14 مايو، 2025

بغداد/المسلة: أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن حكومته لا تمتلك خططًا لإقامة سلام مع إسرائيل، مؤكدًا أن القانون والدستور العراقي يجرّمان الاعتراف بهذا الكيان.

وأوضح السوداني أن الحكومة لديها خارطة طريق لحصر السلاح بيد الدولة، مشددًا على أن هذا الهدف يمثل جزءًا أساسيًا من البرنامج الحكومي، مشيرا الى أن الحكومة تعمل على تنفيذ خطة حكومية بمشاركة كل القوى السياسية وفق جدول زمني محدد، بهدف حصر السلاح بيد الدولة فقط.

وترى تحليلات ان تصريحات السوداني تمثل ميداناً مكرراً من الوعود الحكومية السابقة، في حصر السلاح بيد الدولة، دون أن تضع الحكومات المتعاقبة حداً فعلياً لانتشار الجماعات المسلحة وتعدد مصادر القوة خارج المؤسسة الرسمية.

ويواجه السوداني اليوم بيئة أكثر تعقيداً من سابقيه، إذ لم تعد الكيانات المسلحة، مجرد كيانات عسكرية بل تحولت إلى أطراف سياسية ومالية نافذة، تُشارك في البرلمان وتُدير وزارات وتُمسك بمفاصل في الدولة، وهو ما يجعل مشروع حصر السلاح محكوماً بالتفاوض أكثر من الحسم.

ويستند السوداني في مسعاه إلى دعم شعبي واضح بفعل تكرار الحوادث الأمنية وانتقادات المرجعية الدينية وامتعاض الشارع من ظاهرة “اللا دولة”، لكنه يفتقد في المقابل لإرادة موحدة داخل الإطار التنسيقي الحاكم، ما يجعل النجاح الكامل في هذا الملف مشروطاً بتفاهمات دقيقة أو تغيرات إقليمية حاسمة.

ويُدرك السوداني أنه لا يملك ترف المجازفة، ففتح صدام مباشر مع الجماعات المسلحة النافذة قد يهدد الاستقرار الهش.

ويُضيف ملف التطبيع مع إسرائيل ثقلاً جديداً على كاهل الحكومة، خصوصاً مع تزايد الضغوط الأمريكية والحديث في وسائل الإعلام الغربية عن ضرورة لحاق بغداد بركب “اتفاقات أبراهام”، لكن السوداني اختار، حتى الآن، نبرة قاطعة، قائلاً: “لا خطط لإقامة سلام مع إسرائيل”، وهو تصريح يتجاوز الدبلوماسية إلى التحدي.

ويُراهن السوداني في هذا الملف على الإجماع الشعبي والبرلماني، إذ لا تزال سردية العداء لإسرائيل متجذرة في وجدان العراقيين، معززة بقوانين نافذة تجرّم التعامل أو الاعتراف.

ويتحرك العراق اليوم على حافة توازن حساس، بين استعادة قراره السيادي أمنياً عبر إنهاء فوضى السلاح، وبين الحفاظ على استقلاله السياسي في مواجهة التطبيع، وفي الحالتين يبدو أن المعضلة الكبرى ليست في الموقف الرسمي بل في قدرة النظام السياسي على مقاومة تناقضاته الداخلية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: حصر السلاح بید الدولة

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد السوري: عبارات الشكر لا تكفي بحق السعودية على دورها في رفع العقوبات

قدم وزير الاقتصاد والصناعة السوري الدكتور محمد نضال الشعار، الشكر إلى المملكة العربية السعودية على دورها في دعم مساعي رفع العقوبات عن دمشق.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء من العاصمة السعودية الرياض رفع العقوبات عن سوريا، وذلك بعد طلب من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وقال الشعار، في تصريحات لـ "العربية" إن  عبارات الشكر لا تكفي بحق السعودية على دورها في رفع العقوبات.

وأوضح أن سوريا ستبدأ مشوارا جديدا بعد إعلان ترمب رفع العقوبات من الرياض، متابعًا: "لقاء وزير خارجيتنا مع روبيو سيكون أساس المرحلة المقبلة".

وزير الاقتصاد السوري للعربية: عبارات الشكر لا تكفي بحق السعودية على دورها في رفع العقوبات #العربية_عاجل

— العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) May 13, 2025 رفع العقوبات عن سورياوزير الاقتصاد والصناعة السوريالدكتور محمد نضال الشعارقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الرئيس أحمد الشرع: وخلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.
  • العراق يتحرك بشان القوات التركية
  • واحدة تكفي.. ابتكار حقنة لعلاج العمى
  • ترامب يطلب من الشرع الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل
  • وزير الاقتصاد السوري: عبارات الشكر لا تكفي بحق السعودية على دورها في رفع العقوبات
  • ما مصير ملف السلاح الفلسطيني في لبنان؟
  • ترامب يخترق التقاليد السعودية ويرفض شرب القهوة!
  • الحكومة: ملتزمون بالمحافظة على نزاهة الانتخابات
  • 17 مليار دولار على المحك: مصير طريق التنمية بيد الحكومة المقبلة