كيف ستنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟.. السيناريو الأقرب للمنطق
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
مدينة غزة (وكالات)
في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يبدو أنه دخل في مرحلة حاسمة، ويهدد العالم بحرب عالمية ثالثة، لسوء الحظ، لم يبق الكثير من الخيارات. وكلها سيئة:
اقرأ أيضاً قيادي حوثي بارز يكشف عن قتلى بصفوف القوات الأمريكية جراء قصف صاروخي انطلق من صنعاء.. تفاصيل 25 أكتوبر، 2023 قوات إسرائيلية وأمريكية مشتركة تسللت لتحرير رهائن لدى حماس.
. وهكذا كان مصيرها 25 أكتوبر، 2023
ـ المخرج الأول- رهيب:
محاولة تحقيق حلم اليمين المتطرف الإسرائيلي بمسح غزة بالجرافات. وبعبارة أخرى، ترحيل جميع السكان، ومقتل مئات الآلاف من المدنيين وآلاف الجنود اليهود.
هذا الاحتمال منخفض. ولا مصلحة لحلفاء إسرائيل بالتواطؤ على مثل هذه الجريمة؛ وهذا السيناريو الجذري يتضمن صراعاً عسكريًا إقليميا أكيدًا مع العالم العربي برمته، واندلاع حرب عالمية ثالثة لاحقاً.
ـ المخرج الثاني- سيء جدًا:
أن تستمر العملية البرية لعدة أشهر، وتتحول غزة إلى أنقاض، على الأقل بتفجير أقبية غزة وأنفاقها، حيث يوجد مستودعات أسلحة ومصانع عسكرية. وعندها سيضطر المدنيون إلى الفرار. ولكن عددا أقل منهم يموت مما في السيناريو الأول.
احتمال هذا السيناريو متوسط. وسيكون من الصعب جدًا على الجيش الإسرائيلي تحقيق مثل هذه الهزيمة الساحقة لحماس على الأراضي.
ـ المخرج الثالث- سيئ:
تنفذ العملية البرية، لكن تنتهي دون السيطرة على غزة. وتقوم الدول العربية بإدخال قواتها إلى المنطقة (مثل مصر والمملكة العربية السعودية) وتتولى مسؤولية إعادة إعمار غزة ومستقبلها. حماس لا تفقد ماء وجهها، ولكنها تفقد قوتها. وإسرائيل لا تحقق أهدافها المعلنة المتمثلة في تدمير حماس وبنية غزة تحت الأرضية، لكنها تنقذ حياة كثيرين.
هذا الاحتمال منخفض. والرأي العام الإسرائيلي سيعد ذلك خيانة ولن يصدق اختفاء حماس من غزة.
ـ المخرج الرابع–الأفضل على الإطلاق:
لن تكون هناك عملية برية. السيناريو المحتمل: تتخلى حماس عن سلاحها وتستسلم (ليس لليهود، بل لطرف ثالث). بعد تدمير الأنفاق المشؤومة، تحضر قوة دولية إلى المدينة، ويعود سكان غزة إليها. اليهود، الذين لا يثقون بهذا السلام الهش، يقومون ببناء جدار ثانٍ، ويستعدون لحرب قادمة وإن تكن بعيدة، إنما حتمية. الجميع يفهم أن هذا طريق مسدود. احتمال هذا السيناريو، للأسف، يكاد لا يُذكر.
الكاتب: فلاديمير فورسوبين
صحيفة: كومسومولسكايا برافدا
Error happened.المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل حماس طوفان الأقصى غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
الحرب “الإسرائيلية” الأمريكية على إيران ..من الرابح ومن الخاسر؟
اثنا عشر يوماً صاروخياً مدمراً على تل أبيب وحيفا وعلى أنحاء كيانهم كافة. فجأةً، قرر الرئيس ترامب وقف الحرب التي شنتها “إسرائيل” على إيران، استناداً إلى قوانين صادرة عن عفاريت تسكن تحت سابع أرض.
هكذا، وفي ظل شريعة الغاب، نصَّبت “إسرائيل” نفسها شرطي العالم، وقررت شن هجوم على إيران لتدمير برنامجها النووي؛ لأنها يمكن أو من المحتمل، أو سوف، أو ستسعى لامتلاك قنبلة نووية، هذا الشرطي الذي يمتلك مئات الرؤوس النووية.
لكنها لم تكن تعلم، أن مدنًا صاروخية تحت الأرض ستطلق حممها على هذا الكيان، ما سيؤدي إلى دمار لم تشهده “إسرائيل” هذه مذ زُرعت في فلسطين.
أن نرى الـ ”نتنياهو“ يخرج بمؤتمر صحفي ليقول، (سننصرف لإعادة الإعمار)، هذا التعبير الذي كان حكراً علينا نحن في الوطن العربي. فنحن الذين كانت دائماً مدننا تدمر ونسعى لإعادة إعمارها. هذا حدث جديد لم تشهده “إسرائيل” على مر التاريخ.
السؤال الذي يُطرَح الآن: من ربح الحرب ومن خسرها؟
من الطبيعي أن يقول مناصرو إيران، إنها انتصرت، فيما سيقول معادوها، إن “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والعفاريت الزرقاء قد انتصروا. دعونا نناقش هذا السؤال منطقياً وعلمياً.
أهداف “إسرائيل” من شن هذه الحرب على إيران هي أولاً، تدمير البرنامج النووي، وثانياً، إسقاط النظام، وثالثاً، جر أمريكا إلى حرب معها، لتصبح حرباً إقليمية، ويمكن أن تصبح عالمية.
الهدف الأول، تحدثت عنه صحف أمريكية و”إسرائيلية”، استناداً إلى تقارير استخباراتية، فإن الضربات التي شنتها “إسرائيل” وأمريكا باستعمالها القنبلة الضخمة GBU 57، على المفاعلات النووية، لم تؤدِ إلى تدميرها بشكل كامل، إنما أدت إلى تأخير البرنامج النووي لستةِ أشهرٍ.
كما أن إيران صرّحت، أنها تمكنت من نقل محتويات المفاعلات، وأصبحت في أماكن آمنة، وأنها ستستأنف العمل في هذا البرنامج وستسرِّع من تطويره. كما أنها ستقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وستمنع مديرها من دخول الأراضي الإيرانية؛ لما قام به من تزوير للحقائق قبل وخلال وبعد العدوان “الإسرائيلي”.
إذاً الهدف الأول لم يتحقق.
أما الهدف الثاني، وهو إسقاط النظام، فقد أظهر الشعب الإيراني تماسكاً وتضامناً مع نظامه ليشمل حتى المعارضين الذين خرجوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليقولوا إنهم لن يكونوا أبداً مع العدوان ضد بلدهم، حتى لو كانوا يعارضون نظام الحكم في بلدهم. فدعوة الـ “نتنياهو” الشعب الإيراني للانتفاض على نظام الحكم في بلدهم، صباح الهجوم المباغت، باءت بالفشل ولم تلقَ من يستجيب لها.
الهدف الثالث، وهو جر أمريكا إلى حرب مع إيران لتصبح حرباً إقليمية لم تفلح، فكل ما قامت به أمريكا وبعد ضغطٍ من اللوبي الصهيوني و”الإيباك”، هو إرسال مفخرة طائراتها مزوَّدةً بأضخم قنابلها لتستهدف مفاعل “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”، لتتلقى بعد ساعات قليلة رداً صاروخياً إيرانياً على أضخم قواعدها في المنطقة وهي قاعدة “العديد” في قطر، حيث أصيبت إصابات مباشرة بعدد من الصواريخ والتي شوهدت بواسطة الهواتف الذكية المنتشرة مع المواطنين هناك؛ ليعلن بعدها الرئيس ترامب أنه سيوقف الحرب وسيتحدث مع الـ “نتنياهو” بهذا الخصوص لإجباره على ذلك.
ساعات قليلة وأُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة قطرية، لتختتم إيران الحرب قبل بدء سريان مفعول الاتفاق بدقائق، بهجمة صاروخية مدمرة توزعت على جنوب الكيان ووسطه وشماله، الأمر الذي جعل “إسرائيل” ترسل طائراتها للرد، مما جعل الرئيس الأمريكي يدين ذلك ويعِد بأن تعود هذه الطائرات أدراجها دون تنفيذ العملية، لكن “إسرائيل” لم تفِ بهذا الوعد.
إذاً الأهداف “الإسرائيلية” الثلاثة من الحرب على إيران، لم تتحقق. والدمار الذي حصل في أنحاء هذا الكيان كافة، وخاصة في مدنه المهمة كـ”تل أبيب” وحيفا، كان مهولاً بحيث أن صحفاً “إسرائيلية” تحدثت عن خسائر بمليارات الدولارات وأن الصواريخ الإيرانية دمرت عدداً مهماً من المراكز العسكرية والإستراتيجية “الإسرائيلية”، والتي ما زالت “إسرائيل” تفرض تعتيماً إعلامياً عليها، بحسب الصحف “الإسرائيلية”.
بعد هذا التحليل المنطقي العلمي، نستنتج أن إيران خرجت من هذه الحرب منتصرة رغم الدمار الذي حل بعدد من مراكزها العسكرية، ورغم سقوط عدد من القادة العسكريين العلماء. وأن “إسرائيل” خرجت خاسرة منها، بعدما صرح الرئيس الأمريكي، أنه أنقذها في هذه الحرب.
يجب ألا نغفل أن إيران كانت خلال هذه الاثني عشر يوماً من المعركة، تحارب “إسرائيل” ومعظم الدول العظمى التي كانت تساندها، بمفردها دون مساعدة أي من الدول الحليفة والصديقة وأي من حلفائها في محور المقاومة، والأهم من ذلك أن إيران تمكنت من كسب هذه المعركة بقدراتها الذاتية وبصناعة إيرانية من قبل علماء وخبراء وضباط إيرانيين، ولم تستعمل أسلحة من صناعة غير إيرانية.
معركة انتهت بسرعة بضغط أمريكي، لنقول إنها جولة توقفت باتفاق هشٍ لا يرتكز على أسس واضحة، مما يجعلنا نقول، إن هناك جولة جديدة يحضر لها جميع الأطراف، بعد مراجعة نقدية لإخفاقات كل طرف، خلال هذه الجولة علَّه يتجنبها في الجولة القادمة التي لا أراها قريبة ولكن ليست ببعيدة أيضا.
*كاتب لبناني