جنود إسرائيليون: ابن نتنياهو على شواطئ ميامي.. ونحن في الحرب
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تعرض نجل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لانتقادات بسبب بقائه في مدينة ميامي الأمريكية، أثناء عودة جنود الاحتياط للحرب.
ويقيم يائير نتنياهو (32 عاما) في فلوريدا منذ شهر أفريل على الأقلّ.
وفي الوقت نفسه، تمّ استدعاء 360 ألف جندي احتياط للجيش الصهيوني، وهو عدد غير مسبوق، حيث عاد عدد منهم من إقامتهم بالخارج إلى إسرائيل.
وبالرغم من اشتعال النزاع في غزّة، قرّر يائير البقاء في ميامي، مما أثار غضب بعض عناصر جيش الاحتلال، وفقا لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
وقال جندي متطوع يخدم على الجبهة الشمالية لإسرائيل لصحيفة التايمز: "يائير يستمتع بحياته في شاطئ ميامي بينما أنا على الخطوط الأمامية".
وأضاف: "نحن الذين نترك عملنا وعائلاتنا وأطفالنا لحماية عائلاتنا في الوطن والبلد، وليس الأشخاص المسؤولين عن هذا الوضع".
وتابع قائلا: "إخوتنا وآباؤنا وأبناؤنا سيذهبون جميعا إلى الخطوط الأمامية، لكن يائير ليس موجودا بعد. إنه لا يساعد في بناء الثقة في قيادة البلاد".
وقال جندي آخر، تم نشره على الحدود مع غزة: "لقد عدت جوا من الولايات التي لدي فيها وظيفة، وحياة، وعائلتي".
"لا توجد طريقة يمكنني من خلالها البقاء هناك والتخلي عن بلدي وشعبي في هذا الوقت الحرج. أين نجل رئيس الوزراء؟ ولماذا ليس في إسرائيل؟".
"إنها اللحظة الأكثر توحيدا بالنسبة لنا كإسرائيليين في تاريخنا الحديث ويجب أن يكون كل واحد منا هنا الآن، بما في ذلك نجل رئيس الوزراء".
يائير، الذي درس المسرح في المدرسة الثانوية، أدى الخدمة العسكرية الإجبارية وعمل في وحدة المتحدث باسم الجيش الصهيوني، وليس كجندي مقاتل.
والخدمة العسكرية إلزامية لغالبية الإسرائيليين عندما يبلغون 18 عاما. ويتعين على الرجال أن يخدموا 32 شهرا والنساء 24 شهرا.
وبعد ذلك، يمكن استدعاء معظمهم إلى وحدات الاحتياط حتى سن الأربعين، أو حتى أكبر، في حالة الطوارئ الوطنية، ويقاتلون إلى جانب القوات النظامية في أوقات الحرب.
سكاي نيوز / بتصرّف
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
محللون إسرائيليون: انتقلنا من نشوة بداية الحرب إلى القلق من تداعياتها
القدس المحتلة- عاشت إسرائيل لحظة من النشوة بعد توجيه ضربات جوية إلى إيران، حتى مساء السبت الماضي، لكن مشاعر النشوة تبددت فور سقوط الصواريخ الإيرانية الأولى في مناطق رمات غان ووسط تل أبيب، والتي كانت محاولة على ما يبدو لاستهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية "الكرياه".
وفي لحظات النشوة، تبنت إسرائيل تكتيك الضغط الشعبي على إيران، عبر قصف مناطق سكنية مجاورة لمنشآت عسكرية في طهران، أملا بإثارة غضب داخلي على النظام، لكن هذه الإستراتيجية، التي فشلت سابقا في غزة ولبنان، تبدو غير مجدية في دولة بحجم إيران وسكانها.
الشعور بالنصر الذي حاول تسويقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- تلاشى سريعا تحت وقع الضربات الإيرانية والخسائر الثقيلة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لتُثبت التجربة مجددا أن الحروب لا تحسم بالضربة الأولى، بل بخواتيمها.
فرغم الحماسة الإسرائيلية المعتادة في بدايات الحروب، أكدت قراءات لمحللين أن الواقع سرعان ما يفرض نفسه، فالنجاحات الإستراتيجية لا تحسم جويا، بل تختبر على الأرض ومع مرور الوقت.
كما أظهرت الصواريخ الإيرانية دقة عالية بدورها، إذ خلفت أضرارا جسيمة في مناطق مثل تل أبيب الكبرى وحيفا وريشون لتسيون، وبات يام، وبني براك، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، إذ تتعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لضغوط غير مسبوقة.
الجبهة الداخليةصرح ضابط كبير في الجبهة الداخلية في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتعامل وحداته مع موقع دمار شامل واحد، أما الآن، ومنذ الأيام الأولى من الهجمات الصاروخية الإيرانية فقد شهدت البلاد ما يقرب من 10 مواقع بهذا التصنيف.
ويقول محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "هآرتس" يوسي ميلمان "في الوقت الراهن تواجه إسرائيل ثمنا داخليا باهظا، عشرات القتلى ومئات الجرحى جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، ودمار غير مسبوق للبنى التحتية، بينما لحقت أضرار جسيمة بمئات المباني".
إعلانومع تأكيده أن سلاح الجو الإسرائيلي، إلى جانب الاستخبارات العسكرية والموساد، أظهروا قدرات مبهرة في تنفيذ عمليات دقيقة ومعقدة، إلا أنه يضيف أن "التاريخ يُظهر أن هذا لا يكفي لحسم الحروب" مستشهدا بالحروب التي جرت في فيتنام وأوكرانيا وغزة ولبنان.
وأوضح محلل الشؤون الاستخباراتية أن إيران أظهرت مرارا صلابة غير متوقعة، وقال "النظام الذي تحكمه مؤسسة دينية متجذرة، مستند إلى تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، لم ينهَر تحت الضربات".
واستشهد ميلمان بالحرب الإيرانية العراقية، مشيرًا إلى أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين راهن على هزيمة سريعة، لكن إيران صمدت لـ8 سنوات، ووحدت صفوفها رغم القصف والأسلحة الكيميائية، وخرجت بعقيدة ردع صاروخية راسخة.
ويحذر محلل الشؤون الاستخباراتية من انزلاق إسرائيل إلى حرب استنزاف قد تعجز عن كسبها، لذا وسعت هجماتها لتطال قطاع الطاقة الإيراني، مخاطرة بأزمة نفط عالمية قد تستدعي تدخل قوى كبرى كالصين دفاعا عن مصالحها.
ويرى ميلمان أن "الجبهة الداخلية الإسرائيلية تبدو متماسكة حتى الآن، لكن لا يجوز التعويل على صبرها طويلا، ومع الإنجازات الحالية"، ويضيف "يجب فتح مسار سياسي عبر واشنطن، نحو اتفاق يقلص البرنامج النووي الإيراني، حتى إن لم ينهه بالكامل كما يطالب نتنياهو".
يقول رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب ميخائيل ميلشتاين إن "إسرائيل بدأت حملتها ضد إيران بإنجازات وأداء لافت، توجته إسرائيل باغتيال قيادات أمنية بارزة في طهران، لكن هذا النجاح المبكر لا يجب أن يقود إلى التهاون أو النشوة الزائدة، أو إلى الاعتماد على شعارات سحرية مثل الإبادة النووية أو توقع استسلام العدو فورًا بسبب الصدمة".
ويؤكد ميلشتاين ضرورة إعادة النظر في شعار "تدمير البرنامج النووي"، مشيرا إلى أنه هدف لا يتحقق عسكريا فقط، بل يتطلب اتفاقًا دبلوماسيًا، مؤكدا أن التمسك الأعمى به قد يجر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة مع قوة إقليمية يصعب التقليل من شأنها.
وفي ظل الضربة والخسائر التي تتكبدها الجبهة الداخلية جراء الصواريخ الإيرانية، يعتقد مليشتاين أن "الجمهور الإسرائيلي يجب أن يطالب بقيادة واضحة، وأن تظهر القيادة اهتمامها الجدي بهذا الأمر، للحفاظ على متانة الجبهة الداخلية التي بدت متآكلة جراء القتال المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وحذر الكاتب الإسرائيلي من الوقوع في فخ النشوة الزائدة والانزلاق نحو التدمير الذاتي، إذا لم تدر الحملة بحذر وحكمة، مذكرا أن إيران -وعلى خلاف خصوم آخرين- لا تكتفي بالصمود رغم الخسائر، بل تسعى لخلق توازن فعال في الرد، من خلال استهداف منظم للبنى التحتية الحيوية، والمؤسسات الأمنية، وكبار المسؤولين داخل إسرائيل.
اختبار لنتنياهووتحت عنوان "وقت اختبار لنتنياهو: رأب الصدع الداخلي لهزيمة التهديد الإيراني"، كتب الدكتور نحمان شاي، عميد كلية الاتحاد العبري في معهد القيادة اليهودية بالقدس، مقالا في صحيفة "معاريف" تناول فيه التحديات العميقة التي تواجه المجتمع الإسرائيلي في ظل استمرار الحرب.
إعلانوأوضح أنه في الأيام الأولى للحملة ضد إيران، عاش نتنياهو لحظة نشوة بفعل الإنجازات السريعة، لكن مع تصاعد الرد الإيراني ووصول الضربات للداخل، "تبدد التفوق، وظهرت هشاشة الجبهة الداخلية"، ليواجه نتنياهو والجمهور الإسرائيلي وجه الحرب الحقيقي، كما يقول شاي.
وسلط الضوء على ما وصفه بـ"التصدع في الجبهة الداخلية" والانقسام المتجذر داخل المجتمع الإسرائيلي، والذي لم يختفِ رغم التهديدات الأمنية المتعاظمة، بل تم تأجيله مؤقتا بفعل تصاعد المواجهة مع إيران، وبرأيه، فإن نجاح إسرائيل المؤقت في الحرب لا يكفي أن يقاس بالإنجازات العسكرية، بل بقدرتها أيضا على إعادة ترميم وحدتها الداخلية.
وذكر الكاتب بأن الحرب الحالية، رغم ما تحقق فيها من ضربات استباقية نوعية ضد إيران، كشفت في الوقت ذاته هشاشة البنية الاجتماعية والسياسية داخل إسرائيل. واعتبر أن نتنياهو، وهو في ذروة لحظة تاريخية في قيادته، مطالب اليوم بخطوة شجاعة لوقف ما وصفه بـ"الانقلاب القضائي" وإعادة الثقة بالمؤسسات، كشرط أساسي لتماسك الجبهة الداخلية.
واختتم شاي مقاله بالتأكيد على أن مواجهة الخطر الإيراني تتطلب أكثر من التفوق العسكري، فهي بحاجة إلى مجتمع موحد، وقيادة تمتلك الشجاعة لتجاوز الخلافات الداخلية، حتى لا تتحول الحرب الخارجية إلى مقدمة لانهيار داخلي.