أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي، أن إسرائيل تفتقد إلى رؤية سياسية في صراعها مع الجانب الفلسطيني على الرغم من تفوقها العسكري.

وأوضحت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلي لديه أحدث الأسلحة وأقواها على الإطلاق على مستوى العالم إلا أنه اتضح خلال الحرب الحالية ضد الجانب الفلسطيني أنه يفتقد إلى رؤية سياسية تواكب ذلك التفوق العسكري.

وتلفت الصحيفة إلى أن المأساة الإنسانية الحالية في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف بدأت تأخذ أبعادا مرعبة، حيث لا طعام ولا مياه صالحة للشرب، موضحة أن تلك الأوضاع المأساوية تسببت في إصابة العديد من سكان القطاع بالأمراض خاصة مع تكدس الملاذات التي يلجأ إليها الفلسطينيون للنجاة من شدة القصف.

ويشير المقال في هذا الخصوص إلى تصريحات بعض المسئولين الأمريكيين التي يقرون فيها بأن حجم الضحايا من المدنيين جراء القصف الجوي للقطاع قد يفوق بكثير الأرقام المعلنة والتي تشير إلى مقتل ما يقرب من 10،000 فلسطيني.

وتوضح الصحيفة أن الجلوس إلى مائدة المفاوضات هو الخيار الأمثل لوضع نهاية لتلك الحرب وليس قصف المدنيين، مشيرة في الوقت نفسه إلى رفض الولايات المتحدة لاقتراح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التراجع عن اقتراحه.

ويلفت المقال إلى مواقف الجانب الإسرائيلي من الفلسطينيين حيث يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي من أشد حكومات اليمين في تاريخ إسرائيل مستشهدا باقتراح أحد الوزراء بقصف قطاع غزة بقنبلة نووية.

وتقول الصحيفة إن تلك التطورات التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي تلقي بظلال من الشك حول ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية الحالية سوف تستمر في نهجها من العداء الذي لاهوادة فيه ضد الفلسطينيين أم أنها سوف تتراجع عنه.

ويوضح المقال أن الجانب الإسرائيلي يسعى من خلال قوته العسكرية الضخمة للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، لافتا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي في أوائل الشهر الجاري التي يقول فيها أن الحرب في غزة سوف تطول.

ويشير المقال في الختام إلى أنه إذا كان ليس من المعروف إلى متي سوف تستمر تلك الحرب إلا أنه من المؤكد أنه كلما طال وقت الحرب كلما زاد احتمال اتساع نطاقها لتشمل دولا أخرى بالمنطقة وكلما ارتفع كذلك عدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الضفة الغربية غزة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

جنود رافضون للخدمة بجيش الاحتلال: علينا طلب المغفرة من الفلسطينيين

شن 4 عسكريين احتياط يرفضون الخدمة في جيش الاحتلال هجوما حادا على حكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدين أنها تطيل أمد العدوان على قطاع غزة لضمان استمرارها في السلطة.

وشددوا على أنها مستعدة للتضحية بالأسرى والعسكريين سعيا خلف "أهدافها الدنيئة".

العسكريون، الذين أعلنوا رفضهم الخدمة بالجيش، أكدوا أن هذه الحرب "تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والأمنية والمعنوية"، وفق شهادات نقلتها صحيفة "هآرتس" العبرية مساء الأربعاء.

وقال رون فاينر أحد الجنود: "خلال الحرب، خدمت قائدا لفصيل مشاة لمدة 270 يوما، موزعة على ثلاث فترات، أول اثنتين منها على الحدود اللبنانية، والثالثة في لبنان نفسه".

وأضاف فاينر: "عندما استدعيت للمرة الرابعة، بعد صراع داخلي طويل وشاق، اخترت عدم الالتحاق بالخدمة".

وتابع: "رفضت الالتحاق بالخدمة عندما اتضح أن الحكومة تطيل أمد الحرب من أجل البقاء السياسي وغزو غزة"، كما أوضح فاينر.

وقال إن الحكومة "مستعدة للتضحية بالرهائن ومدنيي غزة وجنود الجيش وأي أمل في مستقبل آمن وسلمي، سعيا خلف أهدافها الدنيئة".

وأشار إلى أنه "بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس/ آذار الماضي، ما أجبر الرهائن على البقاء في الأسر لمدة غير معروفة، أصبح من الواضح أنه لم يتبق حتى شعاع من الأمل في أن قادة حكومتنا يعطون عودة الرهائن الأولوية".



وزاد فاينر أنه "كان من الواضح أن الحياة البشرية لا تعني لهم (الحكومة الإسرائيلية) شيئا".

واستطرد "أنهم مستعدون لمواصلة حرب تودي بحياة العشرات والمئات من الفلسطينيين يوميا، ويقتل فيها جنود الجيش الإسرائيلي يوميا، ففي الشهر الماضي وحده، قتل عشرون جنديا".

من جانبها قالت ميخال دويتش "اليوم أرفض الخدمة في الجيش، والهدف الوحيد من هذه الحرب بقاء الحكومة على حساب آلاف الأطفال في غزة دون سن السادسة الذين قتلوا، والعدد يزداد يوميا، وكذلك على حساب الرهائن والجنود وسلامتنا جميعا".

قال فيلك، وهو من تل أبيب وضابط بسلاح المدرعات: "خدمت حوالي 270 يوما في غزة منذ بدء الحرب، ولم يعد بإمكاني الصمت في وجه التخلي عن (الرهائن)، والدمار الذي لا ينتهي، واستخدام الحكومة لنا، جنودا ورهائن ومدنيين، بيادق سياسية"، حسب فيلك.

وأضاف: "في النهاية، اتخذت القرار الصعب بالخروج علنا ضد هذه الحملة التي اختطفتها أيديولوجية هدامة تقودنا نحو الكارثة".

بدوره قال إيتمار شوارتز وهو قائد دبابة "كان من الممكن أن تنتهي هذه الحرب، كان من الممكن أن تنتهي مذبحة غزة، وأن يعود الرهائن إلى ديارهم".

وأضاف شوارتز: "ما لم نتوقف ونطلب المغفرة من الشعب الفلسطيني ونساعده على إعادة الإعمار، فإن أيام إسرائيل معدودة".

وتابع: "يجب أن تنتهي الحرب وأن يعود الرهائن والأسرى الفلسطينيون إلى ديارهم، وعلينا أن نأمل بمستقبل مشترك مع الفلسطينيين، فهذا هو السبيل الوحيد"، وفق شوارتز.

مقالات مشابهة

  • أمجد الشوا: 10% من الفلسطينيين توفوا في الحرب مع الاحتلال
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 60 فلسطينيًا
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تنتقد نتنياهو: لا يريد إنهاء الحرب لأهداف سياسية
  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين بمجازر جديدة للعدو الإسرائيلي بقطاع غزة
  • 44 شهرًا في الزي العسكري.. إسرائيل تمدد الخدمة لعام كامل ولابيد يتهم نتنياهو بالمتاجرة بالجنود
  • المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا
  • الاتحاد الأوروبي يدرس عقوبات سياسية على إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 74 شهيدًا
  • جنود رافضون للخدمة بجيش الاحتلال: علينا طلب المغفرة من الفلسطينيين