خنق المخنوق وحرمان المحروم
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
وحدهم سكان غزة يستيقظون مبكرين قبل سكان كوكب الأرض حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد. .
الكوارث المأساوية التي يتجرعونها غصة بعد غصة، وتعرضها علينا الفضائيات لحظة بلحظة، ولقطة بلقطة، تستدعي عقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن الدولي، وتستدعي استنفار منظمة الصحة الدولية، والمنظمات الإنسانية.
غارات اسرائيلية كثيفة على القطاع الذي فرضوا حصارهم عليه منذ عام 2008، وغارات أخرى استهدفت معبر (رفح). المعبر الوحيد الذي يربطها بمصر عن طريق سيناء لمنع وصول الإمدادات إلى غزة. ثم قطعوا عنها الماء والدواء والغذاء والوقود والطاقة الكهربائية. فلا علاج ولا طعام ولا شراب ولا أمان سوى هجمات مكثفة تشنها الزوارق من جهة البحر، حتى اصبحنا أمام سلسلة عنيفة من الضربات الصاروخية ضد المدنيين. ثم جاءت حاملة الطائرات (جيرالد فورد) لتقديم الدعم التدميري لمشروع الإبادة الجماعية في هذه المحرقة. .
يطالبون السكان باخلاء المناطق المرشحة للفناء. ثم يباشرون بقصفها وتدميرها، فيقلبون عاليها سافلها. ثم ينتقلوا إلى منطقة أخرى ليستكملوا مهمتهم التدميرية بالنسف والتفجير. .
أعداد هائلة من العوائل تنطلق مذعورة في كل الاتجاهات، يطاردها الجوع والخوف والألم. ثم تمعن إسرائيل في القصف والتدمير في غارات اخرى مباغتة بضمنها الملاذات التي تؤي اللاجئين. حتى المراكز الطبية خرجت من الخدمة. اما بسبب قطع التيار أو بسبب جفاف شبكات المياه أو شحة الدواء. بينما تعطلت سيارات الاسعاف، وتعطلت قنوات التواصل مع المنكوبين. .
ماذا لو استمر القصف والتدمير والحصار ؟. العالم كله يكرس اهتماماته باجلاء سكان المستوطنات الاسرائيلية، ويشيح بوجهه عن الجموع البشرية المخنوقة والمهددة في القطاع الذي تحول إلى ساحة مفتوحة للتسلية بألعاب القتل والثأر والانتقام والإبادة. .
اعلن بايدن منذ قليل انه مع إسرائيل للدفاع عنها. وهكذا بات واضحا انهم يريدون دفن السكان تحت أنقاض منازلهم الخاوية. .
سؤال أخير: أيعقل ان يكون موقف (مايا خليفة) أفضل عشرات المرات من موقف (ابو الغيط) الذي ظل يغط بالنوم العميق حتى اللحظة ؟. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضوية إسرائيل
قررت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع اليوم الاثنين تعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع، لعدم اتخاذها "موقفا يدين الوضع المأساوي في غزة"، جراء حرب الإبادة المتواصلة.
وتأتي هذه الخطوة على خلفية رفض واسع من أكاديميين وحقوقيين لمشاركة إسرائيل في المنتدى الدولي للجمعية بالرباط الشهر المقبل وإعلان انسحابهم بسبب المشاركة المحتملة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"نمل أبيض ومتسللون".. اتهام الهند بشن حملة ترحيل غير قانونية تستهدف المسلمينlist 2 of 2رايتس ووتش: قانون جديد بالإكوادور يُعرّض الأطفال للخطرend of listوقالت الجمعية الدولية إنها "لا تقيم علاقات مؤسسية مع المؤسسات العامة الإسرائيلية".
ولم يشر البيان إلى إمكانية مشاركة باحثين إسرائيليين بشكل منفرد من عدمها في المنتدى.
وأعربت الجمعية عن أسفها لعدم اتخاذ الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع "موقفا يدين الوضع المأساوي في غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، التي جرت بدعم أميركي، نحو 190 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلن أكاديميون مغاربة وأجانب مقاطعتهم للمنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع، المقرر في جامعة محمد الخامس بالمغرب (حكومية) بين 6 و11 يوليو/تموز المقبل، احتجاجا على احتمال مشاركة أكاديميين إسرائيليين في فعالياته.
ويوم الأربعاء الماضي، دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (وهي منظمة غير حكومية) الأكاديميين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى الضغط على الجمعية الدولية لعلم الاجتماع لإلغاء مشاركة الأكاديميين الإسرائيليين.
وأهابت الحملة، في بيان، بالباحثين إلى "إلغاء كافة أشكال التعاون الاقتصادي والتجاري والأكاديمي مع إسرائيل، التي تُسهم في ترسيخ وجودها غير القانوني ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
إعلانوالجمعية الدولية لعلم الاجتماع هي الجهة المنظمة للمنتدى، وتعد مؤسسة غير حكومية تضم عددا من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية حول العالم.
ومن المرتقب أن يشهد المنتدى العالمي الخامس مشاركة أكثر من 4500 باحث من نحو 100 دولة.