حصاد 2023.. ماذا حدث في دول الصراعات والحروب؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
شهد عام 2023 تجدد للصراعات والحروب المستمرة في الدول التى لم تنتهى من الحروب، كالأوضاع في غزة، والحرب في السودان، والحوثيين في اليمن، وحزب الله وإدخال البلاد على خطى حرب القطاع.
غزةفي السابع من أكتوبر، قامت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث تنتفض فلسطين وتقرر إعطاء قوات الإحتلال الإسرائيلي درسًا لن ينسوه، بعدما تجرأو وسحلوا نساء في ساحات المسجد الأقصى من قبل، فأعلنت حماس بدء عملية طوفان الأقصى.
ففي صباح السابع من أكتوبر، قامت المقاومة الفلسطينية بشن جهوم قوي على الإحتلال الإسرائيلي، وتسلل بعض أفرادها إلى المستوطنات الإسرائيلية وأسروا جنود إسرائيليين.
ومعركة طوفان الأقصى هي عملية عسكرية ممتدة شنتها المقاومة الفلسطينية في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، ليكون هذا ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة عقب إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع عدد شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى أكثر 18787 شهيد.
السودانشهدت السودان في ابريل الماضي حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتتفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية، حيث فقد أكثر من 10 ألف شخص حياتهم، وأجبر ما يقرب من 7 ملايين شخص على ترك منازلهم، حيث نزح نحو 4.5 مليون شخص إلى مناطق داخلية أكثر أمانًا، بينما لجأ الباقون إلى الدول المجاورة.
وعلى الرغم من الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لإيجاد حل لهذه الأزمة، إلا أن نطاق الصراع يتسع يومًا بعد يوم، حيث تمتد قوات الدعم السريع لتسيطر على أكثر من 80% من مناطق العاصمة، وتتواجد في نحو 90% من إقليم دارفور، الذي يعتبر أكبر الأقاليم في البلاد ويسكنه نحو 6 ملايين شخص.
وقد توسّعت رقعة الحرب في السودان لتشمل مناطق جديدة بولاية الجزيرة وسط السودان، إذ دارت معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة أبوحراز شرقي مدينة ود مدني، ثاني المدن السودانية بعد العاصمة الخرطوم، وسط حالة من القلق في أوساط المدنيين بالولايات القريبة، التي تؤوي ملايين النازحين الفارين من ويلات الحرب في الخرطوم ومدن إقليمي كردفان ودارفور.
لبنانأدخل حزب الله اللبناني البلاد على خطى الحرب الدائرة في قطاع غزة، بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل توترًا وتبادلًا متقطعًا لإطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله منذ بدء المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر.
ويبدو أن حزب الله يجر لبنان إلى حرب قد تندلع، وهو يرتكب الأخطاء وإذا ارتكب هذه الأخطاء هنا فمن سيدفع الثمن أولا هم مواطنو لبنان.
اليمنمازالت قوات الحوثي في اليمن تسيطر عليها باستمرارية من الحروب والصراعات.
فقد بدأ تحالف الحوثيين مع الوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في احتلال ميناء الحديدة على البحر الأحمر في أكتوبر 2014، فهذا الميناء يُعتبر نقطة دخول حيوية للواردات والمساعدات الإنسانية إلى المدن الشمالية في اليمن.
وتصاعدت حدة الصراع في اليمن عام 2015، حينما باشرت السعودية وعدد من حلفائها سلسلة من الضربات الجوية بهدف منع الحوثيين من توسيع سيطرتهم على المدن اليمنية واستعادة سلطة الحكومة المعترف بها دوليًا.
وفي يناير 2015، سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء وحاصروا مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
و بعد هروبه من أيدي الحوثيين، انتقل الرئيس هادي إلى عدن جنوبي البلاد، مؤكدًا شرعيته وحقه في الحكم من مقر إقامته الأصلي في الجنوب.
وفي 21 أبريل 2015، أعلن التحالف تحولًا من العملية العسكرية "عاصفة الحزم" إلى عملية إعادة الأمل، بعد تعطيل القدرات الصاروخية للجيش السابق المؤيد للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفي يوليو 2015، تمكن التحالف من طرد الحوثيين وقوات صالح من مدينة عدن في العملية العسكرية المعروفة بالسهم الذهبي.
وفي أغسطس 2015، استعادت القوات الموالية للحكومة خمس محافظات جنوبية إضافية، إلى جانب مدينة مأرب شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء.
وفي أبريل 2023، أعلن عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، محمد البخيتي، عن توصل الحوثيين إلى تفاهم مع السعودية لوقف الحرب اليمنية.
وتظهر صورة عددًا من الأشخاص الممثلين للوفدين السعودي والعُماني، وهو لقاء يُعد الأول من نوعه منذ بداية الحرب في عام 2014.
في 8 أبريل من ذات العام، وصل وفدان من السعودية وسلطنة عُمان إلى العاصمة اليمنية صنعاء، التي تسيطر عليها الحوثيون، لإجراء محادثات مع مسؤولي جماعة أنصار الله الحوثية، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ عقد من الزمن.
وذكرت وكالة أنباء سبأ التابعة للحوثيين أن الوفد السعودي قام بزيارة إلى صنعاء للاجتماع مع أعضاء المجلس السياسي الأعلى لدى جماعة الحوثيين.
ونقلت الوكالة عن مصدر في المجلس الرئاسي الحوثي قوله إن الوفدين سيبحثان مع رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط رفع الحصار بكل تداعياته وإنهاء العدوان واستعادة حقوق الشعب اليمني، بما في ذلك دفع رواتب جميع موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز.
فالحرب اليمنية تسببت حتى الآن بحياة عشرات الآلاف، مما أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة، حيث يواجه نحو أربعة عشر مليون شخص خطر المجاعة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
سوريا
في هذه الأسابيع الأخيرة، شهدت إدلب الكبرى تصاعدًا في الصراع، مما أدى إلى نزوح الآلاف وحدوث عمليات قتل في دير الزور حيث لاحظنا تصاعد المظاهرات الواسعة في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام، ولا سيما في السويداء، حيث تطالب بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية.
والأمان لا يزال غائبًا في المناطق البعيدة عن جبهات القتال، مما يجعل فكرة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم أمرًا صعبًا.
و سجلت اللجنة حالات خاصة للاجئين السوريين العائدين من الدول المجاورة تعرضوا لسوء المعاملة من قبل قوات الأمن السورية، حيث تعرض البعض للاختطاف والابتزاز من أجل الإفراج عنهم، وتم اعتقال البعض الآخر على يد الأجهزة الأمنية.
وحتى الآن، لا يزال العديد منهم، بما في ذلك الأطفال، في عداد المفقودين.
والأطراف المتنازعة مستمرة في ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد الإنسانية من خلال الاعتقال التعسفي والتعذيب والإعدام للمدنيين واختفاءهم قسريًا في المناطق التي تسيطر عليها تلك الأطراف، وهو ما يمثل خرقًا للأعراف الدولية والقوانين الإنسانية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حصاد 2023 غزة السودان لبنان سوريا اليمن الاحتلال الإسرائیلی المقاومة الفلسطینیة الحرب فی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
تداعيات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية
شهد الشرق الأوسط في حزيران/ يونيو 2025، تصعيدا غير مسبوق بين الكيان الإسرائيلي وإيران، حيث نفذت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد"، وهي ضربات جوية مكثفة استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، واغتيال شخصيات ذات ثقل سياسي وعسكري بالإضافة إلى علماء قائمين على المشروع النووي الإيراني، ردا على تقدم طهران نحو امتلاك سلاح نووي ودعمها لجماعات مثل حماس وحزب الله. ردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على مدن إسرائيلية مثل تل أبيب وحيفا، في رد فاق توقعات قيادات الاحتلال وحجم الدمار الذي لحق بمنشآت ذات أهمية عالية للاحتلال مما أدى إلى توتر إقليمي خطير.
كشفت العمليات عن اختراق مخابراتي إسرائيلي عميق البنية السياسية والعسكرية الإيرانية، شمل اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، مما أضعف قدرات طهران.
عاش المجتمع في إسرائيل، حالة من الذعر، مع إغلاق المدارس والأعمال وتوقف الحياة اليومية. ارتفعت طلبات السفر إلى الخارج بشكل كبير، لكن قيودا صارمة على الرحلات الجوية عززت شعور الحصار.
أحاول هذا المقال إلى تحليل الصراع، وتداعياته على غزة والمقاومة، والاختراق المخابراتي، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية في إسرائيل، مع التركيز على ديناميكيات السفر والتداعيات الجيوسياسية.
القسم الأول: السياق الاستراتيجي للصراع
يعود الصراع الإسرائيلي-الإيراني إلى تحولات عميقة. في عهد الشاه وقبل ثورة 1979، كانت إيران حليفا لإسرائيل، تزودها بالنفط وتتعاون في مشاريع عسكرية. لكن الثورة الإسلامية حولت إيران إلى خصم أيديولوجي، مع دعمها لجماعات المقاومة مثل حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي.
تصاعدت التوترات مع تطور البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018. بحلول 2024، باتت إيران تمتلك يورانيوم مخصبا بدرجة كافية لإنتاج سلاح نووي خلال أشهر، مما دفع إسرائيل لاعتبار ذلك تهديدا وجوديا.
قصفت إسرائيل في نيسان/ أبريل 2024 القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أسفر عن مقتل قادة من في الحرس الثوري، فردت إيران بهجوم صاروخي في 13 نيسان/ أبريل، في عملية "الوعد الصادق"، ممهدة لتصعيد أكبر في حزيران/ يونيو 2025.
استهدفت عملية "الأسد الصاعد" منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بهدف تقويض قدرات طهران وإضعاف "محور المقاومة". كانت العملية مدعومة باستخبارات أمريكية، مع تخطيط دقيق لتعطيل البرنامج النووي قبل وصوله إلى نقطة اللاعودة.
القسم الثاني: الضربات الإسرائيلية والرد الإيراني
نفذت إسرائيل في 13 حزيران/ يونيو 2025، عملية "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية في نطنز وفوردو، وقواعد عسكرية في أصفهان وتبريز، باستخدام طائرات وقنابل موجهة، مدعومة بهجمات سيبرانية أعطلت الدفاعات الإيرانيةن مع مقتل قادة بارزين مثل قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري.
ردت إيران خلال ساعات بإطلاق 250 صاروخا باليستيا وطائرة مسيرة على قواعد عسكرية إسرائيلية مثل نيفاتيم ومناطق في تل أبيب وحيفا. اعترضت "القبة الحديدية" معظم الصواريخ بدعم أمريكي، لكن بعضها تسبب في أضرار بمحطة كهرباء في حيفا، وسقوط 25 قتيلا.
أثارت الهجمات قلقا دوليا، حيث دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، بينما أكدت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل مع دعوتها لإيران للحاق بها على طاولة المفاوضات في سلطنة عمان.
القسم الثالث: تداعيات الحرب على غزة
امتدت تداعيات الصراع إلى حرب غزة. كانت إيران داعما رئيسيا للمقاومة الفلسطينية، خاصة حماس والجهاد الإسلامي، من خلال تمويل الأسلحة والتدريب. لكن الضربات الإسرائيلية على إيران وأذرعها مثل حزب الله واغتيال قادته، وتدمير منشآت نووية ومصانع صواريخ، أثارت مخاوف في غزة من تراجع الدعم.
نفسيا، كان التأثير على المقاومة معقدا. الهجمات الإيرانية على إسرائيل عززت الروح المعنوية لمقاتلي المقاومة الفلسطينية، الذين رأوا فيها دليلا على قوة "محور المقاومة"، لكن اغتيال قادة إيرانيين، مثل حسين سلامي، وشخصيات مرتبطة بحماس، مثل إسماعيل هنية في 2024، أثار مخاوف من ضعف التنسيق الإقليمي. وصف قادة المقاومة هذه الخسائر بأنها "تحدٍ يعزز الإصرار"، لكن الواقع يشير إلى ضغط نفسي متزايد بسبب نقص الإمدادات وتكثيف إسرائيل لعملياتها في غزة.
استغلت إسرائيل استراتيجيا، التصعيد لتشديد قبضتها على غزة، مع عمليات عسكرية مكثفة تهدف إلى إضعاف المقاومة. هذا الوضع دفع المقاومة للاعتماد أكثر على الموارد المحلية، مثل الصواريخ المصنعة محليا، مما عزز الإبداع في عمليات المقاومة الأكمنة المركبة التي اثخنت في العدو اعداد من القتلى والجرحى لكنه زاد من الإجهاد النفسي.
ورغم التحديات، يظل الدعم الشعبي في غزة قويا، مدفوعا بإحساس مشترك بالصمود.
القسم الرابع: الاختراق المخابراتي الإسرائيلي واغتيال القادة والعلماء
كشفت عملية "الأسد الصاعد" عن اختراق مخابراتي إسرائيلي عميق لإيران، نفذته أجهزة مثل الموساد. استهدفت العملية قادة عسكريين بارزين، بينهم سلامي وباقري، إضافة إلى قائد مقر خاتم الأنبياء غلام علي رشيد. كما استهدفت علماء نوويين، مثل رئيس جامعة آزاد الإسلامية مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، وأحمد رضا ذو الفقاري، الذين كانوا محوريين في البرنامج النووي. كما أصيب علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، بجروح خطيرة.
اعتمدت إسرائيل على استراتيجية تضليل، شملت تسريبات عن خلافات مع واشنطن لخلق شعور زائف بالأمان في طهران. استخدم الموساد تقنيات متقدمة، مثل المراقبة عبر الأقمار الصناعية واختراق أنظمة الاتصالات، إلى جانب هجمات سيبرانية أعطلت الدفاعات الإيرانية. هذه العمليات تكرر نمطا سابقا، حيث اغتالت إسرائيل علماء مثل مسعود علي محمدي في 2010، بهدف إبطاء البرنامج النووي وبث الرعب.
أثارت الاغتيالات غضبا في إيران، مع انتقادات لفشل الدفاعات الجوية. عززت العمليات سردية إسرائيلية حول تفوقها الاستخباراتي، مما أضعف الثقة في النظام الإيراني. لكن محللون يحذرون من أن هذه الضربات قد تدفع قادة جدد أكثر تطرفا لتسريع البرنامج النووي، مما يزيد من مخاطر التصعيد.
القسم الخامس: الحالة الداخلية في إسرائيل
يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة من الذعر مع الهجمات الإيرانية. أغلقت المدارس والأعمال، وتحولت مدن مثل تل أبيب وحيفا إلى مراكز ملاجئ تحت الأرض. تسببت الصواريخ الإيرانية في أضرار بمحطة كهرباء في حيفا والميناء مما عزز شعور الحصار.
أظهرت استطلاعات رأي تأييد 55 في المئة من الإسرائيليين للضربات على إيران، لكن 70 في المئة عبّروا عن قلقهم من حرب طويلة. تفاقمت الانقسامات السياسية، حيث اتهم معارضو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحكومة باستغلال الصراع لتجنب أزمات داخلية، والافلات من قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو.
تأثرت فئات المجتمع بشكل متفاوت. عانى الشباب، الذين يشكلون 30 في المئة من القوى العاملة، من توقف صناعات التكنولوجيا، بينما نظم المتدينون صلوات جماعية، ودعا العلمانيون إلى حوار وطني. شهدت المدن العربية توترات بسبب المواقف المتباينة تجاه الصراع. نفسيا، سجلت منظمات الصحة النفسية زيادة بنسبة 80 في المئة في حالات القلق واضطراب ما بعد الصدمة، خاصة بين الأطفال في الملاجئ. اقتصاديا، انخفض الشيكل بنسبة 5.1 في المئة، وتراجع مؤشر بورصة تل أبيب بنسبة 7 في المئة، مع توقف السياحة، التي تشكل 3.2 في المئة من الناتج المحلي.
القسم السادس: طلبات السفر والقيود الجوية
شهدت إسرائيل ارتفاعا غير مسبوق في طلبات السفر إلى الخارج، حيث تقدم حوالي 350 ألف مواطن بحجوزات طيران خلال الأسبوع الأول من التصعيد، مفضلين وجهات مثل قبرص واليونان. لكن الحكومة فرضت قيودا صارمة، حيث أغلقت المجال الجوي جزئيا في 14 حزيران/ يونيو 2025، وألغت شركة "العال" 85 في المئة من رحلاتها، بينما علقت شركات دولية رحلاتها حتى أيلول/ سبتمبر 2025.
تسببت القيود في خسائر اقتصادية كبيرة، حيث توقفت السياحة وتكبدت شركات الطيران خسائر يومية بـ10 ملايين دولار. أثر إغلاق المجال الجوي على سلاسل التوريد، مما تسبب في نقص الأدوية والمواد الغذائية. نفسيا، عززت القيود شعور المواطنين بفقدان السيطرة، حيث أبلغ 65 في المئة عن شعور باليأس بسبب الحصار، مما زاد من التوتر الاجتماعي.
القسم السابع: التداعيات الجيوسياسية
يستهدف الحوثيون السفن في البحر الأحمر مما يعني إغلاق مضيقي هرمز من اتجاه إيران وباب المندب من اتجاه الحوثيين في اليمن.
دوليا، أدانت الأمم المتحدة الضربات الإسرائيلية، بينما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بإرسال حاملة طائرات في طريقها للشرق الاوسط. اتخذت السعودية والإمارات موقفا حذرا، بينما دعت مصر وقطر إلى التهدئة.
اقتصاديا، ارتفعت أسعار النفط إلى 95 دولارا للبرميل، مما أثر على الاقتصادات الأوروبية. تراجعت أسواق الأسهم الإقليمية بنسبة 5-7 في المئة، مما عزز الحاجة إلى حل دبلوماسي لتجنب كارثة اقتصادية.
وأخيرا
يمثل الصراع الإسرائيلي-الإيراني في نقطة تحول خطيرة، مع تداعيات على حرب غزة والمجتمع الإسرائيلي. أضعفت الضربات الإسرائيلية إيران، لكنها عززت إصرار المقاتلين في غزة نفسيا عبر الرد الإيراني الموجع في قلب تل أبيب وحيفا. كشف الاختراق المخابراتي واغتيال القادة والعلماء عن تفوق استخباراتي إسرائيلي، لكنه قد يدفع إيران لتسريع برنامجها النووي. في إسرائيل، تفاقمت الانقسامات السياسية والضغوط النفسية، مع شعور بالحصار بسبب القيود.
لتجنب حرب شاملة، يجب تكثيف الوساطة الدولية بقيادة الأمم المتحدة، مع دور لدول مثل قطر وتركيا. إعادة إحياء مفاوضات الاتفاق النووي مع ضمانات أمنية ضرورية.