تقرير اقتصادي: 8مليارات دولار خسائر تكبدها اقتصاد الكيان الإسرائيلي بسبب العدوان على غزة

الثورة / ناصر جراده
كشف تقرير اقتصادي صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن عن تجاوز خسائر الاقتصاد الإسرائيلي 8 مليارات دولار، بالنظر لحجم القطاعات الاقتصادية الواسعة التي تضررت بسبب الأحداث الجارية في غزة، خصوصاً قطاع الموانئ الذي تراجع نشاطه بعد إغلاق ميناء عسقلان وتشديد الإجراءات على السفن الداخلة إلى ميناء أسدود، مما رفع تكاليف التأمين على السفن التي اختار بعضها تغيير مسار رحلاتها البحرية بعيداً عن مناطق الخطر، و يقول إن تحول الحرب إلى النطاق الإقليمي سينجم عنه ارتفاع أسعار النفط على نحو كبير، وارتفاع التضخم العالمي الذي تحاول الدول بالفعل خفض معدلاته المرتفعة.


كما سيؤدي ذلك لتأخير العديد من المشاريع الهامة في المنطقة، كالممر الاقتصادي الممتد من الهند عبر دول الخليج، إلى البحر المتوسط، وكذا خطط العراق في مشروعي “طريق التنمية” و”ميناء الفاو”، اللذين يعول عليهما في دعم الاقتصاد العراقي وتعزيز مكانته في قطاعي التجارة والنقل الدوليين.
ووفقاً للمركز فإن هذه التطورات ستنعكس سلباً على إيرادات الموازنة الإسرائيلية، والتي يتوقع المركز أن تزيد منها النفقات، وخصوصاً الدفاعية والأمنية، إضافة لارتفاع نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل. في الوقت نفسه، تتأثر الدول العربية التي لديها استثمارات واتفاقيات مشتركة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي بما يحدث، إذ تمتلك بعض شركات هذه الدول حصصاً في حقول الغاز التابعة للكيان، وهو ما قد يكبدها خسارة في الإيرادات.
ويواصل المركز حديثه بأن الكيان يُصدر العديد من السلع الزراعية إلى الأسواق العربية، يليها بعض السلع التقنية، ويتم ذلك إما بشكل مباشر أو عن طريق دول أخرى، من خلال إزالة عبارة “صنع في إسرائيل”.
ويُشار إلى أن حجم تلك الصادرات الإسرائيلية إلى الدول العربية خلال عامي 2021 – 2022 ارتفع من 900 مليون دولار إلى 3 مليارات، معظمها في مجال الدفاع والأمن.
أثر المقاطعة على الاقتصاد الإسرائيلي
أثّرت مقاطعة الأسواق الأوروبية لمنتجات الشركات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية “في المستوطنات” والأراضي المحتلة عام 1967 سلبًا على الاقتصاد الإسرائيلي؛ فقد برز تراجع مجمل صادرات الكيان الصناعية والتجارية في 2013 بنحو 14 %؛ فيما سجلت المنتجات الزراعية من الخضروات والفواكه تراجعًا بحوالي 50 %، بعد أن وصل حجم أرباح الصادرات الزراعية في 2012 إلى حوالي 650 مليون دولار.
أما الاقتصاد الإسرائيلي بشكل عام فقد انخفضت نسبة الاستهلاك والشراء الفلسطيني للمنتجات الإسرائيلية بمعدل 35 % خلال الثلاثة الشهور الأولى لبدء حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في العام 2010، حسب رئيس الغرفة التجارية الإسرائيلية. وبحسب الخبراء الإسرائيليين فإن الاقتصاد الإسرائيلي سيخسر نحو 20 مليار دولار نتيجة المقاطعة الدولية؛ مع خسارة 63 ألف موظف وظائفهم في المصانع والمزارع الإسرائيلية؛ بالإضافة إلى أن نحو 30 % من الشركات في إسرائيل ستتضرر أيضاً، بسبب تعاملها مع مستوطنات الضفة الغربية التي يرى المجتمع الدولي أنها غير شرعية.
كما يُقدّر خسائرَ اقتصاد الكيان جراء حملات مقاطعة الشركات والسلع والخدمات الإسرائيلية إلى قرابة 90 مليار دولار خلال الفترة من 2013 إلى 2023.وهبط الاستثمار الأجنبي المباشر في إسرائيل بنسبة 34 % في الربع الأول من هذا العام 2023 مقارنة بمتوسط الفترة ذاتها من عامي 2020 و2022، مع انخفاض عدد المستثمرين الأجانب الذين أفادوا اقتصاد الكيان بـ 2.6 مليار دولار. إلى جانب ذلك انخفضت عمليات الاندماج والاستحواذ بنسبة 80 % وسط تسريح لعدد كبير من الموظفين في قطاع التكنولوجيا، وهو القطاع الأبرز في الاقتصاد الإسرائيلي.
وقد حذر نحو 100 رجل أعمال إسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) من اتساع ظاهرة المقاطعة، وتداعياتها السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي؛ فحسب المصادر الإسرائيلية، أدت المقاطعة إلى فصل 10 آلاف عامل وعاملة من وظائفهم؛ إضافة إلى إغلاق 70 منشأة اقتصادية واقعة في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.
شركات داعمة وردود غاضبة
على الجانب الآخر أعلنت عدد من الشركات والعلامات التجارية دعمها لكيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على غزة، بعد أن تعرّض لضربة كبدته خسائر عسكرية وبشرية واقتصادية غير مسبوقة.
وردَّت الشعوب العربية بدعوات مقاطعة لمنتجات الشركات الداعمة للاحتلال، وأبرزها ماكدونالدز، وبيتزا هت، ودومينيز بيتزا، وستاربكس، وباباجونز، وكنتاكي، وكورن فليكس، ونيستله، وكوكاكولا، وليبتون، وبورغر كينج، وكذا شركات صناعية مثل إتش بي للتكنولوجيا، وهيونداي للسيارات، وبوما ونايك للصناعات الرياضية، وغيرها.
وتشير التقديرات إلى وجود نحو 250 مصنعًا داخل المستوطنات في شتّى مجالات الإنتاج؛ فضلا عن ما يقارب 3000 منشأة أخرى من مزارع وشركات ومحلات تجارية متنوعة؛ فالمستوطنات تنتج أكثر من 146 علامة تجارية في كافة القطاعات الإنتاجية؛ منها نحو 40 علامة تجارية غذائية، وقرابة 50 علامة تجارية منزلية، ونحو56 علامة تجارية، لمنتجات وصناعات متنوعة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستقبل النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبحث نتائج الزيارة ومستقبل العلاقات الاستراتيجية مع البنك

في ختام زيارته الأولى لمصر، التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، السيد/جريج جاييت، النائب الأول لرئيس البنك؛ وذلك لمناقشة عدد من ملفات التعاون المشتركة، والنقاش حول محفظة التعاون الجارية والمستقبلية بين مصر والبنك، وبحث مخرجات الزيارة واللقاءات التي عقدها نائب رئيس البنك مع الجهات المختلفة.

حضر الاجتماع السيد/ ماتيو باترون، نائب رئيس البنك للشئون المصرفية، والسيد/ مارك ديفيس، المدير الإقليمي لمنطقة جنوب وشرق المتوسط بالبنك، والسيدة ريم السعدي، نائبة المدير الاقليمي للبنك الاوروبي في مصر.

وفي مستهل اللقاء، رحبت الدكتورة رانيا المشاط، بالسيد نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مؤكدة تقديرها للعلاقات الاستراتيجية المثمرة التي تربط مصر بالبنك، والتي تعكس التقدم المستمر في التعاون بين الجانبين والنجاح في بناء شراكات قوية ومؤثرة، موضحة أن العلاقة بين مصر والبنك شهدت تقدمًا ملحوظًا على مدار السنوات الخمس الماضية، حيث تعاون الطرفان بالعمل على مختلف المستويات، لتمهيد الطريق لتحقيق معدلات التنمية المستهدفة في مصر.

واستعرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، المؤشرات الإيجابية على صعيد الاقتصاد المصري في مختلف محاوره، وجهود الدولة في اتباع سياسات مالية ونقدية منضبطة، وحوكمة الاستثمارات العامة لضمان استقرار الاقتصاد الكلي، وفي ذات الوقت تنفيذ سياسات محفزة للاستثمار وتمكين القطاع الخاص، مشيرة إلى أن الاقتصاد المصري يشهد تحولًا نحو زيادة الإنتاجية والاستثمارات وفتح المجال للقطاع الخاص بما يضمن تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، وذلك من خلال النموذج الاقتصادي الذي تطرحه «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية».

وأشارت إلى ما تم تحقيقه على صعيد العلاقات المشتركة في عام 2025، خاصة في ضوء العمل المشترك والمستمر لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة ضمن برنامج «نُوفّي»، وإطلاق آلية إعداد مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتي تُعزز الجهود الجارية لتمكين القطاع الخاص في مصر، موضحة أن الشراكة مع البنك في إطار برنامج خفض الانبعاثات بالقطاع الصناعي التابع بصندوق الاستثمار في المناخ CIF، وكذلك منصة خفض الكربون الصناعي، ستفتح المجال لمزيد من التمويلات الميسرة للقطاع الخاص في مصر، بما يحفز جهود زيادة الإنتاجية والتحول الأخضر بقطاع الصناعة.

وشددت الدكتورة رانيا المشاط، على أن أهم ما تسعى إليه الوزارة في إطار الشراكة مع البنك الأوروبي، هو زيادة التمويلات الموجهة للقطاع الخاص والبناء على ما تحقق في السنوات الماضية، في ضوء ما تقوم به هذه التمويلات من دور محوري ومحفز لضخ المزيد من استثمارات القطاع الخاص، لافتة إلى أن البنك أبرم أكثر من 94 صفقة نفذها البنك الأوروبي في مصر منذ 2020 ليتيح تمويلات واستثمارات للقطاع الخاص بـما يزيد عن 3.5 مليار دولار

من جانبه أكد النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، حرص البنك على المضي قدمًا في زيادة استثماراته في مصر خاصة فيما يتعلق بالشركات الناشئة، والسعي المستمر لتطوير العلاقات بما يتسق مع أولويات الحكومة، خاصة على صعيد تمويل القطاع الخاص، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، مشيدًا في ذات الوقت بالجهود المستمرة التي تبذلها الدولة لتحقيق التنمية وتطوير البنية التحتية.

وناقش الجانبان الجهود التي يقوم بها البنك الأوروبي، في توفير الدعم الفني والاستثمارات في قطاع الشركات الناشئة وريادة الأعمال، وسعي البنك لتنويع آليات ومصادر التمويل لهذا القطاع الحيوي، كما تم التطرق إلى جهود تمويل قطاع الطاقة المتجددة، وكذلك آلية ضمانات الاستثمار الأوروبية بقيمة 1.8 مليار يورو والتي تفتح آفاقًا أوسع للبنك لزيادة تمويلاته للقطاع الخاص في مصر.

مقالات مشابهة

  • اتفاقية الشراكة الاقتصادية العُمانية - الهندية تعيد رسم ملامح الاقتصاد العماني
  • القائم بأعمال وزير الاقتصاد يشدد على تنفيذ قرارات مقاطعة البضائع الأمريكية وتوفير البدائل
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستقبل النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبحث نتائج الزيارة ومستقبل العلاقات الاستراتيجية مع البنك
  • الفجوة بين المؤشرات الاقتصادية والواقع الفعلي للناس
  • لبنان.. الجيش الإسرائيلي يشن ضربات «عنيفة» بالجنوب ويستعد لنزع السلاح
  • وكيل «دائرة التنمية الاقتصادية»: أبوظبي أحد أكثر الاقتصادات مرونة واستعداداً للمستقبل
  • العلامة مفتاح يشارك في ورشة إطلاق خط الأساس الوطني الموحد للمؤشرات الاقتصادية
  • تحسن أداء المؤشرات الاقتصادية بشهادة المؤسسات الدولية
  • فضيحة في سلاح الجو الإسرائيلي
  • فضيحة في سلاح الجو الإسرائيلي كشفت صحيفية "معاريف" عن "صدمة"