ينذر بدء الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ خطة لإغراق أنفاق المقاومة في قطاع غزة، بماء البحر، بمخاطر بيئة كارثية على القطاع، لا سيما المرتبطة بتلوث المياه الجوفية وانهيارات التربة.

وأعلنت قوات الاحتلال أنها بدأت عمليات إغراق استهدفت أنفاقا للمقاومة الفلسطينية شمال غرب قطاع غزة، عبر ضخ مياه البحر إليها، وسط تشكيك في نجاعة الخطة من الناحية العسكرية، لكنها من ناحية بيئية تنذر بخراب كبير.



يأتي ذلك بينما حذرت سلطة المياه الفلسطينية من "كارثة مائية وبيئية" في حال أقدم الاحتلال على تنفيذ تهديداته بضخ مياه البحر إلى أنفاق بقطاع غزة، وقالت إن تنفيذ هذا التهديد "سيتسبب بحدوث كارثة مائية وبيئية، ومخاطر جسيمة، خصوصا على المياه الجوفية، قد يصعب تداركها مستقبلا".

وتتذرع دولة الاحتلال لتبرير خطتها بأن عناصر المقاومة في قطاع غزة يستخدمون الأنفاق لاحتجاز إسرائيليين، لكنها لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى هذه الأنفاق وتحرير محتجزيها، فيما تؤكد المقاومة وعلى رأسها حركة حماس أن إطلاق سراح المحتجزين لن تتم إلا بصفقة تبادل للأسرى.


بيئة غزة ضحية العدوان
ويرى الخبير البيئي، ورئيس اتحاد الجمعيات البيئية في الأردن، عمر شوشان أن البيئة في غزة هي الضحية غير المعلنة "نتيجة العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "كافة عناصر البيئة تتعرض لمخاطر جسيمة وتدمير ممنهج من قبل آلة الحرب الاجرامية التي طالت كافة سبل الحياة الأساسية، ولعل قطاعي المياه والهواء تعرضا إلى تلويث كبير نتيجة استخدام الأسلحة الثقيلة والفوسفورية طالت كافة مناطق القطاع".

وأضاف شوشان في حديث خاص لـ"عربي21" أن  اغراق الأنفاق بالمياه سيعرض لتلوث المياه الجوفية كما سيلحق الضرر في البيئة البحرية، مشيرا أن ما تنوي قوات الاحتلال تنفيذه مخالف للقانون الدولي، إذ إن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارات تنص على عدم استخدام البيئة في الحروب والنزاعات.

وشدد الخبير على أنه بات من المؤكد أن العدوان في غزة تسبب في تلويث آبار المياه، وإحراق المحاصيل وتقطيع الأشجار وتسميم التربة، وقتل الحيوانات لتحقيق المكاسب العسكرية.

خراب لـ100 عام
من جانبه، قال خبير البيئة، عبد الرحمن التميمي، إن إغراق دولة الاحتلال أنفاقا للمقاومة في غزة بمياه البحر "سيجعل من القطاع، منطقة غير قابلة للعيش حتى 100 عام".

وقال التميمي إنه "إذا نجحت إسرائيل في مخططها فسيؤدي ذلك إلى كوارث بيئية متعددة أولها تلوث المياه الجوفية الملوثة أصلا، وسيؤدي تراكم الملح إلى قتل التربة بشكل كبير ويتسبب بذوبانها الأمر الذي يؤدي إلى انهيارات في التربة ما يعني هدم آلاف المنازل الفلسطينية في القطاع المكتظ بالسكان".


وتابع التميمي: "إذا تلوثت المياه والتربة فسيصبح الإنسان حبيس التلوث بكل أشكاله من مياه الشرب، ومنتجات زراعية تؤدي إلى آثار بيئية على صحة".

وأكمل: "سيصبح قطاع غزة منطقة طاردة للسكن، وبحاجة إلى نحو 100 عام للتخلص من الآثار البيئية لهذه الحرب".

ولفت إلى أن الحرب المستمرة على غزة لها آثار قاتلة على البيئة، موضحا أن "كثيرا من المعادن الناتجة عن المخلفات الصلبة، والأخرى الناتجة عن القنابل الفوسفورية والقنابل المتفجرة التي تلقيها إسرائيل على القطاع تتحلل وتلتحم مع معادن أخرى لتصبح أكثر خطورة على البيئة والإنسان والمياه في غزة".
وزاد: "كل أنواع الكوارث متوقعة في غزة بسبب تلوث المياه والهواء والتربة بالإضافة إلى تلك الجثث والكميات الكبيرة من المواد المتفجرة التي ألقيت على غزة".

وذكر أن "الوضع المائي في قطاع غزة قبل الحرب متدهور، فحوالي 90 بالمئة من مصادر المياه غير صالحة للشرب، والآن الأوضاع أكثر سوءا إذ إن 99 بالمئة من المياه لا تصلح للشرب".

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الأربعاء، 18 ألفا و608 شهداء و50 ألفا و594 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة الفلسطينية فلسطين غزة الاحتلال اغراق الانفاق سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المیاه الجوفیة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: جيش الاحتلال يسعى عبر خطته العسكرية لتغيير هندسة قطاع غزة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى ضمن خططه العسكرية للمرحلة القادمة إلى تغيير هندسة قطاع غزة والاستيلاء عليه لمنع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمقاومة الفلسطينية من السيطرة على القطاع.

ووصف الخطط الإسرائيلية بأنها لعبة كبيرة في المرحلة القادمة.

وكان تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" في وقت سابق كشف عن خطة الجيش الإسرائيلي لتقسيم قطاع غزة إلى 5 أجزاء والسيطرة على نحو 70% إلى 75% منه خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وذلك ضمن عملية عسكرية موسعة تقودها 5 فرق قتالية.

وعن دلالات إدخال لواء المظليين إلى غزة، أوضح العميد حنا أن هذا اللواء يتبع الفرقة 98، وقد جاء به جيش الاحتلال من الشمال وتم تجميعه مع الوحدات الخاصة والألوية المهمة مثل لواء غولاني لتنفيذ عمليات معينة في القطاع، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يعتمد في خطته العسكرية على الاحتلال والبقاء والتأمين، تحضيرا لما يسمى توزيع "المساعدات الإنسانية".

وكشف تحقيق لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مشروع آلية المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، المدعوم من الولايات المتحدة، سينفذ عن طريق منظمة تُدعى" مؤسسة غزة الإنسانية"، ووفقا للخطة، سيعيش الفلسطينيون في مجمعات سكنية محمية، قد يستوعب كل منها عشرات الآلاف من المدنيين.

إعلان

وقال العميد حنا إن" واشنطن بوست " تحدثت عن شركات خاصة أمنية ستحمي ما أسماها الفقاعات المدنية في غزة، في 3 مناطق في الجنوب وفي الوسط وفي الشمال، مشيرا إلى وجود مشكلة تتعلق باحتمال أن يقوم جيش الاحتلال باعتقال أشخاص وعائلات فلسطينية بزعم الحفاظ على الأمن.

وصاية أمنية

واستبعد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) فيليب لازاريني نجاح خطة المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة، كما قالت منظمات المجتمع المدني والأهلي في القطاع إنه لا توجد هيئة محلية أو مؤسسة فلسطينية ودولية واحدة مستعدة للتعامل مع آلية المساعدات الأميركية الجديدة ذات الطابع الأمني، التي تكرس مفهوم الغذاء مقابل الوصاية الأمنية.

ومنذ مدة، تروج تل أبيب وواشنطن لتوزيع المساعدات بطريقة تستهدف إفراغ شمال القطاع من سكانه الفلسطينيين، عبر تحويل مدينة رفح (جنوب) إلى مركز رئيس لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها.

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

مقالات مشابهة

  • وزير البيئة: العراق يسير بخطى واثقة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في ملف المياه
  • الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال يفرض سيطرته على 77% من القطاع
  • الأونروا: هذا السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة في غزة
  • جميع ألوية المشاة والمدرعات بجيش الاحتلال تدخل قطاع غزة
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يسعى عبر خطته العسكرية لتغيير هندسة قطاع غزة
  • مجازر جديدة والاحتلال يعترض صاروخا بغلاف غزة
  • "كود ممارسات الري".. منظومة مبتكرة تحسن كفاءة المياه والإنتاج الزراعي
  • أول تعليق من حماس على قصف الاحتلال لمستودع الأدوية في مستشفى العودة
  • شهداء وجرحى في غارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة
  • الاحتلال يواصل توحشه في غزة وينذر بإخلاء 14 حيا شمال القطاع لاجتياحها