جريدة الوطن:
2025-05-18@13:13:27 GMT

رسوخ وشموخ فـي مواقف سلطنة عمان

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

رسوخ وشموخ فـي مواقف سلطنة عمان

دائمًا ما تكُونُ الرحمة الَّتي نستمدُّها من ربِّ الكون هي طاقة النُّور الَّتي تُنير لنَا الطريق وسط الظلام الدَّامس الَّذي يُخيِّم على المكان، وتكُونُ الكبرياء وسط الانكسار والبسمة وسط الآلام، لذلك لَمْ أُفاجأ بموقف سلطنة عُمان العظيم، الخاصِّ بالعيد الوطني الثالث والخمسين المَجيد. فهذه المواقف هي مواقف الرجال الَّتي تتَّفق مع العروبة والإسلام، وهي السَّند والنّبراس والأمل لغرس اليوم وحصاد الغد، وهي نابعة من قادة دوَل دائمًا ما تكُونُ مواقفهم فوق كُلِّ الانهزامات.

نعم هذا هو القرار الَّذي أخرجني من دوَّامة الألم الَّتي أعيشها ويعيشها معي الملايين من المواقف المؤلمة الَّتي اتُّخذت مؤخرًا من قِمم لا تطول قوام إعلامها. لقَدِ اتَّخذت سلطنة عُمان قرارها الإنساني والحضاري بعدم الاحتفال بالعيد الوطني الـ53 المَجيد الَّذي يوافق الثامن عشر من نوفمبر من كُلِّ عام، وإلغاء كافَّة الاحتفالات الرَّسميَّة تضامنًا وحزنًا على ما يتعرَّض له الفلسطينيون في قِطاع غزَّة، معتبرةً أنَّ استمرار التصعيد الخطير وسياسة العقاب الجماعي والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الإنساني الَّتي تمارسها قوَّات الاحتلال الإسرائيلي في حربها الغاشمة على قِطاع غزَّة؛ تُعدُّ «جرائم حرب».
إنَّ قرار الإلغاء ليس بجديد أو غريب على سلطنة عُمان، فهو يتماشى مع قرارات قيادتها الحكيمة الراسخة والشامخة عَبْرَ التاريخ الَّذي يذكُر أنَّ السَّلطنة كانت دائمًا وأبدًا سندًا لكافَّة القضايا العربيَّة والإسلاميَّة، وخصوصًا القضيَّة الفلسطينيَّة الَّتي تَعدُّها قضيَّة محوريَّة ومصيريَّة وتلقَى مِنْها كُلَّ الدَّعم والتأييد في حقِّ الشَّعب الفلسطيني في نَيْلِ استقلاله وإعلان دَولته المستقلَّة، فيما كانت وما زالت سلطنة عُمان بسياستها ومواقفها الخارجيَّة الدَّاعمة للحقِّ الفلسطيني ومواقف شَعبها العروبي المُسلِم ضدَّ العدوِّ الصهيوني.
إنَّ المتتبع للسِّياسة العُمانيَّة يرى جليًّا وبوضوح أنَّها مؤيِّدة لكُلِّ ما هو عربي ومُسلِم، سواء كان ذلك في السِّلم أو الحرب. وتُعَبِّر بيانات وزارة الخارجيَّة العُمانيَّة في كُلِّ المناسبات عن تلك المواقف المناصرة للأشقَّاء في كُلِّ زمان ومكان وفي كُلِّ المحافل الدوليَّة، ومواقفها الأخيرة من الاعتداء على أبناء غزَّة ما هو إلَّا إشارة واضحة إلى وجوب الوقف الفوري والإدانة الدوليَّة للعمليَّات العسكريَّة البَرِّيَّة الَّتي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والَّتي تُنذر بآثار كارثيَّة خطيرة على المنطقة والعالَم وعلى فرص تحقيق السَّلام والاستقرار، وأنَّه على المُجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب والانتهاكات الإسرائيليَّة المستمرَّة وفقًا لقرار الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة الصادر بتاريخ 27 أكتوبر؛ حقنًا لدماء الأبرياء وللتمكين من إيصال المساعدات الإنسانيَّة العاجلة والضروريَّة للمَدنيِّين.
إنَّ سلطنة عُمان باتِّخاذها القرار الحضاري الإنساني بالاكتفاء بالعَرض العسكري تضامنًا مع أهالينا في غزَّة لِتعرُّضهم لأقسى أنواع الإجرام الإنساني تُعَبِّر عن ضمير كُلِّ عربي حُرٍّ وغيور على أبناء أُمَّته ودِينه، وأنَّ التضامن الَّذي يأتي بالاستغناء عن إقامة الاحتفالات الَّتي تقام سنويًّا بأفضل الأعياد وأحبها إلى القلوب وهو العيد الوطني المَجيد هو تضامن صادق، والكُلُّ يعْلَمُ مدى حُبِّ العُماني لهذه المناسبة العزيزة على كُلِّ كائن عاش ويعيش على أرض سلطنة عُمان، أدام الله أعياد عُمان أعوامًا وأعوامًا، وجعلها دائمًا صاحبة المواقف الَّتي لا يقوى عَلَيْها إلَّا الرِّجال الَّذين ندَر بأمثالهم الزمان، وبالفعل «إنَّما الدُّنيا امتحان لإبراز المواقف، فما اختلفت النُّفوس إلَّا بمواقفها وما تفاضلت إلَّا بمواقفها».
جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير « »

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دائم ا

إقرأ أيضاً:

الدين مواقف

 

– تلقي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة انطلاقاً من السعودية بظلالها على كل التطورات وتحتكر الأضواء السياسية والإع
أيها اليمنيون.. الدين مواقف وعلينا أن نختار إما أن نقف مع إخوتنا في غزة بكل ما نستطيع أو نكون في صف أعدائهم بسكوتنا وتخاذلنا وتقاعسنا عن مساندتهم ونصرتهم.
إن كنا معذورين لعدم قدرتنا على الوصول إلى فلسطين، فلا عذر لنا أمام الله إذا تخاذلنا عن نصرتها بالحضور اليوم إلى ميدان السبعين لأن الظروف صعبة وقاهرة ، والمعركة مع الأعداء غير عادية وبطولات وثبات المجاهدين في غزة أسطورية ،وضربات الجيش اليمني البحرية المساندة لهم سابقة نوعية في تاريخ الصراع مع العدو.
يجب أن يكون التحرك الشعبي والمسيرات المؤيدة لهم عند مستوى التحدي وبحجم المعركة ، وخصوصا اليوم في ميدان السبعين..
أيها اليمني الحر الأبي.
عندما نرى تلك الدماء المسفوكة لإخوتنا في غزة ، والعدو يرتكب بحقهم أبشع الجرائم ثم لا نغضب ، ثم لا نعمل على أن يكون لنا موقف في مواجهة كل ذلك الظلم والباطل القبيح فسنكون شركاء في المسؤولية عن كل ما يحصل ، أمام الله سبحانه.. والله المستعان.
ولذلك يجب علينا جميعا أن نملأ ميدان السبعين وعموم الساحات بالمحافظات الحُرة انتصاراً لغزة الذبيحة وفلسطين الجريحة
وغضباً لأشلاء أطفالنا الممزقة
وصرخات نسائنا الموجوعة
ودموع ثكالانا المفجوعة
ويدوّي صوت غضبنا الهادر في كل العالم إن شاء الله.
والعاقبة للمتقين

مقالات مشابهة

  • مشروعات ومبادرات عمانية واعدة تدعم الطاقة والنقل الأخضر
  • سلطنة عمان تفتح آفاقا جديدة لصناعة أشباه الموصلات بشراكة هندية لتأسيس مركز تصميم عالمي
  • حركة حماس ترحب ببيان بغداد
  • هكذا علّقت حماس على مخرجات قمة بغداد.. دعت لخطوات ملموسة
  • غرفة عمان تبحث فرص التبادل التجاري مع الولايات المتحدة الامريكية
  • بغداد.. شفق نيوز تستعرض 8 مواقف عربية في القمة التنموية
  • بالتعاون بين "التراث والسياحة" وكلية عُمان للسياحة
  • تعزيز التعاون بين العراق والسلطة الفلسطينية
  • تحوّل في المواقف.. هل بدأ ترامب بتهميش إسرائيل لصالح تحالفات عربية؟
  • الدين مواقف