مرة أخرى تعود إسرائيل إلى هوايتها المفضلة صناعة الأكاذيب ثم محاولة تحويلها إلى حقائق عبر التكرار والضوضاء، الادعاء الأخير حول اتفاق مزعوم مع مصر لفتح معبر رفح حصريا لخروج الفلسطينيين ليس سوى حلقة جديدة فى سلسلة طويلة من المناورات التى تستهدف هدفاً واحداً وهو تمرير التهجير تحت لافتة تنظيم العبور، لكن القاهرة، كالعادة، كانت بالمرصاد وأسقطت الرواية الإسرائيلية قبل أن تجد لنفسها موطئ قدم فى الفضاء الإعلامى.

ما حدث واضح للغاية إسرائيل أعلنت عبر مكتب منسق أنشطتها فى الأراضى الفلسطينية أن معبر رفح سيفتح خلال الأيام المقبلة بالتنسيق مع مصر لخروج سكان غزة فقط، مع موافقة أمنية إسرائيلية وإشراف أوروبي، ثم زادت على ذلك غرورا بتصريح تسرب عبر القناة 12 مفاده إن لم يقبل المصريون استقبالهم، فهذه مشكلتهم. هكذا ببساطة قررت إسرائيل أن تعيد صياغة مصير شعب كامل، وأن تضع مصر أمام خيار مستحيل إما استقبال الفلسطينيين بلا سقف ولا ضمانات، أو تحمل مسئولية بقاء المعبر مغلقا.

لكن الرد المصرى جاء صريحا مباشرا وحاسما عبر هيئة الاستعلامات التى نقلت عن مصدر رسمى نفيا قاطعا، مؤكدة أن أى فتح للمعبر – إذا تم – سيكون فى الاتجاهين، دخولا وخروجا، ووفق ما ورد فى خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلام، أى فى إطار اتفاق سياسى شامل وليس مناورة أحادية الجانب من الاحتلال، وبذلك التصريح أُسقطت الرواية الإسرائيلية من أساسها، لأن مصر لم تكتفِ بالنفي، بل حددت إطارا لا يُتيح أى مجال للتأويل لا تهجير، لا خروج بلا عودة، ولا عبور تحت إملاءات إسرائيلية.

الحقيقة أن إسرائيل لم تكن تحاول تمرير معلومة، لكنها كانت تختبر قدرة الرواية على خلق ضغط سياسى على مصر، أرادت أن توحى للعالم بأنها تفتح المعابر بينما القاهرة تغلقها، وأن الفلسطينيين يريدون الخروج بينما مصر هى التى تمنعهم، وفى الوقت نفسه، كانت إسرائيل ترفع سقف مطالبها فى مسار التفاوض حول اتفاق غزة، مستخدمة ورقة المعبر كوسيلة ابتزاز لا علاقة لها بالواقع.

لكن الواقع الفعلى الان هو أن إسرائيل هى من يغلق المعبر منذ مايو 2024 بعدما احتلت جانبه الفلسطيني، وهى من عطل فتحه فى أكتوبر الماضى رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار ينص على تشغيله. ومع ذلك، تحاول قلب الحقائق والادعاء بأنها جاهزة للتشغيل بينما مصر تعرقل. أى عبث هذا؟! 

لذلك كانت الرسالة المصرية الواضحة بأن العبور سيكون فى الاتجاهين، فمصر تعرف أن القبول بخروج الفلسطينيين دون ضمانة لعودتهم هو الباب الخلفى لسيناريو التهجير الذى ظلت إسرائيل تطارده منذ بداية الحرب، وتدرك أيضا أن تحويل رفح إلى بوابة نزوح جماعى سيغير خرائط المنطقة، ويهدد استقرارها، ويمنح إسرائيل أكبر انتصار استراتيجى منذ 1948 من دون أن تطلق رصاصة واحدة.

لهذا سارعت مصر إلى تفنيد الرواية بحزم غير قابل للتأويل، دفاعا عن الحق الفلسطينى فى البقاء على أرضه، لذلك مصر لن تتراجع عن موقفها التاريخى من رفض التهجير رفضا مطلقا، سياسيا وأمنيا وأخلاقيا، فلم يحدث فى الماضي، ولن يحدث الآن، ولا يمكن أن يحدث فى المستقبل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النائب حازم الجندي إسرائيل صناعة الأكاذيب مصر سلسلة طويلة المناورات

إقرأ أيضاً:

ضياء رشوان: إسرائيل تعلم جيدا أن خطة ترامب لاتجبر الفلسطينيين على الخروج من منازلهم

قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إنّ إسرائيل لم تنشر الشائعات والأنباء غير الدقيقة بخصوص التنسيق مع مصر لفتح معبر رفح خلال الأيام القادمة للخروج من غزة لا يحدث للمرة الأولى، فقد تكرر هذا الأمر في عديد من المواقف طوال الحرب وحتى اللحظة.

وأضاف "رشوان"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهى درويش، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الجانب الإسرائيلي عادة عندما يفعل هذا، فهو يريد إلقاء المسؤولية على غيره، ويعلم جيداً أن خطة الرئيس ترامب التي وقع عليها بنيامين نتنياهو مع حركة حماس ومع ضمان مصري قطري تركي أمريكي تنص في البند الـ12 لها على أنه لن يجبر أحد من قطاع غزة على مغادرة أراضيه وإذا خرج طوعاً فله حق الرجوع والعودة.

وأوضح، أن التسريب بأن هناك خروج من الجانب الفلسطيني للجانب المصري هو محاولة لتحميل مصر الخطة الإسرائيلية المرفوضة والمدانة مبدئياً من مصر ودول العالم كله، إما بالضغط على الفلسطينيين للخروج قسراً أو لتدمير غزة لجعلها مكان بحسب تعبيرات رئيس هيئة الأركان مكان غير صالح للحياة فيخرجوا طوعًا.

وواصل: "ومن ثم فهذا أمر تريد السياسة الإسرائيلية أن تروج له ولكن الجانب المصري أعلن القول وكما ذكر المصدر المسؤول الذي نقلت عنه الهيئة العامة للاستعلامات أكد كل هذه الثوابت للسياسة الخارجية المصرية فيما يخص تهديد القضية".

طباعة شارك ضياء رشوان الهيئة العامة للاستعلامات إسرائيل مصر الشائعات

مقالات مشابهة

  • نرفض تهجير الفلسطينيين ويجب الالتزام بخطة ترامب.. بيان عربي إسلامي مشترك ردًا على إسرائيل
  • الوحدة 8200.. أيرلندا تحقق في تواطؤ مايكروسوفت مع إسرائيل لقـ تل الفلسطينيين
  • النائب حازم الجندي: مزاعم الاحتلال حول التنسيق مع مصر لتهجير الفلسطينيين "أكاذيب مكشوفة"
  • حازم الجندي: مزاعم الاحتلال حول التنسيق مع مصر لتهجير الفلسطينيين أكاذيب مكشوفة
  • مصر ردا على إعلان إسرائيل فتح معبر رفح: تهجير الفلسطينيين خط أحمر
  • زيد تيم: حكومة الاحتلال تهدف إلى مشروع تهجيري وإحلالي على حساب الفلسطينيين
  • مصر ترد على أكاذيب إسرائيل وتنفى التنسيق مع حكومة الاحتلال
  • ضياء رشوان: لا تنسيق مع إسرائيل لخروج الفلسطينيين.. مصر لا تتراجع عن خطوطها الحمراء
  • ضياء رشوان: إسرائيل تعلم جيدا أن خطة ترامب لاتجبر الفلسطينيين على الخروج من منازلهم