ثلاثة وثلاثون يومًا.. حتمًا منتصرون
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
يمانيون – متابعات
للثلاثة والثلاثين يومًا في أذهاننا رمزية عميقة، فهي عدد أيام العدوان الوحشي الذي انتهى بالنصر الإلهي في تموز ٢٠٠٦. لذلك، ومع بلوغ العدوان على غزّة يومه الثالث والثلاثين، نستعيد من ذاكرتنا الحيّة تلك التفاصيل المكلّلة بالنصر، والذي نوقن أنّه سيتجدّد في غزّة، بنصر من الله وبعزيمة المقاومة ويقينها.
في تموز ٢٠٠٦، مارس العدو أقصى همجيّته، تمامًا كما يفعل اليوم في غزّة: مجازر يومية تستبيح كل المحرمات في الحروب، قطع أوصال المناطق واستهداف المدنيين في كلّ مكان.. أبنية الضاحية استحالت ركاما ملاصقًا للأرض.. القرى فرغت إلّا من البيوت المدمّرة التي تنتظر عودة أصحابها، وتلك التي قضى أصحابها بين حجارتها شهداء.. تهديدات متواصلة يحملها الدبلوماسيون الغربيون إلى لبنان.. تواطؤ عربي ودولي وخذلان على مدّ النظر..
المشهد القاتم هذا لم يغلب يقين أهل المقاومة بالنصر، ولا وهّن من تمسّكهم بالمقاومة خيارًا أوحد، ولا أرهب قلوبهم التي توقن بانتصار الدم على السيف.. وكذلك، كان الجانب المشرق حاضرًا في كلّ التفاصيل: ألطاف الله الحاضرة في الميدان، إنجازات المقاومين في كل اشتباك والتحام خاضوه مع كل محاولة دخول برّي للعدو، السند العظيم من الجمهورية الإسلامية في إيران وحضور سيد شهداء محور المقاومة بنفسه لمتابعة مجريات المعركة من قلب المعركة، ثقة الناس بسيّد الحرب والنصر، والتي كانت تترجمها قلوبهم مع كل إطلالة له خلال الحرب بالكثير من الدمع والحمد والولاء.. التفاف أهل الشرف والأحرار من كل العالم حول الحقّ المقاوم..
هذا ما نراه اليوم بالضبط في غزّة. وكأن الحدث الحاضر يتقاطع في كلّ تفاصيله مع تمّوزنا الذي في الذاكرة.. ومن هنا، طمأنينتنا العالية في هذه المعركة بالرغم من عمق الجراح التي تحزّ القلب وتدميه ولا تزيده إلّا إيمانًا ويقينًا.
ثلاثة وثلاثون يومًا على بدء المعركة.. المقاومة في فلسطين تكتب التاريخ، تغيّر مسارات كل خطط الغرب حيال المنطقة برمّتها.. دخول المقاومة العراقية والمقاومة اليمنية على خط المواجهة يصفع الغرب كلّه بحقيقة وحدة السّاحات.. الجبهة التي فتحتها المقاومة في لبنان نصرة لغزة تؤرق العالم كلّه، ويكاد الغرب لولا غروره أن يأتي راجيًا ألّا يوسّع حزب الله إطار عملياته ضد الصهاينة انطلاقًا من جنوب لبنان، فيوفد من يقول المضمون نفسه بلغة تحفظ عنجهيته، ويدّعي أنّ مطلبه بعدم توسيع الجبهة في الجنوب يهدف إلى حماية لبنان! ويظنّ الأغبياء أنّ الطفل منا تنطلي عليه هذه الكذبة!
وفيما يحشد الغرب ضد المقاومة، ويصطف صفًّا واحدًا لسحقها وتغريبها وعزلها، ويدعم الصهيوني بالسلاح وبالموقف وبالمساندة ويدفعه بشكل أو بآخر إلى الإمعان في الوحشية، تحتشد في ذهنه حقائق عديدة يكابر عن الإقرار بها: وقوعه في شرّ الهزيمة منذ السابع من أكتوبر وبتوقيت المقاومة، عجزه عن تحقيق هدفه بعزل المقاومة وسحقها، رعبه القادم من كلّ دول محور المقاومة التي أثبتت بالدم أنّ لا مجال للمسّ بوحدة ساحاتها ووعيه التام، وبالنقاط، لخسارته النهائية ككيان آمن للسكن وكفزّاعة إرهابية تنفّذ كلّ ما يريده الغرب من المنطقة.
هذه الأيام الثلاثة والثلاثون أعادت لذاكرتنا نسختها التي شهدناها في العام ٢٠٠٦: الوجع المرصّع بالصبر، الوحشية الدولية المشرّعة والإرهاب العالميّ المنظّم، واليقين، كلّ اليقين بأنّا حتمًا منتصرون.
موقع العهد الاخباري / ليلى عماشا
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الأضحية عذاب للحيوان.. كيف رد الشرع على المشككين في السنة التي شرعها الله؟
أجاب الباحث خالد شلتوت، بوحدة اللغة الألمانية بمرصد الأزهر، عن سؤال: “لماذا نضحى؟ وما الحكمة من نحر الأضحية في عيد الأضحى المبارك كمظهر أساسي من مظاهره؟ والرد على من يزعمون أن نحر الأضاحي فيه قسوة على هذه الحيوانات”.
لماذا نضحي؟
وقال خالد شلتوت، في تصريح له، إن كل الأديان والثقافات عرفت مفهوم القربان والأضحية بشكل أو بآخر، والإسلام دين رحمة وشفقة، وأخبرنا رسول الله “أن امرأة دخلت النار في هرة” وفي حديث آخر “رجل دخل الجنة لأنه سقى كلبا”.
وأضاف أن الله تعالى بين لنا أن وظائف الأنعام كثيرة، منها أنها تدخل في طعام الإنسان، فيقول الله (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ).
كذلك أن أحد أسباب استمرار الحياة على وجه الأرض هو التنوع البيولوجي فنجد أن بعض الحيوانات تتغذى على بعضها كذلك هناك صناعات متعلقة بلحوم الحيوانات.
كيف رد الشرع علي المشككين في السنة التي شرعها الله؟
وأكد أن طريقة نحر الأضاحي وفقا للشريعة الإسلامية ليس فيها أي عذاب للحيوانات، وأن طريقة النحر تضمن التخلص من الدماء والمخلفات التي من الممكن أن تحتوي على العديد من المخاطر والأمراض.
من جانبها، قالت أسماء مطر، الباحثة بوحدة اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر، إن تقديم الهدى والأضاحي هو نسك وشريعة مقدسة وسنة للنبي إبراهيم عليه السلام، وليس كما يزعم البعض أنها مجزرة جماعية للأنعام.
وأوضحت أن قصة فداء سيدنا إسماعيل بكبش عظيم، هي بمثابة التأكيد على قدسية النفس الإنسانية، وضرب الوالد والولد أروع المثل في الطاعة المطلقة والامتثال لأوامر الله عزوجل.
هل تشعر الأضحية بالألم؟
وذكرت أن النحر بالطريقة الإسلامية لا يشعر فيها الحيوان بأي عذاب أو ألم على الإطلاق، منوهة إلى أن من خلال هذه الطريقة بفصل فيها أربعة عروق وهي: الودجان، والمريء مجرى الطعام، والحلقوم مجرى النفس، والذي يجزئ قطع ثلاثة منها فقط، ولكن بهذه الطريقة لا يشعر الحيوان بأي ألم على الإطلاق لأنه يغيب عن الوعي في جزء من الثانية ويصفى دمه كاملا في دقائق معدودة.
وأشارت إلى أن الأبحاث العلمية تقول إن عدد البكتيريا في اللحم الذي تم على الطريقة الإسلامية يصل في الجرام الواحد إلى 7 آلاف، أما عدد البكتيريا في اللحم الذي تم عن طريق الصعق أو القتل يصل إلى 20 مليونا في الجرام الواحد.