عربي21:
2025-06-03@16:15:41 GMT

بغداد والتحالف الدولي والطائرات المُسيّرة!

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

يَلفّ الغموض العلاقة بين قوّات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة في العراق؛ والفصائل التي تنتمي للحشد الشعبي!

وسبق للقوّات الدولية والحشد أن تعاونا بكافّة الجوانب العسكرية والاستخبارية الميدانية في المعارك ضدّ "داعش" حتّى العام 2017، وذلك التعاون ربّما كان وفقا لقاعدة "عدوّ عدوّي صديقي"، ويبدو أنّ هذه القاعدة توقّف مفعولها، وعادت مرحلة "العداء" مع القوّات الأجنبية!

واستهداف بعض فصائل الحشد للقوات الأمريكية المحتلة في العراق ليس جديدا، وتعود بداية تلك الهجمات للعام 2020، لكنّه تَجدّد وبكثافة بعد طوفان الأقصى!

وسبق لبعض فصائل الحشد أن استهدفت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، ولهذا كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعراق في الخامس من الشهر الماضي؛ الإنذار الأخير لتلك الفصائل!

والتطوّر الميداني الأبرز تمثّل باستهداف واشنطن لمنشآت تابعة للحشد التابع رسميّا لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بعد أن تجاهلت تلك الفصائل التهديدات الأمريكية!

وأكّدت القيادة العسكرية الأمريكية المركزية "سنتكوم"، في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أنّها "نفّذت ضربات منفصلة ودقيقة" على موْقعيْن داخل العراق، ردّا على "الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعات موالية لإيران، واستهدفت قوّات التحالف الدولي، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في العراق أمس واستخدمت فيه صواريخ باليستية قصيرة المدى".



وبعدها بساعات أعلن الحشد عن مقتل ثمانية من عناصره وجرح أربعة آخرين، في ضربات جوّيّة أمريكية شملت قاطع جرف النصر شمال بابل، جنوبي العراق.

واستهدفت طائرة مسيّرة أمريكية أخرى ناقلة عسكرية تابعة لكتائب "حزب الله العراقي" تحمل أعتدة على طريق "أبو غريب السريع"، غربي بغداد، فيما قامت طائرة مسيّرة ثالثة بإطلاق نيران أسلحتها الثقيلة باتّجاه بادية الثرثار في قضاء الرمادي شمال الطريق السريع الدولي!

وهذا يعني أنّ الهجوم وقع على ثلاثة مواقع، وأنّ الطائرات المسيّرة تتبّعت الجماعات المُنفّذة واستهدفتها!

وقبل (24) ساعة من الهجوم الأمريكي، كشفت نائبة المتحدّث باسم البنتاغون سابرينا سينغ، أنّ القوّات الأمريكية تعرّضت لحوالي (66) هجوما منذ 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023.

وقد سبق الهجمات الأمريكية فرض عقوبات أمريكية بحقّ سبعة أشخاص ينتمون "لجماعتين مسلّحتين عراقيتيّن مواليتيّن لإيران، بينها حزب الله العراقي".

وقوبلت الهجمات الأمريكية في أنحاء العراق بردود فعل متناقضة، ففي الوقت الذي أدان الحشد تلك الهجمات بأشدّ العبارات، كان بيان حكومة بغداد مختلفا فهو، إن لم يكن متوازنا، فهو متناغم مع تلك الضربات!

وأكّدت حكومة بغداد ببيانها، المتأخّر، أنّها لا تعلم بالهجوم، وأنّها ترفض التجاوز على السيادة العراقية، وأنّها المعنيّة بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حقّ حصري لها، "ولا يحقّ لأيّة جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي"!

وهذه، ربّما، إدانة حكومية "ناعمة" للقوى التي تهاجم قوّات التحالف الدولي في العراق! وقد وجّه السوداني، القوّات المسلّحة والأجهزة الأمنية، بـ"عدم السماح لأيّة جهة أن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره".

وهذا البيان الحكومي يحمل في طياته دلالات غامضة، وأنّ السوداني قد يقصد الحشد أو القوّات الأمريكية بعبارة: "عدم السماح لأيّة جهة.."! ولكن العبارة تميل إلى أنه يقصد الحشد بالدرجة الأولى!

وحذّر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الأربعاء، من اندلاع "مواجهات" جديدة جراء القصف الأمريكي ضدّ الحشد! فيما قال زعيم منظّمة بدر هادي العامري؛ للقوّات الأمريكية بعد الهجوم بأيّام: "اعتداؤكم لن يمرّ بدون جواب، وبقاؤكم شرّ مطلق"!

والسؤال هنا: إن كانت قوّات الحشد الشعبي "المُهاجمة" للتحالف تابعة للقوات المسلّحة الرسمية العراقية، فهل ضرباتها كانت بعلم الحكومة أم دون علمها؟

فإن كانت بعلمها فهذا تناقض مع البيان الحكومي، وإن كانت دون علمها، وهو الراجح، فهذا يعني أنّ هنالك قوّات أقوى من القوّات الرسمية، وهنا بداية الضياع لأيّ دولة في العالم!

ما جرى الأسبوع الماضي يؤكّد أنّ السيناريو العراقي سيكون مثل السيناريو السوري تماما! طائرات أجنبية تقصف وتعود لقواعدها دون أن تعترض سبيلها أيّ مقاومة، وربّما سنصل إلى مرحلة شلل الدولة إن لم تَتمكّن حكومة السوداني من ضبط السلاح المُسْتَهْدف للقوّات الدولية!

والمفاجأة الأمنية الخطيرة ذكرها موقع "ذا انترسيبت" الأمريكي (The Intercept) الذي أكّد يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، سرقة وثائق سرّيّة ومعدّات عسكرية "حسّاسة" بمئات آلاف الدولارات، من قواعد عسكرية أمريكية في أربيل وبغداد، بين عامي 2020 و2022، بينها (13) طائرة مُسيّرة، وصواريخ موجّهة! فمَنْ سرقها؟ وهل هي ذاتها التي تُستخدم في مهاجمة القواعد الأمريكية؟

ورغم الهجمات الأمريكية الأخيرة، استُهدفت قاعدة "حرير" في أربيل بهجوم طائرة مسيّرة، ليلة الأحد الماضي (26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023)!

وهذا يعني أنّه لا أحد يمكنه تحديد السيناريوهات المتوقّعة للمناوشات بين القوّات الدولية والحشد، ولكنّ المؤكّد أنّ واشنطن هي الأقدر على فرض إرادتها في العراق من الكيانات السياسية والأمنية العراقية الرسمية!

فهل سنشهد مواجهات سياسية وعسكرية قريبة بين الطرفين؟ أعتقد أنّ التصعيد سيّد الموقف إن لم تضبط بغداد تلك الجماعات المسلّحة!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الحشد العراق إيران امريكا مليشيات الحشد مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ات الأمریکیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

مستشار حكومي:العراق مقبل على انفتاح واسع في السياحة الخارجية

آخر تحديث: 3 يونيو 2025 - 10:57 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي، الثلاثاء، أن العراق مقبل على انفتاح واسع في السياحة الخارجية، فيما كشف عن خطة بالتعاون مع القطاع الخاص لتطوير الاستثمار في السياحة.وقال علاوي، للإعلام الرسمي، إن “العراق، بعد احتضانه للقمة العربية الرابعة والثلاثين والقمة الاقتصادية والتنموية، مقبل على انفتاح واسع في سياسته الخارجية، وعلى صعيد جذب السياحة وتنشيط حركة الجمهور الإقليمي والعالمي“.وأضاف علاوي، إن “العراق يمتلك مؤهلات سياحية وتاريخية وثقافية واجتماعية مهمة، تؤهله ليكون وجهة جذب سياحي بارزة، خاصة بعد اختيار بغداد عاصمةً للسياحة العربية”، مشيراً إلى أن “الحكومة العراقية، ووزارة الثقافة، وهيئة السياحة، وبالتعاون مع الوزارات الساندة، تبذل جهودًا كبيرة في هذا المجال“.وأوضح، أن “هذا الانفتاح سينعكس إيجاباً على الاقتصاد والمجتمع والحياة العامة، ويؤشر إلى حالة من الاستقرار والأمن قد تكون فريدة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يُلاحظ من خلال توافد العائلات العراقية والزوار من خارج البلاد إلى بغداد والمحافظات الأخرى، والمرافئ السياحية والاقتصادية“.وتابع علاوي، أن “هذا الأمر يدل على استدامة الأمن واستقرار الدولة العراقية، وحيوية الاقتصاد الوطني وقدرته على جذب الاستثمارات وتوفير الخدمات، خاصة في القطاع السياحي“.وبيّن، أن “هناك عملاً كبيراً من قبل الحكومة والقطاع الخاص لتطوير الاستثمار في السياحة التاريخية والعلاجية والدينية، ما يعزز المسارات الإيجابية التي تقودها الحكومة والشعب العراقي، عبر الدعوة إلى زيارة العراق ومحافظاته ومرافقه السياحية“.وأشار الى أن “ذلك سيسهم في توفير فرص العمل وتنشيط الاقتصاد المحلي والوطني، ويُمثل أولوية للحكومة العراقية في دعم الشباب وتمكينهم من الحصول على فرص تليق بهم“.

مقالات مشابهة

  • مدبولي لسفير العراق: لدينا إرادة لدعم التعاون مع بغداد
  • مستشار حكومي:العراق مقبل على انفتاح واسع في السياحة الخارجية
  • إندبندنت: العلاقات بين أربيل وبغداد على حافة الانهيار
  • بغداد تدين "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" على لبنان
  • أزمة مالية تضرب أربيل: سياسات تثير غضب الشارع الكردي
  • الرئيس اللبناني في زيارة الى بغداد
  • العراق ولبنان يجددان دعم وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها
  • عون يصل بغداد والسوداني في استقباله (صور)
  • بعد أزمة الحشد.. رئيس الوزراء العراقي يستقبل الرئيس اللبناني في بغداد
  • انقلبت شاحنة كانت تنقلها.. تحذيرات للسكان بمدينة ليندن الأمريكية من هجمات النحل عقب فرار 250 مليون نحلة من خلاياها