أكد محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي أن المحافظة ستظل واحة سلام واستقرار، وحاضنة لكل أبناء الوطن، مشددًا على ضرورة أن تحظى حضرموت بمكانة مؤثرة في مسار السلام والتسوية السياسية القادمة، بما يليق بثقلها الجغرافي والتاريخي ودورها الاقتصادي.

جاء ذلك خلال استقباله الإثنين في مدينة المكلا، وفدًا من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، برئاسة السيد مساكي واتانابي، كبير مسؤولي قسم الشؤون السياسية في المكتب، حيث ناقش اللقاء الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في المحافظة، وجهود السلطة المحلية لترسيخ الأمن والاستقرار.

وأضاف أن السبيل الأمثل لإنهاء معاناة اليمنيين هو الحل السلمي العادل والشامل. وقال: "حضرموت كانت وستظل واحة السلام والمحبة والتعايش، وقد حرصنا على تجنيبها ويلات الحرب والصراعات، لتبقى نموذجًا في إدارة الأزمات بالحوار والحفاظ على مؤسسات الدولة وسيادة القانون".

وأضاف المحافظ بن ماضي أن الاستقرار الذي تنعم به حضرموت مكّنها من استقبال مئات الآلاف من النازحين من مختلف المحافظات، الذين اندمجوا في الحياة العامة بصورة طبيعية، مؤكدًا أن هذا النموذج الإنساني يعكس وعي المجتمع وفاعلية مؤسساته في احتواء الجميع دون تمييز.

وتطرّق المحافظ إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه المحافظة نتيجة استهداف الميليشيات الحوثية للمنشآت النفطية في ميناء الضبة، ما أثر سلبًا على الإيرادات العامة وجهود التعافي الاقتصادي، داعيًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم مشاريع التنمية المستدامة في مجالات الخدمات والبنية التحتية لتخفيف الأعباء عن المواطنين.

وفي جانب الأمن، شدد بن ماضي على أن حضرموت أثبتت للعالم قدرتها على دحر الإرهاب وطرد تنظيم القاعدة منذ العام 2016 بفضل تضحيات قوات النخبة الحضرمية وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز جعل من المحافظة "نموذجًا يُحتذى به في مكافحة التطرف".

وقال بن ماضي في ختام حديثه: "حضرموت التي حافظت على وحدة نسيجها الاجتماعي وقدّمت نموذجًا للتعايش، تستحق أن تكون شريكًا فاعلًا في التسوية السياسية المقبلة، وأن يكون لها حضور يوازي مكانتها وتاريخها وإسهامها الوطني".

من جانبه، عبّر رئيس الوفد الأممي السيد مساكي واتانابي عن تقدير الأمم المتحدة لجهود قيادة حضرموت وسكانها في ترسيخ الأمن والنأي بالمحافظة عن الصراعات، مؤكدًا أن مكتب المبعوث الأممي ينظر إلى حضرموت بوصفها شريكًا أساسيًا في بناء السلام، وأن زياراته المقبلة ستُركز على الاستماع لمختلف المكونات والسلطات المحلية لتعزيز الشراكة في المسار السياسي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: بن ماضی

إقرأ أيضاً:

إيران تعلن انتهاء القرار الأممي 2231.. وتؤكد أنها لم تعد ملزمة بـالقيود المرتبطة ببرنامجها النووي

أعلنت إيران انتهاء القرار الأممي 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي، مؤكدة أن جميع أحكامه فقدت أثرها القانوني، وأنها لم تعد ملزمة بالقيود المرتبطة ببرنامجها النووي. اعلان

أعلنت إيران السبت 18 تشرين الأول/أكتوبر انتهاء العمل رسميًا بالاتفاق النووي الذي وُقّع عام 2015 مع القوى الكبرى، مؤكدة أنها لم تعد ملزمة بأي قيود تتعلق ببرنامجها النووي، مع تمسكها في الوقت نفسه بخيار الدبلوماسية.

وكان الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة قد أتاح تقييد النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع عقوبات اقتصادية فرضها مجلس الأمن الدولي، وصُودق عليه بموجب القرار 2231 (2015). وحدّد القرار مدته بعشر سنوات تنتهي في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وهو التاريخ الذي أعلنت فيه طهران رسميًا انتهاء مفاعيله القانونية.

وفي هذا السياق، وجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أعلن فيها أن القرار 2231 قد انتهى بشكل قاطع في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، مؤكدًا أن جميع أحكامه، بما في ذلك أحكام القرارات السابقة المتعلقة بالعقوبات التي كانت قد أُنهيت بموجبه، لم تعد ذات أثر قانوني اعتبارًا من هذا التاريخ.

وجاء في الرسالة التي نشرتها وكالة "تسنيم" أن القرار انتهى وفقًا للفقرة التنفيذية الثامنة منه، التي تنص على إنهاء العمل تلقائيًا بالقرار نفسه وجميع القرارات المرتبطة به بعد مرور عشر سنوات على دخوله حيز التنفيذ.

وأكد عراقجي أن محاولات الأطراف الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا ) اللجوء إلى ما وصفته بـ"آلية الزناد" (Snapback) في 28 أغسطس/آب 2025، هي محاولات "معيبة شكلاً وعديمة القيمة موضوعًا"، مشيرًا إلى أن أي إجراء يُتخذ خرقًا للقرار 2231 لا يمكن أن يُنشئ التزامًا قانونيًا على الدول الأعضاء.

وأوضح أن سوابق التصويت في مجلس الأمن والمواقف الصريحة لأعضائه تؤكد أن هذا "الإشعار" يفتقر إلى أي صلاحية قانونية، مُشيرًا إلى أن الرسالة المشتركة التي أرسلها وزراء خارجية إيران وروسيا والصين في 28 أغسطس/آب 2025 قد بيّنت بالتفصيل بطلان هذه الخطوة.

إيران تذكّر بانسحاب واشنطن وانتهاك الأوروبيين لالتزاماتهم

واستعرض عراقجي في رسالته مسار خطة العمل الشاملة المشتركة، مُشدّدًا على أن إيران التزمت بها بحسن نية ونفذتها بالكامل، في حين انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في 8 مايو/أيار 2018، وأعادت فرض عقوبات أحادية غير قانونية ووسّعت نطاقها، ما شكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف أن الأطراف الأوروبية الثلاث، رغم التزامها المعلن بالحفاظ على الاتفاق، فشلت في الوفاء بتعهداتها، بل فرضت عقوبات إضافية على أفراد وكيانات إيرانية، ما يُعد انتهاكًا جسيمًا آخر لخطة العمل الشاملة المشتركة.

Related رغم دعوة مصر ومقترح ترامب لانضمامها إلى اتفاقات أبراهام.. إيران أبرز الغائبين عن قمة شرم الشيخإيران تحت العقوبات مجددًا.. وطهران ترفض محادثات نووية قد تجلب "مشاكل جديدة" مجلس الأمن يرفض تمديد رفع العقوبات على إيران.. وطهران ترد: لن نرضخ للضغوط الدبلوماسية الإيرانية وردود الفعل الدولية

وأشار عراقجي إلى أن إيران مارست أقصى درجات ضبط النفس، واتخذت منذ 8 مايو/أيار 2019 تدابير تعويضية تدريجية ومتناسبة وقابلة للعكس، ضمن إطار حقوقها المنصوص عليها في الاتفاق. كما انخرطت في مفاوضات بنّاءة لضمان عودة الولايات المتحدة الكاملة إلى الاتفاق والوفاء الأوروبي بالتزاماته.

لكن هذه الجهود، بحسب الرسالة، قوبلت بـ"إجراءات هدامة وعدوانية"، بما في ذلك استهداف منشآت نووية سلمية، وحملات تلاعب سياسي من قبل الدول الأوروبية الثلاث، تهدف إلى تحويل آلية الزناد إلى أداة ضغط ضد إيران.

تأكيد دولي على انتهاء القرار 2231 في موعده

ولفت عراقجي إلى أن وثيقة الإعلان الختامي لاجتماع وزراء خارجية حركة عدم الانحياز، الذي عُقد في كمبالا يومي 15 و16 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أكدت على ضرورة إنهاء العمل بالقرار 2231 وفق جدوله الزمني، مشدّدة على احترام أحكامه الكامل.

كما أشار إلى أن تصويتي مجلس الأمن في 19 و26 سبتمبر/أيلول 2025 أظهرا بوضوح غياب توافق الآراء حول صحة الإخطار الأوروبي، مُذكّرًا بأن المجلس سبق أن حسم في 2020 أن الولايات المتحدة، بعد انسحابها من الاتفاق، لم تعد مؤهلة لتفعيل آلية الزناد — وهو ما ينطبق أيضًا على المحاولة الأوروبية الأخيرة.

تحذير من تجاوز صلاحيات الأمانة العامة للأمم المتحدة

وشدّد عراقجي على أن القرار 2231 لا يمنح الأمين العام أو الأمانة العامة للأمم المتحدة أي سلطة للاعتراف أو إعادة تفعيل قرارات انتهت بموجب الفقرة الثامنة من منطوقه. واعتبر أن أي "إخطار" أو "تأكيد" من الأمانة العامة في هذا السياق سيكون "باطلاً قانونيًا" ويُهدّد المصداقية المؤسسية للأمم المتحدة.

وأوضح أن أي محاولة لإحياء هيئات فرعية مثل لجنة الجزاءات أو هيئة الخبراء بعد 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025 تفتقر إلى الأساس القانوني، ولا يجوز لأي جهة التصرّف قانونيًا في هذا الشأن دون قرار جديد وصريح من مجلس الأمن.

لا عودة للعقوبات المنتهية

واختتم عراقجي رسالته بالتأكيد على أن القرار 2231 ظل ساريًا حتى 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وأن جميع أحكامه وقرارات العقوبات المرتبطة به قد انقضت نهائيًا، ولا يمكن إحياؤها أو إنفاذها بعد هذا التاريخ. وطالب بتعميم رسالته كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • حضرموت ترفع صوتها وتخاطب الأمم المتحدة: لن نقبل بتهميشنا ونطالب بمقعد فاعل وإشراكنا في أي تسوية قادمة.. عاجل
  • الأمم المتحدة تعلن السماح لموظفيها المحتجزين في صنعاء بحرية التحرك داخل المجمع الأممي
  • بن ماضي يلتقي وفد غروندبرغ ويطالب بتمثيل حضرموت بأي تسوية سياسية بما يليق بمكانتها ومقدراتها
  • وزير الخارجية الفرنسي: إيصال كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة “ضرورة”
  • عاجل. الغارديان: مشروع مدعوم من أوروبا وأمريكا في مجلس الأمن لتفويض قوة دولية في غزة تحت قيادة مصر
  • إيران تعلن انتهاء القرار الأممي 2231.. وتؤكد أنها لم تعد ملزمة بـالقيود المرتبطة ببرنامجها النووي
  • اليمن.. «أنصار الله» التسوية السياسية لم تعد ممكنة وواشنطن تسعى لإدامة الصراع
  • طهران تطالب بإزالة القضية النووية الإيرانية من جدول أعمال مجلس الأمن
  • فرنسا وبريطانيا تعدان قراراً بمجلس الأمن بشأن إرسال قوات إلى غزة