الثورة نت:
2025-08-11@23:26:22 GMT

غزة في مقام العزة والكرامة

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

 

 

في اجتراح البطولة والشهادة يكون الاصطفاف من الله سبحانه وتعالى أساساً فهو القائل سبحانه تعالى ” الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ» .


وفي المشهد الغزاوي تكون الحقيقة واضحة للعيان حينما تتأرحج المواقف وتتعرى الوجوه وتكشف الأقنعة – فالأعور الدجال الذي يمثله موقف دول الغرب بشكل عام وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية صانعة الإرهاب والإجرام في كل بقاع الأرض وعلى وجه الخصوص في الوطن العربي وأمة الإسلام- وبذلك تتضح المسألة الصهيونية أنها لم تكن ولن تكون سوى أداة بيد دهاقنة السياسة الغربية ابتداءً من مؤتمر (كامبل بلرمان) 1971م ومرورا بكامب ديفيد ووعد بلفور وأوسلو وغيرها من المؤتمرات.
إن الأعور الدجال ذا النظرة الأحادية برز اليوم بكل إجرامه وظلمه وطغيانه يريد أن يقضي على القضية الفلسطينية التي تمثل خط المواجهة لاستعادة الكرامة المسلوبة والحق المغتصب، وهي قضية عادلة، تستمد أساس صمودها وقوتها من خالق الوجود العادل، الناصر، الحق، المبين، صحيح أن أبواق الدجال الأعور وعملاءه يستطيعون بما يمتلكون من إمكانيات مادية وغيرها أن يشوشوا على الحق وأتباعه لكن ذلك لن يدوم إلى الأبد، لأن الحق قديم وثابت وراسخ.
غزة اليوم وكل يوم على موعد مع اجتراح البطولات وتقديم شهداء الكرامة وتحقيق موجبات الاصطفاف الإلهي- طالما وهي تدافع عن أقدس بقعة على وجه الأرض، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهي بذلك تحقق ما عجزت عنه الزعامات العربية أو الإسلامية بمختلف مسمياتها، فقد عرت وكشفت الحقائق عن دورها وأساس وجودها على سدة تلك الأنظمة القمعية العميلة الخائنة حينما حطمت الفقاعة الدعائية للصهيونية وعملائها من خلال التحرك العملي على أرض الميدان، بوسائل بسيطة ولكن بإرادة تستمد وجودها وإيمانها من رب العالمين الذي أذن بذلك « أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» الحج الآية (39)، لقد أراد بنو صهيون والمتصهينون أن يكتبوا الفناء على المرابطين في غزة وأرض الرباط من خلال أسوارهم ومستوطناتهم التي يحتمون بها فجاءهم الرد « لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ»، فقد ظنوا وظن المجرمون والقتلة إثماً « أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ»، فقد اعتمدوا على ما سلبوه من إمكانيات وماديات امتصوها من أموال وحقوق الأمم الأخرى ظلماً وعدواناً، رباء، واستغلالاً، واستعماراً واحتلالاً، فكان الله في مواجهتهم، فكيف يفلح قوم عادوا خالقهم، من أوجدهم من العدم.
أما الصهاينة العرب –من عملاء وخونة ومجرمين ومن تحالف معهم من شذاذ الآفاق فإن الوعد الإلهي يشملهم بالخزي والعار أسوة بمن كانوا معهم فهو القائل: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ)، فمن خلال وسائل بسيطة وإمكانيات متواضعة تم تحطيم الأسطورة الزائفة وتحقيق الأهداف التالية:
1- أن الحق المسلوب والمغتصب سيعود حتماً إلى أهله حتى ولو اجتمعت كل جيوش العالم ومعها كل الإمكانيات والقدرات، طالما أن هناك من يسعى إلى استعادة حقه واسترداد ما اغتصب منه.
2- تعرية المواقف الغربية والقوى الاستعمارية الجديدة والقديمة الطامعة في السيطرة على مقدرات وإمكانيات الأمة العربية والإسلامية وجعلها مسلوبة الإرادة غير قادرة على أن تمارس دورها الحضاري والإنساني والرسالي الذي اختص الله به هذه الأمة وجعلها (خير أمة أخرجت للناس) وهذه الخيرية مرتبطة بالمنهج الذي نزل على أشرف الرسل وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، صحيح أن الصهاينة اليوم رأس الحربة والعدو الظاهر، لكن ها قد تكشفت الحقائق وظهر أحلاف الشيطان بكل جرأة ووقاحة.
3- انفراط عقد التحالف القذر بين العملاء والخونة والصهاينة والاعور الدجال، هذا الحلف المجرم الذي أوكلت إليه مهمة تحطيم الأمة من داخلها بزرع الفتن والوشاية بالمجاهدين والابطال وتبديد الثروات والتستر على اجرام الصهاينة وغير ذلك من المهام القذرة التي يقوم بها على كل المستويات ابتداءً من الأبواق الإعلامية وانتهاء بالقيادات الحاكمة.
لقد عهد إلى الصهاينة اليهود أن يعملوا على فصل المشرق العربي عن المغرب العربي، وعهد إلى الزعامات المتصهينة أن توطد التفرقة والتجزئة كأمر واقع، وعهد إلى العملاء الخونة أن يكونوا هم الأدوات الرخيصة في تمرير واقع التجزئة والتفرقة حتى يستطيع امتصاص دماء الشعوب من استغلال ثروات وامكانيات وقدرات هذه الأمة بدون ضجيج أو حسيب أو رقيب.
ألم تعمل دول الاستعمار القديم على استغلال ثروات الأمم الأخرى لصالحها كما فعلت وما زالت فرنسا في الاستئثار بخيرات قارة كأفريقيا وتكديس الثروات لديها وتوزيع الفقر على افريقيا شعوباً وحكومات، وهو ذات المنهج الذي تسير عليه أمريكا التي تسيطر على كل الثروات الخاصة بالأمة العربية سواء استغلالاً، أو استثماراً، ولا يملك أهل الثروات إلا أرقام حسابات، أما استثمارها فليس لهم ولا يتاح لهم أن يستغلوها، وهو الأمر الذي سيظل سارياً ما دامت فلسطين محتلة وتحت سيطرة الصهاينة الذين يمثلون الاستثمار الرابح في مشاريع التقسيم والتجزئة للوطن العربي والأمة الإسلامية.
4- إن ما تقوم به وما تحققه المقاومة الإسلامية من انتصارات عظيمة وبطولات خالدة، ستظل شاهدة على عظمة هذه الأمة وقدرتها على مقاومة الإجرام والطغيان والظلم، فكل دم سفك لطفل أو امرأة أو شيخ أو شاب، هو عنوان الكرامة والعزة والمجد، لأنه ينصر الحق ويهدم الباطل وينفذ إرادة الله القائل في محكم كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، والقائل سبحانه وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في غزة وأرض فلسطين وفي كل أرض يذكر فيها اسمك يا رب العالمين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا

2025-08-09Zeinaسابق مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: المؤتمر يمثّل تهرّباً من تنفيذ استحقاقات وقف إطلاق النار ودمج المؤسسات واستمراراً في خرق الاتفاق وهو في الوقت ذاته غطاء لسياسات التغيير الديمغرافي الممنهج ضد العرب السوريين تنفذها تيارات كردية متطرفة تتلقى تعليماتها من قنديل انظر ايضاًمصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: المؤتمر يمثّل تهرّباً من تنفيذ استحقاقات وقف إطلاق النار ودمج المؤسسات واستمراراً في خرق الاتفاق وهو في الوقت ذاته غطاء لسياسات التغيير الديمغرافي الممنهج ضد العرب السوريين تنفذها تيارات كردية متطرفة تتلقى تعليماتها من قنديل

آخر الأخبار 2025-08-09مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: تؤكد الحكومة السورية على أن حق المواطنين في التجمع السلمي والحوار البنّاء سواء على مستوى مناطقهم أو على المستوى الوطني هو حق مصون تضمنه الدولة وتشجّع عليه شريطة أن يكون في إطار المشروع الوطني الجامع الذي يلتف حول وحدة سوريا أرضاً وشعباً وسيادة 2025-08-09أذربيجان وأرمينيا توقعان اتفاق سلام تاريخياً برعاية أميركية 2025-08-08وزير الطاقة: إعادة هيكلة قطاع الطاقة في سوريا وإطلاق شركات قابضة لتعزيز الإنتاج 2025-08-08الأمم المتحدة تدعو إسرائيل إلى وقف خطتها للاستيلاء على غزة 2025-08-08“موتوريكس” يجمع أحدث الابتكارات في قطاع السيارات والذكاء الاصطناعي في سوريا 2025-08-08نحو مؤسسات أكثر كفاءة… دورة لتعزيز الأداء المؤسسي في القطاع العام 2025-08-08عودة منشد الثورة عبد الرحمن فرهود بفعالية جماهيرية في حماة 2025-08-08وزارة الطاقة السورية: 5 ساعات كهرباء إضافية مع بداية الأسبوع المقبل 2025-08-08اليابان: إجلاء 360 ألف شخص من منازلهم واضطراب حركة النقل بسبب الأمطار الغزيرة 2025-08-08اتفاقيات اقتصادية سورية – تركية تعمق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين

صور من سورية منوعات الصين تنجح باختبار هبوط وإقلاع مركبة فضائية مأهولة على سطح القمر 2025-08-08 مرصد كوبرنيكوس للتغير المناخي: العالم يسجل ثالث أكثر شهور تموز حرارة على الأرض 2025-08-07
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • نور على نور
  • تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي في عدد من مديريات صنعاء
  • مسيرة تضامنية في حجة مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بجرائم الصهاينة في غزة
  • مسيرة بجامعة حجة تضامناً مع غزة
  • علي جمعة: المؤمن الحق يمر باللغو كريماً ويبدأ بإصلاح نفسه قبل غيره
  • مديرية آزال تدشن فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف
  • وقفة لقطاع التعليم في حجة نصرة للشعب الفلسطيني
  • هاشم معزيا بشهداء الجيش: سقطوا ليبقى لبنان وطن الحق والسيادة
  • متي يظهر المسيخ الدجال وهل اقترب خروجه؟.. عالم بالأزهر يجيب
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا