دبي: «الخليج»
شاركت القيادة العامة لشرطة دبي في قمة ابتكار البيانات 2025، التي انطلقت أعمالها في العاصمة السويدية استوكهولم، الأربعاء الماضي، وأكد اللواء خالد ناصر الرزوقي، مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي، أن هذه المشاركة تمثل امتداداً لنهج ترسيخ الريادة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
أشار خالد الرزوقي إلى أن ما تم تقديمه في القمة يعكس مستوى النضج المؤسسي الذي وصلت إليه القيادة العامة لشرطة دبي في توظيف البيانات لتعزيز صناعة القرار، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز الجاهزية الأمنية.


وأوضح أن المشاركة في محافل عالمية مثل قمة الابتكار في البيانات، ترسيخ مكانتنا كمنظومة أمنية رائدة عالمياً في تبني الحلول الذكية.
وقدّم النقيب محمد صلاح نقي، رئيس قسم تحليل البيانات، عرضاً بعنوان «من البناء إلى التمكين» استعرض خلاله تجربة شرطة دبي في تطوير نموذج عمل هجين قائم على البيانات، يعزز مرونة اتخاذ القرار ويقلل التكاليف التشغيلية ويقود إلى تحول مؤسسي شامل.
وأوضح أن النموذج التحليلي الذي تتبناه شرطة دبي أسهم في تمكين الإدارات من تطوير لوحات تحكم تحليلية داخلية، ما عزز استقلاليتها في تحليل البيانات وتوظيفها في اتخاذ القرار، وقلل الاعتماد على الخدمات الخارجية، وأسهم في تحسين كفاءة الأداء المؤسسي وتحقيق وفر مالي ملحوظ.
وأشار النقيب نقي، إلى أن النموذج الجديد لم يقتصر على الجانب التقني؛ بل شمل أيضاً تعزيز الحوكمة المؤسسية الموحدة وتطبيق أفضل الممارسات في إدارة جودة المخرجات التحليلية، ما أسهم في توحيد الرؤية التشغيلية بين الإدارات المختلفة ورفع كفاءة العمليات، كما ساعد على ترسيخ ثقافة اتخاذ القرار المبني على البيانات عبر مختلف المستويات الإدارية، وأسهم في تحقيق أهداف النمو الاستراتيجي بنسبة 10% ضمن مؤشرات أداء واقعية وقابلة للقياس.
واختتم عرضه بالتأكيد على أن هذا النموذج أصبح ركيزة أساسية في دعم استراتيجية التحول الرقمي، حيث وفر للقيادات الأمنية إمكانية الوصول إلى تحليلات دقيقة وشفافة وذكية، ما عزز مستوى الجاهزية الأمنية، ورفع نضج المؤسسة في استخدام التقنيات المتقدمة، ودعم استشراف المستقبل الأمني القائم على الذكاء والبيانات.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات شرطة دبي

إقرأ أيضاً:

أفريقيات في سدة الحكم.. تجارب رائدة وتحديات متجذرة

على مدار العقدين الماضيين، شهدت القارة الأفريقية وصول عدد من النساء إلى سدة الحكم في ظروف سياسية واقتصادية متباينة، مما شكّل تحوّلا نوعيا في الحضور النسائي ضمن مراكز القرار. ومع تعاظم هذا الحضور، بات لزاما الوقوف على "تجارب النساء في الرئاسة" في القارة، وتحليل أوجه نجاحها والتحديات التي واجهتها.

إيلين جونسون سيرليف أثناء تكريمها بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع الناشطة الليبيرية ليما غبوي واليمنية توكل كرمان (الفرنسية) الريادة من ليبيريا

كانت البداية عام 2006 حين أصبحت إيلين جونسون سيرليف أول امرأة تتولى رئاسة جمهورية أفريقية بعد انتخابها في ليبيريا، قبل أن يعاد انتخابها لولاية ثانية عام 2011 وتنهي فترة حكمها في يناير/كانون الثاني 2018.

قادمة من خلفية اقتصادية وخريجة جامعة هارفارد، تسلمت سيرليف الحكم في بلد أنهكته حرب أهلية خلّفت مئات الآلاف من الضحايا ودمّرت مؤسساته، غير أنها نجحت -وفق تقارير محلية ودولية- في تحقيق الاستقرار، وترميم البنية التحتية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وإعادة إحياء مؤسسات الدولة.

في عام 2011، فازت بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع الناشطة الليبيرية ليما غبوي واليمنية توكل كرمان، تقديرا لدورها في دعم السلام وحقوق النساء. لكن تجربتها لم تَخْلُ من الانتقادات، حيث واجهت اتهامات بالمحسوبية إثر تعيين نجليها في مناصب اقتصادية مرموقة.

ورغم ذلك، حرصت سيرليف في أكثر من مناسبة على التأكيد أن تجربتها يجب أن تلهم نساء أخريات في أفريقيا، وهو ما حدث جزئيا بعد تولي جويس باندا رئاسة ملاوي عام 2012 إثر وفاة الرئيس بينغو وا موثاريكا، لتكمل ولايتها حتى عام 2014.

جويس باندا أول رئيس في تاريخ ملاوي (أسوشيتد برس) النساء في وجه "الهيمنة الذكورية"

يرى الأكاديمي الكيني الأميركي ديفيد موندا، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة نيويورك سيتي، أن القيادتين النسائيتين الأبرز -سيرليف وباندا- قدمتا نموذجا في دول تطغى عليها هيمنة الذكور على مراكز القرار.

الأكاديمي الأميركي من أصل كيني ديفيد موندا (الجزيرة)

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن الرئيستين وصلتا إلى الحكم مدعومتين بخبرات سابقة في مناصب حكومية، وتمكنتا من تهدئة الأزمات السياسية في بلديهما.

إعلان

فبينما عملت باندا على إدارة فراغ مفاجئ في الحكم، أعادت سيرليف بناء ليبيريا من رماد حرب أهلية.

ويرى موندا أن التحديات التي واجهتهما كانت متباينة: ففي ليبيريا، تعاملت سيرليف مع إرث الانقسامات العرقية والصراعات بين المكونات السكانية، بينما واجهت باندا في ملاوي تبعات الاستعمار البريطاني والتوترات العرقية المستمرة.

وخلص موندا إلى أن كلتا القائدتين قدمتا أداء فاق توقعات السياقات السياسية والاقتصادية لدولتيهما، وفتحتا الباب واسعا أمام القيادات النسائية رغم استمرار السيطرة الذكورية على الفضاء السياسي.

سامية سولوهو الرئيسة الحالية لتنزانيا (رويترز) مناصب عابرة لتحديات دائمة

إلى جانب سيرليف وباندا، تولّت سيدات أخريات مناصب رئاسية في ظروف انتقالية، مثل كاثرين سامبا بانزا التي قادت جمهورية أفريقيا الوسطى بين عامي 2014 و2016، وسعت لتعزيز مشاركة النساء في صنع القرار والدفاع عن ضحايا العنف.

وفي موريشيوس، تولّت أمينة غريب فقيم الرئاسة عام 2015، وهي عالمة بيولوجيا بارزة، ركزت على التوعية البيئية وتشجيع العلوم، قبل أن تستقيل عام 2018 إثر قضية فساد.

وفي تنزانيا، تولّت سامية سولوهو حسن الرئاسة عام 2021 بعد وفاة الرئيس جون ماغوفولي، لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب في تاريخ البلاد، ومن المتوقع أن تُكمل ولايتها حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025.

أما في إثيوبيا، فرغم أن منصب الرئيس شرفي، فإن تعيين سهلورق زودي رئيسة للجمهورية في أكتوبر/تشرين الأول 2018 اعتُبر خطوة رمزية مهمة نحو إشراك النساء في أعلى هرم السلطة.

كما شهدت دول أخرى تجارب مماثلة لنساء في مواقع متقدمة، سواء كنائب رئيس أو رئيسة وزراء، من بينها بوروندي وتونس وجنوب أفريقيا والغابون وغينيا بيساو.

صوت نسوي

ترى الناشطة السودانية ندى فضل، رئيسة منظمة "الاستجابة للتنمية الدائمة"، أن التحديات التي تواجهها النساء في طريقهن إلى القيادة لا تزال جسيمة، على خلفية تهميشهن عن دوائر القرار، وضعف التمكين المؤسسي والمجتمعي.

وأوضحت، في حديثها للجزيرة نت، أن النظم السياسية في العديد من الدول الأفريقية "لم تُصمم" في الأصل لاحتضان القيادات النسائية، داعية إلى إصلاح عميق يشمل فتح المجال أمام النساء وتعزيز ثقافة المساواة.

ولفتت إلى ظاهرة تكليف النساء بالقيادة في أوقات الأزمات، كما حدث مع سيرليف، معتبرة أن ذلك يكشف في الوقت ذاته عن مدى قدرة النساء على القيادة في أصعب اللحظات، مطالبة بدعمهن في جميع الأوقات وليس فقط عند اشتداد الأزمات.

مقالات مشابهة

  • المملكة وبريطانيا توقعان اتفاقية "النقطة الأمنية الواحدة" لتعزيز تجربة المسافرين
  • ‏وزارة الداخليةالسعودية تستضيف وفدا أمنيا من سوريا للاطلاع على تجربة الأجهزة الأمنية في المملكة والاستفادة من خبراتها
  • أكاديمي: دقة اتخاذ القرار في الذكاء الاصطناعي تتجاوز 90%  
  • “الشهادة السودانية” هل تنجح في امتحان “الترتيبات الأمنية”..؟
  • توظيف الروبوت في التوعية الصحية بصور
  • أفريقيات في سدة الحكم.. تجارب رائدة وتحديات متجذرة
  • “KAAN” التركية تبهر العالم قبل الإقلاع الكبير.. مجلة أمريكية تُشيد بمقاتلة الجيل الخامس
  • مركبة مسروقة تتحول إلى ضمان مالي.. والأجهزة الأمنية تتدخل
  • رينارد: مواجهة ترينيداد مصيرية.. وعلينا أن نكون في قمة الجاهزية
  • شرطة ولاية الخرطوم وباسناد من القوات الأمنية المشتركة تفرض طوقا أمنيا بجهة الثورة الحارة (15) بمحلية كرري