محمد أبوزيد كروم: السادة البرهان وجبريل .. ما يحدث مع العاملين بالدولة خطير!!
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
ليس خافيا على أحد أن الدولة السودانية تعيش أوضاعاً معقدة عقب حرب مليشيا الدعم السريع، وكثيراً ما من الشر يأتي الخير إذ لم يلتف الشعب السوداني حول بلده ودولته كما يحدث الآن.. لقد استشعرت الغالبية العظمى خطر الزوال وتشمروا للمعركة الوجودية.
– من بين هذا وذاك تمارس الدولة وقياداتها تقصيراً مريعاً في حق شعبها الصابر.
– لقد خرجت الدولة وقيادة البلاد من عنق الزجاجة وصاروا يتحركون داخليا وخارجيا بشكل طبيعي ولم تغيب عن مشهد الدولة إلا الخرطوم التي تم استبدالها ببورتسودان كعاصمة مؤقتة.
– يتحرك رئيس مجلس السيادة ووزير المالية والمسؤولين في الدولة خارجيا عبر الطيران للمشاركة في الفعاليات الخارجية وتتعامل الدولة مع المؤسسات الدولية المختلفة، وبعض الدول الشقيقة دعمت للسودان للتماسك في هذا الظرف العصيب، لا أعرف لماذا لم تضع الدولة أولويات صرف الأجور على ضعفها لإعانة الناس لمجابهة هذه الظروف الحرجة!! لقد خرج العاملون بالخرطوم للولايات وبعض منهم لخارج السودان لأكثر من سبع أشهر، إن أقل ما يمكن أن تفعله للدولة هي توفير الرواتب لهم، ولكنها لم تفعل للأسف !!
– في الأشهر الأولى للحرب اعترض وزير المالية جبريل إبراهيم على تضجر الناس من عدم صرف المرتبات لظروف البلاد.. ولكن ما الذي يمنع الدولة الآن من توفيرها بعد كل هذه الفترة ! أليست المرتبات ومعاش الناس جزء من المعركة وجزء من الانتصار والهزيمة!؟ وكيف ستحارب بشعب جائع يعاني في الحصول على الغذاء والدواء والخدمات!!
– إن التهاون الذي يحدث الآن تجاه المواطن السوداني يكشف ضعف حساسية قيادة البلاد وتبلدها في استشعار معاناة شعبها! وهذا مؤشر خطير جداً.
– في تقديري أن وزير المالية جبريل إبراهيم رجل مؤهل علميا واخلاقيا لمقعد وزارة المالية، ولكن من واقع التجربة والظرف فإنه مقصر جداً في ملف مرتبات العاملين مما ضاعف معاناتهم، بل المؤسف حقاً أن وزارة المالية ضاعفت المعاناة بسماحها لشراء الدولار من السوق الأسود لاستيراد الوقود مما ضاعف سعر الدولار وأنهك الجنيه ولم تجتهد الوزارة في معالجة الضرر.. ليس هنالك ما يمنع أن يغادر جبريل وزارة المالية ويترك المقعد لشخص آخر ليس له هموم جبريل والحياد والحرب والسلام والمعارك.. إن وجود د. جبريل في وزارة المالية في هذا التوقيت يخصم من أداء الوزارة ويخصم من جبريل نفسه .. تحتاج المالية إلى شخص متفرغ ليس له هموم جيش وترتيبات أمنية وتعقيدات سياسية.. لا وقت للموازنات والمجاملة.. الوضع صعب جدا..
– إن ما يحدث مع العاملين بالدولة في قضية الأجور كارثة مكتملة الأركان وحرب لا تقل خطورة عن حرب الدعم السريع، فهل انتبهت قيادة الدولة قبل أن تقع الفأس في الرأس.. أم أن الدولة غائبة وستظل رغم تعديلات البرهان الوزارية عديمة الجدوى!!
محمد أبوزيد كروم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وزارة المالیة ما یحدث
إقرأ أيضاً:
بارك:أمريكا بعد 2003 سلمت العراق إلى إيران ورئيس الوزراء السوداني بلا سلطة والإطار الإيراني من يحكم البلد
آخر تحديث: 6 دجنبر 2025 - 10:42 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال الموفد الرئاسي الأمريكي توم باراك،الى بغداد ولقائه برئيس الوزراء يوم 30/11/2025 حين قدّم واحدة من أكثر القراءات وضوحًا لمسار السياسة الامريكية في العراق خلال العقدين الماضيين.واضاف في حديث صحفي، اختصر المشهد بجملة مباشرة قال فيها: “ما حدث في العراق هو أننا استسلمنا”، قبل أن يوضح أن الولايات المتحدة أنفقت نحو ثلاثة تريليونات دولار خلال عشرين عامًا، وخسرت مئات الآلاف من الأرواح، ثم خرجت بلا نتيجة، تاركة وراءها فراغًا سياسيًا وأمنيًا ما زال يؤثر في بنية الدولة العراقية حتى اليوم.وأكد باراك أن الهيكل السياسي الذي أُنشئ بعد عام 2003 أفرز وضعًا معقدًا جعل رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني “كفء جدًا لكنه بلا سلطة”، على حد وصفه، وذلك بسبب عدم قدرته على تشكيل ائتلاف برلماني مستقر، في ظل تأثير الحشد الشعبي الإيراني وممثليه داخل مجلس النواب، وهو ما يراه باراك أحد أهم أسباب تعثر القرار داخل الدولة.وأضاف أن إيران لن تترك العراق بسهولة، لأنها تعتبره الساحة الأكثر أهمية بعد الضغوط التي تعرضت لها مع حزب الله وحماس والحوثيين، إلى جانب الهجمات التي طالتها داخل أراضيها بعد حرب الأيام الاثني عشر. ويشير باراك إلى أن طهران “تقاتل بقوة للحفاظ على العراق، لأنه بالنسبة لها… كل ما تبقى”.ويرى باراك أن مشكلة العراق لا تتعلق بالدولة بقدر ما تتعلق بـ“الفصائل وطريقة تشكيل الحكومة”، معتبرًا أن البنية السياسية الحالية تشبه إلى حد كبير النموذج اللبناني، حيث تتوزع السلطات بطريقة تجعل القرار مشلولًا من دون توافق المكونات، وهو ما أدى، وفق تعبيره، إلى حالة “فوضى” تزداد صعوبة مع مرور الوقت.وقال الموفد الرئاسي الأمريكي إن بلاده أبلغت المسؤولين العراقيين بوضوح بأنها لن ترسل قوات جديدة، ولن تنفق مليارات الدولارات كما في السابق، في إشارة إلى تحوّل في طريقة تعامل واشنطن مع العراق، يقوم على تقليص الكلفة المباشرة وإعادة النظر بآليات النفوذ التي اعتمدتها خلال السنوات الماضية.كما اعتبر باراك أن إيران تقدمت وملأت الفراغ داخل العراق، لأن الهيكل السياسي الذي صاغته الولايات المتحدة سمح بنمو نفوذ الميليشيات إلى مستوى يفوق نفوذ البرلمان، وهو ما أدى، وفق قوله، إلى اختلالات عميقة في مسار الدولة.وأشار إلى أن ما يجري في العراق وسوريا يتجه نحو نمط من “البلقنة” عبر خلق كيانات فيدرالية لا تستقر طويلًا، سرعان ما تنزلق إلى التنافس والصراع، تمامًا كما حدث في تجارب أخرى.وختم باراك حديثه بالقول إن التجربة العراقية أصبحت “مثالًا واضحًا لأمور ينبغي ألا تُكرّر أبدًا”، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة وصلت إلى قناعة بأنها لم تعد قادرة على حلّ المشكلة، وأن الانسحاب كان نتيجة إدراك تراكمت مع الزمن.