مع إعلان الوسطاء عن تمديد الهدنة المؤقَّتة في قِطاع غزَّة ليومَيْنِ إضافيَّيْنِ، راجعينَ هذا التمديد إلى دواعٍ إنسانيَّة تهدف إلى إعطاء المزيد من الوقت لعمليَّات تبادل الأسرى بَيْنَ المقاومة الفلسطينيَّة وكيان الاحتلال الصهيونيِّ، وهو ما يفرض على الوسطاء العمل بشكلٍ جدِّيٍّ لتمديدِها لِمَا هو أكثر إنسانيَّة من عمليَّة التبادل، فهناك جانب إنسانيٌّ آخر لا يقلُّ عن الجانب الإنسانيِّ المتعلِّق بالأسرى، ألَا وهو أولئك الَّذين فقَدوا منازلهم وأحبَّتهم وأصبحوا رهينة لظروف الطقس القاسي وإرهاب العدوِّ المتربِّص بهم، الَّذين نزحوا قسريًّا نَحْوَ وسط وجنوب القِطاع، دُونَ مأوى أو علاج أو غذاء أو ماء نظيف، الَّذين تفرض عَلَيْهم تلك القوَّة الغاشمة الإرهابيَّة المُتمثِّلة في الكيان الصهيونيِّ عدم العودة للاستظلال حتَّى بالركام المتبقِّي من منازلهم.


وباتَ من غير المقبول مطلقًا استمرارُ لصْقِ الخطوات الإنسانيَّة بما يناسب الكيان الصهيونيَّ المارق وما يتماشى مع حماية مواطنيه، والاستمرار في تجاهل الثوابت الإنسانيَّة في حماية الأشدِّ عوزًا للحاجات الإنسانيَّة من سكَّان غزَّة المَدنيِّين العُزَّل المُحاصَرِين، الَّذين فقدوا أكثر من (15) ألفَ شهيدٍ بَيْنَهم (6150) طفلًا، وأكثر من (4) آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من (36) ألف جريح، الكثير مِنْهم في حالة حرجة، وتتضاءل فرص النجاة نتيجة نقص العلاج وقلَّة الإمكانات في مستشفيات القِطاع وعربات الإسعاف؛ نتيجة الاستهداف الدَّائم لتلك المنشآت من قِبل قوَّات الاحتلال الصهيونيِّ بما يملكونه من أسلحة متطوِّرة فتَّاكة مُحرَّمة دوليًّا، أمطروا بها غزَّة دُونَ رادعٍ من ضميرٍ أو وَجَلٍ من محاسبةٍ تفرضها القوانين الدوليَّة، ومواثيق الأُمم المُتَّحدة.
والدَّليل الأكبر على هذا الكيل بمكيالَيْنِ الَّذي نراه في قِطاع غزَّة، هو حالة العدوان المستمرِّ على فلسطينيي الضفَّة الغربيَّة والقدس المحتلَّتَيْنِ، والَّتي تتصاعد وتتواصل دُونَ حراكٍ دوليٍّ يحمي الفلسطينيِّين من جرائم كيان الاحتلال العدوانيَّة وقطعان مستوطنيه الإرهابيِّين، الَّذين يستهدفون البَشَر والزَّرع والحجَر دُونَ أيِّ استنكارٍ أو تنديدٍ حتَّى ممَّن يسعون لهدنة مؤقَّتة تُعِيد للكيان الصهيونيِّ أسراه (بدواعٍ إنسانيَّة). فحتَّى الإنسانيَّة باتَتْ مختلَّةَ الميزان، وباتَ حقُّ الإنسان في الحياة مرتبطًا بانتمائه وعِرقه وجنسيَّته دُونَ أنْ يسعى هؤلاء الوسطاء الغربيون إلى وقفٍ فوريٍّ مستمرٍّ للعدوان وحرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يشنُّها كيان الاحتلال الصهيونيِّ ضدَّ أبناء فلسطين في كامل أراضيهم المحتلَّة، وليس قِطاع غزَّة فحسب، وذلك عَبْرَ قرار أُمميٍّ ملزِم لجميع الأطراف، يصدر من مجلس الأمن ويلتزم به الجميع دُونَ تفرقة أو ازدواج في المعايير.
لِيكُونَ وقف وضمان إنهاء العدوان الغاشم، ووقف دائرة القتل والألم واليأس منطلقًا لإيجاد حلٍّ نهائيٍّ للقضيَّة الفلسطينيَّة، قائم على تنفيذ حلِّ الدولتَيْنِ، الَّذي يُمثِّل الطريق الوحيد للسَّلام والأمن، وهو ما يستلزم في البداية تغيُّر المواقف السِّياسيَّة الدوليَّة الَّتي يستغلها الكيان الصهيونيُّ لمواصلة حمَّام الدَّم، كما يجِبُ ألَّا يُنظرَ إلى جرائم الحرب على أنَّها أمْرٌ عاديٌّ، ويجِبُ محاسبة المسؤولين عَنْها في كيان الاحتلال المارق، فلا يُمكِن أبدًا أن يظلَّ هذا الكيان الغاصب فوق القانون، فالإنسانيَّة الحقيقيَّة تفرض عَلَيْنا الآن وقَبل أيِّ وقتٍ آخر أن تصبحَ الهدنة الحاليَّة إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النَّار، نضْمَن خلاله حصول غزَّة على جميع الإمدادات الإنسانيَّة الَّتي تحتاجها، وأنْ يتمَّ تمكين المنظَّمات الأُمميَّة من القيام بِدَوْرها دُونَ أيِّ عوائق، فالإنسانيَّة المزعومة يجِبُ أنْ تبدأَ أوَّلًا بإيمانِ الكيان الصهيونيِّ بأنَّ القتلَ وإرهاب المستوطنين ضدَّ المَدنيِّين الفلسطينيِّين في الضفَّة الغربيَّة والعدوان على غزَّة لَنْ يجلبَ الأمن الَّذي لَنْ يتحقَّقَ إلَّا عَبْرَ سلامٍ عادلٍ ودائم.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

 السفير اليمني في قطر يكرّم الطلبة المتفوقين: التعليم بوابة بناء الوطن

في مشهد احتفالي يعكس روح التقدير والاهتمام بالمتميزين، كرّم السفير اليمني في دولة قطر، الأستاذ راجح بادي، نخبة من الطلبة اليمنيين المتفوقين في المدارس والجامعات القطرية، ضمن حفل نظمته مبادرة يمن الإيمان بالتعاون مع قطر الخيرية.

وفي منشور له على منصة "إكس" رصده موقع مأرب برس "عبّر السفير بادي عن سعادته بهذا التكريم، مؤكدًا أن دعم الطلبة اليمنيين في الخارج يمثل أولوية دائمة، باعتبارهم ركيزة أساسية في مسيرة بناء الوطن» وقال:"نؤكد التزامنا الدائم بدعم أبنائنا الطلبة وتوفير سبل الرعاية التعليمية التي تمكّنهم من التفوق والمساهمة في بناء الوطن."

كما ثمّن السفير جهود مبادرة "يمن الإيمان" في رعاية المبدعين من أبناء الجالية اليمنية، متمنيًا التوفيق والسداد لقيادتها الجديدة، ومشيدًا بدورها في تعزيز روح الانتماء والتميز بين الشباب اليمني في قطر.

ويأتي هذا التكريم في إطار حرص السفارة اليمنية على دعم المبادرات المجتمعية والتعليمية التي تعزز من حضور الجالية اليمنية في المحافل الأكاديمية، وتُبرز صورة مشرقة لليمنيين في الخارج، رغم التحديات التي تواجه وطنهم الأم.

 

مقالات مشابهة

  • دونالد ترامب.. الوجه الأمريكي للاحتلال الصهيوني
  • الأردن: نأمل أن تسهم قمة شرم الشيخ في إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين
  • الجبهة الشعبية تثمن جهود داخلية غزة في ملاحقة أذناب الكيان الصهيوني
  • نائب وزير الخارجية: اعتراف المجرم ترامب بتزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة دليل على شراكة أمريكا في جرائم الإبادة بغزة
  • وتمت تبرئة الكيان الصهيوني... ولا عزاء للأبرياء
  • نائبة: كلمة الرئيس بقمة شرم الشيخ عبّرت عن صوت الضمير الإنساني ومصر أثبتت أنها بوابة السلام في المنطقة
  • مدير المركز العربي للأثريين العرب، أن التراث الإنساني ليس عملاً ترفيهيًا بل هو واجب إنساني يضمن استمرارية الهوية ونقلها للأجيال القادمة
  • موقع بريطاني: اليمن لاعب مؤثر اشترط وقف عملياته لالتزام الكيان الصهيوني بوقف النار
  •  السفير اليمني في قطر يكرّم الطلبة المتفوقين: التعليم بوابة بناء الوطن
  • انطلاق عملية تبادل رهائن الكيان الصهيوني والأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق غزة