شهدت دولة الاحتلال الاسرائيلي هجرة الكثير من يهود العالم اليها من جنسيات دول مختلفة بدأت منذ عشرات السنين ومن بينهم هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل في سبعينيات القرن العشرين، ثم رفع الاتحاد السوفييتي حظر السفر على مقدمي طلبات الهجرة المرفوضين، ويقدر عدد المهاجرين خلال ذلك العقد بحوالي 163 ألف، وهم لا يشكلون بالضرورة غالبية المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفييتي في نفس الفترة.

وكانت الهجرة الجماعية أمرًا غير مرغوب فيه من الناحية السياسية للنظام السوفييتي، وبعد انتصار إسرائيل في حرب 1967، قام الاتحاد السوفييتي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع الدولة اليهودية وظهرت حملة إعلانية مضادة للصهيونية في وسائل الإعلام المملوكة للدولة، بالإضافة إلى ظهور مكافحة الصهيونية في الاتحاد السوفييتي وبعد موقف حاد ضد يهود الاتحاد السوفييتي ومع نهاية الستينيات من القرن العشرين، أصبحت الحياة الثقافية والدينية اليهودية في الاتحاد السوفييتي أمرًا مستحيلاً من الناحية العملية، وتم استيعاب اليهود السوفييت.

وتم رفض منح العديد منهم الإذن الرسمي لمغادرة الاتحاد السوفييتي، ومن أسباب الرفض التي كان يتم تقديمها من خلال وزراة الشئون الداخلية الروسية والتي كانت مسئولة عن منح تأشيرات الخروج، أن الأشخاص الذين اطلعوا في فترة من فترات عملهم المهني على معلومات هامة بالنسبة للأمن القومي السوفييتي لا يمكنهم مغادرة الدولة، وبعد عملية اختطاف الطائرة على يد ديمشيتس وكوزنيتسوف في عام 1970، والحملة التي تلت ذلك، أدت الإدانات الدولية القوية إلى دفع السلطات السوفييتية إلى زيادة الحصة المخصصة للهجرة، وخلال الفترة بين 1960 و1970، غادر الاتحاد السوفييتي 4000 فرد، وفي العقد التالي، ارتفع هذا الرقم إلى 250 ألف شخص.

وفي عام 1972، فرض الاتحاد السوفييتي ما يطلق عليه اسم ضريبة الشهادة على من يرغبون في الرحيل، والذين تلقوا التعليم العالي في الاتحاد السوفييتي وفي بعض الحالات، كانت تلك الرسوم مرتفعة للغاية وتصل إلى عشرين راتبًا سنويًا وقد تم وضع هذا الإجراء على ما يبدو من أجل مكافحة هجرة العقول الناجمة عن الهجرة المتنامية لليهود السوفييت وغيرهم من أعضاء صفوة المثقفين إلى الغرب وبعد الاعتراضات الدولية، ألغى الكرملين الضريبة، إلا أنه استمر في فرض العديد من القيود المتنوعة على نحو متفرق.

واختار العديد من أولئك الذين سمح لهم بالمغادرة إلى إسرائيل وجهات أخرى، وكان من أبرزها الولايات المتحدة، وكان يجب على من يرغب في مغادرة الاتحاد السوفييتي التقدم للحصول على تأشيرة خروج، والتي كان يمكن أن تحتوي على خطاب طلب موجه من أحد أعضاء العائلة المقيمين في نفس الدولة التي يرغب الشخص في الهجرة إليها، وكان الشخص الذي يقوم بإرسال التأشيرة ملزمًا بدعم هذا الفرد من أعضاء العائلة. 

خلال حرب الأيام الستة، توقفت الهجرة من الاتحاد السوفييتي تقريبًا بشكل كامل، وبالإضافة إلى ذلك، لم تكن السلطات تقبل أي طلبات بتأشيرات الهجرة والسبب في ذلك كان أن الاتحاد السوفييتي يدعم الدول العربية أثناء الحرب، بالإضافة إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وفي عام 1971، وصلت الحركة المناهضة للصهيونية إلى مدى لم تصل إليه من قبل، وحتى مع ذلك، وأثناء هذا العام، تم اتخاذ قرار من خلال كبار أصحاب القرار فيما يتعلق بمنح تأشيرات الخروج للمهاجرين من اليهود.


خلال أواخر الستينيات من القرن العشرين والسبعينيات من نفس القرن، هاجر حوالي 163000 يهودي سوفييتي إلى إسرائيل، وحدثت أغلبية موجة الهجرة تلك بين عامي 1969 و1973، ومقارنة بالمهاجرين الآخرين الذين هاجروا إلى إسرائيل خلال نفس الفترة الزمنية، وفي وقت سابق أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عدد اليهود الذين هاجروا إلى اسرائيل من روسيا فاق عدد أولئك القادمين من فرنسا.

كما كشفت أرقام المكتب المركزي للإحصاء بدولة الكيان الإسرائيلي، أن اليهود المغاربة يشكلون نسبة هامة في التعداد السكاني في إسرائيل، حيث يبلغ عددهم حاليا إلى 6,5 ملايين يهودي من أصول مغربية ونسبة اليهود من أصول مغربية الذين يقيمون ويتواجدون بإسرائيل اليوم، تصل إلى 8,13 بالمائة من النسبة العامة لمجموع السكان، وعدد اليهود المغاربة المتواجد في إسرائيل هو نتيجة الهجرات التي انطلقت في العقود الماضية، حيث هجر من المغرب نحو إسرائيل 146 ألفا و400 يهودي مغربي، لتتكاثر أعدادهم اليوم ويبلغون 6 ملايين ونصف فرد.

وعدد اليهود المغاربة الذين لازالوا يقيمون في المغرب، ولم يهاجروا إلى إسرائيل لا يتعدى عددهم ألفين شخص، بعدما كان عددهم في الخمسينات يصل إلى 250 ألف يهودي مغربي، فاليهود المغاربة لم يهاجروا كلهم إلى إسرائيل، بل اتجه بعضهم إلى دول أوروبية مثل فرنسا، وأخرون فضلوا الولايات المتحدة الأمريكية التي تضم حاليا أكبر عدد من اليهود قي العالم بعدد 5,7 ملايين يهودي.

وهناك هجرة بعدد كبير لليهود من الدول العربية والإسلامية إلى اسرائيل بدأت بعدد من عمليات النزوح اليهودية الصغيرة من العديد من دول الشرق الأوسط في أوائل القرن العشرين، وكان قد هاجر عدد قليل جدًا من اليهود من الدول الإسلامية خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين وقبل وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948، كان ما يقارب 800,000 يهودي يعيشون في أراض تشكل العالم العربي الآن. 

وقعت أولى عمليات التهجير على نطاق واسع في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين، معظمها من العراق واليمن وليبيا، حيث غادر أكثر من 90% من السكان اليهود في هذه الهجرات، وهاجر 260 ألف يهودي من الدول العربية إلى إسرائيل بين عامي 1948 و1951، ما يمثل 56% من إجمالي المهاجرين إلى الدولة التي أسست حديثًا وكان هذا نتاج تغير في السياسة لصالح الهجرة الجماعية التي تركز على اليهود من الدول العربية والإسلامية. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الاتحاد السوفييتي هجرة اليهود الاتحاد السوفییتی الیهود المغاربة القرن العشرین الدول العربیة إلى إسرائیل الیهود من العدید من من الدول فی عام

إقرأ أيضاً:

فلسطين: سحب تشيلي ملحقيها العسكرييْن من إسرائيل خطوة شجاعة

فلسطين – أشادت فلسطين، امس الأربعاء، بقرار تشيلي سحب ملحقيها العسكرييْن من سفارتها لدى إسرائيل؛ احتجاجا على استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ 20 شهرا في قطاع غزة.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان، إنها ترحب “بقرار الرئيس التشيلي جابرييل بوريك سحب الملحقيْن العسكرييْن من سفارة بلاده لدى تل أبيب”.

وأضافت أن هذه الخطوة تأتي “احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومنع إدخال المساعدات، وحرمان أكثر من 2 مليون فلسطيني من حقهم الإنساني من الحصول على الغذاء والدواء والخدمات الأساسية”.

الرئاسة الفلسطينية وصفت قرار تشيلي بـ”الخطوة الهامة والشجاعة، التي تعبر عن الرفض الدولي لما تقوم به سلطات الاحتلال من إجرام وقتل وتدمير وتجويع بحق الشعب الفلسطيني”.

وتابعت قائلة: “خطوة إضافية للضغط على سلطات الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا”.

ودعت إلى “مواقف دولية جادة وفورية لإجبار دولة الاحتلال على وقف حربها الدموية في قطاع غزة، واعتداءاتها في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وامتثالها لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي”.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

والأربعاء، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “وجَّه رئيس تشيلي غابرييل بوريك بسحب الملحقيْن العسكرييْن لبلاده من إسرائيل”.

ووصفت هذه الخطوة بأنها “تصعيد جديد في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ اندلاع حرب غزة، والاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب”.

وقالت الخارجية التشيلية على موقعها الإلكتروني، إن سفارتها أبلغت السلطات الإسرائيلية “سحب الملحقين العسكريين والدفاعيين والجويين، اللذين كانا يؤديان مهامهما في بعثتنا في تل أبيب”.

وأرجعت القرار إلى “الحالة الإنسانية البالغة الخطورة التي يعيشها السكان الفلسطينيون في قطاع غزة، نتيجة للعملية العسكرية غير المتناسبة والعشوائية للجيش الإسرائيلي”.

كما أرجعته إلى “العقبات المستمرة التي تحول دون السماح بدخول المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية”.

ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

ودعت تشيلي إسرائيل إلى “وقف عمليتها العسكرية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والسماح بدخول المعونة الإنسانية، واحترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.

ووفق “يديعوت أحرونوت” كان لدى تشيلي ثلاثة ملحقين عسكريين للبحرية والبر وسلاح الجو، إلا أن “أحدهم سُحب قبل أشهر أما الآن، فقد تم سحب الاثنين المتبقيين بشكل نهائي”.

وقبيل خطاب بوريك السنوي للأمة الأحد المقبل، قدرت مصادر دبلوماسية إسرائيلية “أن هناك احتمالا كبيرا أن يعلن الرئيس قطع العلاقات تماما مع إسرائيل”، حسب الصحيفة.

وتابعت المصادر: “هذه الخطوة الجديدة تُعد تصعيدا إضافيا في العلاقات، بعد أن أعلن الرئيس التشيلي في 31 أكتوبر 2023 استدعاء السفير التشيلي من إسرائيل”.

والخميس الماضي، قال بوريك عبر منصة “إكس”، إن “الحكومة الإسرائيلية تقوم بتطهير عرقي في غزة، ووصل الأمر إلى حد أن آلاف الأطفال قد يموتون في الساعات القادمة لأن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية”.

وأكد أن “من يقومون بهذا ومن يغضون الطرف عنه، مجرمو حرب وستحاسبهم الإنسانية بطريقة أو بأخرى، وتمارس تشيلي الضغوط اللازمة على جميع المنابر لوضع حد لهذه الوحشية”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • “الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي واخلاقي”.. ماكرون يدعو لتشديد الموقف الجماعي تجاه إسرائيل
  • “الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي”.. ماكرون يدعو لتشديد الموقف الجماعي تجاه إسرائيل
  • أبو الرب: اكتمال وصول كافة حجاج دولة فلسطين إلى مكة المكرمة
  • اليونان تشدد قوانين الهجرة وقبرص تدفع السوريين إلى العودة
  • المرزوقي : إسرائيل ستختفي إما عبر دولة ثنائية القومية أو حرب تدمر المنطقة بأكملها
  • مصر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة تتعاونان لدعم العائلات التي تواجه الانفصال
  • بريطانيا:موافقة إسرائيل على مستوطنات بالضفة عقبة أمام قيام دولة فلسطين
  • فلسطين: سحب تشيلي ملحقيها العسكرييْن من إسرائيل خطوة شجاعة
  • إسرائيل: إنشاء 22 مستوطنة جديدة بالضفة يمنع قيام دولة فلسطين
  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل