موقع 24:
2025-06-10@19:38:43 GMT

حرب غزة تخدم الكرملين

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

حرب غزة تخدم الكرملين

يرى الباحثان جيمس نيكسي ونيكولاي كوزانوف، أنه منذ ستينيات القرن الماضي حاولت أمريكا التأكيد على أن بإمكان قواتها المسلحة خوض حربين كبيرين في منطقتين مختلفتين جغرافيا في وقت واحد.

ويقول نيكولاي كوزانوف أستاذ مساعد للبحوث في مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، ومدير برنامج روسيا واوراسيا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني جيمس نيكسي، في تقرير نشره المعهد إن "الحربين تختلفان إلى حد كبير بالنسبة لأصلهما ومحور تركيزهما.

ولكن أوكرانيا وإسرائيل تقاتلان وهما على علم بأن أي إنهاء للدعم الأمريكي لهما ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة لقدراتهما على القتال".

وفي حالة أوكرانيا، سوف يؤدي هذا بكل تأكيد إلى هزيمتها في غضون شهور إن لم يكن أسابيع. وحاولت إدارة بايدن تأمين دعمها لأوكرانيا في المستقبل بتضمينها داخل حزمة مساعدات شاملة تبلغ 105 مليار دولار، تم تخصيص 61.4 مليار دولار منها لأوكرانيا. لكن ما تزال هناك حاجة لموافقة الكونغرس على ذلك، ومن المحتم أن الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس تجذب اهتمام السياسيين والإعلام والرأي العام في أمريكا بعيداً عن أوكرانيا.

A new war in the Middle East serves the Kremlin’s interests, weakening US support for Ukraine and obscuring its activities overseas, warns @jamesnixey and @KozhanovNikolay (@CHRussiaEurasia).https://t.co/YGrkkc3VXy

— Chatham House (@ChathamHouse) November 9, 2023

وفي هذا الصدد تخدم الحرب الجديدة في الشرق الوسط مصالح الكرملين، إذ أنها تضعف تركيز الولايات المتحدة على روسيا وتخيم بظلالها على أنشطتها الماكرة.( فانسحاب روسيا من التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية، وتخريب خط أنابيب الاتصال ببحر البلطيق، يحظيان بقدر من التدقيق أقل مما كان يمكن أن يكون عليه الحال خلال الشهر الماضي).

ويرى جيمس نيكسي ونيكولاي كوزانوف وهو زميل استشاري في برنامج روسيا وأوراسيا في تشاتام هاوس، أن الحرب أيضاً وضعت نهاية لسياسة موسكو القائمة منذ وقت طويل المتعلقة بموازنة علاقاتها في الشرق الأوسط بين إسرائيل والدول المجاورة لها. ونظراً لأن الحرب في أوكرانيا دفعت روسيا بدرجة أكبر نحو الحصول على الأسلحة الإيرانية، لذلك تعتبر تل أبيب الكرملين الآن وسيطاً مشكوك فيه في أحسن الأحوال وحليفاً لحماس في أسوأ الأحوال.

وتخدم الحرب بين حماس وإسرائيل تماماً الآن ما يردده الكرملين على نطاق واسع من أنه يعمل كحصن في مواجهة التوسع العدواني الأمريكي. ولا تتمتع روسيا بنفس الولاءات مثلما هو حال الولايات المتحدة مع إسرائيل، وهو ما يتيح لها فرصة التعبير عن التعاطف بالنسبة لإسرائيل وفلسطين على السواء بطرق تسعى كثير من الدول الغربية، وخاصة أمريكا، أن تتحقق لها.

ويقول الكرملين، وهناك قدر من التبرير لذلك، إن الولايات المتحدة قوضت باستمرار الجهود الدولية لحل القضية الفلسطينية. ولكن من المؤكد أن روسيا بالغت بزعمها أن الولايات المتحدة مسؤولة عن كل من هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ورد الفعل الإسرائيلي الذي استتبع ذلك. بل أنها حتى اتهمت أوكرانيا بأنها تبيع أسلحة لحماس، على أمل أن تخلق شقاقاً بين إسرائيل وأوكرانيا.

ويقول نيكسي وكوزانوف إن روسيا لم تحظ مطلقاً بالثقة من جانب الإسرائيليين أو الفلسطينيين، لكن روسيا استغلت التناقضات وأقامت علاقات عمل مع الجانبين عبر السنين ويرى البعض أنها يمكن أن تكون وسيطاً محتملاً بين إسرائيل والفلسطينيين.

وحتى وقت قريب، حاولت روسيا تطوير علاقات جيدة مع تل أبيب، واعتبرتها شريكاً صامتاً في المنطقة متجاهلة الهجمات الإسرائيلية ضد من يعملون بالوكالة لحساب إيران في سوريا.

ومن ناحية أخرى، تدعم موسكو على الدوام حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية. وهي منذ عام 2022 عضو فيما يسمى بـ" الرباعية"، وهي مجموعة تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، والتي تهدف إلى دعم عملية التفاوض الإسرائيلية الفلسطينية.

حرب غزة "موقف أخلاقي" لروسيا والصين https://t.co/bXpV01AaQz pic.twitter.com/zFlBjFa1hR

— 24.ae (@20fourMedia) November 8, 2023

وتعتبر روسيا أكثر اهتماماً بصيغة الرباعية باعتيارها وسيلة سهلة لإظهار قوتها. وأدى تمتع روسيا بمقعد في مجلس الأمن الدولي، وحجمها، وتاريخها، وقوتها الاقتصادية النسبية وأسلحتها النووية، إلى أن تكون لها أهمية دبلوماسية في المنطقة. وسوف يكون لأي وساطة تقودها روسيا، حتى لو فشلت، مكاسب أكبر للكرملين من " مجرد" التوسط لتحقيق السلام بين الطرفين المتحاربين في غزة. فسوف ينظر إليها بصورة إيجابية من جانب الكثيرين في الجنوب العالمي، مما يعزز خطاب الكرملين.

وعلى أي حال، فإن من المرجح أن تعني الحرب بين حماس وإسرائيل نهاية سياسة روسيا القائمة منذ عقود المتمثلة في تحقيق التوازن بين مختلف الأطراف في الشرق الأوسط. وفي ضوء ترحيب روسيا بوفد فلسطيني في موسكو الشهر الماضي، ورفضها إدانة هجوم حماس على إسرائيل، وتحالفها الوثيق مع إيران، لم تعد تل أبيب تعتبر روسيا حليفاً ومن المرجح أن ترفض أن تكون وسيطاً.

ويتحدث خبراء إسرائيليون صراحة عن احتمال أن تكون روسيا قد علمت مسبقاً بهجوم حماس وحتى احتمال مشاركتها غير المباشرة في الإعداد له. وهذا من شأنه كسب روسيا تدريجياً لقلوب وعقول العرب في الجزء العربي من الشرق الأوسط، حيث لم تكن علاقاتها القوية مع حماس غائبة عن الأنظار.

وفي المقابل يساعد الجنوب العالمي، وخاصة الشرق الأوسط روسيا على مواجهة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الصراع مع الغرب وجذب موسكو إلى الوقوف إلى جانب حماس أكثر من وقوفها إلى جانب إسرائيل. ويعني هذا أيضاً توافقاً مع الصين التي يعتبر موقفها على نطاق واسع موالياً للفلسطينيين وعامل توازن في مواجهة موقف الغرب.

وفي جميع الأحوال، يشعر الشارع العربي بالارتياح لاستغلال موسكو الموقف لصالحها، طالما أن ذلك يجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لأنصار إسرائيل ويوجد بدائل في المسرح الدولي. وبالنسبة لأوكرانيا، فإنه في ظل ميزة أن "الحق" في جانبها، أدارت اتصالاتها الاستراتيجية ببراعة خلال الـ15 شهراً الماضية. لكن الحرب بين حماس وإسرائيل مشكلة "سيئة" بالنسبة لها فيما يتعلق بموقف حلفائها.

والجدير بالذكر، أن دعم أمريكا لأوكرانيا بدأ فعلياً مع غزو روسيا واسع النطاق لأوكرانيا. ويمكن بسهولة القول أنه قبل ذلك كانت الولايات المتحدة تابعة لموسكو. لكن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بدأ منذ أكثر من 60 عاماً. و لا يربط الاتحاد الأوروبي أو غالبية دول الناتو علاقات قوية بإسرائيل، لكن دعمهم المادي لأوكرانيا ما زال أقل كثيراً من دعم الولايات المتحدة التي تقدم نحو 70% من إجمالي الدعم.

ولا تزال هناك حرب طويلة يتعين على أوكرانيا أن تخوضها. ولا شك أن إسرائيل عنصر جديد غير مرحب به بالنسبة لأوكرانيا، وسوف يحتاج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن يكون حذراً في مساره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل روسيا أوكرانيا الولایات المتحدة الشرق الأوسط بین إسرائیل أن تکون

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري .. بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت “إسرائيل” 20 جنديا

#سواليف

انتقد الكاتب الإسرائيلي أمير تيبون حكومة رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو لفشلها الذريع في استعادة #الأسرى #الصهاينة لدى حركة #المقاومة_الإسلامية ( #حماس )، وقال إن على الرأي العام الإسرائيلي أن يتساءل عن أي غرض تخدمه #الحرب على قطاع #غزة حاليا؟ ومن أجل ماذا يموت هؤلاء الشباب؟

وكتب تيبون في مقاله بصحيفة هآرتس أنه منذ أن خرقت “إسرائيل” وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي قُتل 20 من جنودها، وهو ما يعادل عدد أسراها الأحياء الذين كان من الممكن إنقاذهم.

وأضاف أن “إسرائيل” كانت في مفترق طرق قبل 3 أشهر -وتحديدا منذ أوائل مارس/آذار الماضي- وكان أمامها خياران: الأول أن تنتقل من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في يناير/كانون الثاني إلى المرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين وإنهاء الحرب التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات ذات صلة مقتل خمسيني طعنا وإصابة 3 خلال مشاجرة في مأدبا 2025/06/09

وكان الخيار الثاني يتمثل في خرق وقف إطلاق النار واستئناف الحرب كما ورد في المقال الذي قال كاتبه لو أن حكومة نتنياهو تبنت الخيار الأول لكان الأسرى الإسرائيليون الأحياء الـ20 قد عادوا إلى ديارهم، وكان من الممكن إطلاق سراحهم قبل عيد الفصح اليهودي الذي مضى عليه شهران تقريبا.

لكن الحكومة لجأت إلى الخيار الآخر، وهو استئناف الحرب، وكان دافعها في الأغلب سياسيا، لكن تيبون يقول إن قرارا يعيد الأسرى ويضع حدا للحرب في غزة حسب مقتضيات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار كان من شأنه أن يكتب نهاية للائتلاف الحاكم في إسرائيل باستقالة المتطرفين مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

ولهذا السبب، تجددت الحرب في غزة قبل 3 أشهر، ومنذ ذلك الحين لم يُفرج من الأسرى الإسرائيليين الأحياء سوى عن عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضا، حيث جاء إطلاق سراحه باتفاق منفصل بعد مفاوضات بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحركة حماس ودون أي تدخل من جانب حكومة نتنياهو التي تصر على وقف إطلاق نار جزئي ومؤقت يسمح لها باستئناف الحرب.

إذا كان الهدف المعلن هو إعادة الأسرى فإن الكاتب يؤكد أن الحرب تحقق عكس ذلك تماما، أما إذا كانت الغاية منها القضاء على حماس فما الخطوات الدبلوماسية التي يجري اتخاذها لإنشاء حكومة مستقرة في غزة تكون بديلا لحركة المقاومة الإسلامية؟

وقال تيبون إن إدارة ترامب انحازت إلى نتنياهو، لكنها لم تنجح في زحزحة حركة حماس من موقفها، في حين نفد صبر بقية العالم وهو يرى تلك الصور المرعبة تخرج من قطاع غزة وارتفاع أعداد القتلى من المدنيين جراء القصف الإسرائيلي.

وتابع تيبون أنه إذا كان الهدف المعلن هو إعادة الأسرى فإنه يؤكد أن الحرب تحقق عكس ذلك تماما، أما إذا كانت الغاية منها القضاء على حماس فما الخطوات الدبلوماسية التي يجري اتخاذها لإنشاء حكومة مستقرة في غزة تكون بديلا لحماس؟

مقالات مشابهة

  • رويترز: الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على حماس
  • زيلينسكي يدعو الولايات المتحدة وأوروبا إلى اتخاذ “رد ملموس” ضد روسيا
  • تحذير إسرائيلي: الولايات المتحدة تنظر لإسرائيل عبئا عليها.. تبحر في العزلة
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • إعلام عبري .. بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت “إسرائيل” 20 جنديا
  • الكرملين: روسيا مستعدة لمواصلة المحادثات مع أوكرانيا والوفاء باتفاقيات التبادل
  • هآرتس: بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت إسرائيل 20 جنديا
  • زيلينسكى: بوتين لا يريد السلام بل الهزيمة الكاملة لأوكرانيا
  • زيلينسكي: بوتين يريد لأوكرانيا "الهزيمة الكاملة"
  • رهائن الحقول في إسرائيل: لماذا كان التايلانديون في صدارة أسرى حماس في طوفان الأقصى؟