتحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" ومساعد رئيس حزب الأمة السوداني الصديق الصادق المهدي عن اقتراب القوى المدنية من تشكيل جبهة مدنية عريضة، تعمل على إنهاء الحرب، مؤلفة من قوى مدنية وسياسية ولجان مقاومة ومهنيين وشخصيات مستقلة، وقال "تم التوافق على لجنة اتصال للقيام بالاتصالات اللازمة لإعلان الجبهة وعقد مؤتمرها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا".

وقال المهدي في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، إن خلاف أنصار نظام البشير الرئيسي، ليس مع قوات الدعم السريع التي صنعوها ومكّنوها، بل مع القوى المدنية التي تسعى لتحقيق إصلاح مؤسسي لمؤسسات الدولة، بما في ذلك القوات النظامية، بما هدد ويهدد تمكينهم واستثماراتهم ونهبهم موارد البلاد.
وأوضح أن النظام البائد وأنصاره أشعلوا الحرب ويعملون على استمرارها ويقفون ضد وقفها، ليعودوا إلى السلطة من بوابتها، وليفتحوا منافذ جديدة للفساد، لذلك صنعوا ودعموا انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ثم جاءوا بالطامة الكبرى، حرب منتصف أبريل (نيسان) الماضي، لقطع الطريق أمام أي تحول ديمقراطي مدني مضاد لمصالحهم.
وأوضح أن عناصر نظام عمر البشير البائد تسعى للحفاظ على هذه المصالح، وقال إن وقوف هؤلاء وراء انقلاب 25 أكتوبر(تشرين الأول) كان لقطع الطريق أمام إصلاح مؤسسات الدولة الاقتصادية والعسكرية، وإنهم زادوا الطين بلة بإشعال الحرب العبثية، وعملوا على استمرارها، منطلقين من عدائهم للقوى المدنية التي تدعو لتحول مدني ديمقراطي، ولإصلاح مؤسسي للدولة السودانية.

مساعد رئيس «حزب الأمة» القومي في السودان: أنصار البشير أشعلوا الحرب ويذكون نارها#صحيفة_الشرق_الأوسط #صحيفة_العرب_الأولىhttps://t.co/D9jnMs3tCG

— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) October 14, 2023


وأكد المهدي استحالة قيام شراكة جديدة بين المدنيين والعسكريين في المرحلة المقبلة، وقال "هم أقروا بأنهم لن يكونوا جزءاً من المشهد السياسي، فإذا كانوا صادقين وجادين، فإن ممارساتهم، منذ نظام عمر البشير وأثناء الانتقال وصولاً إلى الحرب العبثية والكوارث التي ترتبت عليها، كفيلة بجعلنا نضغط ونتوافق على أن يلتزموا بما ألزموا أنفسهم به في الاتفاق الإطاري، بأن يبتعدوا عن ممارسة السياسة والاقتصاد والاستثمار".
ورأى المهدي أن استمرار الحرب يهدد بانزلاق البلاد نحو مأساة الحرب الأهلية، وتحول السودان لبؤرة ومصدر للكوارث في العالم والإقليم.
 
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أحداث السودان

إقرأ أيضاً:

حين يُعاد رسم الشرق بالدم.. مصر والسؤال المؤجل

من فضيحة إيران جيت إلى أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، مرورًا بفشل عملية "مخلب النسر" التي حاولت إنقاذهم وتحولت لاحقًا إلى فيلم عالمي، ثم إلى اتفاق لوزان النووي (5+1)، ووصولًا إلى التعاون الأمني غير المعلن أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان.

لم تكن العلاقة بين واشنطن وطهران يومًا علاقة عابرة. إنها علاقة ملغّمة بالتاريخ، محكومة بالذاكرة والصراع، تعرف فيها كلٌّ من العاصمتين لغة الآخر، وإن أنكرت.

إيران لم تنسَ أن واشنطن أسقطت الشاه، وأمريكا لم تغفر اقتحام سفارتها والرهائن. لكن مع ذلك، ظلّت القنوات الخلفية مفتوحة، تتصادم وتتماس وتتعاون، أحيانًا على صفيح الحرب، وأحيانًا في غرف سرية تحت الأرض.

واليوم، يبدو المشهد كما لو أن الزمن يعيد نفسه، ولكن بشروط جديدة.

الرئيس الأمريكي لا يملك رفاهية القرار، ولا حرية التراجع.

المواجهة تُرسم ببطء، بخيوط من النار والدخان والغموض.

إسرائيل تدفع نحو الحسم، لكن واشنطن توازن بين حماية الحليف وتفادي المستنقع.

تمنح واشنطن مهلة زمنية محدودة - أسبوعين كما يُشاع - ليس لأنها تتجه نحو الحسم، بل لأنها تراهن على احتمال انهيار إيران من الداخل، أو تعوّل على ضربة موجعة من إسرائيل تكفي لإضعاف طهران دون التورط المباشر.

وقد يكون السبب الأكبر هو الخوف من اتساع رقعة الحرب إلى دول الجوار العربي، مما يجعل المنطقة برمتها على فوهة بركان.

في هذا الشرق، لا تُخاض الحروب بمنطق الغرب.

هنا، الموت ليس نهاية، بل بداية لمعنى.

الشهادة ليست فقدًا، بل ربحًا رمزيًا.

الحرب ليست فقط معركة صواريخ، بل معركة سرديات وأرواح وفتاوى وأساطير.

ولذا، تظل واشنطن عاجزة عن فهم "الخطوة القادمة" لمن يحارب بفكرة، لا بخريطة.

ومن قلب هذه الزوبعة، يتردد سؤال ثقيل في الشارع المصري:

من سينتصر.. ؟

وهل سيكون النصر لصالحنا أم على حسابنا.. .؟

هل تُهزم إيران ليتفرغ الجميع لمصر.. .؟

هل التغيير في الإقليم مقدمة لحصار جديد.. .؟

وهل موقفنا من غزة سيبقى كما هو، أم تُجبر مصر على القبول بما رفضته طويلًا.. .؟

إنّ رفض مصر استقبال المهجّرين من غزة ليس مجرد قرار سياسي، بل قرار سيادي ووجودي.

لكنه موقف يتعرض لضغوط صامتة، بعضها خارجي، وبعضها من الداخل.

والخوف الحقيقي أن تتغير المواقف تحت وطأة خريطة تُرسم دون أن نكون جزءًا من هندستها.

إذا خَسرت إيران، أو انكمشت، فمن التالي.. .؟

مصر.. .؟

آخر جيش حقيقي.. .؟

آخر توازن حضاري في المنطقة.. .؟

هل تُدفع القاهرة إلى واجهة الأحداث لتُستخدم كدرع، أم لتُفرّغ من دورها الإقليمي والتاريخي.. .؟

مصر الآن بلا حلفاء حقيقيين، ولا شبكات أمان إقليمية واضحة.

من يتظاهرون بالصداقة منشغلون بأنفسهم، ومن يهمسون بالدعم يطالبون بثمن باهظ.

وحدها القاهرة يجب أن تقرر إن كانت ستبقى على الخريطة كلاعب، أم كأرض عبور.

ما نحتاجه الآن ليس سلاحًا فقط، بل وعيًا.

اصطفافًا حقيقيًا خلف الوطن، لا خلف الأشخاص.

نخبة جديدة، لم تُهزم في أسواق الولاء، ولم تُبع في بازارات "الشراكة".

إعلام يقول الحقيقة، لا ما يُطلب منه.

مؤسسات ثقافية تعيد تشكيل الضمير الجمعي،

ودور ديني يستعيد مكانته في قيادة المعنى.

الحرب القادمة لن تكون حرب حدود، بل حرب بقاء.

إما أن نكون، أو نُعاد تعريفنا كما أُعيد تعريف غيرنا.

وفي تلك اللحظة، لا ينفعنا صمت ولا تردد!!

اقرأ أيضاًتل أبيب تحترق.. صواريخ إيرانية تضرب قلب إسرائيل (فيديو)

الجيش الإسرائيلي يشن هجمات مكثفة على العاصمة الإيرانية طهران

وسائل إعلام عبرية: صاروخ إيراني يصيب مبنى في تل أبيب

مقالات مشابهة

  • جبهة تحرير فلسطين: إعلان اليمن استهداف السفن الأمريكية تحوّل استراتيجي في معركة الأمة ضد العدوان الصهيو–أمريكي
  • ما شكل الشرق الأوسط بعد الحرب؟
  • “لا البرهان هو البشير ولا السلطة في يد الكيزان”
  • حين يُعاد رسم الشرق بالدم.. مصر والسؤال المؤجل
  • ترامب ممتعض من تدخل أوربا: عاجزة عن المساعدة في حرب الشرق الأوسط
  • صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا السبب
  • رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يكشف التحديات الماثلة أمام “حكومة الأمل” ويتحدث عن المحاصصة والمحسوبية ويعلن عن الغاء ودمج مجالس ومفوضيات تستنزف المال العام ويعلن 5 مشكلات كبرى
  • “سوداني الجنسية بغض النظر عن عرقه أو دينه”.. رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة
  • رتيبة النتشة: إسرائيل لا تعلن حقيقة الأهداف التي يتم إصابتها
  • أبرز المنشآت التي ضربها أعنف هجوم إيراني منذ بدء الحرب