يؤكد تقرير صادر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) على ضرورة قيام الدول الأوروبية بتعزيز قدراتها العسكرية، وخاصة في إنتاج الذخيرة، استعدادًا لتهديد عسكري روسي محتمل عندما قد تكون الولايات المتحدة غير قادرة على تقديم تعزيزات فعالة.

 

يؤكد البروفيسور جاستن برونك، زميل أبحاث أول في القوة الجوية والتكنولوجيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، في التقرير أن أعضاء الناتو بحاجة إلى إعادة هيكلة قواتهم لردع روسيا عن استغلال أي صراع بين الولايات المتحدة والصين، من المتوقع أن يحدث في أواخر عشرينيات القرن الحالي، كفرصة.

للطعن في المادة 5 في أوروبا.

 

ورغم اعترافه بتركيز حلف شمال الأطلسي على دعم أوكرانيا، يحذر برونك من أن التحديات القصيرة الأجل قد صرفت الانتباه عن الخطر المتزايد المتمثل في نشوب صراع أكثر أهمية في السنوات المقبلة. ويشير إلى أن روسيا حولت اقتصادها إلى حالة الحرب، وتواجه الولايات المتحدة تحديات في تجديد مخزوناتها ودعم أوكرانيا بالقدر الكافي، وتدير الدول الأوروبية وضعاً محفوفاً بالمخاطر في ظل عدم كفاية القدرات الدفاعية والصناعية.

 

يحذر برونك من أن الجيش الأمريكي يواجه تهديدا هائلا من القوات الصينية في منطقة المحيط الهادئ الهندية، مما يترك أوروبا عرضة لعدوان عسكري متزامن من قبل روسيا في حالة نشوب صراع بين الولايات المتحدة والصين. ويؤكد أن أوروبا، باستثناء بولندا، فشلت في الاستثمار بالقدر الكافي في القدرة الإنتاجية الصناعية والإنفاق الدفاعي، وهو ما يتزامن مع اهتمام الصين بدعم روسيا.

 

لمواجهة هذا التهديد، يحث برونك الدول الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة، على الاستثمار بشكل عاجل في زيادة الطاقة الإنتاجية لذخائر المدفعية وقطع الغيار وصواريخ الدفاع الجوي. وتهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى ضمان الاستعداد ضد أي هجوم روسي محتمل وتجديد المخزونات المستنفدة في مواجهة الديناميكيات الجيوسياسية المتطورة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدول الأوروبية إنتاج الذخيرة الولايات المتحدة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تصعيد متبادل بين العقوبات والمواقف السياسية.. روسيا تشن أعنف هجوم جوي على أوكرانيا

البلاد (كييف)
في تصعيد غير مسبوق منذ اندلاع الحرب بين موسكو وكييف قبل أكثر من ثلاث سنوات، شنت القوات الروسية خلال الساعات الماضية أكبر هجوم جوي على الأراضي الأوكرانية، ما ألقى بظلال قاتمة على جهود السلام، التي كانت قد بدأت في التحرك ببطء خلال الفترة الماضية.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت فجر أمس (الأحد)، أكثر من 500 سلاح جوي على الأراضي الأوكرانية؛ من بينها 477 طائرة مسيرة، وطائرات خداعية، بالإضافة إلى 60 صاروخاً باليستياً وعابراً. وأوضحت أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من إسقاط 249 طائرة مسيرة، في حين يُرجح أن بقية الطائرات فقدت بفعل أنظمة الحرب الإلكترونية.

وقال رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات، إن الهجوم الجوي الروسي الأخير يُعد “الأضخم على الإطلاق” منذ بداية الحرب في فبراير 2022، مشيراً إلى أنه استهدف مناطق واسعة في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك مناطق بعيدة عن خطوط الجبهة في غرب أوكرانيا.
الهجوم الجوي الذي وصفه المسؤولون الأوكرانيون بأنه “غير مسبوق”، يأتي في سياق حملة عسكرية روسية تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تزايد الضغط العسكري على القوات الأوكرانية، وإثارة المخاوف من موجة دمار جديدة تطال البنية التحتية المدنية والعسكرية على حد سواء.
ورغم الضربات الجوية المكثفة، لا تزال كييف تتلقى دعماً عسكرياً غربياً متواصلاً، في وقت يعكف فيه الطرفان على تقييم ميداني مستمر لما آلت إليه الأوضاع على الأرض.
وفي خضم التصعيد العسكري، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للدخول في جولة جديدة من محادثات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول. وخلال مؤتمر صحفي عقده في مينسك، العاصمة البيلاروسية، أعرب بوتين عن تقديره للجهود التركية، مشيراً إلى أن مذكرات التفاهم بين موسكو وكييف ستكون على رأس جدول المفاوضات المحتملة.
وكان الجانبان قد عقدا جولتين من المحادثات في إسطنبول في وقت سابق من الحرب، لكن دون أن تفضي تلك الجلسات إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.
وفي جانب آخر من المشهد، جددت روسيا رفضها للضغوط الأوروبية المستندة إلى العقوبات الاقتصادية، مؤكدة أن هذه الإجراءات لن تدفعها إلى طاولة المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن تشديد العقوبات الأوروبية لن يؤثر على موقف موسكو التفاوضي، واصفاً العقوبات بأنها “غير قانونية” و”سلاح ذو حدين”، محذراً من أن العقوبات الأشد ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية سلبية على أوروبا نفسها.
وأضاف بيسكوف أن روسيا أصبحت أكثر قدرة على مقاومة العقوبات الغربية، مستبعداً أن تتمكن أوروبا من تحقيق أهدافها السياسية من خلال الضغوط الاقتصادية.
ورغم تضرر روسيا من موجات العقوبات التي فُرضت عليها منذ اندلاع الحرب في 2022، فإن الاقتصاد الروسي أظهر مرونة واضحة خلال عامي 2023 و2024، في حين لم تحقق العقوبات الغربية النتائج المرجوة في كبح قدرات موسكو العسكرية والاقتصادية.
وفي العاشر من يونيو الجاري، اقترحت المفوضية الأوروبية حزمة جديدة من العقوبات تستهدف القطاعات الحيوية للاقتصاد الروسي، بما في ذلك عائدات الطاقة والبنوك والمؤسسات العسكرية. غير أن الولايات المتحدة لا تزال تتردد في تشديد عقوباتها الخاصة على موسكو حتى الآن.
وتأمل أوروبا أن تؤدي جولات العقوبات المتتالية إلى إجبار الكرملين على تغيير استراتيجيته تجاه أوكرانيا، إلا أن التصريحات الروسية الأخيرة تؤكد أن موسكو مستمرة في مقاومة هذه الضغوط، وأن قرار إنهاء الحرب لن يكون نتاج العقوبات، بل رهين بحسابات ميدانية وسياسية معقدة.
ومع استمرار أعنف هجوم جوي منذ بداية النزاع، وتبادل الرسائل الصارمة بين موسكو وأوروبا، يبدو أن مستقبل الحرب لا يزال غامضاً. فبينما يدفع الرئيس الروسي باتجاه محادثات جديدة في إسطنبول، تتواصل الضغوط العسكرية والاقتصادية على الأرض بوتيرة متسارعة، ما يجعل مسار التصعيد أكثر ترجيحاً من التهدئة في المدى القريب.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل لقاء حزب الوعي وفدَ سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة
  • روسيا: سندعم قدرات إيران الدفاعية بعد هجوم إسرائيل
  • مسئول روسي: اتصال بوتين مع ماكرون علامة على خروج الدبلوماسية الأوروبية من غيبوبتها
  • "برمان" يكشف ملابسات وقضية هروب الفتاة الأمريكية من أصول يمنية إلى الولايات المتحدة
  • ما مستقبل الدبلوماسية الأوروبية في الملف النووي الإيراني؟
  • تصعيد متبادل بين العقوبات والمواقف السياسية.. روسيا تشن أعنف هجوم جوي على أوكرانيا
  • مسؤول روسي: لقاء بوتين وترامب قد يتم في أي لحظة
  • روسيا تشن أضخم هجوم جوي منذ بداية الحرب ضد أوكرانيا
  • الكرملين: العقوبات الأوروبية على روسيا غير قانونية
  • موجة حرّ غير مسبوقة تجتاح عدداً من الدول الأوروبية