تونس- "لا قضاء.. لا قانون.. شرفاء في السجون"، بهذا الشعار تعالت أصوات المحتجين من عائلات المعتقلين السياسيين والمعارضين للرئيس التونسي قيس سعيّد، وذلك خلال وقفة احتجاجية اليوم الخميس أمام محكمة الاستئناف؛ للمطالبة بإطلاق سراحهم بعد أكثر من 5 أشهر في السجون.

وفي محيط محكمة الاستئناف، تمركزت قوات الأمن وانتشر رجال الشرطة بكثافة في كل مكان لمنع المحتجين من التقدم داخل المحكمة، لكن الوقفة لم تشهد اشتباكات بين الطرفين، واكتفى المحتجون برفع شعارات تدعو لرفع اليد عن القضاء والكف عن المحاكمات السياسية.

ومنذ فبراير/شباط 2023، شنّت السلطات التونسية حملة مداهمات وتوقيفات واسعة النطاق لعشرات القادة السياسيين ممن هم الصفوف الأمامية لأحزاب مثل حركة النهضة والتيار الديمقراطي والحزب الجمهوري، ونشطاء سياسيين في جبهة الخلاص المعارضة، وغيرهم.

ومن المعتقلين زعيم حركة النهضة رئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي الذي أمضى عيد ميلاده الـ83 في السجن. وقد قررت السلطات منع أنشطة جبهة الخلاص ومكونها الأساسي حركة النهضة أو الاجتماع بمقراتها.

جانب من الوقفة الاحتجاجية لعائلات المساجين السياسيين أمام محكمة الاستئناف بالعاصمة تونس (الجزيرة) قضاء محاصر

وفي هذا السياق، قال عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين سمير ديلو إن المحكمة تنظر اليوم في 3 مسائل تتعلق بمطالب الإفراج عن المساجين، وفي قرار النيابة العمومية الرافض للإفراج عن المعارضة شيماء عيسى، وفي قرار منع التداول الإعلامي في قضايا المعتقلين السياسيين بتهمة التآمر.

وفي حديث للجزيرة نت، رجّح ديلو أن يتم إطلاق بعض المساجين ولا سيما المعارضة المعتقلة شيماء عيسى، التي سبق أن قرر قاضٍ إطلاق سراحها بينما طعنت النيابة العمومية في ذلك القرار لتبقيها قيد الاعتقال، مضيفا "لا نتوقع أن يتم إطلاق سراح المساجين دفعة واحدة".

ويستبعد ديلو حصول انفراج سياسي حتى إذا تم إطلاق سراح بعض المعتقلين، بسبب ما يعتبره تصعيدا خطيرا في محاصرة المعارضين وضرب حرية التعبير وحق التنظيم، منتقدا "تدخل السلطة في القضاء والضغط على قراراته عبر تخويف القضاة وترويعهم وتهديدهم".

وأضاف "ثمة قضاة شرفاء، لكن القضاء اليوم غير مستقل ويتعرض للمحاصرة والتهديد"، مشيرا إلى أن "السلطة السياسية قامت بتلفيق قضايا التآمر على أمن الدولة، ورفعت قضايا بناء على المرسوم 54 المتعلق بنشر الأخبار الزائفة، بهدف ترويع المعارضة وخنق الحريات"، وفق تعبيره.

المحامي سمير ديلو: يوجد قضاة شرفاء في تونس، لكن القضاء اليوم غير مستقل ويتعرض للمحاصرة والتهديد (الجزيرة) حقوق مصادرة

بين أفراد عائلات المعتقلين السياسيين المحتجين أمام محكمة الاستئناف، يرفع يوسف الشواشي نجل الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي غازي الشواشي، شعارا كتب عليه "أطلقوا سراح المعتقلين السياسيين"، قائلا "حان الوقت حتى يتحرر القضاء من الخوف والرعب".

وكان غازي الشواشي قبل اعتقاله يسعى لتوحيد صف المعارضة ضد قيس سعيّد.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الشواشي أنه تم حرمان عائلة والده من الزيارة في السجون وحتى من مطالعة الكتب، لكن أكد أن والده رغم صعوبة الوضع ما يزال صامدا كغيره من المساجين ضد الظلم والاستبداد.

واعتبر نجل السياسي المعتقل أن "النظام الحالي تمادى في التنكيل بالمعارضين والقادة السياسيين بهدف إضعاف الأحزاب وتدمير الديمقراطية، وتمرير أجندة الرئيس قيس سعيّد في تركيز سلطته المطلقة، لكنه يرى أن المعارضة تزداد تشبثا بمقاومة الاستبداد والدفاع عن الحريات"، بحسب تعبيره.

يوسف الشواشي: حان الوقت حتى يتحرر القضاء من الخوف والرعب (الجزيرة) مرحلة استبداد حقيقية

من جهته، قال النطاق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري إنه لا يتوقع إطلاق سراح المساجين السياسيين الموقوفين في ملفات عدة "ما لم يقم القضاء بالاحتكام لضميره والقانون".

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد الخميري أن المعتقلين السياسيين "هم ضحايا نشاطهم السياسي للمدافعة عن مبادئ الديمقراطية والحرية والمعارضة للاستبداد الذي كرسه الرئيس قيس سعيد".

وقال الخميري إن "النظام الحالي قام بتلفيق تهم بواسطة تحريك ملفات فارغة من أي مؤيدات أو أركان مادية يمكن أن تدينهم، من أجل التفرد بالسلطة ولجم الأفواه وترويع السياسيين والنشطاء والإعلاميين والنقابيين".

ويرى أن الرئيس سعيّد يزداد عزلة يوما بعد آخر بسبب تدهور شعبيته في ظل تردي الأوضاع في البلاد، معتبرا أن تونس تعيش في مرحلة استبداد حقيقية بقمع المعارضين.

الناطق باسم حركة النهضة عماد الخميري: تونس تعيش في مرحلة استبداد حقيقية بقمع المعارضين (الجزيرة) المعارضة موحدة

بدوره، قال الأمين العام لحزب العمال اليساري حمّة الهمامي إن نظام سعيّد يخوض هجوما عدائيا على الحريات والمعارضة، موظفا أجهزة الدولة والقضاء في ملاحقة خصومه السياسيين، لمحق أي نفس حرّ وديمقراطي.

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد الهمامي أن المعارضة ستظل متمسكة وموحدة في دفاعها عن الحريات والديمقراطية، في وجه ما سماه انقلابا على الدستور.

واعتبر أن النظام بصدد الاستقواء بأجهزة القضاء من خلال إعطاء تعليمته للتنكيل بالمعتقلين السياسيين في السجون، ومحاصرة البقية خارجها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المعتقلین السیاسیین للجزیرة نت إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس وفد مصر في الاجتماع العربي التحضيري لقمة التنمية الاجتماعية بتونس

 

 

ترأست المهندسة مرجريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، وفد وزارة التضامن الاجتماعي المشارك في أعمال "الاجتماع العربي الإقليمي رفيع المستوى"، الذي تستضيفه تونس، ضمن التحضيرات لعقد مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، والمقرر انعقاده في دولة قطر خلال نوفمبر المقبل.

ويُعقد الاجتماع بالشراكة بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووزارة الشؤون الاجتماعية التونسية، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، وبمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من الدول العربية والمنظمات الدولية المعنية.

ويناقش المشاركون في الاجتماع عددًا من المحاور المهمة المرتبطة بالأولويات الاجتماعية العربية والإقليمية لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، إلى جانب بحث آليات التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء والمنظمات الأممية استعدادًا للقمة المرتقبة.

كما يتناول اللقاء أبرز الاتجاهات والتحديات المتعلقة بالإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة، ومنهم اللاجئون والنازحون وضحايا النزاعات، بالإضافة إلى قضايا التغطية الصحية الشاملة، وتمويل التنمية في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، وعرض تجارب الدول في مكافحة الفقر متعدد الأبعاد وتوفير العمل اللائق وتحقيق التكامل الاجتماعي.

وفي كلمتها خلال الاجتماع، أكدت المهندسة مرجريت صاروفيم أهمية العمل على تفعيل بنود الإعلان السياسي المنتظر صدوره عن القمة الثانية للتنمية الاجتماعية 2025، مشددة على ضرورة تضمين المبادرات والخبرات القُطرية والإقليمية في أجندة القمة، مع التركيز على قضايا الشباب، وتمكين المرأة، وتنمية الطفولة المبكرة، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

كما دعت إلى إعادة تعريف مصطلح "توسيع الحماية الاجتماعية" ليصبح "توسيع الحماية الاجتماعية من أجل التمكين والإنتاج"، تأكيدًا على أهمية تبني سياسات حماية اجتماعية مستدامة ترتكز على تطوير الطاقات البشرية، خصوصًا في أوساط الفئات الأكثر فقرًا، بما يعزز من فرص التمكين الاقتصادي.

ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة فعاليات تحضيرية للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، والمزمع عقدها في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2025، والتي ستتناول القضايا الاجتماعية الجوهرية المرتبطة بخطة التنمية المستدامة، وعلى رأسها القضاء على الفقر، وتوفير فرص العمل اللائق، وتعزيز الإدماج الاجتماعي والتغطية الصحية الشاملة للجميع.

1000444988 1000444987

مقالات مشابهة

  • فرنسا تشترط إطلاق سراح مواطنيها المعتقلين في إيران مقابل رفع العقوبات
  • توقعات بأحكام قاسية في التآمر 2 بتونس
  • نواب المعارضة ينسحبون من جلسة مناقشة قانون الإيجار القديم
  • نائب: انسحبنا من مناقشة قانون الإيجار القديم لدعم حلول بديلة من الحكومة
  • انسحاب نواب المعارضة من مناقشة مشروع قانون الإيجار القديم بالنواب ..تفاصيل
  • نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس وفد مصر في الاجتماع العربي التحضيري لقمة التنمية الاجتماعية بتونس
  • أمير نجران يقلّد مدير إدارة السجون بالمنطقة رتبته الجديدة
  • التضامن تستعرض أولويات مصر الاجتماعية في اجتماع عربي رفيع المستوى بتونس
  • طلبة التوجيهي يواصلون التقدم للامتحانات في يومها السادس
  • ترامب: الفشل بتمرير قانون الإنفاق يعني زيادة في الضرائب بـ68%.. وماسك يهدد السياسيين الذين يصوتون لصالح تمريره