أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري الدكتور فيصل المقداد، مجددا مطالبة بلاده لمجلس الأمن بضرورة تحمل مسؤولياته ووضع حد لاعتداءات الاحتلال الهمجية على الشعب الفلسطيني، عبر الوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة، وتقديم الدعم الإنساني العاجل للفلسطينيين فيه، ورفض أي مخططات أو محاولات لتهجيرهم.

انفجاران عنيفان يهزان أكبر قاعدة للجيش الأمريكي شرقي سوريا تعليق ناري من واشنطن بعد استهداف القوات الأمريكية في سوريا

وشددعلي  رفض سوريا محاولات المساواة بين القاتل والضحية، بين قوة احتلال وشعب رازح تحت نير الاحتلال ومحروم من أبسط حقوقه منذ 75 عاماً، مشيرا إلى أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار، طالما استمر نكران الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واستمر احتلال إسرائيل للأراضي العربية، والتمادي في رفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

الحالة في الشرق الأوسط

 

وقال المقداد في بيان اليوم خلال الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول “الحالة في الشرق الأوسط” ألقاه القائم بالأعمال بالنيابة الدكتور الحكم دندي وفقا لوكالة الأنباء السورية  سانا "إن المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة، ما كانت لتحصل لولا إصرار دول غربية معروفة على منحه تفويض مفتوح للقتل، موفرة له الحماية والإفلات من العقاب، مشددا على وجوب تحمل مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته في وضع حد لهذه المجازر والجرائم، ومساءلة مرتكبيها بعيدا عن النفاق السياسي والمعايير المزدوجة".

وأضاف: " يشهد شهر أكتوبر الجاري تصعيداً إجرامياً إسرائيلياً خطيراً فاق كل التصورات، وممارسات عدوانية وحشية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق يندى لها الجبين، تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث يقوم الاحتلال الإسرائيلي بقصف الأبنية في غزة مستخدما أسلحة محرمة دوليا، ويقطع المياه، والأدوية، والكهرباء، والوقود، وأبسط مستلزمات الحياة عن أهلنا الذين يعيشون في قطاع غزة، ويهددهم بالتهجير القسري".

وتابع المقداد" أن إسرائيل أضافت إلى سجلها الإجرامي الحافل، فصلاً جديدا أشد قتامة ودموية، من خلال قصفها الهمجي لمستشفى المعمداني، ولكنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، ثالث أقدم كنيسة في العالم، فضلا عن استهداف مدارس الأونروا".

وشدد على أن السبب الرئيس للتصعيد الحالي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود من الاحتلال، وسعي “إسرائيل” من خلال حربها الوحشية إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر ارتكاب المجازر، وجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واتباع سياسة الأرض المحروقة، لتذكرنا بتاريخها الأسود، حيث بلغ عدد ضحايا عدوانها خلال الأيام الماضية نحو 6000 شهيد جلهم من الأطفال والنساء، و1000 مفقود، وأكثر من 17 ألف جريح. 

وجدد التأكيد على دعم سوريا الثابت للقضية الفلسطينية، وأنها لم ولن تدخر جهدا في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في كفاحه المشروع لاستعادة حقوقه المسلوبة، بما فيها حقه غير القابل للتصرف في الدفاع عن نفسه، ومقاومة الاحتلال، وتحرير أرضه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وقال المقداد" إن جرائم “إسرائيل” في فلسطين، لا تنفصل عن ممارساتها في الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، والتي تتجلى في مواصلة سياساتها العدوانية بحق أهلنا في الجولان، وممارستها أبشع الانتهاكات للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، من اعتقال، وقتل، وتهجير، وإمعان في سياساتها الاستيطانية التوسعية بهدف تكريس الاحتلال، وزيادة أعداد المستوطنين، وفرض التغيير الديموجرافي، فضلا عن سرقة موارد الجولان السوري الطبيعية، والاستيلاء على الأراضي الزراعية".

وأضاف" أنه بالتزامن مع مواصلة “إسرائيل” عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة، فإنها تمعن باعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية، حيث شنت قبل يومين، وللمرة الثالثة خلال أسبوع واحد، عدوانا جويا مستهدفة مطاري دمشق وحلب الدوليين؛ ما أدى إلى استشهاد عامل مدني في مطار دمشق، وتعريض سلامة الطيران المدني للخطر، وتعطيل عمليات الأمم المتحدة الإنسانية، وإلحاق أضرار مادية بمهابط المطارين، تسببت بخروجهما من الخدمة مجددا بعد أن تم إصلاحهما إثر العدوان الأخير، وذلك في دليل على أن الاستخفاف بحياة المدنيين، وارتكاب الجرائم المتواصلة يشكل السمة الأساسية والثابتة للسلوك الإسرائيلي في المنطقة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سوريا مجلس الأمن الاحتلال الشعب الفلسطيني فيصل المقداد الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

الشيباني يتحدث عن دبلوماسية سوريا الجديدة ودورها في إيصال صوت الشعب

قال وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد حسن الشيباني، إن الدبلوماسية السورية تمر بمرحلة "تحول تاريخي" يعيد تقديم صورة البلاد أمام العالم بشكل "مشرف يليق بحضارتها ومكانتها"، مؤكداً أن سوريا تحررت من "سياسات النظام البائد" التي "شوّهت صورتها الخارجية" وجعلتها لعقود "أداة للابتزاز وسوء العلاقات الدولية"، على حد تعبيره.

وفي مقابلة مع قناة "الإخبارية السورية" الرسمية، قال الشيباني إن الدبلوماسية السورية الجديدة نجحت في "إيصال صوت الشعب السوري إلى العالم والتعبير عن طموحاته"، مشدداً على أن الحكومة الحالية "جاءت من رحم الثورة السورية وتفهم معاناة الشعب وتسعى لتمثيله بصدق ومسؤولية".

وأضاف أن السياسة الخارجية لبلاده تنأى عن سياسة المحاور، وتعتمد الحوار والانفتاح والتعاون المتوازن مع مختلف الدول، مؤكداً أن دمشق تعمل على دعم جهود إعادة الإعمار ورفع العقوبات الاقتصادية وتأمين عودة اللاجئين السوريين بكرامة. وأشار إلى أن سوريا باتت تُذكر في المحافل الدولية كـ"دولة فاعلة تتطلع إلى المستقبل بثقة"، بعد أن كانت تُقدَّم سابقاً كـ"أزمة إنسانية".

وقال الشيباني إن مشاركة سوريا في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة شكّلت "حدثاً تاريخياً" وبداية "لانتصارها الدبلوماسي"، مبرزاً أن هذه المشاركة أتاحت عرض وجهة نظر دمشق أمام المجتمع الدولي "من دون أي مواقف محرجة".

وفي ما يتعلق بالعلاقات الخارجية، أوضح وزير الخارجية أن العلاقات السورية العربية تشهد تقدماً ملحوظاً، وأن علاقات بلاده مع روسيا والصين "تسير باتجاه إعادة بناء متوازن قائم على الندية والاحترام المتبادل"، بما يخدم مصالح الشعب السوري. وأكد أن أي اتفاقات أو تفاوض مستقبلي سيأخذ في الاعتبار "حقوق السوريين ومبدأ العدالة الانتقالية".



وحول العلاقة مع موسكو، أوضح الشيباني أن دمشق تتعامل مع الملف الروسي "بعقلانية ورويّة" انطلاقاً من الحفاظ على السيادة الوطنية، مشيراً إلى أن الاتفاقيات التي أبرمها النظام السابق مع الجانب الروسي "ما زالت قيد التقييم"، ولم يُقر منها أي جديد حتى الآن. كما أوضح أن المشاورات الجارية بشأن الوجود العسكري الروسي في سوريا تهدف إلى "إعادة تحديد طبيعة هذا الوجود ودوره في المرحلة المقبلة" بما يضمن مصالح سوريا واستقلال قرارها الوطني.

وفي الشأن الصيني، قال الشيباني إن دمشق "أعادت تصحيح العلاقة مع الصين"، مشيراً إلى أن بكين كانت "تقف سياسياً إلى جانب النظام السابق"، معلناً أن وفداً سورياً رسميا سيزور الصين الشهر المقبل بدعوة من الحكومة الصينية.

وفيما يخص العلاقات اللبنانية، أكد وزير الخارجية أن سوريا "ماضية في تصحيح علاقاتها مع لبنان على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك"، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين تأثرت بسياسات النظام السابق التي "أساءت لصورة سوريا في لبنان"، وأن الحكومة الحالية تعمل على تجاوز تلك المرحلة وبناء علاقات طبيعية تقوم على التكامل.

وأوضح الشيباني أن ملف اللاجئين السوريين في لبنان يحظى بأولوية لدى دمشق، التي تسعى لتنظيم "عودة كريمة ومستدامة لهم"، لافتاً إلى تقدم في ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، ولا سيما في سجن رومية، بفضل الزيارات والاتصالات المتبادلة، مؤكداً أن الجهود جارية لإعادتهم إلى سوريا "بكرامة واحترام".

وبخصوص إسرائيل، قال الشيباني إن "لديها مشروعاً توسعياً" وتسعى إلى فرض واقع جديد مستغلة التغيرات في سوريا، متهماً تل أبيب بـ"تعزيز عدم الاستقرار في المنطقة وتوفير ملاذ آمن للميليشيات المعادية للشعب السوري"، مؤكداً أن دمشق "ترفض أي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية".

وحول أحداث محافظة السويداء، وصفها الشيباني بأنها "جرح وطني"، متهماً أطرافاً عدة، أبرزها إسرائيل، بـ"استغلالها"، مؤكدا أن الحكومة تتعامل مع الملف "كقضية إنسانية داخلية"، وأن أبناء السويداء "جزء أصيل من النسيج الوطني السوري".

وأوضح أن الحكومة تعمل على استعادة الأمن والاستقرار وإعادة إعمار القرى المتضررة وتعزيز روح التكافل الوطني، داعياً "النخب ومشايخ العقل وكل حريص في السويداء" إلى التعاون لتجاوز ما حدث.
وفي ما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أكد الشيباني أن الحوار متواصل مع ممثليها بهدف "دمج مؤسسات المنطقة ضمن مؤسسات الدولة"، مشيراً إلى أن الحل سيكون "وطنياً توافقياً يضمن وحدة البلاد واستقرارها".

وقال الوزير إن هناك "فرصة تاريخية" أمام مناطق شمال وشرق سوريا "لتكون جزءاً فاعلاً من المرحلة الجديدة"، محذراً من أن أي تأخير في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار "سيؤثر سلباً على مصالح المدنيين وعودة المهجرين"، داعياً إلى تسريع تنفيذ الشراكة الوطنية.

وختم الشيباني بالقول إن المرحلة المقبلة "مرحلة بناء وسلام"، تتطلب مضاعفة الجهود لترسيخ حضور سوريا عربياً ودولياً، مؤكداً أن العمل الدبلوماسي السوري "سيبقى صوتاً للحق ودرعاً يحمي السيادة الوطنية وجسراً يربط سوريا بالعالم على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة".

مقالات مشابهة

  • أمير قطر: قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية ونطالب بحماية الشعب الفلسطيني
  • حضرموت تطالب المبعوث الأممي بتمثيل فاعل في التسوية السياسية المقبلة
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نثمن الجهود المصرية لإغاثة الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات العاجلة
  • بيان قطري في الأمم المتحدة يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • مصر: ضرورة تضافر الجهود لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • الشيباني يتحدث عن دبلوماسية سوريا الجديدة ودورها في إيصال صوت الشعب
  • إسرائيل تبدأ بترسيم "الخط الأصفر" في غزة
  • سوريا تتفاوض على قواعد روسية وتسعى لاتفاق أمني مع إسرائيل
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ69 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي في مصر: ندعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة