أخبارنا المغربية ــ عبد المومن حاج علي 

قرر عبد المجيد تبون إنهاء مهام وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني، بعد سويعات قليلة من تصريحه الصحفي "الكوميدي" حول ارتفاع أسعار "البطاطا" في الجزائر، وتعيين يوسف شرفة على رأس وزارة الجارة الشرقية.

وكان محمد عبد الحفيظ هني، قد زف يوم الثلاثاء الماضي، عبر تصريح صحفي، خبر تغطية المخزون الاستراتيجي لمادة البطاطا للسوق الوطنية "للقوة الضاربة" مما يساهم في استقرار الأسعار بالأسواق، حسب تعبيره.

كما أوضح هني خلال تصريح صحفي على هامش جلسة علنية بمجلس الأمة، خصصت للمصادقة على الأحكام محل الخلاف في نص القانون المتعلق بالغابات والثروات الغابية، بأن المخزون الاستراتيجي لمادة "البطاطا" يقدر بأكثر من 130 ألف طن، وهو ما يمثل أداة من أدوات ضبط السوق حيث سيتم اللجوء إليه كلما استدعت الحاجة.

وعرى نشطاء فيسبوكيون جزائريون تناقضات الوزير مباشرة بعد التصريح الصحفي، حيث أكدو أن سعر البطاطس يرتفع يوما بعد يوم رغم ضخ كميات من المخزونات لمواجهة الزيادة في أسعارها، مشيرين إلى أن النشرة اليومية لأسعار المنتجات الفلاحية التي تصدرها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، حددت سعر البطاطا بين 69 دينار جزائري و84 دينار جزائري خلال يوم الثلاثاء، بمعدل 76 دينار للكيلوغرام، بينما كان سعر البطاطا قبل شهر فقط في حدود 60 دينارا للكيلوغرام الواحد كحد أدنى و73 دينار كحد أقصى، بمتوسط 66 دينارا جزائريا.

وتعتبر الجزائر الدولة الوحيدة في العالم، التي لا زالت تنشغل بتوفير البقوليات والبطاطا… كما يخصص رئيسها حيزا مهما من خطبه وتصريحاته للحديث عن الفول والعدس والفاصوليا... رغم تصريحاته المتكررة بكون "بلاد الكابرانات" قوة عظمى داخل إفريقيا، وهو ما يتناقض مع وضع الشعب الجزائري الذي يقف في طوابير طويلة للحصول على كميات قليلة من المواد الأساسية.

يذكر أن الجزائر تعيش منذ شهور على وقع أزمة غلاء حادة وغير مسبوقة في أسعار السلع والمنتجات الأساسية وغيرها، وسط تحذير مختصين ومهتمين جزائريين من انهيار القدرة الشرائية للمواطنين، لما تشهده "القوة الضاربة" من نقص في المواد الأساسية وخاصة القطاني والحليب والسميد والسكر، وهو ما يدفع الجزائريين إلى الوقوف في طوابير طويلة للحصول عليها.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

الأركان الأساسية لبقاء إسرائيل

 

 

د. عبدالله الأشعل **

قامت إسرائيل بالمؤامرة والخديعة من الغرب الذي رَوَّج بأن المنطقة تحتاج لإسرائيل كالآتي: أولًا: نقل المنطقة من حالة التخلُّف إلى حالة التقدُّم، وثانيًا: نقل المنطقة من وضع البربرية والتخلُّف إلى وضع الديمقراطية والتقدُّم، وثالثًا: نشر الازدهار والرخاء للمواطنين العرب.
وثبت أن هذه التبريرات كاذبة، فقد حدث العكس تمامًا. فإسرائيل صادرت حق الشعوب في تقرير مصيرها، واستعانت بواشنطن حتى تُمكنها من دول المنطقة، حتى وصلنا إلى مستوى التشكيك في العروبة، وأن المنطقة توشك أن تكون صهيونية.

ولذلك فإن أركان وجود إسرائيل هي الآتي:
أولًا: تخلُّف المنطقة وجهلها.
ثانيًا: ديمقراطية المافيا الصهيونية، وطالما ردد الغرب أن إسرائيل امتداد للحضارة الغربية والديمقراطية الغربية، بينما ظهر أن إسرائيل وكيل حصري للغرب في قهر المنطقة وضياع دولها، كما تبين أن الرابطة بين إسرائيل وأمريكا هي الصهيونية الأمريكية ثم الصهيونية الإسرائيلية حاليًا.
ثالثًا: إخضاع الدول العربية عن طريق واشنطن لهيمنة إسرائيل، وقد رأينا ذلك واضحًا خلال ملحمة الأقصى؛ فلم تجرؤ الدول العربية والإسلامية على إنقاذ غزة وإدخال المساعدات إليها، رغم أن كل الدول العربية والإسلامية تملك ذلك؛ بل ورأينا العالم كله يتظاهر ضد وحشية إسرائيل ما عدا الدول العربية والإسلامية، لم نشهد فيها ذلك إلا قليلًا.

وللحق، إن التفسير يتجاوز التفسيرات التقليدية، وأخشى أن يكون التفسير هو نجاح أمريكا وإسرائيل في تغيير جينات الشعوب العربية إلَّا من رحم ربي.
رابعًا: الالتحام الكامل بين إسرائيل وأمريكا بحيث بَطَلَ القول بدوافع أمريكا لتوحش إسرائيل، فأمريكا أصبحت تُبيد الفلسطينيين بأسلحتها وأموالها، وحمايتها لإسرائيل من النقد أو الإدانة، بل تُبيد واشنطن غزة عن طريق الجيش الأمريكي.
وقد عمدت أمريكا إلى أمور خطيرة؛ الأمر الأول تمثل في الضغوط على معظم النظم العربية وفصل مصالح النظم عن مصالح الأوطان العربية. والأمر الثاني هو خلق شراكة وهمية بين بعض الحكام العرب وبين إسرائيل، ويتردد، بل وتقول إسرائيل صراحة، إن المعاملات مع بعض الحكام العرب الحقيقية سرية؛ ولذلك تستطيع واشنطن أن تُغيِّر الحاكم الذي تلمس فيه أمارات الوطنية أو العروبة، وهناك طابور طويل في الدول العربية للطامعين في السلطة ومستعدين للتوافق مع واشنطن.
خامسًا: ابتزاز بعض الدول العربية ونهب مواردها مقابل خلق واشنطن مخاطر وهمية.
سادسًا: أن ازدهار إسرائيل يعتمد على تراجع مصر وسوء أحوالها، ولا تتصور إسرائيل أن الحياة تتسع لكل من مصر وإسرائيل؛ ولذلك فالمعركة شرسة وطويلة بين مصر وإسرائيل. وقد حسمت أمريكا هذه المعركة عندما اتجهت مصر السادات إلى التسليم، بذريعة أنها لا تستطيع أن تحارب أمريكا.
سابعًا: شق الصف العربي.
ثامنًا: أسلوب الاغتيالات.
تاسعًا: ديمقراطية المافيا؛ ولذلك تردد أن إسرائيل تعتبر نتانياهو ملك إسرائيل، وهذه نهاية إسرائيل.

هذه الأركان اهتزت بفعل المقاومة، ويشعر الحكام العرب أن المقاومة ستقضي على إسرائيل، وأنه في نهاية المطاف ستزول إسرائيل؛ لأن التقديرات تُعطي إسرائيل سنوات قليلة حتى تزول.
وقد عالجنا مستقبل إسرائيل إذا توفرت عوامل معينة، منها عودة مصر إلى دورها في المنطقة، الذي قضت عليه إسرائيل.
كما جرى ترتيب الحكم في مصر والدول المجاورة على أساس الاستعانة بكل كفاءات الوطن، والنظر إلى المقاومة باعتبارها أداة هدم لإسرائيل، بغض النظر عن الحب والكره للمقاومة، علاوة على أن مصر لا يمكن أن تُفرِّط بدورها الأساسي في المنطقة حتى لو تغيَّرت النظم فيها.
مصر مسرح كبير ثابت، يتغير عليه الممثلون والنص وأحيانًا المشجعون، ولذلك إذا لم تستطع سلطة معينة في هذه المرحلة أن تُزيل إسرائيل زوالًا وديًّا وتوافقيًّا، فإن مصر ستشهد في المستقبل تحديات كبيرة مصدرها إسرائيل.
ونتوقع زوال إسرائيل واستعادة مصادر القوة لدى مصر حتى تعود إلى مكانتها، لكن ذلك مرهون بنصر المقاومة وإيران، وإذلال الجيش الصهيوني؛ لأن مصر منذ نشأة إسرائيل كانت ولا تزال تهديدًا وجوديًا مؤكدًا لإسرائيل.

اللافت للنظر كلمة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، عندما دعا نتانياهو للاحتفال بالمئوية الأولى في لندن، وقال إنه فخور بزراعة إسرائيل في المنطقة ورعاية لندن للمشروع الصهيوني وترتيب أوضاع السلطة في جوار إسرائيل، حتى تضامنت أمريكا مع لندن بعد الحرب العالمية الثانية، واشتركت في إيهام العرب بأهمية إسرائيل لهم. وهذا اعتراف بالغ الأهمية إذا أُقيمت دعاوى أمام القضاء البريطاني بالتعويض عن دور بريطانيا في مأساة فلسطين.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • شقيقتها السبب .. فتاة تلقي بنفسها من الطابق السادس في سوهاج
  • القضاء الجزائري يؤيد حكما بسجن الكاتب صنصال 5 سنوات
  • أخنوش: الذكاء الاصطناعي رافعة استراتيجية لتحسين الصحة، الفلاحة، والتعليم..
  • مبادرة مدنية دولية لإحياء اتحاد المغرب العربي وإنهاء الخلاف المغربي الجزائري
  • نتنياهو يجتمع اليوم بوزير الدفاع ورئيس الأركان بشأن التصعيد بغزة
  • عامل السراغنة يشرف شخصياً على إحصاء الماشية
  • “استيلاء غير مشروع”.. المركزي يكشف عن 3.5 مليار دينار طُبعت خارج القانون من فئة 50 دينارا
  • الأركان الأساسية لبقاء إسرائيل
  • رقمنة الكتب والترويج أولوية .. تفاصيل لقاء وزير الخارجية بوزير الثقافة
  • الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب