بعد تقارير عن وجود محطة صينية للتجسس على الولايات المتحدة في كوبا، يتصاعد السجال بين الديمقراطيين والجمهوريين بالولايات المتحدة الأميركية بشأن النفوذ الصيني في أميركا اللاتينية وتهديده للمصالح الأميركية.

وفي هذا السياق، قال أستاذ السياسة والعلاقات الدولية في جامعة فلوريدا الدولية، إدواردو غامارا، إن هناك تضخيما كبيرا لموضوع الصين، باعتبار أنها تتجسس على الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات طويلة، ونفس الشيء تفعله واشنطن مع بكين، مؤكدا أن السجال الذي يثيره الموضوع يرتبط بالعملية الانتخابية في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من نفي الصين وكوبا بشكل رسمي لوجود قاعدة تجسس تستخدمها الصين داخل كوبا، فإن مسؤولين أميركيين أكدوا في وقت سابق أن القاعدة تعمل بالفعل منذ عام 2019 على الأقل، وأن هناك مفاوضات جارية لتوسيعها وتطويرها.

وأضاف غامارا -في حديثه لحلقة (2023/7/6) من برنامج "من واشنطن"- أن بكين تقوم بملء الفراغ الذي تركته واشنطن في أميركا اللاتينية، خاصة أن لديها ارتباطات أيديولوجية مع دول في المنطقة على غرار فنزويلا، ولكنها أيضا تتحالف وتتعاون مع حكومات من اليمين مثل السلفادور، مبرزا أن الصين تشترط في تعاملها مع تلك الدول قطع علاقاتها مع تايوان.

ومن جهته، رأى مسعود معلوف، وهو سفير لبنان في كندا وبولندا وتشيلي سابقا أن الصين تتوسع أكثر وأكثر في أميركا اللاتينية، مستفيدة مما سماه تقاعس الولايات المتحدة بالنسبة لهذه المنطقة، قائلا إن بكين قامت باستثمارات مباشرة هناك لا سيما في البنى التحتية، بينما اكتفت واشنطن بتشجيع القطاع الخاص في تلك الدول.

كما أن الصين تتعاطف سياسيا وفكريا وأيديولوجيا مع دول في أميركا اللاتينية مثل نيكاراغوا وكوبا وفنزويلا.

وأكد معلوف أن الصين كما تتوسع في أفريقيا والشرق الأوسط، فهي تتوسع منذ عقدين من أميركا اللاتينية لتحقيق مصالحها، ومن شأن ذلك أن يزعج واشنطن، ويثير السجال الراهن بين الديمقراطيين والجمهوريين، خاصة أن البلد على عتبة انتخابات رئاسية وتشريعية.

ويثير موضوع تجسس الصين على الولايات المتحدة -بحسب ما تشير تقارير- سجالا بين الديمقراطيين والجمهوريين، وحصل برنامج "من واشنطن" على تصريحات لكل من السيناتورين الجمهوريين، ليندسي غراهام وجوني إيرنست حذرا فيها الصين وهدداها بالعقوبات في حال لم تتوقف عن فعلها، واتهما الرئيس جو بايدن بعد التعامل بحزم مع هذا الموضوع.

وبالنسبة لمعلوف، فإن الطريق الوحيد الذي يتعين على واشنطن السير عليه هو أن تلبي حاجات دول أميركا اللاتينية وتقدم لها مساعدات وتفتح لها أسواقها، بالإضافة إلى تشجيع الأنظمة الديمقراطية في تلك المنطقة.

كما حاور البرنامج رئيس محكمة الدول الأميركية لحقوق الإنسان، ريكاردو بيريس مانريكي والذي قال إنهم مهتمون بأوضاع حقوق الإنسان في المنطقة، وإنه من الضروري بحث الحصار الأميركي على كوبا وتحليل آثاره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

استعراض قوة في الشرق الأوسط.. هل اقتربت أمريكا من ضرب إيران؟| باحث سياسي يجيب

تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر المتصاعد، في ظل حشود عسكرية أمريكية لافتة تشمل إرسال حاملات طائرات ومقاتلات حديثة وتعزيزات إلى القواعد الأمريكية في الخليج. 


وهذا التحرك الكبير أثار تساؤلات كثيرة حول نوايا واشنطن هل تستعد الولايات المتحدة لحرب وشيكة مع إيران، أم أنها تقوم فقط بالضغط على طهران من أجل العودة إلى المفاوضات؟.

الولايات المتحدة حتى الآن لا تبدو راغبة في خوض حرب شاملة، لكنها تحاول استخدام الحشد العسكري كورقة ضغط على إيران، خاصة في ما يتعلق بملفها النووي وبرنامجها الصاروخي ونفوذها في المنطقة. 


لكن في الوقت نفسه، تعرف واشنطن أن أي هجوم كبير على إيران قد يؤدي إلى عواقب خطيرة، مثل غلق مضيق هرمز، وارتفاع أسعار النفط، وهجمات إيرانية ضد قواعد أمريكية في دول المنطقة.

وكانت قد طورت إيران قدرات عسكرية كبيرة، وخاصة في مجال الصواريخ الباليستية، التي يمكن أن تصل إلى القواعد الأمريكية في الخليج، كما تعتمد طهران على حلفائها في المنطقة مثل الحوثيين وحزب الله لتهديد مصالح واشنطن بشكل غير مباشر، ومع هذا التصعيد، يبقى الخطر قائماً من اندلاع مواجهة واسعة، قد تخرج عن السيطرة وتؤثر على أمن المنطقة والاقتصاد العالمي كله.


وقال محمد فوزي، باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في تصريحات خاصة لصدى البلد، إن استعراض القوة الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وحالة الحشد التي تجري على مستويات متعددة، سواءً في القواعد العسكرية الأمريكية أو حاملات الطائرات والمقاتلات الأمريكية التي يتم جلبها إلى الشرق الأوسط، تُشير إلى أن المنطقة على أعتاب حدث جلل وكبير، قد يكون على غرار توجيه ضربة كبرى لإيران.

وأضاف فوزي أن الولايات المتحدة حتى اللحظة تلوح بهذا التصعيد دون نية حقيقية لاستخدامه، موضحًا أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال هذا الحشد إلى المزيد من الضغط على إيران، بهدف إجلاس طهران على طاولة التفاوض، وفقاً للشروط الأمريكية المتعلقة بالبرنامج النووي، والبرنامج الصاروخي، والأدوار الإقليمية لإيران.

وأكد الباحث أن الإدارة الأمريكية والدولة العميقة في الولايات المتحدة تدرك جيدًا خطورة توجيه ضربة مباشرة لإيران، مشيرًا إلى أن هذه الضربة ستمثل كارثة إشعاعية كبيرة، وقد تدفع إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي سيؤثر سلبًا على الداخل الأمريكي نتيجة الارتفاع المحتمل في أسعار الطاقة.

وتابع: “من المحتمل أيضاً أن تلجأ إيران إلى استهداف الوجود الأمريكي في دول الجوار ودول المنطقة، وهو ما يُثير تخوفًا حقيقيًا داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، خاصة مع عدم ضمان قدرة الضربة على الإطاحة بالنظام الإيراني، ما قد يؤدي إلى زيادة شراسة طهران وتصعيدها العسكري، ويضع الولايات المتحدة في موقف حرج للغاية”.

وأوضح فوزي أنه على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها إيران عقب الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، إلا أنها، وفق كافة المؤشرات الراهنة، استطاعت أن تستعيد زمام المبادرة، وتخلق حالة من التوازن في هيكلها العسكري.

وأشار إلى أن إسرائيل، من جانبها، منيت بخسائر كبيرة رغم التعتيم الذي تمارسه سلطات الاحتلال، موضحًا أن هذه الخسائر لا تقتصر فقط على الجانب المادي والبشري، بل تتجاوز ذلك إلى ما هو أخطر، حيث خسرت إسرائيل فكرة الأمن الداخلي، ومنظومة الردع التي كانت تتفاخر بها طوال السنوات الماضية.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الداخل الإسرائيلي أصبح مهددًا في كل وقت، في ظل حالة الدمار التي طالت العديد من المدن، إلى جانب الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل نتيجة التصعيد الراهن، وعدم قدرتها على تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية رغم كل الدعم الذي تحصل عليه، وهو ما يعد خسارة كبرى لإسرائيل على أكثر من مستوى.

طباعة شارك القواعد الأمريكية إيران قواعد أمريكية مضيق هرمز واشنطن

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تحث الصين على ثني إيران عن إغلاق مضيق هرمز
  • بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ"ردود تفوق الحسابات التقليدية"
  • الصين تدين الهجوم الأمريكي على إيران وتصفه بانتهاك صارخ للقانون الدولي
  • مسؤول روسي: الولايات المتحدة دخلت مرحلة حرب أهلية
  • استعراض قوة في الشرق الأوسط.. هل اقتربت أمريكا من ضرب إيران؟| باحث سياسي يجيب
  • ماذا وراء التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة؟
  • الحوثيون: تدخل أميركي ضد إيران يعني استهداف مصالح أمريكا
  • روسيا تهدد الولايات المتحدة وإسرائيل بصندوق «باندورا» حال اغتيال المرشد الإيراني.. فما هو؟
  • نيويورك تايمز: دخول أميركا الحرب ضد إيران اختبار حاسم لنفوذ الصين
  • تحسبا لرد إيراني.. الولايات المتحدة تعيد تمركز طائراتها بالشرق الأوسط