من ذاكرة الحرب في السودان .. موقعة أم رقاريق
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن من ذاكرة الحرب في السودان موقعة أم رقاريق، في صيف 1891 والبلاد قد خرجت لتوها من مجاعة سنة ستة ، هجم جنجويد التعايشي على منطقة البطانة ونهبوا وسلبوا وسبوا وقتلوا معظم من قابلهم من أهل قرى .،بحسب ما نشر النيلين، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات من ذاكرة الحرب في السودان .
في صيف 1891 والبلاد قد خرجت لتوها من مجاعة سنة ستة ، هجم جنجويد التعايشي على منطقة البطانة ونهبوا وسلبوا وسبوا وقتلوا معظم من قابلهم من أهل قرى العاديك على الضفة الشرقية للنيل الأزرق .
وصل الجنجويد لقرية أم رقاريق (ود عركي) 48 كلم شرق تمبول ، وكان سكان أم رقاريق من ذرية الفارس عركي ود الصالح ود الضو ود حمدنا الله وأولاد محمد ود الضو ود حمدنا الله(خال أب سن) ، والمشهور عن هؤلاء أنهم طوال ضخام عمالقة أشداء ولذا سموا ب (الطُوال الزُرْق) ، عندما سمع أهل أم رقاريق بتقدم الجنجويد أعدوا العدة فأحكموا الدفاعات وقاموا بإخفاء المؤن في المطامير والسعية في العلاو ، فأستعدوا للقتال وتسلحوا بالحراب والسيوف وحراحيف الشجر ، ويوم اللقاء كان النساء والأطفال خلف آبائهم واخوانهم فتجلى الطوال الزرق فأستشهد منهم من أستشهد وجرح من جرح لكنهم صدوا العدو وحموا ديارهم ، يحكى عن تلك المعركة أن الرجال يومها عندما وجدوا أن بعض خيالة الجهادية كانوا يحملون البنادق كان أحدهم يتقدم ليأخذ الرصاصة في صدره ليتمكن أخيه من الوصول لصاحبها قبل أن يلقمها بأخرى فيرديه قتيلا، وآخرين كان يقذفون قوائم الحصان بالحرحاف ليسقط هو وصاحبه ، ومنهم من كان يصارع الخيل ويرميها بمن فيها .
أنتصر أهل أم رقاريق نصرا عظيما وهزموا عدوهم شر هزيمة ، فخلدوا أسمائهم في سجلات التاريخ، من عاش منهم عاش كريما ومن مات مات شهيدا فورث أحفادهم خير ذكرى وخير شرف ، وقيل فيهم من الشعر الكثير .
بعد هذه الواقعة بسنوات تم إعتقال الشيخ محمد ود حسب ربو (الرهينة) وإقتيد رهينة لأم درمان ، فنفذ فيهم إبنه (عوض الكريم) كمينا في جبل (الأبايتور) وأعمل فيهم سيف والده المسمى ب (ود أب كاقوم) وأفناهم جميعا ، ثم من بعد حدثت واقعة الهورما وجاءت إنتقاما لكمين الأبايتور .
ظل ود حسب ربو في سجن الجنجويد حتى سقوط دولتهم ، وغير بعيد عن ذلك أولاد رتيم السبعة الماتوا فوق (القِربة) ، ومقتلة الأقوياب الشماشة وتعذيب الشيخ ود مادا وسلخ جلده حتى الموت ، وسجن محمود ود زايد ومشايخ السناب ومقتلة البطاحين وغير ذلك كثير من المخازي .
للحروب ذكريات ممتدة يحفظ فيها إسم الشريف البطل والخائن الندل، والتاريخ لا ينسى أسماء القتلة ولا الخونة ، الإنتهازيين والمرتزقة ، فذاكرة الحرب ذاكرة حية لا تنسى أحداً وليس لها مناطق حياد فالأعداء والخونة فيها واضحون وكذلك الأصدقاء والشرفاء ، لذلك تُشكلّ الحربُ وعي الشعوب وعلاقاتها ، وتبقى قصص الحرب حية تتناقلها الأجيال .لا مكان للجنجويد بيننا .. لا أمس ولا اليوم ..يوسف عمارة أبوسن8 يوليو 2023
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
الإمارات تؤكد رفضها القاطع لادعاءات سلطة بورتسودان حول دورها في الأزمة السودانية
متابعات: «الخليج»
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة في كلمتها في الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي عقدت في بغداد السبت، إلى إزالة العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى المناطق الأكثر حاجة إليها في السودان، بشكل فوري وآمن ومستدام ومن دون أي عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وخطوط النزاع، مؤكدة أنها تابعت بكل أسف واستغراب، ما يصدر عن سلطة بورتسودان من سردية تضليلية وادعاءات باطلة وكاذبة، بحقها ودورها الإنساني والحيادي في الأزمة السودانية.
وأعربت الإمارات عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي والمتدهور، وانعدام الأمن الغذائي والصحي الحاد، الذي وصل إلى حد المجاعة في مناطق عدة من السودان، والقلق يمتد إلى عواقب استمرار الحرب الأهلية بين الأطراف السودانية، منذ أن اندلع القتال في إبريل 2023، وما يحمله من تبعات خطرة على مستقبل الأمن والاستقرار ليس في السودان فحسب، وإنما على الأمن والاستقرار في عموم الدول المجاورة وفي القرن الإفريقي ومنطقة الساحل كذلك.
وأوضحت الإمارات أنها تابعت بكل أسف واستغراب، ما يصدر عن سلطة بورتسودان من سردية تضليلية وادعاءات باطلة وكاذبة، بحقها ودورها الإنساني والحيادي في الأزمة السودانية.
وأكدت رفضها القاطع وبأشد العبارات تلك الادعاءات التي تفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية والموضوعية، والتي تحاول من خلالها سلطة بورتسودان التهرب من مسؤوليتها عن الانتهاكات والوضع الكارثي الذي يتكبد ولايته الشعب السوداني، وكذلك التهرب من مسؤوليتها عن التعنت والرفض المتواصل للانخراط الجاد في مسارات الحل السياسي، والاستجابة للمبادرات الإقليمية والدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للنزاع القائم في السودان.
وشددت الإمارات في كلمتها بالقمة العربية في بغداد على أن الهروب من الفشل الداخلي عبر افتعال الخصومات وتصدير الأزمات إلى الخارج، لا يغير من الواقع شيئاً، بل يفاقم معاناة المدنيين ويعرقل جهود الإغاثة الدولية، ويضع السودان في عزلة إقليمية ودولية.
وتابعت: «لقد جاء القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتار يخ 5 مايو 2025، الذي يرفض الدعوى المقدمة من قبل سلطة بورتسودان ضد دولة الإمارات، وشطب القضية من سجل المحكمة وإنهاء كل الإجراءات المتعلقة بها، ليؤكد بشكل واضح وقطعي أن الدعوى المقدمة لا أساس لها من الصحة وقائمة على باطل، ومن البديهي، فإن القرار يمثل رفضاً حاسماً لمحاولة سطلة بورتسودان استغلال المحكمة لنشر المعلومات المضللة، وتشتيت الانتباه عن مسؤوليتها في الصراع، وكذا محاولاتها البائسة لاستغلال المنابر الإقليمية والدولية، في جهد يائس، للتضليل والافتراء على دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت الإمارات أنه إضافة إلى قرار محكمة العدل الدولية فإن التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني بالسودان، التابع للأمم المتحدة، الصادر بتار يخ 17 إبر يل 2025، قد دحض أي ادعاءات ضد دولة الإمارات وضلوعها بالنزاع في السودان، مؤكدة أن موقفها كان ولا يزال واضحاً منذ بداية الحرب الأهلية في السودان، حيث ظلت على الدوام داعية لوقف هذه الحرب وسنداً وداعماً للشعب السوداني عبر تقديم المساعدات الإنسانية وبذل الجهود الدبلوماسية المتواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار، وفاعلاً أساسياً في كل الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى الحل السلمي للنزاع في السودان، وصولاً إلى تمكين حكومة مدنية مستقلة عن العسكر، للعبور بالسودان إلى بر الأمان والاستقرار.
وقالت الإمارات :«فيما يخص إعلان ما يسمى بمجلس الأمن والدفاع السوداني بقطع العلاقات مع دولة الإمارات وإعلانها دولة عدوان، تؤكد دولة الإمارات أنها لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة ليست شرعية ولا تمثل الشعب السوداني، وأن البيان الصادر عن ما يسمى بمجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين، وتشدد دولة الإمارات بأن هذا الإعلان جاء رد فعل عقب يوم واحد فقط من فشل سلطة بورتسودان نتيجة رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة منها ضد دولة الإمارات.
لا حل عسكري للصراعوفي هذا السياق أوضحت الإمارات في كلمتها «إزاء كل هذه التطورات في الوضع القائم في السودان، فإن دولة الإمارات ستبقى داعية إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية بين الأطراف السودانية المتحاربة، إذ إنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، وستواصل العمل مع كافة الجهات المعنية لدعم العودة لمسار العملية السياسية في السودان، وأي عملية تهدف إلى وضع السودان على مسار التوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة مدنية انتقالية مستقلة عن سلطة العسكر، تؤمن للسودان مستقبلاً مستقراً وأمناً، وتحافظ على استقلال السودان وسيادته ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
ولم تأل دولة الإمارات جهداً في الاستجابة للوضع الإنساني الكارثي في السودان وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للأشقاء السودانيين، فعلى مدار العقد الماضي، قدمت دولة الإمارات أكثر من 3.5 مليار دولار أمريكي كمساعدات للشعب السوداني، مؤكدة التزامها بمساعدة المحتاجين في أوقات الأزمات، ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في 2023، قدمت دولة الإمارات أكثر من 600 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية مباشرة وعبر وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية الدولية.
وأكدت الإمارات أن أوان العمل الحاسم والحازم آن، ليتوقف القتل، ويبنى مستقبل السودان على أسس صلبة من السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة بعيداً عن السيطرة العسكرية، وأولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد الحرب على حساب شعبهم.