دخلت الإعلامية لميس الحديدي، في نوبة من البكاء علي الهواء مباشرة خلال تعليقها علي مشهد الهجوم الذي نفذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء على مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في حي الزيتون بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين.

 

لميس الحديدي: هذه مشاهد لا يحتملها بشر 

 

وقالت لميس الحديدي: "هذه مشاهد لا يحتملها بشر، أنا غطيت حروب كثيرة جدا، وكنت في الشارع في غزة وأماكن كثيرة، لكن هذه المشاهد غير مسبوقة".

 

 

وأضافت: "هو العالم اللي بيتفرج علينا ده إيه؟ بيتفرج على ناس جرافيكس؟!".

 

لميس الحديدي: مفيش إنسانية ولا دين

 

واستكملت حديثها قائلة: "حرام عليكم، مفيش إنسانية ولا دين ولا أخلاق، قصف لمستشفى".

 

طوفان الأقصى

 

ويذكر أن أطلقت حماس في السابع من أكتوبر عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتليها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر طائرات شراعية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصا وأسروا آخرين

 

ويرد الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع بقصف مكثف على قطاع غزة، بعد أن شدّد الحصار على القطاع عبر قطع المياه والكهرباء وإمدادات الغذاء

 

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت، في بيان، أن تقديرات أولية تشير إلى مقتل ما بين 200 إلى 300 شخص، في غارة على مستشفى الأهلي (المعمداني) في غزة. وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الأشخاص تحت الأنقاض.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن “ما يحدث في المستشفى هو إبادة جماعية لم نشهد مثلها من قبل.

 

من جانبها، وصفت حركة حماس قصف المستشفى بأنه “إبادة جماعية تتكرر مرة أخرى”.

 

وأضافت حماس، في بيان، أن قصف المستشفى “يكشف الطبيعة الحقيقية لهذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابه. ويكشف الدعم الأمريكي والغربي لهذا الكيان المحتل المجرم”.

 

ودعت حماس المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى أن “يتحملوا مسؤوليتهم ويتدخلوا فورًا، الآن وليس غدًا، لوقف العدوان وجيش الاحتلال الفاشي ومحاسبتهم على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبونها منذ أحد عشر يومًا”.

 

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي تزامن مع الحدث، إن “الضربة حديثة إلى حد ما ومن غير الواضح بعد ما إذا كان المستشفى قد تعرض لضربة جوية إسرائيلية أو إطلاق صواريخ فاشل من حماس”، على حد تعبيره.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: لميس الحديدي الإعلامية لميس الحديدي تعليق لميس الحديدي الفجر الفني برنامج كلمة اخيرة لمیس الحدیدی فی غزة

إقرأ أيضاً:

ذاكرة النقصان.. توثيق روايات أهل غزة عن الإبادة الجماعية

 

الثورة / خليل المعلمي

يعتبر كتاب «ذاكرة النقصان.. روايات أهل غزة عن الإبادة» هو الكتاب الأول الذي يحمل بين طياته توثيقاً مكتوباً لقصص وحكايات تلك الحرب الماحقة التي يعيشها القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023م، التي غيرت المنطقة بأسرها، للروائية السورية سمر يزبك الصادر عن دار الآداب.
وأهم ما يسجله الكتاب شهادات يرويها أناس من لحم ودم، عاشوا ما لا يمكن تصوره، وما يشعر المرء أنه يتعذر كتابته أو التعبير عنه وإيجاد لغة توازيه، يمكنها التعبير عنه.
إنها مهمة شاقة، بل هي نوع من التحدي أن تتمكن من نقل ما لا ينقل، ووصف ما يفوق القدرة على الوصف، لذلك هي محاولة شجاعة، أن تحاول كاتبة أن تسجل ما ترويه ألسن أناس عاشوا آلاماً ليس لها اسم أو معادل في الكلام.
لقد استغلت الروائية “سمر يزبك” فرصة وجودها في الدوحة عند وصول جرحى من غزة مع عائلاتهم لتلقي العلاج، حيث تجمع الناجون من الموت، بينهم مبتورو أطراف وأصحاب حالات صحية خطيرة، فلم ينقل إلى خارج غزة في ذلك الوقت إلا ذوو الإصابات البالغة، حيث يبلغ عدد الواصلين مع عائلاتهم 2500 شخص.
جرائم جماعية
ما لا يمكن تخيله بالنسبة للكاتبة هو أنها أمام جرائم جماعية تقررها الخوارزميات بمفردها، أي أن لحظة التردد الإنساني لم تعد ممكنة أو حتى محتملة، أضف إلى ذلك الطائرات المسيَّرة التي يروي عنها الشهود الغزيون ما يثير الفزع، «هذه الكائنات الخرافية القاتلة تدخل البيوت، غرف النوم، تقف على رؤوس الأطفال، تصدر التعليمات، تطلق النار على الرأس، تأخذ بصمة العين تطلق النار على العين، ترافق أرتال النازحين والمجبرين على الرحيل من بيوتهم”.
تبدأ غالبية شهادات المستجوبين الذين خصص الكتاب لكل منهم صفحات تتسع لشيء من ألمه في يوم السابع من أكتوبر، هكذا يروي الشهود (الضحايا) كيف عاشوا تلك اللحظات المباغتة، قبل أن يغوصوا في قص تفاصيل الجحيم الذي سكب عليهم، وما عاشوه من تهجير وإصابة وموت لأحبتهم، حيث أن مجموع هذه القصص التي يرويها أصحابها، تجعلك تعيش جهنم غزة وكأنك فيها.
يكتشف القارئ أن لقطات الكاميرات التي تصور الموت على الهواء مباشرة، كانت عاجزة عن قول القصص الإنسانية أو أن تجعله يفهم عمق التراجيديات الأسرية، وأن هذا التصوير المستمر للموت الجماعي أفقد الفجيعة الفردية حقها في أن تكون حاضرة، ومروية ومسموعة، وكأنما ضجيج المجازر خسف حق الإنسان في أن يكون إنساناً يستحق الرحمة.
مهدت الكاتبة للشهادات بمقدمة سكبت فيها خلاصة ما جال في خاطرها، وهي تجمع القصص من على ألسن المصابين، حاولت أن تتحدث عن جوامع مشتركة للذين تحدثت معهم، وجدت أنهم لم يذكروا في كلامهم حماس أو القضية الفلسطينية، كانوا يتحدثون عن أنفسهم كأناس مدنيين مسالمين عن أجسادهم التي تمزقت، كانوا يبوحون بصدق وعفوية، ويرغبون بأن يسمع العالم حكايتهم، جملة يرددونها: “لقد كنا نعيش الحرب منذ عقود، والآن نحن نعيش فعل إبادة”.
أما الأطفال والشباب فكانوا الأكثر صمتاً، يعجزون عن إيجاد الكلمات المناسبة، طفل مراهق اسمه عبدالله (13) سنة، احترقت عائلته أمامه وهو يركب حافلة الأونروا، قال إنه ليس طفلاً، وإن غزة ليس فيها أطفال، لأنهم لا يذهبون إلى المدرسة كما أترابهم، ولا يعيشون بين عائلاتهم، غالبية من تحدثت يزبك معهم يصرون على أن يخرجوا صور عائلاتهم قبل أن يختفوا من الوجود، ويتحدثوا عنهم ويخاطبوهم كما لو كانوا لا يزالون بينهم.
شهادات دامية
الشهادات دامية، والقارئ لا يمكن أن يخرج من الكتاب كما كان قبل أن يقرأه، نحن لسنا أمام حرب، ونحن نقرأ نتأكد أن كل واحد من الذين يتحدثون، كأنما كان مستهدفاً لذاته، أو أنه يجب أن يموت إن لم يكن بالقصف، ففي المستشفى بسبب تكدس الجرحى، وإن لم يكن بذلك فبسبب نقص الدواء أو الأطباء، وإن نجا فسيجد نفسه مضطراً لأن يحمل جراحه ويمشي إلى مكان آخر لأن القصف يبقى يطارده من خيمة إلى مدرسة، إلى طريق، حتى يتمكن منه.
خالد أبو سمرة -30- سنة، طبيب في مستشفى الشفاء، يخبرنا عن أهوال ما عاشه، رحلة يصعب وصفها أو قراءتها، يروي “أبو سمرة” أنه منذ لحظات القصف الأولى وقبل أن يعرف الأطباء حقيقة ما يحدث حولهم كانت الإصابات المميتة تأتي من كل أنحاء القطاع، والمستشفى يتكدس فيه المصابون.
ويضيف: “منذ اليوم الأول انتهكوا كل الحدود، وكل قوانين حقوق الإنسان ودعنا زميلنا المسعف طارق في الساعات الأولى، قتلوه وهو يؤدي واجبه”، قصفوا مدرسة وسط مدينة غزة سوق شعبية شمال القطاع، قصفوا كل شيء وأي شيء، كانت آلة القتل الإسرائيلية تعمل على مدار الساعة، والجرحى يصلون إلى المستشفى على مدار الساعة، كان مجمع الشفاء حاجز الدفاع الوحيد تقريباً عمن يسعفه الحظ وينجو من المجازر، ومع ذلك حوصر المستشفى وقصف واستهدفت أقسامه بما فيها العناية المركزة ومرضاها، كنا نصرخ أمام العالم كله، أن الجيش الإسرائيلي يقتحم مستشفى الشفاء بمرضاه ونازحيه السبعين ألفاً، لكن تركنا وحدنا، لم يكن من جدوى لاستغاثاتنا.
يروي الطبيب تفاصيل مروعة، ويصل إلى عبارة يكررها الناجون وكأنها لازمة “الموت رحمة”، ويكمل: “هذا ما كنت أقوله لنفسي في كل مرة نرفع فيها جهاز التنفس عن أحد أسلم الروح لقد قرأت كثيراً عن أطباء في حروب سابقة في هذا العالم أعطوا مرضاهم حقنة الموت الرحيم، في كل مرة أنظر في عيون الأطباء الذين كانوا في المستشفى أشعر كما لو أننا أقسمنا جميعاً أن نتشبث بأرواح مرضانا حتى آخر نفس، فجميعنا نعرف ما انتهى إليه مرضى هذا المستشفى وأطباؤه، لكن نكتشف أن من بقي حياً وخرج، شاهد ما لا يمكن تخيله من عذاب، إما بسبب حمم من السماء أو انتقام الجنود الإسرائيليين على الأرض.
محمد فادي صالح -25 سنة- أصيب في شمال غزة، وهو بالقرب من منزله بشظايا صاروخ نقل بصندوق سيارة مع آخرين، إلى مستشفى كمال عدوان الذي ليس فيه دواء ولا بنج ولا حتى معدات تشخيص، لذا حملوه إلى المستشفى الإندونيسي، هناك كانت الأمور أشد سوءاً لا مولدات، ولا كهرباء والصورة التي أجريت له بشق الروح لم تفسر الشلل الذي يعاني منه، بعدها نقل إلى مستشفى الشفاء وهو ينزف، وضعوا أنبوباً في صدره لتفريغ الدم الداخلي، لكن صورة مقطعية كانت لازمة لفهم سبب الشلل بقي إجراؤها مستحيلاً.
هاجم الإسرائيليون المستشفى، وطالبوا بإخلائه وقصفوا قسم الولادة، بعد ساعات من الرعب جاء عمه واضطر وهو مشلول لأن يسير معه نصف ساعة كي يستقلان سيارة إلى البيت، بعد 15 يوماً نقل خلالها، هرباً من القصف من بيت إلى بيت وهو محموم ومشلول، تمكن الصليب الأحمر من إيصاله إلى مستشفى كمال عدوان ومن ثم مستشفى ناصر لكن حتى المسكن لم يكن متوفراً لإسكات الألم الرهيب الذي يعاني منه، أصيب بجلطة بسبب عدم وجود عناية، إذ إن غاية ما توفر له هو المضاد الحيوي، لكن الأمر لم ينته هنا فقد جاء الجيش الإسرائيلي وطلب إجلاء المرضى وترك من لا يستطيعون الحركة دون مرافقين.
احتل الجنود المستشفى و”جاء جندي إسرائيلي نحوي، فقلت له بهدوء: إنني مجرد جريح مشلول، لم يكتف بضربي، بل هددني بالاغتصاب”، ويروي هذا المصاب عظائم ما تعرض له هو وبقية المصابين: “كنت هناك في قلب الجحيم، عندما اقتحم الإسرائيليون المستشفى برفقة كلابهم المدربة، وأفلتوها علينا، الزنانة تحوم فوقنا، تهددنا بمزيد من القصف، بينما الاعتداء الجسدي واللفظي كان مزيداً من التحرش والإذلال والتهديد المستمر بالاغتصاب، الأمر لم ينته هنا بالطبع.

مقالات مشابهة

  • لميس الحديدي: معركة إيران وإسرائيل تكسير عظام ولا إشارات لتدخلات فعالة للحل
  • مجزرة إنسانية في رفح: الاحتلال يستهدف المدنيين قرب مراكز الإغاثة
  • لميس الحديدي: ثلاثة سيناريوهات تكشف زيادة مخاطر الحرب الإسرائيلية الإيرانية
  • ذاكرة النقصان.. توثيق روايات أهل غزة عن الإبادة الجماعية
  • لميس الحديدي: قانون الإيجار سيصدر قبل نهاية دور الانعقاد
  • لميس الحديدي: تصريحات نتنياهو عن الحضارة والبربرية مثيرة للجدل
  • من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
  • مشاهد طوابير الجوعى في غزة مستمرّة: مأساة إنسانية تحت الحصار والنار
  • لميس الحديدي: الإسرائيليون يعيشون ليلة رعب غير مألوفة تحت القصف الإيراني
  • لميس الحديدي: إسرائيل عاشت ليلة من الرعب بسبب صواريخ إيران