د. محمد عصيدة: المهنية لم تعد موجودة في الإعلام الغربي
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
أكد د. محمد عبد العزيز عصيدة، مدرس الإعلام بالجامعة الأهلية بمملكة البحرين، أن تناول الإعلام الغربي لحرب غزة والانحياز للاحتلال الإسرائيلي بدون النظر إلى الجانب الأخر من الحرب والمعاناة التي يعيشها سكان غزة هو شيء طبيعي، وذلك بالتزامن مع ما تقوم به الإدارات السياسية وبالأخص أمريكا والدعم لإسرائيل ماديًا أو اقتصاديًا أو عسكريًا، مشددًا على أن الساسة في الدول الغربية يعتبروا أن وجود إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط هو مكسب إستراتيجي لهم.
وأشار إلى أن المعالجة الإعلامية التي يقوم به التلفزيون الغربي بشأن الأوضاع في غزة هي معالجة منحازة للجانب الإسرائيلي وهو أمر طبيعي، مؤكدًا أن فكرة المهنية لم تعد موجودة في الإعلام الغربي، والحرب الحالية كشفت كل شيء.
وأشار إلى أن الإعلام الغربي هم أصحاب الوكالات الإعلامية والقنوات والصحف الأكثر شهرة على مستوى العام وهم من يصنعوا المعايير المهنية وهم أيضًا من ينتهكوها، موضحًا أنه ليس غريب أن تكون المعالجة الإعلامية لحرب غزة منحازة للجانب الإسرائيلي، إذ أن أغلب الصحفيين والإعلاميين العاملين في الوكالات الإعلامية في الدول الغربية هي تربية الكيان الإعلامي الأكبر وهو "بي بي سي" من يدعمون سياسة بلدهم إنجلترا المنحازة بشكل كبير لإسرائيل.
ونوه بأنه يتم توثيق مدى الإخفاق والانتهاكات بالنسبة للإعلام الغربي في تناول حرب غزة، إلا أن هذا التوثيق يكون من الطرف الأضعف من الطرف لا يمتلك وكلات الأنباء العالمية أو القنوات والصحف العالمية، ولذلك سيكون توثيق جريمة وكالات الأنباء العالمية بلا جدوى، مشددًا على انه يتم تدريس في مناهج الإعلام هذا الإخفاق والانتهاكات للمواثيق الإعلامية ولكنه أمر بلا جدوى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإعلام غزة الإعلام الغربي إسرائيل حرب غزة الإعلام الغربی
إقرأ أيضاً:
لاعب جمباز يفقد ساقيه وحلمه في القصف الإسرائيلي على غزة
في قلب خيمة متواضعة وسط أنقاض غزة المدمرة، يجلس الفتى أحمد الغلبان (16 عاما)، يتأمل صورا على هاتفه المحمول تجمعه بشقيقه التوأم محمد، وهما يؤديان حركات جمباز بخفة الأطفال وحلم الرياضيين.
لكن ذكريات أحمد اليوم باتت مريرة، بعد فقد ساقيه وشقيقه في ضربة جوية إسرائيلية استهدفتهم شمالي بيت لاهيا في مارس/آذار الماضي.
وقد بدأ أحمد وشقيقه محمد مشوارهما في الجمباز منذ كانا في السابعة، وتعلّق الطفلان سريعا بالرياضة التي منحت جسديهما قوة، وفتحت لهما أبواب عروض في غزة وخان يونس ورفح، لكن حلمهما لم يكتمل، إذ باغتتهما قذيفة إسرائيلية أثناء محاولتهما الإخلاء، عقب صدور الأمر من الجيش الإسرائيلي.
وفي ذلك اليوم، فقد أحمد ساقيه وأربعة من أصابع يده اليسرى، بينما ارتقى محمد شهيدا إلى جانب خاله وابنة خاله الطفلة ذات 6 أعوام.
ويروي أحمد لحظات الألم والخسارة وقد غلبه الصبر، إذ بقي يردد آيات من القرآن ويدعو لشقيقه المحتضر، بينما كان الأخير يهمس بـ"الله أكبر" و"لا إله إلا الله"، حتى أسلم الروح، ونُقل أحمد في "تكتك" صغير إلى المستشفى، وبدأ فصل جديد من المعاناة.
ولم يعد الفتى قادرا على الحركة، ولا يغادر فراشه في الخيمة التي باتت مأواه. ومع ذلك، يتمسك بحلمه في الحصول على أطراف صناعية تساعده على المشي من جديد، ومواصلة ما بدأه مع شقيقه الراحل.
ويقول: "كنت أدعو الله ألا يصيبني في قدمي، لأن الجمباز وكرة القدم كانتا حياتي، لكن هذا قدري، وساقاي سبقتاني إلى الجنة".
وقصة أحمد واحدة من آلاف القصص التي ترويها أنقاض غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار والقصف والنزوح المستمر.
وبين تلك الروايات، يقف أحمد الغلبان شاهدا حيّا على مأساة جيل فلسطيني بأكمله، حُرم من الطفولة، ومن الحلم، لكنه لا يزال يتمسك بالأمل في أن يسير يوما من جديد، وربما يقف على خشبة عرض، ليروي للعالم حكايته.. دون أن ينطق بكلمة.