تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية، حيث أبدع الإنسان المصرى وقدم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم.
حضارة رائدة فى ابتكاراتها وعمائرها وفنونها حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها، فهى حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصرى وتركت فى عقله ووجدانه بصماتها. لقد كانت مصر أول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين تسجيل تاريخهم والأحداث التى صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة فى العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة، ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أماً للحضارات الإنسانية.
إن لمصر دورها التاريخى والدينى حيث كانت المكان الذى احتضن الأنبياء، والأرض التى سارت خطواتهم عليها، فجاء إليها أبوالأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج من السيدة هاجر، وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيراً، وتبعه إليها أبوه يعقوب، ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وموسى عليه السلام على أرضها، وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة السيدة مريم والعذراء والسيد المسيح طفلاً ويوسف النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة فى أرضها، وقد اختار الله سبحانه وتعالى مصر بالذات لتكون الملجأ الحصين الذى شاءت السماء أن يكون واحة السلام والأمان على الدوام وملتقى الأديان السماوية.
لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة، فكانت مصر مهداً للحضارة الفرعونية، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية. ولقد اتسم شعب مصر على طول تاريخه بالحب والتسامح والود والكرم الذى تميز به هذا الشعب، حيث امتزج أبناء مصر فى نسيج واحد متين.
تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ الحكومة المركزية، وشهد عصر الدولة المصرية القديمة نهضة شاملة فى شتى نواحى الحياة، حيث توصل المصريون إلى الكتابة الهيروغليفية أى «النقش المقدس»، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان، واستقبلت مصر عصراً مجيداً فى تاريخها عُرف باسم عصر بناة الأهرامات، وشهد هذا العصر بناء أول هرم «هرم سقارة»، ومع تطور الزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهرى لنقل منتجاتهم وبلغت الملاحة البحرية شأناً عظيماً وأصبح حرفة منظمة كغيرها من الحرف الراسخة التى اشتهرت بها مصر القديمة.
واهتم ملوك الدولة الوسطى بالمشروعات الأكثر نفعاً للشعب فازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية، وترك الفنانون المصريون والمهندسون تراثاً رائعاً انتشر فى الأقصر والفيوم وعين شمس. كذلك ازدهر الفن والأدب فى هذا العصر.
وبعد أن أتم الملك أحمس الأول القضاء على الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقية، وعاد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، وبدأت مصر عهداً جديداً هو عهد الدولة الحديثة، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد، فتم إنشاء جيش قوى لتكوين إمبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقاً إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوباً، وأصبحت مصر قوة عظمى، وصارت بذلك إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم إمبراطورية فى التاريخ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن تاريخ مصر الانسان المصري
إقرأ أيضاً:
نقيب الإعلاميين: الضمير والأخلاق أساس بناء الحضارات والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب
قال النائب الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين، وعضو مجلس الشيوخ، إن الضمير هو الرقابة الذاتية داخل الإنسان التي تحسابه وتراجعه في كل قول وفعل، والضمير المنحاز للخير والسلام والعدل والإتقان في العمل وسائر الفضائل، بانتشاره وتأصله في المجتمع، يولّد شعبًا طيب الأخلاق، كل هذا هو السبيل لإحداث نهضة شاملة وبناء حضارة.
جاء ذلك خلال كلمة النائب الدكتور طارق سعدة في ملتقى “دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي)”، الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية -قطاع الإعلام والاتصال- برئاسة وحضور سعادة السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال، واتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، برئاسة الأستاذ الدكتور عمرو الليثي رئيس الاتحاد.
وأضاف "سعدة" أن الإعلاميين عليهم مسئولية مجتمعية، يجب أن يطلعوا بها، ويعملوا على بناء خطاب إعلامي إيجابي؛ للحفاظ على وحدة صف مجتمعنا، واصطفافه كالبنيان المرصوص خلف قيادته السياسية، مؤكدًا أن هذا لن يتحقق إلا بضمير إعلامي مهني، والتزام تام بميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني.
واختتم الدكتور طارق سعدة كلمته بالإجابة على سؤال كيفية بناء خطاب إعلامي إيجابي؟ قائلًا: هذا لن يتحقق إلا بإرادة كل الإعلاميين ومسؤوليتهم المهنية تجاه أبناء وطنهم، بالإضافة إلي الاستمرار في عقد مثل هذه الملتقيات بمحاورها البنّاءة للتعايش السلمي، وترسيخ قيم التسامح المجتمعي".