وفاءًا لنذر أجدادهم.. أهالى قرية بقنا يحتفلون بشفائهم من"الكوليرا والطاعون"للعام الـ83 على التوالى
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
مع حلول منتصف شهر نوفمبر من كل عام، يبدأ أهالى قرية نزلة الشرقى بهجورة بنجع حمادى شمال قنا، فى التحضير للجمعة الأخيرة التى تجهز فيها عائلات القرية ما لذ وطاب من أطعمة و الخروج بها إلى الشوارع، واستضافة كل من يعبر بالمنطقة عقب صلاة الجمعة، للتعبير عن شكرهم للمولى عز وجل على نعمة الشفاء من الكوليرا والطاعون.
عادة سنوية عمرها 83 عاماً
العادة السنوية التى تعبر عن كرم و أصالة أهالى قرية نزلة الشرقى بهجورة، مضى عليها حتى الآن 83 عاماً، بعدما كتب المولى عز وجل الشفاء والعافية من مرضى الكوليرا والطاعون، حيث يحرص أهالى القرية على تنفيذ نذرهم بشكل سنوى فى الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، بإعداد موائد طعام وتقديمها للفقراء وعابرى السبيل والأيتام.
الموائد التى يبدأ التجهيز والإعداد لها فى الصباح الباكر، تخرج إلى الشوارع بعد أداء صلاة الجمعة مباشرة فى مشهد غير معتاد أو مألوف، إلا فى هذا اليوم من العام، حيث يخرج الرجال والنساء حاملين الموائد على صوانى دائرية، ووضعها فى الشوارع و أمام المساجد.
اختيار اليوم يرتبط بحصاد محاصيل زراعية
اختيار يوم الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، لم يأتى من فراغ، فالشهر يرتبط بموسم حصاد بعض المحاصيل الزراعية، حيث ينتهى الأهالى من حصاد محصولى السمسم و الكركديه، و يستعدون لكسر محصول القصب، وبدء زراعة محاصيل جديدة، تدر عليهم دخل سنوى، فضلاً عن انتهاء المرض فى هذه الفترة منن العام ما يجعل وفائهم بالنذر بمثابة صدقة جارية تحميهم من الأوبئة و تحافظ على أبنائهم من الأمراض.
وقال على عبدالعاطى، مزارع، تشهد قريتى النزلة التابعة لقرية الشرقى بهجورة، عادة سنوية تتمثل فى خروج الأهالى بموائد الطعام إلى الشوارع والميادين الرئيسية وأمام المساجد، فى يوم الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، وفاءًا لنذر قطعه آبائنا و أجدادنا على أنفسهم فى منتصف القرن الماضى، بتقديم الأطعمة للفقراء والمساكين فى هذا اليوم، حال شفائهم من مرضى الكوليرا والطاعون المنتشرين فى مصر خلال هذه الفترة والتى تسببت فى موت المئات من أبناء القرية.
نشارك أطفالنا احتفالنا بهذه المناسبة
وأضاف عبدالعاطى، استجابة المولى عز وجل لتضرع أهالى القرية بأن يمن عليهم بالشفاء والتعافى من هذا الداء، دفعهم لتنفيذ نذرهم بإطعام الطعام، ومن وقتها وأصبح هذا الأمر عادة سنوية لم تنقطع طوال السنوات الماضية والتى تزيد عن ثمانين عاماً، ومن وقتها نحرص على تنفيذ هذه العادة يوم الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، كما نحرص على غرس حب هذه العادة فى أبنائنا الحرص من خلال مشاركتهم عملية التجهيز لمراسم هذا اليوم.
وأشار محمد عبدالستار، مدرس، إلى أن هذا اليوم من كل عام بمثابة عيد خاص لأهالى القرية، حيث يشهد استعدادات مسبقة، ويتصافح الجميع بفرح وسرور، كأنهم فى يوم عيد، مع تقديم التهانى لبعضهم البعض ابتهاجاً بالمناسبة السعيدة التى كانت بالنسبة للقرية يوم نجاة من وباء الطاعون و الكوليرا، إضافة إلى أن مشاهد الاحتفال والموائد خلال اليوم يشعر الأطفال بأن هناك شىء مختلف، ما يساعد فى الحفاظ على هذا الموروث الشعبى الذى توارثناه من آبائنا و أجدادنا.
نقدم صوانى الطعام للفقراء وعابرى السبيل
وأوضح عبدالستار، بأن معظم أهالى القرية يتجمعون حول المسجد الكبير بالقرية بـ " صوانى" الأطعمة التى تحتوى ما لذ وطاب من المأكولات، لتقديمها للفقراء والمساكين وعابرى السبيل فى هذا اليوم، فضلاً عن دعوة أصدقاء من أهالى القرى المجاورة لمشاركتهم فرحة هذا اليوم، الذى يتم بشكل سنوى عقب حصاد عدد من المحاصيل الزراعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكوليرا الطاعون نجع حمادى عادة سنوية الجمعة الاخيرة قنا أهالى القریة هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
قافلة زاد العزة الـ83 تدخل إلى قطاع غزة
استأنفت شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية ضمن قافلة "زاد العزة من مصر إلى غزة" اليوم الأحد الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة من البوابة الفرعية لميناء رفح البري - بعد توقف يومي الجمعة والسبت - ، وصولا إلى معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع.
وصرح مصدر مسئول في ميناء رفح البري اليوم بأن الشاحنات ضمن قافلة "زاد العزة من مصر إلى غزة " الـ83 تحمل مساعدات إنسانية متنوعة إلى الفلسطينيين بقطاع غزة .. مشيرا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تدخل إلى القطاع.
وأفاد الهلال الأحمر المصري بأن قافلة "زاد العزة .. من مصر إلى غزة" الـ 83 تحمل نحو 10,500 طن من المساعدات الإنسانية العاجلة والتي تضمنت أكثر من 5,500 طن سلال غذائية و دقيق، وأكثر من 2,800 طن مستلزمات طبية وإغاثية ضرورية يحتاجها القطاع وأكثر من 1,270 طن مواد بترولية.
وأشار البيان إلى أن القافلة تضمنت أيضا احتياجات الشتاء الأساسية لتخفيف معاناة الأهالي، والتي شملت: نحو 32 ألف بطانية و91,400 قطعة ملابس شتوية و1,150 مرتبة، و11,900 خيمة لإيواء المتضررين ؛ وذلك وفي إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الإغاثي لأهالي غزة.
يذكر أن قافلة « زاد العزة .. من مصر إلى غزة » التي أطلقها الهلال الأحمر المصرى، انطلقت في 27 يوليو، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات التي تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
ويتواجد الهلال الأحمر المصري كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة على الحدود منذ بدء الأزمة..ولم يتم غلق ميناء رفح البري من الجانب المصري نهائيا، ويواصل تأهبه في كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التي بلغت أكثر من 36 ألف شاحنة محملة بنحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة؛ ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.. وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.
وأعلن جيش الاحتلال "هدنة مؤقتة" لمدة 10 ساعات (الأحد 27 يوليو 2025) وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية؛ وواصل الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) بذل الجهود من أجل إعلان اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين، حتى تم التوصل فجر يوم 9 أكتوبر 2025، إلى اتفاق ما بين حركة حماس وإسرائيل حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرم الشيخ بوساطة مصرية أمريكية قطرية وجهود تركية.