DW عربية:
2025-05-28@19:48:59 GMT

عام على اتفاق بريتوريا، هل حل السلام على تيغراي؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

إحياء ذكرى جنود قتلوا في الحرب في تيغراي

عندما اندلعت الحرب بين القوات الحكومية الإثيوبية وجبهة تحرير  تيغراي  قبل ثلاث سنوات، لم يكن لدى الشاب هافتوم كيداي أي خبرة عسكرية، حيث كان منخرطا في حياته المهنية. في مقابلة مع DW، يتذكر أيام القتال والمعارك، قائلا: "عندما اندلع القتال، دخلت القوات الإثيوبية والإريترية إلى تيغراي وبدأت في ارتكاب فظائع.

وعقب ذلك، تلقيت تدريبات عسكرية وانضممت إلى القتال كحال شباب تيغراي".

تعرض هافتوم البالغ من العمر 25 عاما، لإصابات شديدة في  جبهات القتال  ما تسبب بإصابته بشلل نصفي فيما يعيش حاليا في مركز رعاية عسكري بمدينة ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا. وتشير التقارير المحلية إلى عدم حصول المحاربين الذين شاركوا في القتال على علاج مناسب.

مختارات الدفع بميليشيات في نزاع تيغراي.. هل يجر إثيوبيا إلى حرب أهلية؟ إثيوبيا: طرفا الصراع يتفقان على هدنة والاتحاد الافريقي يشيد

وعلى الرغم من معاناته وجروحه، إلا أن هافتوم لا يساوره أي شعور بالندم لانخراطه في القتال، قائلا: "انضممت إلى القتال من أجل بلدي ومن أجل شعبي ومن أجل أنا شخصيا ولست نادما على التضحيات التي قدمتها. لقد فعلت ما كان يتوجب علي فعله". وأضاف "لكن اليوم، أصبح الكثير مثلي معاقين، لذا لدينا الكثير من المطالب والاحتياجات، والأهم الآن هو حصولنا على العلاج. إذا خضعت للعلاج المناسب، فهذا ما أريده فقط ولا شيء آخر."

هل يتحقق السلام النهائي بين جبهة تحرير تيغراي والجيش الإثيوبي؟

وقد أسفرت الحرب التي بدأت في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2020 واستمرت لعامين، عن مقتل نحو 600 ألف شخص وإصابة مئات الآلاف فيما تقدر الأمم المتحدة نزوح ما يقرب من 1.7 مليون شخص.

وفي نوفمبر / تشرين الثاني العام الماضي، جرى توقيع اتفاق سلام في بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي. وقد تم ذلك بعد مفاوضات مكثفة قبل شهر من إبرام اتفاق "الوقف الدائم للأعمال العدائية" الذي مهد الطريق أمام إنهاء الحرب الأهلية في إثيوبيا.

وبعد توقيع الاتفاق، عادت مظاهر الحياة تدريجيا إلى مدينة ميكيلي التي توقف فيها سماع أصوات نيران المعارك، فيما قامت الحكومة برفع حصارها عن إقليم تيغراي. وخلال القتال الذي دام لأكثر من عامين، كانت الاتصالات في إقليم تيغراي مقطوعة، لكن بعد التوصل إلى اتفاق السلام عادت خدمات الاتصالات والانترنت فضلا عن عودة الأنشطة التجارية مع تدفق المساعدات الإنسانية التي كان سكان الإقليم الذي مزقته الحرب في أمس الحاجة إليها.

وعلى وقع ذلك، بات سكان المدينة   ينعمون بالسلام والهدوء  وهو ما أكدت عليه بيلين ميتيكو التي تعيش في ميكيلي,

وفي مقابلة مع DW، أضافت إن "مجرد عدم سماع أصوات إطلاق النار أو المقاتلات و المسيرات يعد بمثابة نعمة"، مشيرة إلى أن اتفاق السلام ساهم في إعادة ربط إقليم تيغراي بالعالم الخارجي مع عودة الاتصالات ووسائل النقل. وفي ذلك، قالت "أصبحنا جزءا من العالم مرة أخرى بعد ثلاث سنوات من العيش في الظلام".

مسلحو سابقون من جبهة تحرير  تيغراي - إثيوبيا، هل يصمد اتفاق السلام مع الجيش الإثيوبي؟

الحاجة إلى مساعدات إنسانية

وأكدت ميتيكو على أنه رغم مرور عام على اتفاق السلام، فإن الإقليم مازال يعاني من نقص في الاحتياجات الأساسية، مضيفة "لم يتغير الكثير حيث مازال كثيرون يعيشون في ظلام، لكن الأهم من ذلك وضع إخواننا وأخواتنا ممن نزحوا بسبب القتال حيث مازالوا مشردين عن ديارهم لأكثر من أربع سنوات".

وبالتزامن مع جهود مضنية تبذلها منظمات الإغاثة الدولية لمساعدة المحتاجين مع تفاقم الأوضاع في ظل تفشي الجفاف والكوليرا والملاريا حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع الإنساني لا يزال حرجا.

وتذهب التقديرات إلى القول بأن أكثر من مليون شخص ما زالوا نازحين فيما يحتاج 1.5 مليون شخص إلى مساعدات غذائية عاجلة.

تزامن هذا مع إطلاق  الأمم المتحدة  ناقوس الخطر إزاء استمرار ارتكاب فظائع بما في ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفي مقابلة مع DW، قال دانييل سيمونجوس، المحاضر في جامعة ميكيلي، إن الذكرى السنوية الأولى لاتفاقية بريتوريا ترافقها "مشاعر فريدة ومتباينة بين سكان تيغراي."

أدت الحرب التي استمرت عامين إلى تشريد الآلاف في إقليم تيغراي، هل يعود هؤلاء يوما إلى بيوتهم؟

وأضاف "مازالت معاناة النازحين تؤثر علينا جميعا، لكن الاتفاق بشكل عام جلب الكثير من التقدم خاصة عودة خدمات الاتصالات والإنترنت وتمكن الأطفال من الذهاب مجددا إلى المدارس وإعادة فتح مرافق الرعاية الصحية أبوابها واستئناف كافة وسائل النقل". ورغم ذلك، يدعو الكثير من سكان تيغراي إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الموقع قبل عام.

ومن بين هؤلاء هاجوس تسفاي الذي اضطر إلى النزوح بسبب القتال ليعيش في الوقت الحالي بقرية إيروب قرب الحدود مع إريتريا والخاضعة لسيطرة الجيش الإريتري. وقال "منذ توقيع اتفاق السلام، فتحت البنوك أبوابها وعادت شبكة الاتصالات والكهرباء للخدمة، لكن في إيروب، لم يتغير شيء فيما مازالت القرية تحت سيطرة الجيش الإريتري".

ضرورة تنفيذ اتفاق السلام بالكامل

وليس هاجوس الوحيد الذي يشعر بخيبة أمل إذ يشاركه في هذا الشعور الكثير من النازحين ومنهم جيبريسيلاسي كيدان الذي شردته الحرب من قريته في غرب تيغراي والتي تخضع الآن لسيطرة مسلحي أمهرة. وقالت "قبل ثلاث سنوات، عندما بدأت الحرب، اضطررنا إلى ترك منازلنا لإنقاذ حياتنا، لكن حياتنا الآن صعبة مع نقص الخدمات الأساسية خاصة المساعدات".

مراسم تأبين للجنود الذين قتلوا في الحرب في إقليم تيغراي

بدوره، شدد تحالف منظمات المجتمع المدني في تيغراي على أنه لم يتم تنفيذ اتفاق السلام بالكامل رغم مرور عام على التوقيع، فيما قال يارد بيرها، رئيس الجمعية المدنية في تيغراي، في تصريح لـ DW  إن "الحكومة الفيدرالية لم تف بكافة وعودها".

من جانبه، دعا رضائي حليفوم، رئيس شؤون الاتصالات في الإدارة المؤقتة لمنطقة تيغراي، الحكومة إلى تحمل مسؤولية في إجبار القوات الأجنبية على الانسحاب من تيغراي مع ضرورة ضمان عودة النازحين إلى ديارهم التي شردوا عنها بسبب الحرب.

وأضاف "نتوقع أن تقدم الحكومة الفيدرالية على خطوات ترمي إلى إخراج جميع العناصر المسلحة التابعة لقوات الدفاع الإثيوبية في تيغراي،" مشددا على أن الاتفاق ينص على خروج مسلحي الأمهرة والجنود الإريتريين من الإقليم.

مليون هيلاسيلاسي/ م.ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: إقليم تيغراي إثيوبيا جنوب أفريقيا اتفاق السلام في تيغراي السلام في اثيوبيا بريتوريا إقليم تيغراي إثيوبيا جنوب أفريقيا اتفاق السلام في تيغراي السلام في اثيوبيا بريتوريا إقلیم تیغرای اتفاق السلام فی تیغرای الکثیر من

إقرأ أيضاً:

توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل

كتب توماس فريدمان أنه رأى هذه المرة إشارات جديدة في إسرائيل تشير إلى أن مزيدا من الإسرائيليين، من اليسار والوسط وحتى من اليمين، يستنتجون أن استمرار هذه الحرب كارثة على بلدهم أخلاقيا ودبلوماسيا وإستراتيجيا.

وذكر الكاتب المعروف بميوله الليبرالية -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز- أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وهو من الوسط، كتب مقالا لم يتردد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه، قائلا إن "حكومة إسرائيل تخوض حاليا حربا بلا هدف ولا تخطيط واضح، ودون أي فرص للنجاح"، وأضاف "ما نفعله في غزة الآن حرب إبادة، قتل عشوائي للمدنيين بلا حدود، وحشي وإجرامي"، وخلص إلى القول "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدوليlist 2 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربend of list

أما من اليمين، فهذا أميت هاليفي، وهو عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب، يعتقد أن تنفيذها كان فاشلا، وأن إسرائيل لم تنجح في تدمير حماس.

 

ومن اليسار، صرح زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي يائير غولان بأن إسرائيل في طريقها إلى أن "تصبح دولة منبوذة مثل جنوب أفريقيا، إذا لم تتصرف كدولة راشدة لا تحارب المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية".

الحرب أنهكت المجتمع

وذكّر فريدمان بأنه لم يُسمح تقريبا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة، وبالتالي عندما تنتهي الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الأحرار، سيتم الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل، وستكون تلك فترة عصيبة للغاية بالنسبة لإسرائيل ويهود العالم.

إعلان

ولذلك كان غولان، وفقا لفريدمان، محقّا في تنبيهه شعبه إلى ضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة المحتجزين، وإرسال قوة دولية وعربية إلى قطاع غزة، ولكن نتنياهو أصر على مواصلة الحرب.

ومع استهداف الجيش الإسرائيلي مزيدا من الأهداف الثانوية، تكون النتيجة هي قتل مدنيين من غزة كل يوم، مع أنه ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة وحده هو ما يثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب، حسب فريدمان، بل ما يثيره هو أن الحرب أنهكت المجتمع بأسره.

واستشهد فريدمان هنا بما قاله عاموس هاريل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس بأن مؤشرات الفشل تشمل كل شيء من "تزايد حالات الانتحار إلى تفكك العائلات وانهيار الشركات".

وإذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأنهم محاصرون من قبل قادتهم، فإن سكان غزة أيضا يشعرون بمثل ذلك -حسب فريدمان- وإذا كان بعض القادة الإسرائيليين سوف يواجهون الحساب عندما تصمت مدافع الحرب، فإن الشيء ذاته سيحدث لقادة حماس بغزة.

وإذا كان قادة حماس قد ظنوا أنهم ينزلون كارثة بإسرائيل، فإنهم -حسب فريدمان- منحوا نتنياهو فرصة لتدمير حليفهم حزب الله في لبنان وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هاتين الدولتين، وحتى على العراق، بل ساعد في إخراج روسيا من سوريا، فيما اعتبرها الكاتب هزيمة مدوية "لشبكة المقاومة" التي تقودها إيران.

وإذا كانت عمليات نتنياهو العسكرية مهدت للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما يرى فريدمان، فإن نتنياهو يضيع فرصة السلام هذه برفضه أن يفعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يطلق العنان لسياسة المنطقة بأكملها، ألا وهو فتح الطريق أمام حل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.

قبيلة اليهود ضد قبيلة الديمقراطية

ولا عجب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو، فهو يذهب إلى الدول التي تعطيه، لا إلى الدول التي تطلب منه مثل إسرائيل، ولكن نتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أي تاريخ معه.

إعلان

غير أن ترامب، ربما ليست لديه أي فكرة عن مدى التغيير الداخلي الذي طرأ على إسرائيل، خاصة أن العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الديني المتطرف والقوميين المتدينين الاستيطانيين في إسرائيل، ومدى اقتناعهم برؤيتهم لغزة كحرب دينية، كما يقول الكاتب.

وقد أوضح الرئيس السابق للكنيست أفروم بورغ، متحدثا عن اليمين القومي المتدين الاستيطاني في إسرائيل "بيبي (لقب نتنياهو) هو في الواقع بيدقهم وليس اللاعب الحقيقي".

وأضاف بورغ "حدِّثهم عن إمكانية تحقيق إسرائيل السلام مع السعودية، يتجاهلونك ويقولون إنهم ينتظرون المسيح، حدثهم عن فرصة إسرائيل لتحقيق السلام مع سوريا، يردون بأن سوريا ملك للشعب اليهودي، حدثهم عن القانون الدولي، يحدثونك عن القانون التوراتي. حدثهم عن حماس، يحدثونك عن العماليق".

وخلص بورغ إلى أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين، "بل بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي المنتصرة الآن".

وختم فريدمان بمقارنة بين أسلوبي نتنياهو وترامب المتشابهين في تقويض ديمقراطيتيهما، حسب زعمه، فكلاهما يحاول تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة"، أما الهدف فهو بالنسبة لترامب إثراء نفسه شخصيا ونقل ثروات البلاد من الأقل حظا إلى الأكثر امتيازا، أما بالنسبة لنتنياهو فهو التهرب من تهم الفساد ونقل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتدينين.

مقالات مشابهة

  • روسيا تعرض شروطها للسلام مع أوكرانيا الإثنين المقبل بتركيا
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • بوتين يطرح معادلة السلام: أوكرانيا خارج الناتو وروسيا بلا عقوبات
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • روسيا: مسودة الاتفاق المحتمل بشأن أوكرانيا ستحدد مبادئ السلام وتوقيته
  • تحول دراماتيكي.. ترامب يُهدد بوقف جهود السلام في أوكرانيا
  • ترامب يرفض فكرة أن تكون الحرب خيار بوتين ونتنياهو الوحيد
  • ترامب يتوقع أخبارًا سارة بشأن وقف القتال في غزة
  • ترامب: أخبار سارة قريباً بشأن غزة ومحادثات بين الجانبين لوقف القتال
  • ترامب: أخبار سارة بشأن غزة ونحاول وقف القـتال في أسرع وقت