أميركا تحث “الدعم السريع” على وقف التقدم في “الجزيرة”
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
حثت وزارة الخارجية الأميركية قوات الدعم السريع السودانية، الأحد، على وقف تقدمها فوراً في ولاية الجزيرة وسط السودان وعدم مهاجمة مدينة ود مدني.
ودعت الوزارة الأميركية الجيش السوداني، في بيان، إلى تجنب الاشتباك مع قوات الدعم السريع في الولاية، حتى لا تتعرض حياة المدنيين للخطر.
وقالت الوزارة إن هناك "تقارير مثيرة للقلق" تشير إلى أن وحدات النخبة من قوات الدعم السريع توجهت لتعزيز الهجمات في اتجاه ود مدني، مما يعرض حياة المدنيين للخطر "بطريقة تتعارض مع مزاعم قوات الدعم السريع المعلنة بأنها تقاتل لحماية الشعب السوداني".
وحذرت من أن "استمرار تقدم قوات الدعم السريع يهدد بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين"، مشيرة إلى أن هذا تسبب بالفعل في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين من ولاية الجزيرة "ليس لديهم مكان آخر ليذهبوا إليه، إضافة إلى إغلاق أسواق في ود مدني يعتمد كثيرون عليها".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن تجدد القتال في بعض المناطق بالسودان يقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع عن طريق التفاوض.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد: "أحث قوات الدعم السريع على الامتناع عن شن الهجمات، وأحث جميع الأطراف على حماية المدنيين بأي ثمن. ستتم محاسبة مرتكبي (أعمال) الإرهاب".
اشتباكات ونزوح
وقال شهود إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية اشتبكت مع الجيش خارج مدينة ود مدني بوسط السودان، السبت، في هجوم فتح جبهة جديدة في الحرب المستمرة منذ 8 أشهر، ودفع الآلاف إلى الفرار.
وأظهر تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حشوداً من الناس، وهم يجمعون أمتعتهم ويغادرون ود مدني سيراً على الأقدام. وكان الكثيرون منهم قد لجأوا إلى المدينة هرباً من العنف في العاصمة الخرطوم.
وقال أحمد صالح (45 عاماً): "الحرب تبعتنا إلى مدني، لذا أبحث عن حافلة حتى أتمكن أنا وعائلتي من الفرار".
وأضاف: "نعيش في الجحيم، ولا يوجد أحد لمساعدتنا"، مشيراً إلى أنه يعتزم التوجه جنوباً إلى ولاية سنار.
وقال شهود إن الجيش السوداني الذي يسيطر على المدينة منذ بداية الصراع شن ضربات جوية على قوات الدعم السريع شرقي المدينة، وهي عاصمة ولاية الجزيرة، في إطار محاولته صد الهجوم الذي بدأ الجمعة.
وأضاف الشهود أن قوات الدعم السريع ردت بالمدفعية، وشوهدت تعزيزات تابعة لها تتحرك في اتجاه القتال.
وقال سكان إن مقاتلي قوات الدعم السريع شوهدوا أيضاً في قرى شمالي وغربي المدينة خلال الأيام والأسابيع الماضية.
وقالت الأمم المتحدة إن 14 ألفاً فروا من هذه المنطقة حتى الآن، وإن بضعة آلاف منهم وصلوا بالفعل إلى مدن أخرى. ولجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة، معظمهم من الخرطوم.
وحذرت نقابة أطباء السودان، في بيان، من أن المستشفيات في المنطقة، التي أصبحت مركزاً إنسانياً وطبياً، أصبحت فارغة وقد تضطر إلى إغلاق أبوابها.
وأضافت في بيان: "في هذه الأزمة، نوجه نداء عاجلاً لإنقاذ أطفال دار الأيتام ( المايقوما) الذين تم ترحيلهم من الخرطوم إلى مدني. هم الآن في مرمى النيران، حيث يوجد 251 طفلاً و91 من الأمهات البديلات العاملات في الدار، جميعهم في وضع خطير ويحتاجون إلى مساعدة فورية".
قتال وتشكيك
ويثير القتال مخاوف بشأن مدن أخرى يسيطر عليها الجيش في جنوب وشرق السودان حيث لجأ عشرات الألوف من السكان.
وشكك الجيش وقوات الدعم السريع قبل أيام في مبادرة وساطة من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيجاد) تهدف إلى إنهاء الحرب التي تسببت في أكبر نزوح داخلي في العالم، وأثارت تحذيرات من وجود ظروف شبيهة بالمجاعة.
وفي الخرطوم ومدن في دارفور سيطرت عليها قوات الدعم السريع بالفعل، أبلغ السكان عن وقائع اغتصاب ونهب وقتل واحتجاز تعسفي. وهذه الجماعة متهمة أيضاً بارتكاب جرائم قتل على أساس عرقي في غرب دارفور.
وتنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وتقول إنه ستتم محاسبة من يثبت تورطه في مثل هذه الجرائم من أفرادها.
وعلى جبهة أخرى، تحدث ناشطون عن تجدد الاشتباكات بعد هدوء نسبي على مدى أسابيع في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وكانت قوات الدعم السريع، التي تطوق المدينة، أوقفت تقدمها في وقت سابق بعد إعلان جماعات مسلحة أخرى أنها ستتدخل.
كما تحدث سكان عن ضربات عنيفة شنها الجيش في نيالا بولاية جنوب دارفور وفي بحري، وهي إحدى المدن التي تشكل منطقة العاصمة الخرطوم.
وفي حين لم يصدر الجيش بياناً يتعلق بالقتال في ود مدني، وصفت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بأنها "إرهابية" بسبب "استهدافها المعلن لعدد من القرى والبلدات الآمنة في شرق ولاية الجزيرة التي تخلو من أي أهداف عسكرية".
دبي - رويترز
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة ود مدنی
إقرأ أيضاً:
بعد قطع العلاقات مع الإمارات..البرهان يتوعد قوات الدعم السريع بالهزيمة
أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مساء الثلاثاء، أن القوات المسلحة السودانية تواصل تصديها لما وصفه بـ"العدوان"، متوعدًا بمحاسبة المسؤولين عن استهداف منشآت مدنية تخدم المواطنين. وأكد في مقطع مصور أن هذه الهجمات، التي شملت محطة كهرباء ميناء بشائر 2، محيط مطار بورتسودان، مستودعات شركة النيل للبترول، قاعدة فلامنغو، فندق كورال، وقصر الضيافة، لن ترهب الشعب السوداني.
وأضاف البرهان أن الجيش سيهزم "المليشيا ومن يعاونها"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، مؤكدا ثقته في انتصار الشعب السوداني.
ويأتي هذا التصريح بعد إعلان الحكومة السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، متهمة إياها بدعم قوات الدعم السريع التي نفذت خلال اليومين الماضيين هجمات بطائرات مسيرة على منشآت مدنية في مدينة بورتسودان.
وفي بيان رسمي تلاه وزير الدفاع إبراهيم ياسين، وصف السودان الإمارات بـ"دولة عدوان"، وقرر سحب طاقم السفارة والقنصلية السودانية من أبوظبي، احتجاجًا على ما وصفه بـ"العدوان المستمر".
من جانبها، نفت الإمارات مرارًا تقديم أي دعم لقوات الدعم السريع، وأكدت التزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان.
وتشهد البلاد منذ أبريل 2023 صراعًا داميًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص بحسب تقديرات أممية ومحلية، بينما تشير تقديرات بحثية مستقلة من جامعات أمريكية إلى أن عدد الضحايا قد تجاوز 130 ألفًا، إضافة إلى نحو 15 مليون نازح ولاجئ.
هل تود أن أعد لك نسخة مختصرة للمنصات الاجتماعية أو الاستخدام الصحفي؟
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن