عربي21:
2025-05-28@08:31:54 GMT

تركيا وطوفان الأقصى: تراجع في الموقف والتصريحات

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

تبدو معركة طوفان الأقصى حتى اللحظة استثنائية وفق كثير من المقاييس والمعايير، في مقدمتها اثنان؛ الضربة القاسية التي وجهتها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس للمؤسسة العسكرية والأمنية "الإسرائيلية" وكسرها لهيبتها وتدميرها لأسطورة قوتها وخرافة استحالة هزيمتها، وهي ضربة يتفق الكثيرون -بمن فيهم محللون "إسرائيليون"- على أن محوها غير ممكن بالنسبة للاحتلال حالياً مهما فعل في غزة وضدها، وسيبقى صعباً كذلك حتى على المدى البعيد.



وأما الثاني فهو مدى وحشية التعامل "الإسرائيلي" بما يتخطى ولا يقارن مع أي عدوان سابق على القطاع، من حيث استهداف المدنيين والبنى التحتية بما في ذلك المدارس والمستشفيات ودور العبادة وصولاً لمراكز إيواء النازحين، فضلاً عن منع وصول متطلبات الحياة الأساسية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء من باب أن الاحتلال يواجه "حيوانات" لا يملكون حقوق البشر.

هذه الاستثنائية للمواجهة الحالية، عسكرياً وإنسانياً، وتداعياتها المتوقعة على المدى البعيد وخصوصاً على مستقبل دولة الاحتلال التي فقدت إلى حد كبير القدرة على الردع التي طالما تغنت بها، تلمّستها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك كانت المواقف استثنائية ومختلفة عن السابق ولم تتوقف فقط عند الدعم غير المحدود للاحتلال بل وصلت لدرجة إرسال حاملات طائرات للبحر المتوسط.

من الواضح أن ثمة دوافع لهذه التغير الملحوظ في السياسة التركية تجاه القضية الفلسطينية لا سيما في ظل عدوان دموي مثل هذا، في مقدمتها التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية التركية في السنتين الأخيرتين والتي تُوجت بتحسين العلاقات وتطويرها مع عدد من القوى الإقليمية بما في ذلك دولة الاحتلال، فضلاً عن الطمع بتعاون مع دولة الاحتلال بخصوص غاز شرق المتوسط، والرغبة بتجنب توتير العلاقات مع واشنطن
في المقابل، لا يبدو أن الدول العربية والإسلامية قد لمست هذه الاستثنائية أو تصرفت على أساسها، ولذلك وجدنا معظم المواقف والتصريحات تقليدية ومكررة وإن بدا سقف بعض الدول أعلى نسبياً من السابق و/أو من المتوقع. لكن، وفي العموم، كانت مواقف الدول العربية والإسلامية بعيدة عن موازاة الحدث الكبير، وتركيا هنا ليست استثناءً.

عقب حرب سيف القدس في 2021، خرجت تصريحات من بعض قيادات حركة حماس شكرت تركيا لموقفها ودورها، لكنها قالت إنها كانت تتوقع ما هو أكثر منها. هذا "العتب الخجول" إن صح التعبير في حينها قد يتحول لنقد علني ومباشر بعد انتهاء حرب طوفان الأقصى، إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.

فقد صدر عن أنقرة تصريحات رسمية انتقدت مبادرة حماس للهجوم على قوات الاحتلال وركزت في خطابها على فكرة "مهاجمة المدنيين". كما أن تصريحات الرئيس التركي المتكررة وبيانات وزارة الخارجية كررت الدعوة لـ"جميع الأطراف" بالتحلي بالهدوء والحكومة، وهو أمر يمكن أن يُفهم منه أنه يساوي بين الجانبين، حتى وإن لم يقصد ذلك. كما أن الجهد الدبلوماسي الكبير الذي بذله أردوغان ووزير الخارجية فيدان ركز على أولوية "إطلاق سراح الرهائن" في يد حماس، واستخدم مصطلح "رهائن" لا "أسرى" بما له دلالات سلبية كما هو واضح.

أكثر من ذلك، فقد تضمنت انتقادات أنقرة المتكررة في الأيام اللاحقة لـ"ردة الفعل الإسرائيلية المبالغ بها" تعريضاً بما أسمته تصرفاتها "كمنظمة وليس كدولة"، وهي صياغة ملتبسة توحي بنظرة سلبية لحماس أو الفصائل الفلسطينية عموماً، بغض النظر عن النوايا أو التعمد مرة أخرى.
فإذا ما أضيف لكل ما سبق غياب أي لقاء لقيادة حركة حماس مع القيادة التركية وغياب خبر أي اتصال مباشر للخارجية معها في وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح من الطبيعي أن نقول إن الموقف التركي مختلف هذه المرة عنه في الاعتداءات السابقة على القطاع.

من الواضح أن ثمة دوافع لهذه التغير الملحوظ في السياسة التركية تجاه القضية الفلسطينية لا سيما في ظل عدوان دموي مثل هذا، في مقدمتها التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية التركية في السنتين الأخيرتين والتي تُوجت بتحسين العلاقات وتطويرها مع عدد من القوى الإقليمية بما في ذلك دولة الاحتلال، فضلاً عن الطمع بتعاون مع دولة الاحتلال بخصوص غاز شرق المتوسط، والرغبة بتجنب توتير العلاقات مع واشنطن.

وكان أردوغان ووزير خارجيته حينها مولود جاويش أوغلو قالا إن تركيا ستفصِلُ في المستقبل بين علاقاتها مع "إسرائيل" وسياسات الأخيرة ضد الفلسطينيين، وقلنا حينها إن ذلك يعني -كما قالت أنقرة- أن تحسن العلاقات لن يمنع انتقاد أنقرة للاحتلال وانتهاكاته للحقوق الفلسطينية، لكنه يعني كذلك -وهو الأهم الذي لم يقل- أن الانتهاكات والتجاوزات لن تؤدي بالضرورة لتراجع العلاقات فضلاً عن قطعها كما حصل سابقاً، ويبدو أن هذا التقدير قد ثبتت صحته.

لا شك أن أنقرة قد بذلت جهداً دبلوماسياً ملحوظاً، وأنها وجهت انتقادات معلنة وواضحة للعقاب الجماعي لأهل غزة والتهديدات بالتوغل البري ومنع دخول المتطلبات الأساسية، فضلاً عن الاستعداد لنقل مساعدات وإغاثة لسكان غزة. لكن كل ذلك بعيد جداً عن مواقف سابقة لتركيا في اعتداءات كان حجم الجرائم "الإسرائيلية" فيها أقل من الوقت الحالي، فغابت تعبيرات من قبيل "دولة إرهاب" لوصف الكيان، بل إن الخارجية التركية لم تستدع سفير الاحتلال للخارجية لتبليغه احتجاجاً رسمياً حتى (وهي خطوة غابت عن الدول العربية التي لها علاقات معها)

ما زال الوقت متاحاً لتغيير يعيد الموقف التركي لسابق عهده الذي يليق بتركيا كدولة صديقة للفلسطينيين وإقليمية فاعلة ذات اهتمام بالقضية الفلسطينية، وبما يوازي التطورات الكبيرة التي حملتها وستحملها معركة "طوفان الأقصى"
على المستوى الشعبي، ثمة قمة موقف متقدم ومتكرر إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، وهناك مواقف لعدة أحزاب معارضة خصوصاً تلك الإسلامية- المحافظة متقدمة على الحكومة كما هو متوقع، وقد شهدت مداولات البرلمان في جلسته الخاصة بالأوضاع في فلسطين نداءات للحكومة بقطع العلاقات ودعم الفلسطينيين وغيرها من الخطوات الغائبة عن جدول أعمال الحكومة. لكن الموقف الرسمي الذي طالما تناغم مع الشارع فيما يخص القضية الفلسطينية بدا هذه المرة بعيداً عن هذا الجو.

جزء من تغير مفردات الخطاب التركي مرده للفاتورة الباهظة التي يدفعها قطاع غزة من أرواح سكانه المدنيين بسبب غريزة الانتقام لدى حكومة الاحتلال من جهة، وإرسال واشنطن حاملتي طائرات لشرق المتوسط، وإشارات دعم و/أو تعاون يوناني في هذا الإطار، لكن تغيراً جذرياً على الموقف التركي وما يتفرع عنه من تصريحات وصياغات لم يحصل بعد. ورغم ذلك، ما زال الوقت متاحاً لتغيير يعيد الموقف التركي لسابق عهده الذي يليق بتركيا كدولة صديقة للفلسطينيين وإقليمية فاعلة ذات اهتمام بالقضية الفلسطينية، وبما يوازي التطورات الكبيرة التي حملتها وستحملها معركة "طوفان الأقصى".

ما بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ليس كما قبله فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع بين الفلسطينيين والاحتلال، وينبغي أن تعي الدول العربية والإسلامية ومنها تركيا ذلك وتتصرف على أساسه كما تفعل الدول الغربية وقبلها الكيان.

twitter.com/saidelhaj

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية غزة تركيا الفلسطينية إسرائيل تركيا فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الدول العربیة الموقف الترکی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسطينية: اقتحام الإرهابي «بن غفير» للأقصى الشريف محاولة مستميتة لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد

 

 

الثورة / متابعات

أدانت الفصائل الفلسطينية بشدة الاقتحامات المتواصلة التي ينفذها قطعان المستوطنين بقيادة الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير للأقصى الشريف.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، أن الاقتحام السافر الذي نفذه مستوطنون بقيادة الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير، محاولة مستميتة من العدو الإسرائيلي لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد.
وقالت «حماس» في بيان، إن الاقتحام السافر الذي نفذه المتطرف إيتمار بن غفير، وزير ما يسمى «الأمن القومي» في حكومة العدو الصهيوني، برفقة مجموعات كبيرة من قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، وأداء طقوس تلمودية استفزازية فيه، يمثل انتهاكًا صارخاً لقدسية ومكانة الأقصى لدى الأمة الإسلامية جمعاء، ومحاولة مستميتة من العدو الإسرائيلي لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد.
وأضافت: «إننا وفي ذكرى احتلال القدس نحذر من تصاعد الاقتحامات والطقوس التلمودية داخل ساحات الأقصى، والتي كان آخرها السجود الملحمي ومحاولة ذبح القرابين، ونؤكد أن شعبنا الفلسطيني سيواصل الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى، ولن يسمح بتمرير مخططات التقسيم أو التهويد».
وأهابت «بجماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى الذود عن مسرى نبينا، وتكثيف الرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى، والتصدي للاقتحامات وعربدة المستوطنين».
ودعت «حماس» أحرار الأمة العربية والإسلامية للوقوف عند مسؤولياتهم تجاه حماية المسجد، ودعم وتعزيز صمود أهالي القدس الذين يتعرضون لمحاولات التهجير، والعمل على إيقاف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
إلى ذلك اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن التصعيد الصهيوني الخطير الذي يشهده المسجد الأقصى المبارك، منذ صباح أمس، استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين حول العالم.
وقالت الحركة في بيان، إن التصعيد المترافق مع تدنيس وزير الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لباحات المسجد الأقصى، وإقامة الصلوات التلمودية، برفقة مئات من المستوطنين بحماية مشددة من قوات العدو، انتهاك للحرمة الدينية للمسجد الأقصى المبارك، خصوصاً في ظل مخططات صهيونية تستهدف المسجد وتسعى إلى تدميره.
وحذرت من أن هذه الممارسات الاستفزازية تهدف إلى فرض سيادة العدو الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وفرض تقاسمه وتهويده، وإهانة الأمة العربية والإسلامية في مقدساتها وتاريخها.
وحملت الحركة حكومة العدو المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الانتهاكات، معربة عن إدانتها صمت الدول والأنظمة العربية وعدم تحركها لوقف هذه الاعتداءات وحماية المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، بعدما تقاعست عن حماية دماء المسلمين في غزة، عجزاً أو تواطؤاً.
وتساءلت قائلة: «أين مواقف الشعوب العربية والإسلامية من هذه الانتهاكات المتكررة؟ وأين هي مشاعر الغضب تجاه مقدسات المسلمين وقبلتنا الأولى مسرى نبينا الكريم؟ وإن لم يتحرك المسلمون اليوم في مواجهة هذه الإهانة لعقيدتهم، والخطر الذي يتهدد مقدساتهم، فمتى يتحركون؟».
ودعت حركة الجهاد الإسلامي، شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف صفًا واحدًا في الدفاع عن المسجد الأقصى، والتعبير عن موقفهم تجاه مقدساتها وكرامتها.
من جهتها استهجنت حركة المجاهدين الفلسطينية، الصمت العربي والإسلامي تجاه الحصار والاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المباركة والتي كان آخرها اقتحام المجرم بن غفير للمسجد، واستفزازات المستوطنين الغاصبين في ما يسمى «مسيرة الأعلام».
واعتبرت الحركة في بيان، أمس، هذه الاعتداءات الصهيونية، استخفاف جديد بمشاعر ملياري مسلم.
وقالت: “اعتداء الإرهابي بن غفير اليوم على المسجد الأقصى واعتداءات المستوطنين الصهاينة الغاصبين يظهر مجدداً حجم الخطر الذي يتعرض له مسرى الرسول الأكرم في ظل الحكومة الصهيونية اليمنية المتطرفة، ويكشف مضي تلك الحكومة النازية بمخططاتها التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى وكينونته وهويته الإسلامية والعربية وتغيير الواقع هناك بالتزامن مع المجازر الإرهابية البشعة في غزة”.
وأضافت: “نستنفر كل جموع شعبنا في الضفة والداخل والقدس للانتفاضة الشاملة دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك وثأرا للدماء والحرمات التي ينتهكها العدو المجرم وندعو شرفاء ومقاومي شعبنا لتصعيد المواجهة مع العدو المجرم”. كما دعت الحركة الأمة لأخذ دورها في حماية مسرى نبيها والضغط على الأنظمة التطبيعية التي تواصل تطبيعها مع الكيان الصهيوني المجرم في ظل جرائم الإبادة الجماعية في غزة والانتهاك المتواصل لمقدسات الأمة في فلسطين.
من ناحيتها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الاقتحام الذي نفذه الوزير الصهيوني مجرم الحرب الفاشي والعنصري بن غفير برفقة مجموعات من عصابات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى صباح امس، تصعيدٌ خطيرٌ.
وقالت الجبهة في بيان، إن هذا التصعيد يُمثّل حلقةً جديدة في مسلسل العدوان المنظم على المسجد الأقصى والمقدسات، ضمن برنامج حكومة العدو الصهيوني الأكثر تطرّفاً وفاشية في تاريخ الكيان.
وأشارت إلى أن حكومة العدو الإجرامية تسعى للانتقال من التقسيم الزماني والمكاني إلى فرض السيطرة الكاملة على الأقصى، تمهيداً لتهويده بشكل شامل.
ولفتت إلى أن هذه الخطوة التي نُفذت بتواطؤ واضح من الإدارة الأمريكية، تُعبّر عن شراكة مباشرة في العدوان، أكّدها موقف وسلوك السفير الأمريكي لدى الكيان.
وذكرت «الشعبية» أنّ ما يجري في القدس، بالتوازي مع المجازر اليومية وجريمة الإبادة الجماعية والتجويع في غزة والضفة، يؤكد أن الشعب الفلسطيني يواجه حرباً شاملة تستهدف وجوده، وحقوقه، ومقدساته.
وأكدت أن كل ذلك يستدعي أوسع حالة استنفار شعبي ووطني في القدس والضفة والداخل المحتل، وتكثيف التواجد والاحتشاد في ساحات الأقصى وشوارع المدينة، والتصدي لمحاولات العدو الصهيوني فرض وقائع جديدة.
ووجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نداءً إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية للتحرك الفوري والفعّال، نصرةً للقدس وغزة، ولمقدساتها التي تُستباح على مرأى من العالم.
وشددت على أن القدس هي رمز ومقدس للأمة العربية والإسلامية جمعاء، ومكانتها الروحية والتاريخية يجب أن توقظ في شعوب الأمة كل أشكال الغضب والتحرك، باعتبار الدفاع عنها مسؤولية جماعية لا تقبل التخاذل أو الصمت، وفق البيان.
وكان الإرهابي بن غفير ومعه أكثر من ألف وخمسمائة مستوطن صهيوني بينهم وزراء ومسؤولون متطرفون قد اقتحموا صباح أمس باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات العدو الصهيوني .
وعاثوا فسادا ومارسوا طقوسا من خرافاتهم في أماكن مختلفة من المسجد الشريف.
يُشار إلى أن اقتحامات المستوطنين والمضايقات على المصلين بقيادة المدعو بن غفير تضاعفت في الأيام الأخيرة، وسط دعوات من قبل جماعات استيطانية متطرفة، للمزيد من الاقتحامات.
في سياق متصل اقتحم مستوطنون صهاينة، مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، ورفعوا شعارات تطالب بـ«السيطرة عليه واحتلاله».
وقالت محافظة القدس في بيان صحفي، إن هذا الاقتحام يشكل خطوة عدوانية واستفزازية، تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، واستهدافا مباشرا للمؤسسات الأممية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وأضافت: أن هذا السلوك الهمجي يُظهر حجم التغول الاستيطاني المدعوم من حكومة العدو، والذي يستهدف كل ما له علاقة بالوجود الفلسطيني والشرعية الدولية، بما في ذلك مؤسسات الأمم المتحدة العاملة على تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، وهو ما يشكل تحدياً سافراً للشرعية الدولية، وتكريساً لسياسة التهجير والتطهير العرقي في مدينة القدس.
وأكدت أن هذا الاعتداء يأتي ضمن سياق أوسع من الهجمات الممنهجة على مؤسسات «الأونروا»، بهدف تصفيتها، وشطب قضية اللاجئين التي تُعتبر من الركائز الأساسية للحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة وفق القرار 194.
وحمّلت المحافظة حكومة العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء الخطير، وما قد يترتب عليه من تداعيات، مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وخاصة الأمين العام للأمم المتحدة ومفوض الأونروا، بالتحرك الفوري لتوفير الحماية لمقرات الأونروا وموظفيها، وضمان قدرتها على أداء مهامها دون تهديد أو تدخل.

مقالات مشابهة

  • تحول جديد في الموقف الألماني تجاه الاحتلال.. لن نتضامن بالإجبار
  • العلاقات العُمانية مع العالم وخلق فرص استثمارية واعدة
  • محللون: الموقف العربي شجع إسرائيل على ارتكاب كل هذه الجرائم
  • الفصائل الفلسطينية: اقتحام الإرهابي «بن غفير» للأقصى الشريف محاولة مستميتة لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسبانيا مؤهلة لقيادة تحرك جماعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: يجب منع إسرائيل من الاستمرار في تجاهل القانون الدولي والتصعيد في الأراضي الفلسطينية
  • حركات المقاومة الفلسطينية تستنفر أبناء الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى.. وهذا ما حدث اليوم؟!
  • من تركيا إلى أميركا.. سباق حكومي لمواجهة تراجع المواليد وتشجيع الإنجاب
  • هل تختفي الوظائف أم الناس؟ لغز البطالة في تركيا
  • ثمَّن موقف الدول الداعمة لـ”القضية الفلسطينية”.. وكيل الخارجية: المملكة حريصة على توسيع التعاون بين «الخليج» و»آسيان»