عمّان- العُمانية: يتضمن معرض «تلاقي الرواد» المقام على جاليري الأورفلي في عمّان، أعمالًا يمكن وصفها بالاستعادية لفنانين تشكيليين عُرفوا بتجاربهم التي أرست قواعد هذا الفن وجددت فيه بالأردن.

يقدم التشكيلي ياسر الدويك (المولود في الخليل عام 1948)، لوحات تعبّر عن ارتباط الإنسان بالمكان بوصف الأخير الجذرَ الذي يشدّ الإنسان إليه دومًا.

وتحضر القدس في أعماله كأيقونة تجسّد صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وتظهر من خلال تمركزها في وسط اللوحة والعناية برسم تفاصيلها من أبواب وحارات وأبنية، وعبر الكثافة اللونية المحيطة بها، كما لو أنها الجنة المفقودة على الأرض.

وتتنوع أعمال الدويك بين الرسم بالألوان الزيتية والأكريليك والحفر، إذ يبني لوحته ضمن مشاهد بانورامية للمدينة تظهر حيويتها وتواشجها مع محيطها العمراني والطبيعي، في تناسق هندسي بين عناصر اللوحة التي غالبًا ما تركز على ثالوث لوني يعبّر عن رمزية الخصب والقداسة والأرض، وبخاصة في تلك الأعمال التي تتجلى فيها قبة الصخرة المحاصَرة بالغبار الداكن بينما يشع منها نورٌ مخترقًا الظلام في إشارة إلى الأمل في التحرر.

أما أعمال التشكيلي نصر عبد العزيز (المولود عام 1941) فتأتي ضمن لغة بصرية متنوعة، إذ تطغى الألوان والخطوط التي تميل إلى الأسلوب التعبيري والرمزي، وهي مستوحاة من بيئة الفنان ومن الحياة الشعبية التي تشبّع بها. وهناك مجموعة أُخرى من الأعمال عن الوطن يستعين فيها الفنان بذاكرته، حيث الخلفية البيضاء تستضيف الشكل وتبرزه في تناغم وتناسق.

ويوظف عبد العزيز العديد من الرموز الدالّة في لوحاته، ومنها على سبيل المثال رمز الحصان الذي يشير إلى القوة والتفاؤل بالنصر، ورمز الطفل الذي يؤكد على أن القضية ستدوم جيلًا بعد جيل، ورمز الطيور التي تؤكد على التحرر والسلام، وغيرها من الرموز كالذئاب ونبات الصبار والجنادب والقمر والأبواب والنوافذ.

وفي أعماله التي تميل إلى الألوان الترابية الهادئة، يستحضر عبد العزيز المرأة رمزًا للكفاح والصمود، ويقدمها في إطار تعبيري خاص، إذ يربط بين المرأة وقوة استمرارية التراث الشعبي سواء عبر الأزياء أو الزخارف أو الأدوات التي تُستخدم في الحياة اليومية. كما يقدّم أعمالًا في فن البورتريه تركز على وجوه النساء اللواتي يرتدين الأثواب الفلسطينية المطرزة ويتطلعن بأمل نحو المستقبل. وتتميز الأعمال الخزفية المعروضة للفنان الراحل محمود طه بتوظيف عناصر اللون والشكل والخط في انسجام يعبّر عما يرمي إليه الفنان من أفكار بوضوح. وتحتفي أعمال طه بعنصر الحرف العربي وجماليات الخط خاصة في تلك الأعمال التي تصور المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وأضاف إليها رموزًا تؤكد على الحق الإسلامي والعربي في المدينة المقدسة وحمايتها من التهويد.

وعُرف طه (1942-2017) باستخدامه العديد من المواد في إنجاز أعماله التشكيلية، ومنها: الصلصال، والمعدن، والورق. فضلًا عن أن جميع عناصر تكويناته مستمدة من الحضارة العربية وتوثق معاناة الفلسطينيين في ظل الاحتلال.

ويقدم التشكيلي محمود صادق (المولود في مدينة مجدل عام 1945) أعمالًا تنهل من رموز الحضارات الإنسانية التي تعاقبت على الأرض العربية، ومنها: حضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة الفرعونية، والحضارة النبطية.. معتنيًا بإبراز العلاقة بين الكتلة والفراغ، في لوحات تجريدية تركز على التفاصيل وتداخل الألوان وتشتغل بشكل مدروس على مساحات الظل والضوء.

وتجسّد أعمال صادق بحثًا بصريًّا عن مفهوم الهوية الإنسانية وتحولاتها عبر الأزمان، متماهيًا بذلك مع مفردات الطبيعة من صحراء وجبال وسهول تظهر عبر كتل لونية من البني والأخضر والأزرق.

ويتجلى البحث عن الهوية أيضًا في أعمال التشكيلي عزيز عمورة (المولود في الطيرة عام 1944)، الذي يبرع في فن البورتريه ورسم الوجوه ضمن أسلوب انطباعي، وتتسم هذه الأعمال بالألوان الدافئة والهادئة، كما يقدم الفنان لوحات تنهل من ذاكرة المكان الأول الذي عاش به، سواء من المناظر الطبيعية لمدينته التي هُجِّر منها، أو من النقوش والزخرفات التي كانت تقوده بصريًّا في الطفولة، فحاول أن ينقل تلك الذاكرة باللون على أسطح لوحاته.

أما النحات كرام النمري (المولود في مدينة الحصن الأردنية عام 1944)، فيقدم تجربة متطورة في النحت الذي يرتبط لديه بالقدرة على التعبير عن هموم الإنسان المعاصر وهواجسه، حيث الكتل النحتية التي يشكلها وفق وضعيات جسدية معبرة، مع التركيز على ملمس الخامة التي ينحت عليها وعلاقة الكتلة بالفراغ مع العناية بالتوازن والإيقاع المنضبط للتشكيل النهائي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المولود فی فی أعمال أعمال ا

إقرأ أيضاً:

ترميم “قصر المنزه” بقصبة الجزائر لتحويله إلى دار الفنانين

أشرف وزير الثقافة والفنون، زُهير بللو، صباح يوم الإثنين، على إعطاء إشارة إنطلاق أشغال ترميم قصر المنزه، الواقع في قلب القصبة العتيقة، والذي من المرتقب أن يُحوّل إلى دار الفنانين.

وحسب بيان للوزارة، يندرج هذا المشروع ضمن رؤية الوزارة الهادفة إلى تأهيل المعالم التراثية. وتحويلها إلى فضاءات ثقافية مفتوحة للمواطنين ونابضة بالحياة. تتيح للفنانين بيئة ملائمة للإبداع والتكوين والتبادل الفني.

واستُهلت الزيارة بعرضين قدمهما كل من المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سمير ثعالبي. الذي تطرق إلى القيمة التاريخية والمعمارية للقصر المعروف سابقا بالقصر الشرقي. والمهندس المعماري رئيس المشروع، الذي استعرض دراسة الترميم ومراحل وآجال أشغال الترميم.

وشدد الوزير، على ضرورة احترام الخصوصية المعمارية الأصيلة للعمارة المحلية للقصبة المصنفة تراثا وطنيا وعالميا. وعلى أهمية أن يتحول هذا الفضاء إلى منارة للإبداع تحتضن الموسيقيين والمبدعين والفنانين. وتحتفي كذلك بالمواهب الجزائرية.

كما تنقل الوزير عبر أروقة القصر وطوابقه وشرفاته المطلة على القصبة. قبل أن يدلي بتصريح صحفي عبّر فيه عن اهتمامه وتشجيعه لهذا المشروع النوعي.

مؤكدا أنه مكسب مستحق للأسرة الفنية، مشيرا إلى أن هذا الفضاء، أثناء ترميمه، سيحتضن ورشات تكوينية لفائدة المهندسين المعماريين والتقنيين المرمّمين الشباب. ترسيخا لثقافة الحفاظ على التراث المعماري.وإعادة ربط الأجيال الصاعدة بكنوز الذاكرة الوطنية.

ومضيفا أنه من المرتقب أن يُفتتح هذا الفضاء للجمهور خلال الثلاثي الثاني من سنة 2026. من خلال معرض خاص بأيقونة أغنية الشعبي، الفنان الراحل عمر الزاهي. وفعاليات حول جرد وتثمين التراث الموسيقي والغنائي للمدرسة الفنية الجزائرية الأصيلة.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • محافظ مطروح يتفقد أعمال تطوير طريق مطار العلمين الدولي
  • نظيم شعراوي.. القاضي الصارم في الفن الذي غيّبه الزهايمر وخلّدت أعماله ذاكرة الجمهور
  • تامر حسني يحيي حفله بكأس العالم للرياضات الإلكترونية بهذا الموعد
  • ترميم “قصر المنزه” بقصبة الجزائر لتحويله إلى دار الفنانين
  • رصف وتطوير إمتداد شارع أحمد شوقي المتفرع من مجمع المصالح بالزقازيق
  • فاروق فلوكس: محدش بيعرض عليا أعمال.. والجيل الجديد له وضعه
  • محدش بيطلبني| فاروق فلوكس ينفي اعتزاله الفن
  • إشادة بمشاركة سلطنة عُمان في معرض الجزائر ودورها في دعم الشراكة الاقتصادية
  • رصف وتوسعة طريق الزقازيق بلبيس أمام قرية العصلوجي بالشرقية
  • مشاركة متميزة لشركات وزارة قطاع الأعمال في معرض “صحة إفريقيا Africa Health ExCon 2025”