يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، أمس الثلاثاء، في حوار مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، أن “التأثيرات العميقة للحرب الإسرائيلية على غزة ستتجلى في اقتصاد غزة المدمر.

ولن يسلم الاقتصاد الإسرائيلي بدوره”، حسب تقديرها، من تداعيات الحرب، على اعتبار أن 8 في المائة من اليد العاملة داخل إسرائيل التحقوا بالجيش.

لبنان بدوره سيكون أكثر تأثراً بالحرب في نظر غورغييفا، التي تلاحظ، كذلك، أن مصر تعاني من تداعيات هذه الحرب، بعدما تأثرت بالحرب الروسية في أوكرانيا. تداعيات ستطاول الأردن، الذي يحتضن عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين.

وتقدر غورغييفا أن تأثيرات الحرب في غزة ما زالت محدودة بالنسبة إلى بقية اقتصاديات العالم، غير أنها تنبه إلى أن أي حادث يمكن أن يفضي إلى إرباك توريد الطاقة، أو يؤدي إلى الخوف على الأمن الطاقي، سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع أسعار النفط والتضخم في أوروبا.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت “خائفة”، تعود كريستالينا غورغييفا إلى التاريخ كي تذكّر بأن فقدان التحكم في الأسعار كانت له تداعيات كارثية في الماضي على السكان في عشرينيات القرن الماضي، خصوصاً في ألمانيا.

إلى حدود الآن، كنا في مسار سليم. فالتضخم الذي بلغ 8.7 في المائة، كان يفترض أن يتراجع إلى 6.9 في المائة في العام الحالي و5.8 في المائة في 2024، ولا يسير ذلك بوتيرة سريعة”.

وترى أنه “إذا كان التضخم مرتفعاً، ستبقى معدلات الفائدة مرتفعة، وهذا يضرّ بأسس النمو. لقد حققنا معدل نمو متوسطاً في حدود 3.8 في المائة قبل الجائحة. وهذا المستوى لا يكفّ عن التراجع. وهو اليوم في حدود 3 في المائة.

ولا تخفي غورغييفا في الأشهر الأخيرة قلقها، حيث تعتبر أن العالم يعيش صدمات قاسية، في سياق نمو ضعيف وتشرذم اقتصادي، ودأبت على التأكيد أن الهدف ربح المعركة ضد التضخم، مشددة على استقرار الأسعار شرطاً للنمو الاقتصادي.

وعندما تولت أمر صندوق النقد الدولي في سبتمبر/أيلول من عام 2019، وعدت في أول كلمة لها، التي تلت تصويتاً كشف وجود انقسامات، بمساعدة الدول الأعضاء على تقليل مخاطر الأزمات والتأهب لمواجهة التباطؤ الاقتصادي.

في السنة الخامسة التي تقفل ولايتها الحالية على رأس الصندوق، تكون غورغييفا قد واجهت الكثير من الأزمات الناجمة عن الجائحة والحرب الروسية في أوكرانيا، حيث زجّ بالعالم في حالة من عدم اليقين الذي يؤججه التضخم وضعف النمو الاقتصادي.

يضاف إلى ذلك ملف التداعيات الاقتصادية للحرب على عزة، في ظل الخشية من توسع نطاقها الجغرافي.

وكان كبير الاقتصاديين ومدير البحث بصندوق النقد الدولي، بيير أوليفيي كورينشاش، قد أكد بعد أربعة أيام من عملية “طوفان الأقصى”، أنّ من السابق لأوانه تقدير تداعيات التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي.

غير أنه سجل، في سياق انعقاد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي بالمغرب، أن ما يحدث في مثل هذه الأوضاع، هو أنه عندما يرتفع سعر النفط بـ10 في المائة، فإن ذلك يؤثر سلباً بالنمو العالمي ومستوى التضخم.

 

العربي الجديد

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: أحداث غزة إسرائيل إقتصاد صندوق النقد الدولي غورغييفا فلسطين فی المائة

إقرأ أيضاً:

أوبك تراقب الأزمة.. هل نواجه موجة ارتفاع جديدة في أسعار النفط؟

في خضم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، وفي وقتٍ تزداد فيه المخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة العالمية، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن سوق النفط العالمية لا تعاني من نقص حالي، بالرغم من اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران.

وفي تصريحات أدلى بها اليوم الأربعاء، طمأن نوفاك—وهو الممثل الرئيسي لروسيا في تحالف أوبك+—الأسواق بأن الميزان بين العرض والطلب لا يزال قائمًا، ولا توجد إشارات على تراجع صادرات النفط الروسية على خلفية الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط.

السوق تترقب… ومخاوف الأسعار قائمة

وعندما سُئل نوفاك عن احتمالية أن ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل نتيجة الحرب بين إيران وإسرائيل، أوضح أن الأمر يعتمد على رد فعل السوق تجاه المخاطر وعدم اليقين، مشيرًا إلى أن “السوق تتعامل مع حالة من الضبابية، ومن المبكر الحديث عن سيناريوهات سعرية دقيقة”.

وأضاف: “الأسعار الحالية غير مناسبة لمعظم المنتجين، ولكننا نتوقع أن تبدأ بالارتفاع مع امتصاص السوق للصدمات التي أحدثها الصراع”.

هل تتجه أوبك+ لتعديل سياستها الإنتاجية؟

في وقت سابق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نوفاك قوله إن التحالف النفطي العالمي “أوبك+” مستعد لإظهار مرونة إذا تطلبت الظروف ذلك، خاصة في ظل الحاجة العالمية لزيادة المعروض من الخام.

وأكد نائب رئيس الوزراء أن أوبك+ تتابع التطورات الجيوسياسية وتداعياتها الاقتصادية عن كثب، وتملك الأدوات اللازمة للتكيف مع أي تغيّر في السوق العالمية للطاقة.

ارتفاع ملحوظ… ولكن محدود

ارتفعت أسعار خام برنت خلال الأسبوعين الماضيين بنحو 10 دولارات للبرميل، مدفوعة بتصاعد المخاوف من توسع رقعة الحرب.
ورغم ذلك، يقدّر محللو وكالة فيتش أن علاوة المخاطر الجيوسياسية تظل محصورة في نطاق يتراوح بين 5 إلى 10 دولارات، مما يشير إلى ثقة نسبية في مرونة السوق وقدرتها على الصمود أمام الأزمة الحالية.

خلفية الصراع وتأثيره النفطي

بدأت الحرب بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو، وسط تبادل كثيف للهجمات الصاروخية والجوية، ما أثار قلق الأسواق من احتمال تعرّض منشآت نفطية في الخليج العربي أو مضيق هرمز لأي تهديد، إلا أن التطمينات الروسية، إلى جانب استمرار تدفقات النفط، هدأت من ردود الفعل الانفعالية حتى الآن.

رسائل طمأنة أم تحذير مبطن؟
تصريحات نوفاك تعكس حرص موسكو على تقديم رسائل طمأنة للأسواق الدولية، بالتوازي مع دفع تحالف أوبك+ إلى مراجعة سياساته الإنتاجية إذا ما تطلب الأمر ذلك، وبينما تبقى الأسعار تحت ضغط المضاربات والمخاوف، فإن العين تبقى على تطورات الحرب وقدرتها على تغيير المشهد في أي لحظة.

آخر تحديث: 18 يونيو 2025 - 19:23

مقالات مشابهة

  • أسعار النفط تقفز 12% خلال 48 ساعة من اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل
  • بلومبيرغ تحذر من انهيار اقتصادي وارتفاع التضخم في إيران
  • تقرير: ثروات العالم تقفز 4.6 في المائة وارتفاع كبير في أعداد المليونيرات
  • القاهرة للدراسات الاقتصادية: الحرب الإسرائيلية الإيرانية تهدد نمو الاقتصاد العالمي
  • أوبك تراقب الأزمة.. هل نواجه موجة ارتفاع جديدة في أسعار النفط؟
  • خبير اقتصادي يكشف أهمية تشكيل لجنة أزمات لمواجهة تداعيات حرب طهران وتل أبيب
  • نتيجة الحرب بين إسرائيل وإيران.. انخفاض في أعداد السفن التي تمر عبر مضيق هرمز
  • ما الذي يُخبرنا به التاريخ عن تأثير صدمات أسعار النفط؟
  • بسبب الأحداث الجارية.. الوزراء: توقعات بارتفاع التضخم العالمي بنحو 0.4% سنويًا
  • «معلومات الوزراء» يصدر تقريراً حول تداعيات التصعيد العسكري في الشرق الأوسط على الأسواق العالمية