بوابة الوفد:
2025-05-13@07:10:18 GMT

فيلسوف الشعراء

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

فوز الشاعر الدكتور حسن طلب بجائزة سلطان العويس؛ جاء فى موعده-  ربما- ليعيد هيبة القصيدة بعد سنوات من الكساد والخمول الذى أحاط بالشعراء وأبعد الجمهور عنهم.

حسن طلب  (١٩٤٤. سوهاج) درس الفلسفة فى كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه وعمل بالسلك الجامعى. وخلال رحلة أدبية طويلة صارت قصائده لها بصمتها الخاصة ورؤية فلسفية مكنته من أن يكون أميز أبناء جيله.

ومن بين اهتماماته تكوين جماعة (إضاءة) مع رفاقه عام١٩٧٧؛ حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام ١٩٩٠، ثم حصل على جائزة كافافيس اليونانية عام ١٩٩٥ وجائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافى فى ٢٠٠٦ وجاءت مناصفة مع الشاعر العمانى سيف الرحبى.

من أهم دواوين طلب: متتالية مصر وسيرة البنفسج ولا نيل إلا النيل بستان السنابل. ومن بين كتبه: أصل الفلسفة اليونان أم مصر القديمة.

من بين قصائده: يا مرسلة غزلانك فى قمحى / فى كرمى.. تاركة خيلك / ما كان أضل خروجك لى / تحت الدوح.. وكان أضلك / كنت مصوبة نبلك / لكأنك كنت حساما / والعشق استلك / بل لكأنك أنت المنذورة لى / منذ زمانين / فأى دليل دلك / هل شجر الليلك / مهلك / عن عينى ردى خيلك / إنى سوف بأكثرك أرد أقلك.

حسن طلب أراد للقصيدة أن تكون فاعلة فى وقت الغياب الشعرى، فكان أمامه خمس طرق لتحقيق ذلك: أولا: أن تجتذب القصيدة القارئ الذى هجر الشعر وحتى إذا اكتفى- هذا القارئ- بكلام الأغانى فإن المتاح أمامه هو هذا الغثاء السائد على ألسنة المطربين الشباب- فيما ندر - كلمات تجتذب قطاعًا كبيرًا منهم  وتلتهم اذواقهم؛ حتى لقد صار هذا هو الشعر  عندهم .

ثانيًا: حاول طلب أن يلتهم من تراثنا الاسلامى والمسيحى بإخلاص شديد وإن كان هذا يتطلب جهدًا كبيرًا جدًا وقد تحققت طفرة ملحوظة فى دواوينه الثلاثة الأخيرة، بحيث صارت قاموسا أمامنا نتعلم من مفرداته وخفايا سحره المكنون.

ثالثا: أراد حسن طلب- ونجح سريعا - أن يكون البعد الفلسفى هو الشريان التاجى لقصيدته، وقد صار هو المنظم لضربات قلب المحتوى الشعرى و تضاريسه.

رابعًا: كان لا بد للقصيدة فى بدايات أو منتصف سنوات السبعينيات من القرن الماضى أن تخرج من قيود وسجن صلاح عبدالصبور وحجازى وعبدالرحمن الشرقاوى والبيانى وخليل حاوى وادونيس وغيرهم، هؤلاء صبغوا شعرنا العربى ببصمات قوية جدا أضرت الشعراء بعدهم، وقد أرادوا التميز والإفلات من قبضتهم الواعية. حسن طلب ورفاقه نجحوا فى تطوير وتثوير القصيدة شكلا ومضمونا.

خامسًا وأخيرا: كان للأحداث السياسية القاسية التى أطاحت- ولاتزال- بكل القيم والمنطق والمعقول، بل لقد تخطت مرحلة اللا معقول، كل هذا رسم  وأجبر الشعراء المجددين على طرح رؤى أو لنقل خرائط بديلة لكل ما كان موجودًا؛ وهذه الجزئية وحدها عرقلت الوقت نحو وصول القصيدة للمتلقى؛ وكان ذكاء حسن طلب ورؤيته المستقبلية حاضرين فى إعداد مشروع القصيدة الجديدة وظهر هذا واضحًا في  أعداد مجلة إضاءة ومطبوعاتها .

حسن طلب رحلة نجاح واعية صارت قدوة أمام المجددين. فى كل قصيدة جديدة له كان حاضرًا بهذا القاموس والمنهج. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما الشاعر الدكتور حسن طلب جائزة سلطان العويس حسن طلب

إقرأ أيضاً:

أمسية مثايل تجمع فرسان الكلمة في معرض الدوحة الدولي للكتاب

 شهد المسرح الرئيسي في معرض الدوحة الدولي للكتاب أمسية شعرية استثنائية احتضنت المتأهلين لتصفيات نهائي مسابقة "مثايل" في نسختها الأولى.

قدّم الأمسية الشاعر الأديب عبدالحميد اليوسف، كما أدار نقاشًا ثريًا مع الشعراء التسعة، وهم محمد ماجد الجهني، سلطان بن بندر العجمي، حمد جابر الدوسري، عمر الودعاني، سالم علي الدبل، عبد الله بن ناصر السبيعي، سعد فهد السبوق، سعيد بن علي آل عفر، فيصل نماس الرياحي، حيث ألقى كل شاعر من المتأهلين التسعة ثلاث قصائد من اختياره، واختتمت الجلسة بالقاء القصيدة الفائزة لسلطان بندر العجمي.

وخلال الحوار الذي دار ما بين الشاعر عبدالحميد اليوسف وشعراء "مثايل" خلال الأمسية، تم القاء الضوء على تجربتهم في المسابقة وما أضافته لكلٍّ منهم من أدوات ومعانٍ وتجارب، مستعرضين عدة محاور من أبرزها أجواء المسابقة والتحديات التي واجهها الشعراء خلال مراحل التنافس، والتأثيرات التي انعكست على مسيرتهم الأدبية، وأراء الشعراء في الموضوعات التي تناولتها الحلقات، ومدى قربها من تجاربهم الحياتية والشعرية.

وأكّد الشعراء في هذا السياق أن تنوّع الموضوعات دفعتهم إلى طرق مساحات شعورية وفكرية لم يكن يخوضها من قبل، مجمعين على أن "مثايل" أتاحت لهم فرصة نادرة للقاء بجمهور واسع والاستماع إلى تقييمات حيّة ومباشرة، الأمر الذي أسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم ورفع سقف طموحاتهم الشعرية.

يذكر أنه وقع تأسيس مسابقة "مثايل" للشعر النبطي في إطار جهود وزارة الثقافة لدعم المواهب الشعرية وتسليط الضوء على أكثرها تميزا وتطوير الحركة الشعرية في قطر، حيث تعد إحدى أبرز المسابقات التي تسلط الضوء على الشعر النبطي كونه جزء أصيلا من التراث الثقافي الخليجي والعربي.

وتهدف المسابقة إلى ترسيخ أهمية الشعر النبطي بين الأجيال الجديدة، وتشجيع المبدعين على تقديم أعمالهم بأسلوب متجدد يعكس تطورات العصر دون الإخلال بالهوية التراثية، ودعم المواهب الشعرية وتسليط الضوء على أكثرها تميزا.

مقالات مشابهة

  • مهرجان الشعراء المغاربة يختتم فعاليات الدورة السادسة
  • نيالا صارت مدينة أشباح بعد هروب الجنجا
  • مصطفى كامل: مدحت العدل وعد بحل الأزمات داخل "ساسيرو" ولم ينفذ
  • انطلاق «مهرجان الشعراء المغاربة 6»
  • أمسية مثايل تجمع فرسان الكلمة في معرض الدوحة الدولي للكتاب