البوابة نيوز:
2025-05-16@21:58:10 GMT

الأفعى التى فى رأسك

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

يُحكى أن فلاحًا زار أحد فلاسفة الرومان فى بيته، وصادف وقت مجيئه وقت غذاء الفيلسوف، فأصرَّ الفيلسوف أن يجلس الفلاح لتناول الغداء معه.
لبَّى الفلاحُ دعوة الفيلسوف، وعندما تناول طبق الحساء بين يديه رأى فيه أفعى صغيرة، ولكنه رغم هذا أكل ما فى الطبق لأنه كَرِه أن يُحرج الفيلسوف!
عاد الفلاح إلى بيته، ولم ينم ليلته تلك من وجع بطنه، وقال لنفسه: «من المؤكد أن هذا أثر السُّم».

. وفى الصباح الباكر خرج قاصدًا بيت الفيلسوف علَّه يجد دواءً لما ألمَّ به، وكم كانت دهشته عظيمة عندما أخبره الفيلسوف أنه لم يكن فى الطبق أية أفعى، وإنما هذا كان مجرد إنعكاس صورة الأفعى التى تزين سقف غرفة الطعام؛ وقد انعكست تلك الصورة فى قاع الطبق الذى كان أمام الفلاح.
أحضر الفيلسوف طبقًا فارغًا، وقدمه للفلاح، وأطلعه على محتوى أوانى الحساء، ثم سكب الحساء فى الطبق، وقال للفلاح: انظر جيدًا.. أتوجد أفعى؟ قال الفلاح: لا!!
أمسك الفيلسوف بيد الفلاح واصطحبه إلى غرفة الطعام، وأجلسه عند الموضع الذى كان يجلس فيه المرة السابقة؛ بحيث يكون الطبق تحت الرسمة التى فى السقف مباشرةً، ورأى الفلاح صورة الأفعى منعكسة فى الطبق!!
ابتسم الفيلسوف قائلًا للفلاح: الأفعى توجد فى عقلك فقط!.. الغريب أن الألم فى بطن الفلاح زال فور معرفته بالحقيقة!
كم من الأوهام المفزعة تملأ رأسك عزيزى القارئ!.. أوهام لا وجود لها إلا فى رأسك.. أوهام تؤرِّق حياتك وتصيبك بالرعب والفزع.
قلقك مما قد تحمله لك الأيام المقبلة من أهوال ونكسات، رعبك من أن تصاب بضائقة مالية تُحْوِجَك لمد يدك إلى من ليس فى قلبه رحمة أو شفقة.. خشيتك المرض الذى يُعْجِزك عن الحركة، أو يُفْقِدك الذاكرة، أو يصيبك بالخرف.. فزعك من الموت وما ستلقاه من عذاب وأهوال بعد أن تفارق الروح جسدك. كلها مخاوف وأوهام موجودة داخل رأسك ليس لها ما يبررها. مخاوف وأوهام تعكر صفو حياتك، وتصيبك برجفة وقشعريرة. وتمنعك من الاستمتاع بمباهج الحياة.
ولنأخذ مثالًا للمخاوف التي تؤرِّق كثيرًا منَّا: 
صورة الثعبان الأقرع الذى سوف يهاجمك فى قبرك؛ ويهنش عظمك ولحمك. هذه الصورة تحتل حيزًا كبيرًا فى رأسك.. ترعبك هذه الصورة؛ وكأن أهلك سوف يُلقون بك فى القبر حيًا، ولأنك الميت الحى سوف ترى المنظر البشع للثعبان الأقرع، وتشعر بالآلام المبرحة التى تلقاها على يد ذلك الثعبان!
لم يحدث أن أحدًا قد مات؛ ثم عاد إلى الحياة واصفًا لنا تفاصيل هذه الرحلة. كل ما يرعبنا من الموت ويفزعنا منه إننا نقيسه بمعيارنا نحن الأحياء، فأنت تظن وهمًا إنه بمجرد إغلاق باب القبر عليك؛ ستدب فيك الحياة مرة أخري، وسترى الأهوال!
ليتك يا عزيزى القارئ تشرع فى فحص تلك الأوهام التى تملأ رأسك؛ وستجد عقل يموج بكثير من الأوهام التى لا مبرر لها!! 
تخلص من أوهامك حتى تكون أكثر قوة وتماسكًا.. وتعيش حياة متوازنة مطمئنة. 
د. حسين علي: أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بآداب عين شمس
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فيلسوف الأوهام الفلاح

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!

 


كم من الحنين يجتاح مشاعرى ويهز كيانى كله حينما يصل إلى مسامعى كلمات وصوت مطربينا العظماء وهم يتغنوا بمصر،"مصر التى فى خاطرى وفى دمى- أحبها من كل روح ودمِ"  (لأم كلثوم)، وتلك الكلمات العذبة "بالأحضان يا بلادنا يا حلوة بالأحضان " (لعبد الحليم حافظ).
هذه الأغانى التى نستمع إليها فى مناسبات وطنية من إذاعة الأغانى والتى أيضًا خصص لها مدة ساعة من الزمن مساء كل سبت من نفس الإذاعة.
لا يمكن التعبير عما يجيش فى النفس حينما إستمع إلى تلك المعزوفات الوطنية الجميلة وأخيرًا وبعد صبر طويل جاء إلينا نبع الخير المصرى بصوت جديد أخرحينما تتغنى بالأغانى الوطنية تقترب من نفس وإحساس المصريين هى الفنانة "شيرين عبد الوهاب" وتلك الأغانى التى بدأت سلستها " ما شربتش من نيلها، ما مشيتش فى شوارعها "

تلك الأغنية وغيرها مما تقدم هذه الشابة المصرية الصوت والشكل والروح، أيضًا تقترب بنا إلى مرفأ نفس المشاعر والأحاسيس التى تفجرها الأصوات القديمة لعبد الوهاب ومحمد فوزى وعبد المطلب وفريد الأطرش وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة (أطال الله عمرها).

 

نحن فى أشد الإحتياج لظهور منظمى كلمات وطنية وملحنين لديهم الحس بالكلمة ومعناها وفوق ذلك مطرب وليس مؤدى لكى يجعل من تلك الكلمات ترياق للحياة، ويجعل من تلك النغمات دقات لقلوب المصريين.

ولسنا فى إحتياج لهياج أو صريخ أو نداء على الوطن البعيد، الغائب ولكن نحتاج لمناجاة الوطن والتعبير عنه فى "حسن الأداء وإتقان العمل وتعميق الإنتماء للبلد والغيرة عليه، هذا كله بعيد عن السياسة وعن الأحزاب وعن الأيدولوجيات حيث مصر هى الأم وهى المرجع وهى الوطن الذى نحيا فيه ونحيا له ونتغنى به ونعشقه ونشتاق إليه فى الغربة عنه، حتى ولو كانت غربة مؤقتة لزيارة أو سياحة أو حتى للإستشفاء فالعودة للوطن بكل ما فيه من سلبيات -والفارق بين ما نراه خارجه وما نشاهده ونعايشه فى أرجائه، لا يعوضنا شيىء فى حبه، هذا الوطن ونحن نتغنى به نحتاج لمن يدير مرافقه وشئونه لديه نفس الإحساس الذى تجيش به مشاعرنا وأعتقد فى كثير من الأحيان حينما أشاهد مسئولًا متقاعسًا أو كسولًا أو غبيًا عن خدمة هذا الوطن، أعتقد بأنه ينقصه بيولوجيًا شيئًا هامًا، ينقصه الإحساس بالوطن، وأعتقد بل أجزم بأنه لا يستشعر ما نستشعره حينما نستمع لأغنية مثل "وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبنى قواعد المجد وحدى – وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى – أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته قواعد عقدى " رحم الله حافظ إبراهيم والسنباطى وأم كلثوم". 
    أ.د/حماد عبد الله حماد
Hammad [email protected]

مقالات مشابهة

  • بإطلالة جذابة .. نسرين طافش تثير إعجاب جمهورها
  • توريد 270 ألف طن قمح لصوامع أسوان
  • ماذا يجري فى نيالا؟
  • حكيم باشا رقم واحد| حوار جريء لـ أحمد صادق.. وهذا رأيه في أحمد الفيشاوي والعوضي
  • حادث كوني فظيع.. تصادم بسرعة 3 ملايين كم/ساعة!
  • شخص يعرض فائدة الساتر اثناء الرحلات البرية ..فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!
  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
  • متسخرش من آيات الله..رسالة محمد هنيدي بعد واقعة الزلزال
  • "البحوث الفلكية" يكشف تفاصيل الزلزال الذى ضرب مصر