تسونامي اتهامات وجّه للنجم الفرنسي كريم بنزيمة قائد فريق الاتحاد السعودي، بعد تغريدة تضامن فيها مع غزة، التي تتعرض لإبادة منذ 11 يوما راح ضحيتها آلاف القتلى وأكثر من 10 آلاف جريح.

ولم يرد بنزيمة بأي كلمة أو منشور أو تغريدة على هذا السيل من الاتهامات بل قرر مقاضاة مهاجميه قانونيا ورفع دعاوى ضدهم.

وكان بنزيمة غرّد في الـ15 من الشهر الجاري برسالة دعم للشعب الفلسطيني عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قائلا "كل صلواتنا من أجل سكان غزة، ضحايا مرة أخرى لهذا القصف الظالم الذي لم يسلم منه نساء ولا أطفال".

الموجة الكبيرة في هذا التسونامي كان قائدها تصريح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الذي اعتبر أن لبنزيمة "صلات بجماعة الإخوان المسلمين"، مما أثار جدلا في فرنسا اليوم الأربعاء بعد أن مرت دون أن يلحظها أحد في البداية.

صلات بالإخوان

وسبق أن سئل الوزير عن الرسالة التي نشرها لاعب ريال مدريد السابق على شبكات التواصل دعما للشعب الفلسطيني، فكان جوابه بأن اللاعبين المشهورين مثل بنزيمة "لديهم مسؤولية وتأثير على الشباب، كان من الممكن أن يدفعه إلى أن يكون أكثر إنصافا".

وفي وقت لاحق، رفع الوزير من درجة الهجوم على بنزيمة عندما كان يجيب على سؤال حول إجراءات الحكومة لمكافحة "الإرهاب على الأراضي الفرنسية"، وقال "منذ أسابيع، كنت مهتما بشكل خاص (..) بجماعة الإخوان المسلمين"، في إشارة في ذلك الوقت إلى صلات بنزيمة المزعومة بجماعة الإخوان.

ولم يكن لتصريحات الوزير أي صدى في فرنسا حتى نشرتها وسائل إعلام إسبانية في وقت متأخر من الثلاثاء.

وبررت مصادر من وزارة الداخلية الفرنسية، الأربعاء، الاتهامات التي وجهها دارمانان بأن تصرفات اللاعب مؤخرا تشكّل "انجرافا نحو إسلام متشدد وصارم".

وفي حديثها لموقع "آر إم سي" الفرنسي الرياضي، ذكرت مصادر في الوزارة "حالات عدة تورط فيها بنزيمة"، مثل:

رفضه غناء النشيد الوطني الفرنسي في المباريات مع فرنسا.

"دعوته" على شبكات التواصل الاجتماعي "لصالح المسلمين".

"عميل" لحماس وفرنسي على الورق

وكان بنزيمة دعّم المصارع الروسي حبيب نورمحمدوف، الذي نشر رسالة هاجم فيها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ودعا في منشوره على صفحته الرسمية على إنستغرام بأن "يشوّه العلي القدير هذه القمامة"، في إشارة إلى ماكرون و"جميع أتباعه الذين يهينون، باسم حرية التعبير، عقيدة أكثر من مليار ونصف المليار شخص (المسلمين)".

وبالنسبة لوزارة الداخلية الفرنسية، فإن كل هذه القضايا لا تسمح بتقديمه إلى المحكمة، لكنها "تشكل إشارة غامضة بشكل خاص لرياضيين لديهم جمهور كبير".

وبعد الوزير، طالبت النائبة في مجلس الشيوخ الفرنسي فاليري بوايي بسحب الجنسية الفرنسية وسحب الكرة الذهبية من بنزيمة.

وقالت فاليري بوايي، في بيان أصدرته اليوم، إن بنزيمة نشر تغريدة على حسابه الرسمي عبر منصة "إكس"، عبّر فيها عن مساندته لسكان غزة بسبب الغارات والقصف الذي يتعرضون إليه، مضيفة أن وزير الداخلية الفرنسي كان قد أكّد بدوره أن بنزيمة "على علاقة بالإخوان المسلمين".

وتبعا لذلك، طالبت عضوة مجلس الشيوخ بتسليط عقوبات على كريم بنزيمة من خلال سحب الكرة الذهبية التي كان قد فاز بها عام 2022، من ثم تقديم طلب رسمي من أجل سحب الجنسية الفرنسية منه.

وقبل الوزير والنائبة، هاجمت أمس الوزيرة الفرنسية السابقة نادين مورانو بنزيمة بعد تضامنه مع الشعب الفلسطيني إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت مورانو، أثناء استضافتها في قناة "سي نيوز" وإذاعة "أوروبا 1″، إن بنزيمة اختار معسكره وبات "عميلا للبروباغندا (الدعاية) التي تمارسها حماس وتهدف هي الأخرى لتحطيم إسرائيل".

واستنكرت مورانو، وهي من الأسماء المهمة داخل حزب الجمهوريين، عدم قيام بنزيمة بأي خطوة تضامنية مع من سمتهم بـ"ضحايا حماس من الإسرائيليين".

وعلى المنوال نفسه، نسج السياسي اليميني المتطرف جون مسيحة، الذي قال: إن بنزيمة يشعر بالارتباط بالأمة الإسلامية أكثر من فرنسا وهو مثل الكثيرين، فرنسي على الورق فقط.

وبعد أن اتخذ هذا الهجوم منحا تخوينيا واتهامات غير مسبوقة للاعب كرة قدم، قرر بنزيمة مقاضاة مهاجميه قانونيا

وكشف محامي بنزيمة أنه يستعد لرفع دعاوى قضائية ضد 4 أشخاص وهم وزير الداخلية دارمانين، وعضو البرلمان الأوروبي فرانك تابيرو، وعضوة البرلمان الأوروبي نادين مورانو والنائبة البرلمانية الفرنسية فاليري بوايي

وأوضح المحامي هيوز فيغييه -في تصريحات نقلتها صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أمس الأربعاء- أن "الدعاء للسكان المدنيين تحت القنابل التي لا تستثني النساء والأطفال، لا يشكل دعاية لحماس، ولا تواطؤ مع الإرهاب ولا تعاون معه".

97 مباراة دولية

ويلعب بنزيمة (35 عاما) -الذي خاض 97 مباراة دولية قبل أن ينهي مسيرته مع المنتخب الفرنسي عام 2022 بسبب خلافات مستمرة مع المدرب ديدييه ديشان- منذ الموسم الحالي في نادي الاتحاد، بعد 14 موسما في ريال مدريد.

ورغم أن لاعبين فرنسيين آخرين دعموا الشعب الفلسطيني، مثل نبيل فقير لاعب ريال بيتيس والذي أظهر "دعمه الثابت للشعب الفلسطيني الذي عانى من الفصل العنصري لفترة طويلة"، فإن الهجوم الصاعق لم يشن إلا على بنزيمة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الداخلیة الفرنسی

إقرأ أيضاً:

تحذير لمؤسسة خيرية بريطانية بسبب منشور فُسّر كتأييد لـحماس

تلقت مؤسسة خيرية إسلامية في المملكة المتحدة تحذيراً رسمياً من مفوضية المؤسسات الخيرية، بعد نشرها مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي اعتُبر "مؤيداً لحركة حماس".

وقالت وكالة الأنباء البريطانية (PA Media)،الجمعة، إن مؤسسة مركز المنار الخيرية، ومقرها مدينة كارديف، نشرت فيديو في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهو ما دفع مفوضية العمل الخيري إلى فتح تحقيق رسمي خلص إلى وجود "سوء سلوك أو سوء إدارة أو الاثنين معاً" من قِبل أمناء المؤسسة.


دعوة لاتخاذ إجراءات بشأن المحتوى الإلكتروني
وأصدرت المفوضية أمراً رسمياً يطالب المؤسسة باتخاذ تدابير تصحيحية تتعلق باستخدامها لمنصات التواصل الاجتماعي، معتبرة أن الفيديو المنشور "يمكن تفسيره على أنه يُظهر دعماً لكيان محظور"، في إشارة إلى حركة "حماس" الفلسطينية، التي تضعها السلطات البريطانية على قائمة الإرهاب.

وتدير المؤسسة الخيرية مسجداً محلياً في كارديف، وتُعرف نفسها بأنها تهدف إلى "تعزيز التعليم الإسلامي، ودعم العلاقات المجتمعية والوئام الديني".

من "كتائب القسام" إلى "حماس" بالكامل
يُذكر أن المملكة المتحدة أدرجت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، على لائحة المنظمات الإرهابية منذ عام 2001، إلا أن القرار آنذاك لم يشمل جناحها السياسي. 

غير أن وزيرة الداخلية السابقة، بريتي باتيل، وسعت الحظر في عام 2021 ليشمل الحركة بأكملها، بحجة أن "التمييز بين الجناحين لم يعد ممكناً"، ما جعل أي دعم مادي أو معنوي لها يقع تحت طائلة قانون الإرهاب البريطاني.


إجراءات قانونية للطعن في القرار
من جانبها، بدأت حركة "حماس" تحركات قانونية للاعتراض على قرار تصنيفها، حيث أوعز عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، لفريق قانوني بريطاني بتقديم طلب رسمي لشطب اسم الحركة من القائمة السوداء.

وفي 9 نيسان/ أبريل الجاري، تقدم المحامون أنصاري وغروترز وماجنس بطلب قانوني إلى وزيرة الداخلية البريطانية الحالية إيفيت كوبر، مؤلف من 106 صفحات، أكدوا فيه أن قرار بريتي باتيل في 2021 كان مدفوعاً بأهداف سياسية أكثر منه قانونية.

وشدد المحامون في طلبهم على أن حماس لم تموّل الإجراءات القانونية بأي شكل، مشيرين إلى أن تلقي أي أتعاب من جهة محظورة يُعد مخالفة قانونية صريحة بموجب قانون الإرهاب.

مقالات مشابهة

  • تحذير لمؤسسة خيرية بريطانية بسبب منشور فُسّر كتأييد لـحماس
  • بعد 47 عاما من القتال.. “العمال الكردستاني” في تركيا ينزل من الجبال ويقرر إلقاء السلاح
  • واشنطن تقدم مقترحا لحماس في مفاوضات الدوحة
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • دعوى 20 مليون دولار كتعويض وما مر به.. الناشط الفلسطيني محمود خليل يكشف لـCNN كواليس أشهر احتجازه بأمريكا
  • اتفاق بريطاني ـ فرنسي حول المهاجرين.. وماكرون يدفع نحو دولة فلسطينية
  • جناح سوبر.. من هو الفلسطيني آدم كايد صفقة الزمالك الجديدة؟
  • بنزيما يحتفل بزفافه في جزيرة كورسيكا .. صور
  • هدف الأهلي والزمالك.. من هو حامد حمدان الذي أشعل صراعا بين القطبين؟
  • ضريبة ترامب تصيب العراق اقتصادياً.. 3 مسارات مطلوبة فوراً