بوابة الوفد:
2025-10-09@08:41:28 GMT

حوار آخر مع إبليس «1»

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

يفاجئنى شامتًا فى الملمات، يتنطع على صفحتى، يفح فى سن قلمى، يسكب نيران كلماته بين أسطرى ليشعل حنقى، وهذه المرة كان أكثر شماته، ولما لا؟ وهو يرى هذا السيل من دماء الأبرياء يروى أرض فلسطين، أنه يتعملق مع اشتعال الشر، ويستقوى من ضعف الإنسان، وهكذا أطلق شظايا حواره متسائلًا: هل تأملين فى وقف إسرائيل لهجماتها قريبًا؟ أجبته بأن ذلك ضرورة لا محالة، فاستمرار القصف هو إبادة جماعية لشعب غزه من المدنيين العزل، ألا ترى بحار الدماء للأطفال والشيوخ والنساء، ألا ترى عجز الطعام والماء والطاقة والكهرباء، ألا ترى الجرحى يموتون وقد عجز عن إسعافهم الأطباء فلا أجهزة طبية ولا دواء.

هز رأسه اللعين واتسعت عيناه الحمراوان فى سعادة وهو يسمع منى عناوين المأساة الإنسانية على أيدى وحوش غير آدمية هم فى الواقع أعوانه فى كل شر، وسال لعابه فى استفزاز قائلًا: وما الذى سيجعل قصف إسرائيل يتوقف؟

قلت وأنا أستحضر انتصارًا ضبابى الملامح: إنه الضغط العربى، وغضب الشارع بكل المجتمع الدولى، ألا ترى سيول المظاهرات؟

انطلق الملعون يقهقه فى مزيد من الاستفزاز وهو يقول: أى ضغط عربى تقصدين؟، أخشى أن تكونى تقصدين تلك القمة!! والتى لم توص حتى بقرار عقابى واحد ضد من تسمونهم وحوشًا كطرد سفراء إسرائيل كما فعلت كولومبيا التى بها80 ألف مسلم وعربى فقط من تعداد 53 مليون نسمة، ولم يصدروا قرار بحصار اقتصادى أو حتى التلويح بإطلاق النفير للدفاع شعب فلسطين إذا ما استمرت الإبادة، أما غضب الشارع بالعالم فهو غير مجدى مع صلافة إسرائيل واستنادها على أمريكا وغيرها، فأيهما تقصدين؟

وقبل أن يمنحنى الفرصة لأرد عليه، واصل الأمساك بحروف الكلام، قاصدًا الوقيعة بقوله: لقد غرر البعض بحركة حماس، كما فعلوا مع صدام فى العراق، وعدوه بالدعم العسكرى وتخلوا عنه فى وقت الاحتدام، لا يعقل أن تشن المقاومة حربًا قصيرة عاجلة ويفروا للاختباء فى الأنفاق تاركين شعبهم الأعزل فى مواجهة الموت وكل حشود الفناء.

وتابع إبليس فى زهو: أو تعتقدين أن ماما أمريكا جاءت بحشودها العسكرية للمنطقة فقط للاستعراض؟ أم أنهم سيعودون لبلادهم قبل تشغيل مصانع السلاح، وإشعال الإقليم بالحرب والدمار، و...

قاطعته بحدة: كف عن ترهاتك وهذا التخويف، كيان الاحتلال مهما بلغت به الغطرسة والركون إلى قوى الغرب، فهو يعلم أن الحرب والحل العسكرى لن يضمن لهم الأمن والاستقرار، ولن يمكنهم إبادة شعب بأكمله وتصفية القضية.

قهقه إبليس وهو يهز رأسه فى خيلاء قائلا: اقرأوا التاريخ، منذ عام 47 وإسرائيل لا تجنح للسلام، وترفض لدولة فلسطين القيام، وتراهن على التشتت العربى، وعلى استقطاب القادة والشعوب بالتطبيع وأكذوبة المصالح والوئام، وتماطل عقودًا بين قمم ومؤتمرات للتفاوض حول السلام.

اقرأوا المشهد، ما يتم الآن هو تهجير شعب غزة إلى الجنوب، مع تصفية أكبر عدد منهم بالقتل بالنيران وبالتجويع والحرمان من الماء والحد من المساعدات، ولا أستبعد تنفيذ الاجتياح البرى لدك البنية التحتية والنيل من حماس وكل كتائب المقاومة، ولا تنس الصراع بين فتح وحماس، الأولى تجد فرصتها الآن للخلاص من حماس لتفرض سيطرتها على غزة وكل قطع الأراضى الفلسطينية الممزقة، واستمعِ إلى تصريحات محمود عباس ووصفه لحماس أنها لا تعبر عن الشعب الفلسطينى، ووصم المقاومة بالإرهاب، كيان الاحتلال بعد أن يحقق أهدافه حتى لو لم يحققها مع مصر فى سيناء، سيصفى وجود القضية الفلسطينية، وعليكم يا عرب أن تجلسوا عقودًا أخرى على طاولات المفاوضات من أجل السلام، ألم تسمعوا خطب وتصريحات نتنياهو وكل قادة إسرائيل العسكريين، لا دولة لفلسطين؟

اللعنة عليك، وأعوذ بالله منك، ما هذه السوداوية التى تحاصرنا بها، أراك تصادر الإرادة العربية، وتتغافل عن الكرامة والشهامة الدولية، وتقفز فوق المقاومة الفلسطينية، و...للحديث بقية

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد الشعب الفلسطيني

إقرأ أيضاً:

مفاوضات إيجابية في مصر بين وفدي المقاومة ودولة الاحتلال

استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ برعاية مصرية، وسط أجواء وصفت بالإيجابية، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس، عن مصادر خاصة لم تسمها.

وتبحث الجلسات خارطة طريق تشمل تبادل الأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإدخال المساعدات، وتسليم إدارة غزة إلى لجنة فلسطينية مستقلة. وسط تأكيد حماس استعدادها لاتفاق شامل بضمانات أمريكية ودولية، شرط وقف القصف وسحب القوات من القطاع.

وأوضح أحد المصدرين لفرانس برس "المباحثات كانت إيجابية الليلة الماضية واستمرت أول جولة لأربع ساعات"، مشيرا إلى أن "المباحثات غير المباشرة ستستأنف ظهر اليوم في شرم الشيخ".

ونوه المصدر وهو مسؤول قريب من المفاوضات، إلى أن الجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت مساء الاثنين استمرت حوالى أربع ساعات. مشيرا أنه "تمت مناقشة خارطة طريق المباحثات والآليات".



وقال إن النقاط التي تبحث هي: "تبادل الأسرى ويشمل الآليات لتسليم الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، وفي مقابلهم الأسرى الفلسطينيون بينهم كبار وقادة الأسرى، وخرائط الانسحاب الإسرائيلي وإدخال المساعدات مع بدء وقف النار، وتسليم إدارة القطاع للجنة كفاءات مستقلة فلسطينية".

وقال مصدر مطلع آخر إن حماس "أكدت للوسطاء ضرورة وقف تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي ووقف القصف كليا وسحب القوات الإسرائيلية من داخل المدن للإسراع في الوصول للمجموعات الآسرة وتسليم الأسرى".

وأضاف أن حماس أبلغت الوسطاء مجددا أنها جاهزة للاتفاق الشامل "في حال كان الاحتلال مستعدا للاتفاق مع توفر ضمانات أميركية ودولية" لكنه أوضح أن المفاوضات "ستكون صعبة حول التفاصيل".

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، إن مفاوضات شرم الشيخ  تبحث آلية أمنية تضمن انسحاب تل أبيب الكامل من قطاع غزة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده عبد العاطي مع نائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون، في القاهرة، وفق بيان للخارجية المصرية، وقناة "القاهرة الإخبارية".

ومساء الاثنين، بدأت جلسات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في مدينة شرم الشيخ المصرية، لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية ووضع آلية لتبادل الأسرى وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار بغزة.



وأضاف عبد العاطي أن المفاوضات الجارية تبحث الدخول الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر القنوات الأممية.

وأكد عبد العاطي أن المفاوضات تسعى إلى تكريس مسار السلام العادل على أساس حل الدولتين والوحدة الكاملة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأعرب عن أمله أن تنتهي جولة المفاوضات الحالية بوقف الحرب والمجاعة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى "إحراز تقدم كبير لإنهاء الحرب على القطاع".

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفاد إعلام مصري بانتهاء اليوم الأول من جولة المفاوضات في مدينة شرم الشيخ، وسط أجواء وصفت بأنها "إيجابية".

كما أعرب عبد العاطي عن ترحيب مصر بخطة ترامب من أجل وقف الحرب في غزة، مؤكدا ضرورة البناء على الزخم الحالي لإطلاق مسار سياسي يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو/ حزيران 1967.

وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و160 شهيدا، و169 ألفا و679 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن توقيع إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة السلام
  • غزة: عامان من الصمود الأسطوري
  • حماس تُحوّل خطة ترامب إلى مكسب سياسي
  • الخطة الأمريكية بشأن غزة.. بين المؤامرة والفرصة
  • كيف تنجح حيلة حماس وتنجو من الفخ؟
  • مفاوضات إيجابية في مصر بين وفدي المقاومة ودولة الاحتلال
  • ما أبرز إنجازات وإخفاقات إسرائيل بعد عامين من حربها على غزة؟
  • هل خدمت طوفان الأقصى قطاع غزة أم منحت إسرائيل فرصة تدميره؟
  • قادة المقاومة.. المجد للشهداء
  • حزب الله: المقاومة باقية وسلاحها خط أحمر