تحت شعار لا قضاء.. لا قانون.. شرفاء في السجون.. أهالي المعتقلين بتونس يواصلون الاحتجاج
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
تونس- "لا قضاء.. لا قانون.. شرفاء في السجون"، بهذا الشعار تعالت أصوات المحتجين من عائلات المعتقلين السياسيين والمعارضين للرئيس التونسي قيس سعيّد، وذلك خلال وقفة احتجاجية اليوم الخميس أمام محكمة الاستئناف؛ للمطالبة بإطلاق سراحهم بعد أكثر من 5 أشهر في السجون.
وفي محيط محكمة الاستئناف، تمركزت قوات الأمن وانتشر رجال الشرطة بكثافة في كل مكان لمنع المحتجين من التقدم داخل المحكمة، لكن الوقفة لم تشهد اشتباكات بين الطرفين، واكتفى المحتجون برفع شعارات تدعو لرفع اليد عن القضاء والكف عن المحاكمات السياسية.
ومنذ فبراير/شباط 2023، شنّت السلطات التونسية حملة مداهمات وتوقيفات واسعة النطاق لعشرات القادة السياسيين ممن هم الصفوف الأمامية لأحزاب مثل حركة النهضة والتيار الديمقراطي والحزب الجمهوري، ونشطاء سياسيين في جبهة الخلاص المعارضة، وغيرهم.
ومن المعتقلين زعيم حركة النهضة رئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي الذي أمضى عيد ميلاده الـ83 في السجن. وقد قررت السلطات منع أنشطة جبهة الخلاص ومكونها الأساسي حركة النهضة أو الاجتماع بمقراتها.
وفي هذا السياق، قال عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين سمير ديلو إن المحكمة تنظر اليوم في 3 مسائل تتعلق بمطالب الإفراج عن المساجين، وفي قرار النيابة العمومية الرافض للإفراج عن المعارضة شيماء عيسى، وفي قرار منع التداول الإعلامي في قضايا المعتقلين السياسيين بتهمة التآمر.
وفي حديث للجزيرة نت، رجّح ديلو أن يتم إطلاق بعض المساجين ولا سيما المعارضة المعتقلة شيماء عيسى، التي سبق أن قرر قاضٍ إطلاق سراحها بينما طعنت النيابة العمومية في ذلك القرار لتبقيها قيد الاعتقال، مضيفا "لا نتوقع أن يتم إطلاق سراح المساجين دفعة واحدة".
ويستبعد ديلو حصول انفراج سياسي حتى إذا تم إطلاق سراح بعض المعتقلين، بسبب ما يعتبره تصعيدا خطيرا في محاصرة المعارضين وضرب حرية التعبير وحق التنظيم، منتقدا "تدخل السلطة في القضاء والضغط على قراراته عبر تخويف القضاة وترويعهم وتهديدهم".
وأضاف "ثمة قضاة شرفاء، لكن القضاء اليوم غير مستقل ويتعرض للمحاصرة والتهديد"، مشيرا إلى أن "السلطة السياسية قامت بتلفيق قضايا التآمر على أمن الدولة، ورفعت قضايا بناء على المرسوم 54 المتعلق بنشر الأخبار الزائفة، بهدف ترويع المعارضة وخنق الحريات"، وفق تعبيره.
بين أفراد عائلات المعتقلين السياسيين المحتجين أمام محكمة الاستئناف، يرفع يوسف الشواشي نجل الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي غازي الشواشي، شعارا كتب عليه "أطلقوا سراح المعتقلين السياسيين"، قائلا "حان الوقت حتى يتحرر القضاء من الخوف والرعب".
وكان غازي الشواشي قبل اعتقاله يسعى لتوحيد صف المعارضة ضد قيس سعيّد.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الشواشي أنه تم حرمان عائلة والده من الزيارة في السجون وحتى من مطالعة الكتب، لكن أكد أن والده رغم صعوبة الوضع ما يزال صامدا كغيره من المساجين ضد الظلم والاستبداد.
واعتبر نجل السياسي المعتقل أن "النظام الحالي تمادى في التنكيل بالمعارضين والقادة السياسيين بهدف إضعاف الأحزاب وتدمير الديمقراطية، وتمرير أجندة الرئيس قيس سعيّد في تركيز سلطته المطلقة، لكنه يرى أن المعارضة تزداد تشبثا بمقاومة الاستبداد والدفاع عن الحريات"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال النطاق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري إنه لا يتوقع إطلاق سراح المساجين السياسيين الموقوفين في ملفات عدة "ما لم يقم القضاء بالاحتكام لضميره والقانون".
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد الخميري أن المعتقلين السياسيين "هم ضحايا نشاطهم السياسي للمدافعة عن مبادئ الديمقراطية والحرية والمعارضة للاستبداد الذي كرسه الرئيس قيس سعيد".
وقال الخميري إن "النظام الحالي قام بتلفيق تهم بواسطة تحريك ملفات فارغة من أي مؤيدات أو أركان مادية يمكن أن تدينهم، من أجل التفرد بالسلطة ولجم الأفواه وترويع السياسيين والنشطاء والإعلاميين والنقابيين".
ويرى أن الرئيس سعيّد يزداد عزلة يوما بعد آخر بسبب تدهور شعبيته في ظل تردي الأوضاع في البلاد، معتبرا أن تونس تعيش في مرحلة استبداد حقيقية بقمع المعارضين.
بدوره، قال الأمين العام لحزب العمال اليساري حمّة الهمامي إن نظام سعيّد يخوض هجوما عدائيا على الحريات والمعارضة، موظفا أجهزة الدولة والقضاء في ملاحقة خصومه السياسيين، لمحق أي نفس حرّ وديمقراطي.
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد الهمامي أن المعارضة ستظل متمسكة وموحدة في دفاعها عن الحريات والديمقراطية، في وجه ما سماه انقلابا على الدستور.
واعتبر أن النظام بصدد الاستقواء بأجهزة القضاء من خلال إعطاء تعليمته للتنكيل بالمعتقلين السياسيين في السجون، ومحاصرة البقية خارجها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المعتقلین السیاسیین للجزیرة نت إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
ركاش يشارك بتونس في المؤتمر الدولي “تمويل الاستثمار والتجارة في إفريقيا – FITA 2025”
شارك المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار (AAPI)، عمر ركاش، يومي 06 و07 ماي 2025 بالعاصمة التونسية، في الدورة الثامنة للمؤتمر الدولي “تمويل الاستثمار والتجارة في إفريقيا - FITA 2025″، المنظم من طرف مجلس الأعمال التونسي الإفريقي (TABAC).
ويهدف هذا المؤتمر، الذي تشارك فيه 70 دولة وأكثر من 100 مؤسسة مالية و150 متدخلا، إلى تعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية والسعي نحو تحقيق التكامل القاري، حيث تناولت عديد المواضيع المتعلقة بمستقبل القارة الإفريقية، وذلك تحت شعار “تسريع تحول إفريقيا”.
وعلى هامش هذا المؤتمر، تم تنظيم لقاءات ثنائية بين الفاعلين الاقتصاديييين (B to B) وبين القطاعين العام والخاص (B to G) لبحث ودعم فرص الشراكة.
وفي هذا الإطار، أجرى ركاش عدة لقاءات مع مسؤولي وكالات تشجيع الاستثمار الإفريقية، تمحورت حول التحضيرات الجارية لتنظيم منتدى الاستثمار المصغر، المزمع تنظيمه على هامش معرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025)، الذي ستحتضنه الجزائر في الفترة من 04 إلى 10 سبتمبر 2025.
كما كان للمدير العام لقاء هاما مع رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس، الحبيب الحمامي، الذي كان مرفوقا بمجموعة من المتعاملين الاقتصاديين التونسيين من أعضاء الغرفة، حيث تطرق معه إلى واقع وآفاق الاستثمار في الجزائر.
وخلال أشغال هذا المؤتمر، حظي عمر ركاش بتكريم خاص، باسم المشاركين الجزائريين، من طرف منظمي الحدث، وقد سلمه التكريم الوزير التونسي للشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي.