مازالت تلك الجدلية العميقة تؤرق عقلي، هل كل ما له ثمن (حتى وإن ارتفع) له قيمة، وضرورة فى حياتنا؟
حين غابت معايير القيمة، وطغت معايير الثمن، تغيرت حياتنا كثيرًا، فأصبحنا نقدر توافه الأمور، والأشخاص لمجرد أنهم مشاهير يمتلكون منصات الشهرة، والمال، كل شيء اليوم يوزن بسعره لا بقيمته، فلان يتقاضى الملايين نظير تقديم عمل سينمائي، أو فني أو حتى إعلامي، إذا هو عظيم، ولا بد أن نتابعه، حتى وإن كان ما يقدمه من فكر، ومحتوى شيئًا تافهًا لا قيمة له، فلان يبيع مليون نسخة من روايته التي تقدم خيالاً، وعنفًا وإيحاءات، وأفكارًا لا تليق، ولكن لا يهم، سنتابعه، ونقرأ له، لأنه تريند، ومشهور.
من سيهتم بالقيمة؟ لا أحد، فلان ينفق الملايين ليصبح ذائع الصيت مفكرًا شهيرًا، أو سياسيًّا رائجًا حتى، وإن افتقر إلى أبسط درجات الفكر والعلم، حتى وإن لم يستطع التحدث لخمس دقائق دون أن يثير ضحكات مكتومة فى عقول مستمعيه، لا يهم، الأهم أنه ثرى، يلتف الناس حوله، ينفق هنا وهناك، فهو إذًا نجم النجوم، ولا تحدثني حينها عن قيمة ما يحويه عقله من فكر أو علم، بل أنظر إلى بدلته الغالية التي جاءت من أوروبا، وإلى سيارته الفارهة، وتلك الحاشية التى تحيط به في كل محفل تنشد رضاه، إنه نجم إذًا، حتى وإن لم يتحدث بكلمة واحدة!!
لماذا نحن فى تلك المنطقة الضحلة؟ لم تكن معايير الثمن، وطغيان المادة بهذا الشكل منذ سنوات قليلة، أو كثيرة، كان لدينا رموز فكرية، وفنية وسياسية، وإبداعية تقدم قيمة يبحث عنها الناس في كل المجالات، فتثرى وجدانهم، وتنير ظلام عقولهم دون أن يكونوا من الأثرياء، أو ممن ينفقون يمينًا، ويسارًا ليروجوا بضاعتهم، لم يكونوا أثرياء حقًّا، ولم يتقاضوا مثل تلك الأرقام الخيالية التى نسمع بها اليوم، ولكنهم كانوا يقدمون قيمة حقيقية ظلّت باقية حتى الآن يعيش عليها القلة التي مازالت تجيد الفرز والانتقاء.
إلى متى هذا العبث الذى طال؟ ومتى يعود أهل القيمة، والفكر والإبداع الحقيقي إلى صدارة مشهد أصبح شديد الفقر، شديد السطحية، لا عمق فيه ولا أثر له، حتى وإن زينوه بكمٍ هائل من الإنفاق والترويج الإعلامي المبالغ فيه، ولكنه يظل فقيرًا جدًّا فى القيمة مهما صنعوا، ومهما اجتهدوا.. .يبدو أنه لا مجال للجدال حقًّا، فمن له قيمة سيظل دائمًا أفضل، وأبقى وأعظم أثرًا ممن له مجرد ثمن.. !!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حتى وإن
إقرأ أيضاً:
الشقة بـ60 قرش... رئيس ائتلاف ملاك الإيجار القديم يطالب بزيادة القيمة إلى 8000 جنيه
أكد مصطفى عبد الرحمن، رئيس ائتلاف ملاك الإيجار القديم، أن أصحاب العقارات يعانون من ظلم وقهر ممتد منذ عقود، بسبب استمرار العمل بعقود الإيجار القديم التي وصفها بأنها غير عادلة.
وطالب عبد الرحمن برفع القيمة الإيجارية لتكون 2000 جنيه في المناطق الشعبية، و4000 جنيه في المناطق المتوسطة، وتصل إلى 8000 جنيه في المناطق الراقية.
وخلال حواره في برنامج "يحدث في مصر" مع الإعلامي شريف عامر، على قناة MBC مصر، كشف عبد الرحمن أن هناك عقود إيجار لا تتجاوز قيمتها 60 قرشًا شهريًا، في حين تدر هذه العقارات أرباحًا كبيرة للمستأجرين، خاصة في حالة المحلات التجارية، التي وصفها بـ"المصيبة الكبرى" في قانون الإيجار القديم.
اعتراضات على القانون الجديد للإيجار القديموأشار عبد الرحمن إلى أن مشروع قانون الإيجار القديم الجديد لا يزال ينحاز للمستأجرين، سواء كانوا فقراء أو أغنياء، على حساب الملاك. وأبدى اعتراضه على مدة الخمس سنوات التي ينص عليها مشروع القانون كفترة انتقالية، قائلاً إن هذه المادة تمثل إضرارًا كبيرًا بأصحاب الحقوق.
"كيف يدعم القانون تاجرًا غنيًا على حساب المالك؟"وختم رئيس الائتلاف تصريحاته بالتأكيد على وجود "عوار" كبير في عقود الإيجار التجاري القديمة، متسائلًا: "كيف يمكن للقانون أن يدعم تاجرًا يحقق أرباحًا بالملايين، بينما يتقاضى المالك جنيهات قليلة؟"، مطالبًا بتعديل جذري يعيد التوازن للعلاقة بين المالك والمستأجر.