مدير المركز الثقافي الكوري: نسعى لتعزيز شعبية رياضة التايكوندو في مصر
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
شارك المركز الثقافي الكوري في الحفل الختامي لبطولة البراعم تحت 12 سنة بجامعة حلوان والتي نظمها الاتحاد المصري للتايكوندو خلال الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري.
وشهدت البطولة مشاركة أكثر من 300 لاعب ولاعبة يمثلون 80 ناديًا وهيئة رياضية من مختلف أنحاء الجمهورية.
وهنأ المركز الثقافي الفائزين في البطولة، وبهذه المناسبة قام المركز الثقافي بإهداء الاتحاد المصري للتايكوندو مجموعة من البدل والأدوات التدريبية الخاصة بالتايكوندو وذلك بدعم من المؤسسة الكورية للترويج الرياضي ومنظمة الترويج للتايكوندو.
ومن المقرر توزيع هذه الأدوات على عدد من الأندية وذلك بهدف توسيع قاعدة ممارسي رياضة التايكوندو، ولا سيما في ظل الإنجازات العديدة التي حققها لاعبو التايكوندو المصريين في البطولات الدولية والعالمية.
ومن جانبه، أعرب أوه سونج هو مدير المركز الثقافي الكوري عن أمله في أن تسهم هذه الأدوات في تعزيز شعبية رياضة التايكوندو والتي تشكل أحد ركائز الموجة الكورية، مشيرًا إلى أن المركز الثقافي الكوري سيواصل دعمه لنشر رياضة التايكوندو في مصر، معربًا عن أمله في أن يحقق المنتخب المصري المزيد من الإنجازات في أولمبياد باريس 2024.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر التايكوندو المركز الثقافي المنتخب المصري تايكوندو المركز الثقافي الكوري المرکز الثقافی الکوری ریاضة التایکوندو
إقرأ أيضاً:
إنجاز متطور ومواطن متأخر
جابر حسين العُماني **
jaber.alomani14@gmail.com
كثيرة هي الإنجازات الوطنية التي يراها المواطن العربي في بلاده بشكل مباشر أو من خلال شاشات نشرات الأخبار الإعلامية، والتي تبدأ بالبنية التحتية وتنتهي بالخطط التنموية المستقبلية التي يُروِّج لها الإعلام العربي بقوة عبر المؤتمرات المحلية والدولية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن علينا أن لا ننسى أن هناك حقيقة مُرَّة لا يزال المواطن العربي يعاني منها، فما الفائدة من كثرة الإنجازات والمشاريع التي تُقدَّر أسعارها بالمليارات، دون انعكاس ملموس على مستوى معيشة المواطن البسيط الذي يأمل دائمًا الحصول على حياة أفضل وأجمل؟
عندما يئن المواطن من فواتير الماء والكهرباء وغلاء السلع الاستهلاكية، وعدم تمكنه من الحصول على وظيفة تناسبه، من الطبيعي أن يكون الحديث عن تلك المشاريع الضخمة غير مجدٍ؛ فهي لا تلامس وجدان المواطن العادي، ولا تسمنه من جوع، ولا تمنحه قليلًا من الاطمئنان والاستقرار وراحة البال.
وبهذا سيظل المواطن البسيط مهددًا ما لم تُقسَّم وتُوجَّه عوائد تلك المشاريع العملاقة بما يحقق العدل العام ويصون كرامة المواطن.
لقد كتب الإمام علي بن أبي طالب عهدًا إلى محمد بن أبي بكر عندما قلده مصر، وهو في حد ذاته بمثابة دستور عملي لتطبيق العدالة الإنسانية في المجتمع، فقال في مستهله: "فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ، وَأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ، وَابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ، وَآسِ بَيْنَهُمْ فِي اَللَّحْظَةِ وَاَلنَّظْرَةِ، حَتَّى لاَ يَطْمَعَ اَلْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ، وَلاَ يَيْأَسَ اَلضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ"، وهي وصية صريحة من خليفة للمسلمين عادل يوصي بها الوالي أن يمارس العدل والتواضع والرحمة للرعية، وألَّا يُميز بين الرعية في تعامله، حتى تثق الرعية بعدل الوالي ويأمن الجميع ظلمه، وتستقيم أحوال الناس ويعيشون بسلام ووئام. وهو القائل: "واللهِ لو أُعطيتُ الأقاليمَ السَّبعةَ بما تحتَ أفلاكِها، على أن أعصيَ اللهَ في نَملةٍ أَسلُبُها جَلَبَ شَعيرةٍ، ما فعلتُ."
لا بُد للحكومات والمسؤولين الكرام في أوطاننا العربية والإسلامية أن يعوا جيدًا أن الإنجازات الحقيقية على أرض الوطن هي تلك الإنجازات التي تصل ثمارها وفوائدها إلى المواطن وتفرحه وتسعده، وتملأ جيبه بما يكفيه، وتحسِّن أوضاعه المعيشية، وتنقله إلى حياة أفضل مما هو عليه.
إن في زماننا هذا هناك مدن ذكية وأبراج شاهقة عانقت السماء بسحبها البيضاء والسوداء، ولكن ما جدوى ذلك العناق إذا كان منزل المواطن مُهددًا بالسقوط في أي لحظة، وهو لا يجد من يعينه على ترميمه أو بنائه من جديد؟ وما الفائدة من التطور الرقمي والتقني إذا كانت أرقام البطالة والفقر في بلادنا العربية والإسلامية في ازدياد ملحوظ وإحصاءات مخيفة؟
إن المواطن البسيط لا يطلب المعجزات من المسؤولين في أروقة الحكومات، ولا ينتظر منهم أن يكون غنيًّا أو مُرفَّهًا إلى حد التخمة، ولكن من حقه أن يسأل عن أثر تلك الإنجازات المُعلَن عنها على حياته الشخصية، وهل وفرت له العمل المناسب الذي يليق به وبسمعته كمواطن عربي؟ وهل وفرت له التعليم اللائق به وبأبنائه؟ وهل خفَّضت له غلاء المعيشة حتى يتمكن من دفع الفواتير الشهرية كالكهرباء والمياه وغيرها من المصروفات الأسرية والاجتماعية؟
إن المواطن يستحق الحصول على نصيبه من خيرات بلاده، وليس الاكتفاء بالوعود المؤجلة التي تزيد من همومه وتصعّبها عليه، ومن حقه أيضًا أن يعيش عيشة كريمة هانئة ومباركة بين أحبته؛ بل وينبغي أن يكون شريكًا أساسيًا وفاعلًا في بناء مستقبل وطنه العزيز، وليس مجرد متفرج لا قيمة له على أرض وطنه.
أخيرًا.. وكما أن على الحكومات أداء واجباتها تجاه المواطنين، والتي منها توجيه خيرات المشاريع في صالح المواطن ومعاملته بالعدل، كذلك ينبغي على المواطن العربي أن يؤدي حق الحكومات العادلة، والتي منها: احترامها وطاعتها، والالتزام الحقيقي بالهوية الوطنية وعدم التخلي عنها، والدفاع عن أرض الوطن وكرامته وإنجازاته، والمحافظة على الإنجازات الوطنية والممتلكات العامة، والمساهمة الجادة في تنمية الوطن وذلك بالإخلاص والوفاء في العمل، والتطوع، والمبادرات المجتمعية بمختلف أنواعها وأشكالها.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر