بنك نزوى يستعرض الحلول المصرفية المرتبطة بالقطاع العقاري في "مؤتمر العمران"
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
مسقط- الرؤية
يشاركُ بنك نزوى- البنك الإسلامي الرائد والأكثر موثوقية في سلطنة عمان- في فعاليات مؤتمر أكتوبر العمران، الذي يستضيفهُ مركز عمان للمؤتمرات والمعارض في الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر 2023، وتنظمُه وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، تزامنا مع الفعاليات العالمية المصاحبة لأكتوبر العمران، والذي يسلط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه المُدن في تشكيل الاستدامة البيئية والمرونة الاقتصادية.
وتأتي مشاركة البنك في المؤتمر انطلاقا من إيمانه الراسخ بتعزيز رؤيته الشاملة للتنمية العمرانية، من خلال إيجاد أفضل حلول التمويل العقاري المتوافقة كليا مع أحكام الشريعة الإسلامية في سلطنة عُمان. وباعتباره مؤسسة رائدة في قطاع التمويل الإسلامي، يدركُ البنك دوره الراسخ لنشر الوعي بأهمية التخطيط العمراني المستدام لبناء اقتصاد حضري مرن يتكيف مع متغيرات الحياة بكل سلاسة ويُسر.
وقال خالد الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى: "نحنُ في بنك نزوى نكرس جهودنا الدؤوبة لتعزيز ثقافة التخطيط العمراني المستدام والمرن من خلال توفير منتجات التمويل المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، حيث تمثل مبادئنا المالية أساسا للاستثمارات الواعية بيئيًا، التي تهدف لبناء مجتمعات حضرية متأصلة اقتصاديًا ومتكاملة اجتماعيًا".
وأضاف: "يتوافقُ النهجُ الذي نتبعهُ مع شعار مؤتمر أكتوبر العمران لهذا العام، الذي يركز على الشمولية والاستدامة والازدهار، إذ لا تقتصر مشاركتنا في هذا الحدث على تبادل الخبرات والرؤى حول التنمية العمرانية فحسب، بل تتعدى لتثبت الدور المحوري الذي يلعبه قطاع التمويل الإسلامي في تحقيق المرونة والاستدامة، فلطالما حرصنا على توفير بدائل تمويلية آمنة من خلال تقديم محافظ من حلول التمويل العقاري المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، معززين التزامنا بالتنمية العمرانية المستدامة.
ويستعرضُ مؤتمر أكتوبر العمران لهذا العام، الذي يأتي تحت شعار "مُدن أفضل، حياة أفضل"، أبرز الجوانب لبناء الاقتصادات الحضرية التي تتكيف مع الاحتياجات المتغيرة والملحة للمجتمع، والحديث عن "مرونة الاقتصاد الحضري"، إذ يستضيفُ الحدث الشامل الذي يستمر 3 أيام مؤتمر الإسكان الخليجي، ويغطي 4 محاور رئيسية تسلط الضوء على أحدث الأبحاث وأوراق العمل وهي: التخطيط العمراني، والإسكان، ومستقبل المباني المدرسية، ومرونة المدن، كما يتم تنظيم مسابقة هاكاثون الخليج للتخطيط العمراني للمرة الثانية في هذا العام.
ويحرصُ بنك نزوى على توجيه تركيزه نحو تعزيز الاستدامة والتقدم على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي من خلال مشاركته ودعمه المتواصل لمثل هذه الفعاليات، إذ يواصل البنك ريادته ليكون لاعبا أساسيا في قيادة دفة التغيير والابتكار في القطاع لبناء اقتصادات حضرية مرنة تلبي احتياجات الأفراد، وتتماشى مع الرؤية الإستراتيجية للبلاد.
ويقدم بنك نزوى خلال مشاركته في المعرض مجموعة من ورش العمل والتي تتمثل في عدة محاور ضمن مفهوم الاستدامة وطرق انتهاجها في بنك نزوى، ونبذه تعريفية حول الخدمات الهندسية المقدمة من بنك نزوى لعملائه، والحلول التمويلية العقارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ونبذه حول الصيرفة الإسلامية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مدير فتوى الأزهر يخطب من لندن عن دور الشريعة في استقرار المجتمعات
ألقى الدكتور أسامة هاشم الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية خطبة الجمعة أمس ، من المركز الإسلامي بلندن، تناول فيها عددًا من القضايا الكبرى التي ترتبط بتعزيز القيم، وتحقيق التماسك المجتمعي، والتكامل الإنساني، في ضوء التعاليم الإسلامية السمحة، بحضور نخبة كبيرة من علماء المسلمين ومسؤلي المؤسسات الدينية في الشرق والغرب.
واستهل الحديدي خطبته، بالتأكيد على أن الإسلام ليس شعائر منعزلة عن واقع الإنسان، بل هو بناء تعبدي وقيمي وأخلاقي شامل يُعد أساسًا لتحقيق الاستخلاف والعمران الحضاري في الأرض، مشددًا على أن الأسرة هي لبنة بناء الإنسان الأولى وفق تعاليم الإسلام الشاملة، ومتى صلحت صلح المجتمع، وأن القرآن والسنة وضعا قواعد متينة لصيانة الأسرة وحمايتها.
وأكد أن تحقيق العبادة الحقيقية لا يكون إلا من خلال قيم تحكم السلوك وتضبط المعاملات، وأن الشريعة الإسلامية لا تنفصل عن الحياة، بل تتكامل مع الواقع في ضوء مقاصد سامية، على رأسها العدل، والرحمة، والكرامة، والعمران.
وتطرق الحديدي، إلى أهمية التكامل الإنساني والتعارف بين الشعوب، معتبرًا أن الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] تشكل خطابًا عامًّا موجّهًا إلى البشرية جمعاء، وترسم أفقًا واسعًا للتواصل بين الحضارات، والتفاهم بين الثقافات، مضيفًا أن التفاضل الحقيقي إنما يكون بالتقوى والعمل الصالح، لا بالجنس أو العرق أو اللون.
وتابع: إن التمكين في الأرض وعد إلهي لا يتحقق إلا بالجمع بين الإيمان والعمل الصالح، كما جاء في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]، مشيرًا إلى أن أصل التمكين نابع من العبادة الخالصة، والعمل الجاد المستند للقيم.
وفي سياق متصل، أوضح أن الإسلام لا يفصل بين الأخوة الدينية والأخوة الإنسانية، بل يجمع بينهما في تناغم فريد، وأن "وثيقة المدينة" التي أسسها سيدنا رسول الله في المدينة المنورة كانت أنموذجًا واقعيًّا متقدمًا للتعايش المشترك بين مختلف الأديان والأعراق داخل وطن واحد، وضمَّنها بنودًا حضارية تكفل الحقوق، وتعامل الجميع كأمة واحدة إلا من ظلم وغدر.
وعن الوحدة الإسلامية، أكد الدكتور الحديدي أنها ليست شعارًا سياسيًّا، بل أصل شرعي، ومبدأ قيمي، يجب أن يُبنى على العلم والتواصل والرحمة، مستدلًا بقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، مشيرًا إلى أن الفرقة والتمزق لا يخدمان إلا أعداء الأمة.
واختتم مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية خطبته بالتأكيد على أن "الوحدة العلمائية" بين علماء المسلمين من شتى البقاع، هي أساس الوصول إلى وحدة الأمة، وأن اجتماع العلماء اليوم في لندن لمناقشة قضايا الأسرة والتماسك المجتمعي في أجواء تسودها المحبة والتآخي، هو تجسيد عملي لمبدأ الوحدة العلمائية التي يسعى لها الأزهر الشريف عبر بعثاته وبرامجه العالمية.
بعد صلاة الجمعة، دار نقاش مثمر وحوار مفتوح بين الدكتور أسامة الحديدي وعدد من المصلين، الذين حرصوا على طرح تساؤلاتهم حول موضوع الخطبة وغيره من الموضوعات والقضايا التي تهم المسلمين في أوروبا عمومًا وبريطانيا خصوصًا، في أجواء تسودها المحبة والاحترام، وقد أبدى كثير من الحضور ثناءً عطرًا على جهود الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي، وتصحيح المفاهيم، وتعزيز التواصل الحضاري، مؤكدين أن دور علماء الأزهر في المجتمعات الغربية ترك أثرًا إيجابيًّا كبيرًا في نفوس المسلمين، وعزز ثقتهم بهويتهم الدينية والثقافية.
وتأتي هذه الخطبة ضمن سلسلة أنشطة الأزهر الشريف في مختلف البلدان؛ اضطلاعا بأدواره العالمية، والتي تهدف إلى تعزيز الخطاب الديني المعتدل، ونشر القيم الإسلامية الأصيلة، وترسيخ التعايش السلمي بين أفراد المجتمعات.